تستعرض المقالة آفاق مستقبلية لدور القاضي الجزائري كيف يمكن للقاضي الجزائري تعزيز فعاليته في المنازعات الجمركية من خلال فهم أعمق للجزاءات والإثباتات. هل ستؤثر هذه التوجهات على تحقيق العدالة الجمركية في الجزائر؟
-(1) ﺩ/ ﺃﺤﺴﻥ ﺒﻭﺴﻘﻴﻌﺔ : ﺍﻟﻭﺟﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺹ .260
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ 2 : ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ :
ﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻇل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭ ﻓﻲ ﻇل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺋﺭﻱ.
ﺍﻟﻔﺭﻉ 1 : ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻇل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ.
ﻟﻘﺪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ، ﻭ ﺘﺘﻤﺜل
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ 432 ﻭ 432 ﻤﻜﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺭﻧﺴﻲ ،
ﻭ ﻜﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﻭﻧﺴﻲ، ﺤﻴﺙ ﺘﻁﺒﻖ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺢ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ ، ﻭ
ﺘﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﻟﻠﻘﺎﻁﻲ ﻭ ﺃﺨﺮﻯ ﺠﻭﺍﺯﻴﺔ ﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻬﺎ ﻟﺘﻘﺩﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻁﻲ.
ﺃﻭﻻ : ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ
ﻭ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ :
-1 ﻋﺩﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺭﺼﺔ ﻭ ﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻋﻭﻥ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺃﻭ ﻭﺴﻴﻂ.
-2 ﻋﺩﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﻭﻴﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﺸﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺘﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﻤﺎ ﻟﻢ ﺘﺭﻓﻊ ﻋﺩﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ : ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﺯﻴﺔ
ﻭ ﻫﻲ ﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﻴﺘﺭﻙ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺼﺭﻳﺢ ﺒﻬﺎ ﻟﺘﻘﺩﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻁﻲ ﻭ ﺘﺘﻤﺜل :
-1 ﺍﻟﺤﻅﺭ ﺍﻟﻤﺅﻗﺖ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺃﻱ ﻤﻬﻨﺔ ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺤﺭﺓ.
-2 ﺘﻭﻗﻴﻑ ﺭﺧﺼﺔ ﺴﻴﺎﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻟﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻭ ﻴﺟﺪﺭ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺭﺩﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻔﻖ ﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ ، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻤﺴﺎﻴﺮﺗﻬﺎ ﻟﻺﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ.
ﺍﻟﻔﺭﻉ 2 : ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻇل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﺯﺍﺋﺭﻱ :
ﻟﻘﺪ ﻜﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ ﻗﺒﻞ ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﺒﻤﻭﺟﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ 1998 ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ
ﺘﺤﺖ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﻀﺎﻓﻴﺔ ﻤﻦ 332 ﺇﻟﻰ 334 ﻕ ﺝ ، ﻏﻴﺮ ﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﻗﻠﺹ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﻭ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 329 ﻭ 330 ﻕ ﺝ .
ﺃﻭﻻ : ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺘﻌﺩﻴل .1998
ﻟﻘﺪ ﺘﺠﺎﻫل ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻗﺒﻞ ﺘﻌﺩﻴل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ ﺴﻨﺔ 1998 ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ، ﻭ ﺍﻜﺘﻔﻰ ﺒﺎﻟﺠﺰﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ :
– ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻦ ﺍﻹﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻦ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ. – ﺴﺤﺏ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻭﻜﻴل ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ.
– ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﺘﻬﺩﻳﺪﻳﺔ : ﻭ ﻫﻲ ﺠﺯﺍﺀ ﺫﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺭﺃﻱ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ، ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ
ﺇﺭﻏﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺼﻴﺎﻉ ﻟﻤﺎ ﻴﺄﻤﺮ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻓﺭﻧﺴﺎ
ﻴﻌﺘﺒﺭﻫﺎ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺠﺯﺍﺋﻴﺔ ، ﺤﻴﺙ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ :
« cette condamnation pécuniaire constitue une peine complémentaire elle ne serait être prononcée au mépris du principe de la personnalité des peines contre des personnes étrangères à l’infraction à l’occasion de laquelle elle a pu être encourue ….le caractère pénale de l’astreinte douanière résulte de son objet même puisque cette dernière vise à remettre à l’administration des douanes des documents permettant de constater une infraction aux réglementations en matière de douane ou de réglementation des relations financières »(1).
