استكشاف تأثير النقل البحري على جودة اللوجستيك في ميناء مستغانم

تكشف هذه الدراسة كيف يمكن أن يسهم تحسين النقل البحري في الجزائر، من خلال تحليل حالة ميناء مستغانم، في تعزيز جودة العمليات اللوجستية. هل يمكن أن يكون النقل الفعال هو المفتاح لتحسين الخدمات اللوجستية في البلاد؟

استكشاف تأثير النقل البحري على جودة اللوجستيك في ميناء مستغانم

تمهيد:

يعتبر قطاع النقل قطاع اقتصادي قائم بذاته يقدم خدمة ضرورية للمجتمع سواء كان نقل البضائع أو المسافرين، كما أنه يعتبر أساس الحياة الاقتصادية والاجتماعية، حيث يقاس

تقدم الأمم بمدى فعالية نظام النقل فيها وتلبيته لحاجة المواطنين واحتواءه لمختلف شروط

الراحة والأمن وسرعة الأداء ،فالنقل يعتبر أحد الأنشطة المتداخلة بشكل مباشر في الحياة

اليومية، وتختلف وسائله باختلاف الأنماط التي تتمثل في النقل البري والبحري والجوي وبناء على ذلك سوف يتم التطرق في هذا الفصل إلى عرض مقاربة نظرية حول النقل

وعليه تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين كالتالي:

المبحث الأول ماهية النقل.

المبحث الثاني أنواع النقل والعوامل المؤثرة فيه.

المبحث الأول ماهية النقل

إن المقاربة المفاهيمية لنشاط النقل لها من الأهمية بما كان لفهم جوانب هذا القطاع ـ

تاريخ

مفاهيم عامة متعلقة بالنقل من تعريف و

وعليه من خلال هذا المبحث سنتطرق إلى نشأة وخصائص وهذا في مطلبين كمايلي: المطلب الأول تعريف النقل وتاريخ نشأته الفرع الأول تعريف النقل

هناك عدة مفاهيم للنقل أبرزها :

أولا: التعرف اللغوي

– النقل لغة من نقل ينقل نقلا، نقل الشيء أي حوله من مكان لمكان، نقل الكلام أي رواه

عنه1.

_ و عرف مجمع اللغة العربية النقل على أنه العملية التي يتم بها تغيير مكان السلع و

الأشخاص و لها وسائل عدة في البر و البحر و الجو.2

ثانيا: التعريف القانوني:

تطرق المشرع الجزائري لتعريف النقل نظرا للأهمية التي يحققها في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية الاجتماعية، السياسية و حتى العمرانية، حيث حدد مفهوم النقل حسب نص

بأنه “كل نشاط يقوم من خلاله شخص طبيعي أو

13-01

من القانون رقم

المادة 02

اعتباري بنقل أشخاص أو بضائع من مكان إلى آخر عبر

الطريق أو سكة حديد على متن مركبة ملائمة.”3

من خلال هذا التعريف تم التأكيد على ضرورة أن يتم النقل عن طريق مركبة تتوفر على شروط معينة دون تحديدها، مع إضفاء الصبغة القانونية لنشاط النقل حتى يتمتع بالعناية و الحماية القانونية اللازمة .

عامة حول النقل

من الملاحظ أن التعريفين السابقين للنقل تم التركيز فيهما على المنفعة المكانية للسلع و الأشخاص التي تحققها وسائل النقل .

ثالثا: التعريف الاقتصادي

هناك مفهوم للنقل من المنظور الاقتصادي، حيث و بالرغم من وضوح مسألة النقل

للوهلة الأولى من حيث دلالته، إلا أن تعريفات المختصين تباينت واختلفت، إذ يرى “هانز

أدلر” الخبير في شؤون النقل لدى البنك الدولي للإنشاء و التعمير) BIRD ( أن النقل” يعبر

عن خدمة أو حدث لإيصال مراكز الإنتاج و المناطق الآهلة بالسكان مع بعضها، أي مع مراكز الاستهلاك.”1

في تحليل لهذا التعريف يتبين أن أدلر ركز فيه على مسألة العلاقة بين الإنتاج و الاستهلاك

كما طرح في نفس الوقت جانب الاتصال بين المناطق الآهلة بالسكان، مؤكدا من خلال ذلك على دور النقل في التطوير الحضاري و توسيع السوق أو تسهيل الانسياب إلى أبعد مدى للمنتجات و الأشخاص .

