حول مباراة الجزائر ومصر الفاصلة لتحديد الفريق المتأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010، تناولت بعض الصحف أخباراً ذات علاقة بالمباراة وتداعياتها، والتي تنذر بقطيعة بين البلدين، بالإضافة إلى أن بعض الصحف اتخذت طابعاً مهدئاً، في حين اتخذ البعض الآخر طابعاً تحريضياً.
القدس العربي
في لندن، كتبت القدس العربي تحت عنوان: “أنباء عن اعتزام بوتفليقة إعادة النظر في العلاقات الجزائرية المصرية بعد مباراة السودان” تقول:
“علمت ‘القدس العربي’ من مصدر حكومي أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة غاضب كثيرا مما وقع للمنتخب وأنصاره في القاهرة، مؤكدة أن بوتفليقة ينوي إعادة النظر في العلاقات الجزائرية ـ المصرية بعد المباراة الفاصلة في السودان.”
وأوضحت أن بوتفليقة أصيب بـ”صدمة” جراء ما حدث للمنتخب الجزائري وأنصاره في القاهرة قبل وأثناء المباراة.
وأضافت نقلاً عن المصدر الجزائري تأكيده “صحة ما نشر في بعض وسائل الإعلام بشأن اعتزام الفيفا نقل المباراة من القاهرة، وقبول بوتفليقة بالإبقاء عليها في العاصمة المصرية بعد مناشدة الرئيس مبارك له، وتعهده بحماية المنتخب والأنصار الجزائريين، ولكن بوتفليقة تفاجئ بتكرر الاعتداءات على الأنصار بشكل واسع في أعقاب المباراة.”
وفي الصحف المحلية في الجزائر:
النهار الجديد
كتبت النهار الجديد تحت عنوان: “في أغنية تجاوز فيها كل خطوط التطاول والهجوم على ثوابت الجزائريين.. المعتوه تامر حسني يتهكم على نشيد قسما وعلى رموز الدولة”، وقالت:
“تعدى الفنان المصري تامر حسني في أغنية سجلها في خضم الحرب المتفجرة بين المصريين والجزائريين، كل خطوط التطاول والهجوم على ثورة الجزائر، والمجاهدة جميلة بوحيرد ونشيد قسما الوطني. ورغم أن الأغنية لم تصدر بصفة رسمية، إلا أن الشباب المصري يتناقلها عبر بلوتوث الهواتف النقالة، ليدخل بذلك مطرب الجيل، كما يلقب نفسه، تامر حسني، المعركة ويسقط قناعه.”
وأقحم تامر حسني المجاهدة جميلة بوحيرد في الأغنية، ملمحا إلى أن مصر كرمتها بعمل قيم من توقيع يوسف شاهين، وكأن الجزائر لا تحتفي بأبطالها ومجاهديها، ووصل الوقح تامر حسني إلى التذكير بأن نشيد قسما لحنه مصري محمد فوزي، في تلميح منه إلى أفضال مصر على الثورة الجزائرية فنيا أيضا.”
الخبر
من جهتها، كتبت الخبر تحت عنوان: “روراوة يفتح النار على رئيس الاتحاد المصري ويؤكد.. أتمنّى أن يمثل سمير زاهر أمام لجنة الأخلاقيات للفيفا”، وقالت:
فتح رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، السيد محمد روراوة، النار مرة أخرى على رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر. مؤكدا أنه هو المتسبب الرئيسي في أحداث العنف التي عرفها اللقاء الأخير بين الجزائر ومصر بملعب القاهرة. وهي أعمال العنف التي تناقلتها مختلف القنوات الأجنبية والصحافة، وتعرض لها الفريق الوطني الجزائري والمناصرون الجزائريون في القاهرة.”
وأوضح روراوة سبب رفضه مصافحة زاهر خلال اللقاء الذي نظمه الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم على شرف بعثتي الفريقين، وأكد “أنه فعل ذلك لأن زاهر هو المتسبب الرئيسي في الجحيم الذي عاشه الفريق الوطني في القاهرة، والاعتداء عليه. وقد تمادى زاهر عندما أكد أنه سيناريو صنعه الجزائريون.”
الحوار
في مسعى منها للرد على الطرح المصري بأن مصر ساعدت على تحرير الجزائر، كتبت الحوار تحت عنوان “هكذا حررنا المصريون؟!”
“يبدو أنه حان الوقت لكشف المستور عن حقيقة الدور المصري في الثورة الجزائرية! فمثلا مصر تدعي أنها ضُربت من طرف فرنسا وبريطانيا وإسرائيل في 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر، بسبب المواقف المصرية من الثورة الجزائرية، لكن الحقيقة خلاف ذلك.”