ﻓﻲ ﺤﻴﻦ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺃﺤﺴﻥ ﺒﻭﺴﻘﻴﻌﺔ ﺃﻨﻪ ” ﻟﻴﺱ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﻨﺯﻉ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻋﻥ
ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل ﺍﻟﺠﺯﺍﺋﻴﺔ ﺠﺯﺍﺀ
ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ ﻭ ﺇﻀﻔﺎﺀ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺭﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻹﺭﻏﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻹﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻌﻤل ﻫﻭ
ﻤﺩﻨﻲ ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻪ.” (2)
ﺜﺎﻨﻴﺎ : ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺘﻌﺩﻴل :1998
ﻟﻡ ﻴﺄﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺒﻌﺩ ﺘﻌﺩﻴل 1998 ﺒﺸﻲﺀ ﺠﺩﻳﺪ ﺒل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻠﺹ ﻤﻦ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﺒﺈﻟﻐﺎﺀ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 334 ﻕ ﺝ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﻨﻊ ﻤﻦ ﺍﻹﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻦ ﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﻭل
ﺍﻟﻤﺅﻗﺖ ﺃﻭ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﻭﺭ ﺃﻭ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺩﻉ ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﺜﺒﺖ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﺃﻨﻪ ﺃﻓﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺃﺤﺩ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻭﻗﻔﺔ ، ﺤﻴﺙ ﺇﻜﺘﻔﻰ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﻭﺟﻭﺩﺓ ﺘﺤﺖ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ ، ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺒﺩل ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﺴﻨﺩ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺒﻭﺛﻴﻘﺔ ﻤﻤﺎﺛﻠﺔ ﺃﻭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ
ﻓﻲ ﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺩﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ، ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺭﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
330 ﻕ ﺝ.
ﻭ ﺘﺭﺘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺋﺭﻱ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺭﻧﺴﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻭﻧﺴﻲ
ﻟﻢ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻘﺖ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺘﺣﻘﻖ ﺍﻟﺭﺩﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻔﻖ ﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ.
(1)-Collection des juris-classeurs, fondateur : j-labic- juris- classeur , Groupe Lexis Nexis – Edition du juris- classeur 2002 p 228.
-(2) ﺃﻨﻅﺭ ﺩ/ ﺃﺤﺴﻥ ﺒﻭﺴﻘﻴﻌﺔ : ﺍﻟﻤﺭﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ .379
اﻟﺨـــــﺎﺗﻤﺔ :
ﻧﻠﺨﺺ ﻣﻦ آﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ، أن اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﻤﺭآﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺰع ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺠﺰاﺋﻲ آﻞ
ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺛﺒﺎت أو ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺠﺰاء ، و إن آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﻴﻨﺔ ، ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺴﻠﻄﺎت آﺎﻣﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ.
و ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺳﺎس ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬا اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺪور اﻟﻤﻘﻴﺩ و اﻟﺘﻘﺪﻳﺮي ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﺛﺒﺎت اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ أﻣﺎﻣﻪ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺪرج ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﺳﻴﻠﺔ اﻹﺛﺒﺎت ، ﻓﻠﻠﻤﺤﺎﺿﺮ اﻟﻤﺤﺮرة ﻣﻦ ﻃﺮف ﻋﻮﻧﻴﻦ ﻣﺤﻠﻔﻴﻦ ﻣﻦ اﻷﻋﻮان اﻟﻤﺆهﻠﻴﻦ ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ و اﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺎت
ﻣﺎدﻳﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 1/254 ق ج، ﻓﻼ ﻣﺠﺎل ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪأ اﻹﻗﺘﻨﺎع
اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﻘﺎﻧﻮن أﺿﻔﻰ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻗﻮة ﺛﺒﻮﺗﻴﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺰوﻳﺮ ، و ﻣﺮد ذﻟﻚ هﻮ ﺻﻌﻮﺑﺔ إﺛﺒﺎت اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﺠﻤﺭآﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺟﺮاﺋﻢ ﻣﺘﻠﺒﺲ ﺑﻬﺎ ، آﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﻋﺪم ﺗﻄﺎﺑﻖ آﻤﻴﺔ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﻤﺼﺮح ﺑﻬﺎ و اﻟﻤﺬآﻮرة ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ اﻟﻤﻔﺼﻞ ﻣﻊ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﻤﻀﺒﻮﻃﺔ إﺛﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ أو ﻧﻘﻞ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺮﻣﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻮب ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻨﺸﺄ اﻟﻤﺮآﺒﺔ ، ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺧﺒﺮة ﻓﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ، و ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺎت اﻟﻤﺎدﻳﺔ .
