في ظل متابعتنا لجديد التصريحات وردود الأفعال حول مباراة مصر والجزائر الأخيرة في أنغولا 2010, والإنتقادات التي وجهت لتحكيم القابلة المصرية الجزائرية.
سيدي الحكم..نسيت ان تطرد نفسك!
رغم ان نتيجة المباراة جاءت لصالح مصر وبهزيمة مريرة للجزائر، اثبت الاعلام المصري أنه صار عبئا على أي قضية يتناولها.
المعلق الجزائري فوق العادة حفيظ الدراجي قدم صورة رائعة للاعلام العربي ونحن مدينون له، بانه الحكم الاول في العالم العربي الذي ينادي الحكم: “بسيدي الحكم”، و”الحكم دائما على حق”!
تعلمنا من ساداتنا المعلقين ان ينادوا الحكم الكروي باقذع الصفات، كنا نشاهد دائما كيل الشتائم تتوالى على الحكام، ما حصل في مبارة نصف النهائي الافريقي بين مصر والجزائر، كان مثيرا للاستغراب، ومع ذلك ظل المعلق الجزائري متماسكا حتى وصل الى طرد اللاعب الثالث حارس المرمى بسبب احتكاك طبيعي كما طرد من قبله لاعبين باحتكاكات فنية، وليست شخصية من النادر جدا ان تحدث فيها حالات الطرد، وتقبل المعلق الجزائري اول الامر ركلة الجزاء وهو يقول للاعب الجزائري المتسبب بالركلة والطرد: “نرجوك هناك حكم واحد في المباراة انت لست حكم انت لاعب”.
لم نشاهد المعلق الجزائري حفيظ منفعلا الا عندما عاد اللاعب الجزائري بعد الطرد الثالث بروح رياضية ليصافح الحكم، فاشار عليه الحكم بالرفض وباشارة استفزازية تفتقد لكل مظاهر الروح الرياضية وخصوصا اذ تصدر من حكم يفترض بحياديته وابتعاده عن الاستفزاز. قال حفيظ الدراجي بكلام منتهى الادب والذوق: “نتمنى على ادارة حكام افريقيا وهذا ما يجب ان توجه له انذارا على تصرفه غير اللائق بعدم مصافحة اللاعب؟”
كنت بالفعل اتمنى على حفيظ الدراجي ان يقول له ويشفى ما في الصدور، “يا سيدي الحكم، طردت ثلاثة لاعبين جزائرين بغير وجه حق وباجندة لا نعلمها، لكنك نسيت ان تطرد نفسك..بتصرفك غير اللائق كنت الاجدر بالطرد يا سيدي الحكم..!”
***
جرت المباراة بروح رياضية ايجابية، من قبل اللاعبين جميعا المصريين والجزائرين، لم تكن ثمة منغصات اخرى غير تصرف الحكم هذا وتصرف الاعلام المصري الفضائي الذي بدأ بمجرد انتهاء المباراة يبث سموما تثير الاشمئزاز نقول له: “لقد فزتم فماذا تريدون بعد ذلك”.
سمعت على قنوات النايل سات ومودرن الرياضية والحياة ما يدمى القلب بينما انحازت فضائية الجزائر للنواحي الفنية وتحفظت على اداء المنتخب الجزائري. على الفضاء المصري الامر كان جد مختلف. معلق رياضي مخضرم مصري، وكبير في العمر، يعيد هدف مصر الاول من ركلة جزاء فيقول موجها كلامه لحارس مرمى الجزائر: “المتخلف ده الغبي بيعترض على ايه “، فيما يتصل مع فنان مصري معروف كنا نشاهده ونعجب بتمثيله فيقول: “المباراة دي اساءة للجزائر كلها كان مفروض ينطرد كل الفريق مش تلاتة..!!!”
لا اعرف ماذا يريدون واين يتجهون!
كانت الامور تتجه الى التهدئة العامة قبل بدء المباراة، وكانت فرصة سانحة للانتماء، فقدها الاعلام الفضائي المصري الذي اراه صار عبئا ثقيلا على التضامن العربي، فيما يجد العرب المصريون من الغارقين في عروبتهم ضالتهم القومية على الفضائيات غير المصرية، وهو ما شاهدناه في البرنامج الخاص مع الاعلامي طالب كنعان على العربية اذ تحدث احد القوميين العرب وعاب على الاعلام المصري كما الجزائري ما حدث، وما صدر عن فنانين مصريين محترمين مثل محمد صبحي ومحمد منير على فضائيات عربية غير مصرية، بينما ذهبت الفضائيات المصرية الى تسقط الفنانين الذين لا يمتلكون الحد الادنى من الاعراف القومية، ينعقون هنا وهناك، ولا تجد الفضائيات المصرية حرجا في تسقطهم كما كانت تفعل في حصار غزة والجدار الذي يضع حدا بين مصر وقوميتها، وبدا بدا واضحا للجميع اليوم ان الفضائيات المصرية التي صارت بالفعل عبئا ثقيلا على التضامن العربي لا تصلح الا لمسلسلات يحيى الفخراني وصلاح السعدني التي تحضا بمشاهدة عربية واسعة، ولا تصلح لغير ذلك في شيء.
