استكشاف دور النقل في تحسين جودة اللوجستيات: دراسة حالة ميناء مستغانم

المبحث الثاني: مكانة النقل في تحسين الجودة اللوجستية

إنّ النقل هو المحرك الرئيسي للوجستيك بحيث يقوم بربط مناطق الإنتاج بمناطق التوزيع، فهو يحتل المرتبة الأولى بتكاليف اللوجستيك، ومن خلال هذا المبحث سنتطرق إلى النقل من المنظور اللوجستي وأهميته وفق هذا المنظور، وهذا في مطلبين كما يلي:

المطلب الأول: : تعريف النقل من المنظور اللوجستي وأهميته في سلسلة اللوجستيات

الفرع الأول: تعريف النقل من المنظور اللوجستي

طبقا للمفهوم الشامل للوجستيك فإن النقل يعني تحريك المواد و المستلزمات من

الموردين إلى المشروع مرورا بالنقل الداخلي للمشروع و مناولة المواد من المشروع إلى

العملاء، و على ذلك يمكن القول أّنّ النقل من أهم الأنشطة في نظام اللوجستيك الشامل حيث يحقّق الترابط بين المنشأة و مورّديها و أسواقها و أيضا فروع ونقاط المنشأة.

الفرع الثاني: موقع و أهمية نشاط النقل في سلسلة اللوجستيات

يعتبر النقل أهم أنشطة سلسلة اللوجستيات، و يشكل النقل من ثلث إلى ثلتي التكاليف الكلية لسلسلة اللوجستيات¹، فتكاليف النقل تحتل نسبة ملموسة من تكاليف النظام اللوجستي ككل و تشير نتائج إحدى الدراسات بأن تكاليف الأعمال اللوجستية الأساسية، يمكن تصنيفها على الوجه التالي:

و تأتي أهمية نشاط النقل من كونه الأداة الأساسية التي يمكن بها تحريك السلع و المواد الخام من مكان إنتاجها إلى مكان استخدامها، و لا يستطيع أي مشروع أن يعمل أو ينتج بدون

النقل، فإذا لم تتوافر وسائل النقل في وقت ما لمشروع ما³، ستكون النتيجة عدم قدرة

المشروع على خدمة الأسواق التي تعوّد أن يخدمها، بالإضافة إلى تكدّس السلع المنتجة لديه و تعرّضها للتلف، هذا إلى جانب عدم القدرة على الحصول على المواد الخام و قطع الغيا ر اللازمة للإنتاج.

المطلب الثاني: علاقة اللوجستيات بالنقل

النقل هو أساس العملية اللوجستية أي أنه إذا لم يوجد نقل لا يوجد لوجستيات بمعنى آخر

كما يوضح الشكل الموالي ارتباط النقل بالعمليات اللوجستيية.كما

اللوجستيات ،

نواة

فإنه

يجب على مشغلي اللوجستيات أن يكونوا على دراية تامة بالتأثيرات الاجتماعية و البيئية

لعمليات توزيع البضائع والتي سنشرحها فيما يلي:¹

[8_img_1]

المصدر:

الشكل :01 مصفوفة كيرني اللوجستية

الفرع الأول: النقل و المجتمع:

-1 التأثيرات الاجتماعية: مثلا في أوقات معينة تحتاج كثافة منتج معين )مثلا

الفوانيس(خلال شهر رمضان.

-2 التأثيرات البيئية: تأثير عملية النقل على البيئة من تلوث و الضغط على البيئة نتيجة

توزيع هذه المنتجات و تأثير المناخ في الطلب على المنتجات.

و من الأدوار الهامة جدا و القريبة لمديري اللوجستيات التوزيع هي القرارات الحاسمة التي نذكر منها ما يلي:

• تخطيط نظام التوزيع بالنسبة إلى شبكة عمل الشركة، أي توازن حسب القوى الشرائية لمواقع الاستهلاك )التوزيع(حتى تتعّرف على المزيج التوزيعي الأمثل.
• عملية التخزين و النقل في الحجم؟ و الكيف؟ و أين؟ و ماهي الكمية؟
• استخدام الطرق البرية )اختيار الطريق الأمثل أو الطرق المثلى لعملية التوزيع.(
• مواقع الشحن و تسهيلات التفريغ، أين يتم الشحن و أين يتم التفريغ؟
• الترويج لمنتج جديد: يجب تنظيمه و تخطيطه أي أن جميع القرارات مرتبطة مباشرة بالتخطيط و السياسة و المجتمع )أيّ تطوير يمكن أن يحدث في اللوجستيات أو النقل يكون له تأثير سياس ي و إجتماعي و إقتصادي(

– مديري التشغيل دائما يحاولون تطوير مفهوم اللوجستيات أو مفهوم النقل لأن هذا سوف

يعود على المستهلك و إقتصاديات الدولة، كما قد يأتي التطوير في اللوجستيات بمزايا إضافية للمستهلكين و الاقتصاد و المنتجين من حيث:

• تخفيض الأسعار: سعر الوحدة سوف يقل نتيجة ترشيد التكاليف )من حيث زيادة حجم الإنتاج، و نقل البضائع بكميات كبيرة(.
• التطوير في الجودة وجودة البضائع: ناتج عن سرعة تدفق المعلومات مع ثبات السعر وانخفاض التكلفة يستطيع المنتج تطوير جودة منتجاته لاكسابها ميزة تنافسية، مع توفير
• التأثير على المنتج والبيئة المحيطة:نعلم أنّ هناك عرض وان هناك تدفق من السلع وبالتالي عدم توفر المنتج سوف يؤدي إلى المشاكل.
• زيادة في حجم الصادرات : نتيجة ما سبق من تخفيض اسعار مع زيادة في الجودة يؤدي الى دعم القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية في الاسواق الخارجية، مما يترتب عليه زيادة الصادرات و تحسن الوضع الاقتصادي خصوصا في ظل العولمة و الجات و التكتلات الاقتصادية ¹.

الفرع الثاني: يوفر مفهوم اللوجستيات الان مفهوم اخر لنظام التفكير:

كان هناك منافسة بين وسائل النقل )بري –بحر ي-جوي( بعد ذلك حدث تكامل بين

وسائل النقل ،نقل متعدد الوسائط (من الباب إلى الباب ) وذلك لإشباع حاجات المستهلك

والصانع، بعد ذلك بدأ مفهوم اللوجستيات يأخذ بعد جديد وبدأ التفكير في النقل بأسلوب مختلف حيث أنّ النقل له مفهوم تسويقي أو تأثير تسويقي، الدولة التي لا يوجد بها نقل جيد

أو كاف ، لن تستطيع ان تتعايش في ظل النظام الإقتصادي العالمي الجديد.

ولذلك يجب على كل دولة ان تكون لها قدرة تصديرية و لن يأتي ذلك الا عن طريق شبكة نقل جيّدة وقوة نقل كافية وعليه فان التحدي في أسلوب إشباع رغبات المستهلك في مناخ مقبول للاتجاه الحديث يضيف أبعاد جديدة لإدارة اللوجستيات في القرن القادم حيث ان النقل يمثل الأساس فيه. ²