وأضافت: “فقد قال المرحوم بومدين ذات يوم، بعد انقلاب التاسع عشر جوان 1965، إن مصر عبد الناصر هي التي استفادت من الثورة الجزائرية في تأميم القناة في 1956، وليس العكس. فقد رأت مصر أن فرنسا التي أكلت ‘طريحة’ عسكرية في الفيتنام في معركة “ديان بيان فو” الشهيرة التي قادها الجنرال جياب سنة 1954، قد تورطت في حرب الجزائر.”
وتابعت: “وهجومات العشرين من أغسطس/آب 1955 جعلت ناصر يستنتج أن فرنسا، المشغولة بحرب الجزائر، لا يمكنها أن تفعل شيئا إذا أممت القناة، أي أن مصر هي التي استفادت من الثورة الجزائرية، وليس العكس!”
أما الصحف المصرية:
الأهرام المصرية
كانت الأهرام الأكثر هدوءاً في التعامل مع تداعيات المباراة التاريخية، فكتبت تحت عنوان “خروج مشرف لمنتخبنا الوطني من تصفيات المونديال.. الجزائر تفوز1/ صفر في المباراة الفاصلة، وتمثل العرب في كأس العالم” تقول:
“خسر المنتخب الوطني بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، التي ذهبت إلى نظيره الجزائري بعد فوزه بهدف للاشيء في المباراة الفاصلة التي أقيمت مساء أمس ( الأربعاء) باستاد المريخ بأم درمان في السودان.”
وأضافت مبررة: “وقد تعرض المنتخب الوطني لبعض الظلم في ظل تحيز حكم اللقاء السيشيلي، إيدي ماييه، الذي لم يحتسب العديد من الأخطاء على لاعبي الفريق الجزائري، وكان متحاملا على لاعبي المنتخب الوطني.”
الدستور المصرية
من جانبها، كتبت الدستور المصرية تحت عنوان “نائب يتهم وزير الإعلام بتوظيف انتصار المنتخب لخدمة أهداف الحزب الحاكم” وقالت:
“تقدم النائب محمد العمدة بطلب إحاطة عاجل لرئيس الوزراء أحمد نظيف ووزير الإعلام أنس الفقي بشأن احتكار الأخير عرض مباراة مصر والجزائر على التلفزيون المصري، ومنع جميع القنوات المصرية الخاصة من عرض المباراة، أو حتى تصوير أفراح المصريين بالشوارع.”
وتابعت: “وأضاف النائب أن الوزير سعى لتوظيف انتصار المنتخب القومي لخدمة أهداف الحزب الحاكم، فبدلاً من أن تنقل الكاميرات ردود أفعال الجهاز الفنيـ بقيادة حسن شحاتة، راحت تنقل ردود أفعال وزير الصحة ونجلي الرئيس في المقصورة الرئيسية.”
المصري اليوم
ضمن حفنة من العناوين ذات العلاقة بالمباراة، كتبت المصري اليوم تحت عنوان “35 فنانا ومثقفاً يوقعون بيان وحدة مصر والجزائر، ويطلقون غروب فيسبوك لتهدئة الشعبين” وقالت:
“‘إلى من يهمه تاريخ أخوة وحب بين شعبين’، تحت هذا العنوان أصدر ما يقرب من 35 فناناً ومثقفاً مصرياً وجزائرياً وعربياً بياناً أكدوا فيه رفضهم للأحداث المؤسفة التي أعقبت مباراة المنتخبين المصري والجزائري. وانتقد البيان الدور السلبي الذي لعبته وسائل الإعلام في هذه الأزمة، والذي أدى إلى أحداث شغب وعنف بين شعبين شقيقين.”
وأضافت: “وطالب الموقعون على البيان الحكومتين المصرية والجزائرية بتحمل مسؤولياتهما تجاه شعوبهما، وإصدار بيان مشترك حول ما حدث خلال الأيام الماضية، يقطع الطريق على كل شامت.. وطالبوا أيضاً بالتحقيق مع وسائل الإعلام التي أثارت الفتنة بين البلدين، ومقاطعة هذه الوسائل.”
اليوم السابع
من جهتها، كانت اليوم السابع تحريضية وحولت الأنباء التي وقعت بعد نهاية المباراة إلى حرب حقيقية، عندما كتبت تحت عنوان “الجماهير الجزائرية تعتدي على الفنانين المصريين بالسودان”، وقالت:
“تعرض عدد من الفنانين المصريين لاعتداءات وحشية من الجمهور الجزائري في السودان عقب انتهاء المباراة الفاصلة، وتعرض الفنان هيثم شاكر لطعنة في الظهر بآلة حادة، فيما تعرض الفنان ماجد المصري وطارق علام ومحمد كريم، لتكسير السيارة التي كانت تقلهم إلى السفارة المصرية بالسودان، وقام الجزائريون بمطاردتهم بالسكاكين والسيوف.”