لو قدر للفريق المصري ان يفوز في المباراة الاخيرة وينتزع اللقب للمرة الثالثة تباعا، فلا نختلف على انه فريق مؤهل وكبير وظهر بتماسك واضح خلال البطولة مع مدربه حسن شحادة، وهذا الكلام سمعته من التلفزيون الجزائري مباشرة، لكن نحن امام فوضى ثقافات وطنية وقومية، ليست دون تصرف الحكم البيني المشين، واقتبس من كلامك يا سيدي حفيظ الدراجي اخيرا فاقول: “كان على الحكم ان يطرد نفسه وكان الاعلام المصري يمتلك فرصة للصمت يكسب احترام الناس لكنه فقد هذه الفرصة ولحق بالحكم البيني..!”
محمد حسن العمري
الصحافة الجزائرية: الحكم المهزلة هزم الجزائر
الصحف الجزائرية تتهم كودجا بإقصاء المنتخب الجزائري أمام نظيره المصري، والجماهير تحتفي بفريقها رغم الخسارة.
أجمعت الصحف الجزائرية الصادرة الجمعة على اتهام البنيني كوفي كودجا حكم مباراة منتخب بلادها امام مصر الخميس في بنغيلا في الدور نصف النهائي لكأس الامم الافريقية لكرة القدم، باقصاء الجزائر من المنافسة.
وعنونت صحيفة “الخبر” مقالها: “الحكم كوفي كودجا يقود مصر الى المباراة النهائية” لكأس الامم الافريقية، مضيفة “فشل المنتخب الوطني في بلوغ المباراة النهائية الثالثة في تاريخه، لا يعود الى ضعفه امام مصر التي هزت شباكه 4 مرات في مباراة لا تشبه المباريات الاخرى، بل الى لاعب اسمه كوفي كودجا”.
اما صحيفة “الوطن” فكتبت “الرأس مرفوعة على الرغم من كل شىء”، واعتبرت بان التحكيم “كان كارثيا”.
واضافت ان كودجا بطرده ثلاثة لاعبين بينهم حارس المرمى، قضى على احلام “الخضر” و”لطخ سمعة التحكيم الافريقي على الخصوص وكرة القدم الافريقية بصفة عامة”.
واعتبرت الصحيفة بان “الخسارة الثقيلة التي مني بها المنتخب الجزائري تعود ايضا الى التعب المتراكم الذي عانى منه اللاعبون في بطولة تقام في ظروف سيئة”، مشيرة الى انه “يجب التركيز الان على المونديال”.
وتابعت “المنتخب الجزائري حقق هدفه المنشود في كأس الامم الافريقية عن جدارة بما انه بلغ الدور نصف النهائي. هذه البطولة كانت مرحلة اعدادية للمونديال”.
وكانت الجزائر حجزت بطاقتها الى المونديال للمرة الاولى منذ 1986 والثالثة في تاريخها بعد عام 1982، وذلك بفوزها على مصر 1-صفر في المباراة الفاصلة في السودان في 18 تشرين الثاني/نومفبر الماضي.
وبخلاف ما كان يتوقعه البعض، شهدت الشوارع بعد اطلاق الحكم البينيني كوفي كوجيا صفارته معلنة نهاية اللقاء والإقصاء المر برباعية نظيفة أمام “الفراعنة” محتفلين بمنتخبهم الوطني و مساندين له في كل الأحوال بعد أن أمتعهم في المباريات التي سبقت الدور النصف نهائي.
وقال عدد من المحتفين، إن سبب فرحتهم يعود إلى أنه منذ 20 سنة لم تبلغ الجزائر الدور النصف النهائي لأمم أفريقيا، ومنذ 24 سنة أيضا لم تبلغ المونديال وها هي الانجازات قد توالت على محبي “محاربي الصحراء.”
فمن العاصمة الجزائر، مرورا بغرب البلاد وهران وشرقها عنابة ، نزولا إلى جنوب البلاد مرورا بسطيف وقسنطينة وتبسة، إذ خرج الصغار و الكبار محتفلين بأسود الجزائر و شبانها الذين ردوا للخضر مكانتهم، حيث توشحوا بالأعلام الوطنية وردوا شعارات وأهازيج مساندة للمنتخب والمدرب رابح سعدان.
كما خرج بعضهم إلى الشوارع حاملين البطاقات الحمراء في إشارة واضحة إلى أن المنتخب الوطني لم ينهزم في الميدان، و بأن المنتخب المصري لم يكن ليفوز بتلك الطريقة لولا ما وصفوه بـ”هدايا الحكم و مهزلته” خلال اللقاء بعدما حرم المنتخب الجزائري من 3 لاعبين أساسيين و طردهم بطريقة اعتبروها “غريبة.”
ميدل ايست اونلاين