رابعا: المفهوم الإجرائي للنقل

تعددت تعاريف النقل التي قدمها باحثون ينتمون إلى مختلف المدارس التي تناولت فيها نشاط النقل باعتباره أحد أشكال الفعالية البشرية المرتبطة بمستويات متنوعة من التنظيم

و التقنيات المتنوعة وباستقراء المعاني التي تناولها هؤلاء الباحثين، يمكن لنا الحصول على

صياغة شاملة و متكاملة لمفهوم النقل على أنه “أحد فروع النشاط الاقتصادي و الاجتماعي

و الخدماتي، يهدف إلى تسهيل انتقال الأشخاص و نقل المنتجات من مكان إلى آخر

،باستخدام و سائل نقل مختلفة وفق متطلبات الإنتاج الاجتماعي المرتبط بتقسيم العمل و

مستلزمات سد الحاجات المادية و الاجتماعية للسكان و هو يساعد في توحيد السوق و توسيع العمران و يسهل تبادل خبرات الحياة الاجتماعية و التواصل الحضاري2

عامة حول النقل

بالإضافة إلى هذا التوافق من حيث المفهوم العام للنقل يمكن أن نشير إلى اختلاف

واقع بين علماء الاقتصاد في تصنيف طبيعة النقل فيما إذا كان صناعة أم خدمة، فاتجه

البعض إلى أنها وسيلة أيا كان نوعها تعتبر من الخدمات باعتبار أن تشغيل أي وسيلة من

وسائل النقل لا ينتج عنها منتج يمكن استهلاكه في حين ي ارها البعض الآخر كصناعة

باعتبار أن صفة الصناعة لا يعني خلق مادة في صورة منتج صناعي و لكن الصناعة قد

تكون في أي شكل يحقق منفعة عامة و خاصة ، فنقل منتج يتم استهلاكه فور توفره و لا

يمكن تأجيله أو تخزينه، و بذلك فالمنتج في صناعة النقل هو توفير المكان.

الفرع الثاني النشأة و التطور التاريخي للنقل

عرف الإنسان النقل منذ بداية الحياة الإنسانية، حيث عرف النقل تراكما تاريخيا يمكن

ذكر أهم محطاته من خلال المراحل التالية :

أولا: بداية النقل

خلال 990 ألف عام الأولى من وجود الإنسان على وجه الأرض لم يحدث أي تقدم

في وسائل النقل حيث كان الإنسان ينتقل من مكان لآخر على قدميه، حاملا حاجاته في يديه،

و خلال العشرة آلاف سنة الأخيرة بدأ الإنسان يستخدم الحيوان كوسيلة نقل و مازال حتى

الآن في بعض الأماكن من العالم، و منذ ثلاثة أو أربعة آلاف سنة عرف الإنسان الطوف و القارب، و جاء بعد ذلك الشراع كأول أداة لتطويع قوى الطبيعة، و يعتبر اكتشاف العجلة

بمثابة الثورة الأولى في مجال النقل، و التي بدأ تطورها منذ حوالي خمسة آلاف سنة، و قد

ظل الشراع و العجلة يستخدمان بقوة الرياح و العضلات ما يقارب من خمسة آلاف سنة أو أكثر.

ثانيا: عصر القوة الميكانيكية

بدأ عصر القوة الميكانيكية مع بداية القرن الـ 19، فقامت السفن التجارية و القاطرات

البخارية بخدمة النقل في هذا القرن، تلا بعد ذلك ببضع سنوات آلات الاحتراق الداخلي

عامة حول النقل

فخلقت بعدا جديدا في عملية النقل1 و يرجع الفضل في ذلك إلى بريطانيا مهد الثورة

الصناعية2، كما أدى تحسين الطرق و تقدم صناعة السيارات إلى وضع العالم على إطارات

هذا و قد شهد العالم سنة 1954 أول

من المطاط، ثم استخدام الإطارات الهوائية عام 1888

غواصة تستخدم الطاقة النووية.3

ثالثا: النقل الجوي في عصر ما فوق سرعة الصوت

قبل 400 سنة اكتشف الصينيون الطائرة الورقية، و لقد كان لنجاح هذه المحاولة دور كبير في تشجيع الإنسان على الطيران، إن أول تجربة ناجحة للطيران بالبالون في 18 أوت

1709 قام بها مارتوميدي و في 1783 قام كل من جوزيف و جاك باختراع منطاد يعمل

على الهواء الحار ،لينجح الأخوان رايت سنة 1903 من صناعة نموذج طائرة يمكن الإنسان من الطيران، لتستخدم الطائرة النفاثة في عام .19314

رابعا: عصر الفضاء

تم اجتياز آخر حاجز للتحرك نحو آفاق جديدة بإرسال مركبة إلى الفضاء

SPUTNIK لتدور حول الأرض سنة 1957، و بعد ذلك أرسل أول رجل ليدور في

الفضاء الخارجي و يعود إلى الأرض سنة 1961 و في عام 1964 هبطت سفينة الفضاء

القمر على RANGER VII.5

المراجع

  1. مصطفى يوسف كافي ،إقتصاديات النقل و التنمية في إطار ضوابط التنمية المستدامة، ألفا للنشر و التوزيع الطبعة الأولى، قسنطينة الج ازئر ،2017، ص 20
  2. سعيد عبده، جغارفيا النقل مغازها و مرماها، مكتبة الأنجلو للنشر، مصر، 2007، ص 42
  3. القانون رقم 13-01 المؤرخ في 17 جمادى الأولى عام 1422 الموافق 7 غشت سنة 2001، يتضمن توجيه النقل البري و تنظيمه، ص 44 .
  4. هاتز ادلر ،التخطيط في قطاع النقل و مشاريع النقل، ترجمة عبد القادر ولي، بغداد ،1970، ص 7 .
  5. مصطفى يوسف كافي، المرجع السابق، ص 27 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.