وتحت عنوان “إعلاميون: اعتداءات السودان موقف رسمي جزائري”، كتبت تقول:
“أكد عدد كبير من الإعلاميين المصريين، أن الاعتداءات التي قام بها الجمهور الجزائري على الجماهير المصرية في السودان لم تكن وليدة الصدفة، وإنما هو موقف رسمي من الحكومة الجزائرية إذ قامت الجزائر بتوفير طائرات حربية لنقل الجماهير إلى السودان قبل المباراة بعدة أيام.”
وأضافت: “وقال مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، إن الحكومة الجزائرية خصصت طيارات حربية لنقل البلطجية لقتل المصريين، داعياً إلى إعادة الحسابات، لأن ما يحدث ليس مباراة كرة قدم.
ومن العناويين التي نقلتها الصحيفة “سفير مصر بالخرطوم: استدعاء قوات لإنقاذ المصريين” و”الجبلى: جسر جوى لنقل “مصابي السودان” و”أنباء عن وفاة مشجع مصرى بالسودان بعد اعتداء الجزائريين” و”الفقى: إرسال قوات مصرية للسودان لحماية أبنائنا” و”شفيق: 9 طائرات لنقل المصريين المحتجزين بالسودان.”
cnn
وزير الخارجية المصري يؤكد ان هناك جهات اجنبية تسعى لتعميق الخلاف بين مصر و الجزائر
صرح وزير الخارجية المصري السيد أحمد أبو غيط يوم الثلاثاء بالقاهرة ان هناك جهات أجنبية تسعى لتعميق الخلاف بين مصر و الجزائر.
و أعرب وزير الخارجية المصري في تصريحات صحفية عن اعتقاده أن “اعلاما خارجيا كان يسعى للعيش على هذا التوتر بين البلدين”.
و في رده على سؤال حول مصلحة الطرف الثالث الذي يشير اليه قال السيد أبو غيط “لدينا شكوك بان هناك جهات خارجية تسعى لزرع الفتنة بين الجانبين” الجزائري و المصري.
و أكد الوزير اتفاقه مع نظيره الجزائري السيد مراد مدلسي على “ضرورة أن يتبنى الاعلام في البلدين سياسات ايجابية تؤدي الى وقف هذا التهريج و تسيطر على الموقف” مشيرا الى أنه تلقى “تأكيدات” من نظيره الجزائري بأن “السلطات الجزائرية اتخذت كافة الاجراءات التي تؤمن المصريين الموجودين في الجزائر”.
و قال السيد ابو غيط أن وزير الخارجية الجزائري “أكد له خلال اتصال هاتفي أن السلطات الجزائرية سوف تسعى و بقوة لتأمين المصريين” مضيفا أن “لا نية على الاطلاق لدى الحكومة المصرية لتشجيع الشركات المصرية للخروج باستثماراتها من الجزائر”.
و كانت وزارة خارجية مصر قد نفت ما تردد عن قيام وزارة العمل الجزائرية بترحيل مجموعة من المصريين العاملين في الجزائر على خلفية الأحداث التي سبقت مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين.
و أعرب وزير الخارجية المصري عن “ثقته” في السلطات الجزائرية و في اجراءاتها لحماية المصريين في الجزائر سواء في أماكن عملهم أو في أماكن اقامتهم مشيرا الى أن هناك “تأكيدات” من المسؤولين الجزائريين في هذا الصدد.
و بدوره قال المتحدث باسم الخارجية المصرية السيد حسام زكي أن ما أوردته بعض مواقع الانترنت “غير صحيح”.
(واج)
بعد المباراة
هنأ الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، المنتخب الوطني بعد تأهله لنهائيات كأس العالم، إثر فوزه المثير على شقيقه المصري.
وخرجت الجماهير الجزائرية، في كافة المدن الجزائرية وفي العديد من المدن الفرنسية، تحتفل بتأهل منتخبها، ليصبح الممثل الوحيد للعرب في بطولة كأس العالم المقبلة.
وفي الخرطوم، انطلقت المئات من السيارات في مسيرات احتفالية بتأهل المنتخب الجزائري.
وكانت أكثر من 52 رحلة جوية قد انطلقت من الجزائر الأربعاء باتحاه الخرطوم لنقل أنصار المنتخب الجزائري، حسبما أعلن المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية عبد الوحيد بوعبد الله.
في الخرطوم
كشفت أنباء عن وقوع إصابات بين مشجعي المنتخب المصري إثر “تحرشات” من أنصار المنتخب الجزائري، في أعقاب المباراة، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نبأ بوقوع “اعتداءات على الجمهور المصرى بالخرطوم.”
ثم أشارت إلى أن الرئيس المصري، حسني مبارك، يتابع تطورات وضع المشجعين المصريين بالسودان، لتنقل لاحقاً تأكيدات على لسان وزير الصحة المصري مفادها أن إصابات المشجعين المصريين فى السودان طفيفة.
هسبريس