وﻟﺪ ﺣﺾ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻤﺤﺮر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺸﺮوط اﻟﻤﻮﻣﺄ إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻳﺠﺐ إﺗﺒﺎع ﻃﺮﻳﻖ
اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰوﻳﺮ اﻟﺬي ﺗﺨﺘﻠﻒ إﺟﺮاءاﺗﻪ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﻤﻘﺪم أﻣﺎﻣﻬﺎ ، و ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ إﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﺤﻀﺮ ﻣﺰورا إﺳﺘﺒﻌﺎدﻩ آﺪﻟﻴﻞ إﺛﺒﺎت و اﻹﺣﺘﻜﺎم إﻟﻰ أدﻟﺔ إﺛﺒﺎت أﺧﺮى إذا وﺟﺪ ﻣﺤﻼ ﻟﻬﺬﻟﻚ وﻓﻘﺎ ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻤﺎدة 258 ق ج.
آﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺗﺴﻮد ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺠﻤﺎرك اﻟﻘﺮاﺋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﻼ ﻳﻤﻜﻦ إﺛﺒﺎت ﻋﻜﺴﻬﺎ أو اﺳﺘﺒﻌﺎدهﺎ إﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎهﺮة أو اﻟﻐﻠﻂ اﻟﻤﺒﺮر ﺑﺄن ﻳﻜﻮن اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖﺎت اﻟﻼزﻣﺔ أو ﺑﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻬﺎ ، و ﻣﻊ ذﻟﻚ وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻐﻠﻂ ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﻳﻜﻮن أﻣﺎم إﺳﺘﺤﺎﻟﺔ إآﺘﺸﺎف اﻟﻐﻠﻂ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﺗﻮﻓﺮت.
و ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ هﺬﻩ اﻟﻘﺮاﺋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ إﻟﻰ ﻗﺮاﺋﻦ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ، و أﺧﺮى ﺗﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ، و ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻘﺮاﺋﻦ اﻷوﻟﻰ ﻗﻴﺎم اﻟﻘﺮﻳﻨﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺮق أﺣﻜﺎم
اﻟﻤﻮاد 225-225-223-222-221-64-62-60-51-25 ﻣﻜﺮﺭ و 226 ق ج و هﻲ أﻋﻤﺎل
اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ اﻟﺣﻜﻤﻲ أي ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
و آﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم اﻟﺠﻨﺤﺔ ﻣﺜﻼ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 325 ق ج ﺑﻤﺠﺮد ﻋﺪﻡ ﺣﺼﻮل اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻣﺤﻞ اﻹﺳﺘﻴﺮاد أو ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ أو ﻋﺪم ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻣﻊ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﻤﻀﺒﻮﻃﺔ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻒ أن ﻳﺪﺣﺾ هﺬﻩ اﻟﻘﺮﻳﻨﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻋﻜﺴﻬﺎ ، إذا ﻟﻢ ﻳﻘﺪم اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺜﺒﺘﺔ ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ إزاء اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﻤﺭآﻲ ﻋﻨﺪ أول ﻃﻠﺐ ﻷﻋﻮان اﻟﺠﻤﺎرك.
آﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺗﻘﻮم اﻟﻘﺮﻳﻨﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻐﺶ ، ﻓﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ
اﻟﺠﻤﺭآﻲ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻞ اﻟﻈﺎهﺮ و ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺮﺳﻮم و اﻟﺤﻘﻭق اﻟﻤﺘﻤﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ أو ﺍﻟﻤﺘﻐﺎﺿﻰ
ﻋﻨﻬﺎ و ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﻐﺮاﻣﺎت ﺑﺪون اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺮﺗﻜﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺠﺮﻳﻤﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ إذا آﺎن ﻣﺠﻬﻮﻻ ، و
هﺬﻩ ﺧﺮوﺟﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﻲ أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﺛﺒﺎت اﻟﻤﺴﺎهﻤﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ و
اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ إرﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ، آﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﻨﺎف ﻟﻘﺮﻳﻨﺔ اﻟﺒﺮاءة اﻟﻤﻜﺮﺳﺔ دﺳﺘﻮرﻳﺎ ، و ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ذﻟﻚ
ﻧﺬآﺮ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟغﺶ و ﺣﺎﺋﺰ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻣﺤﻞ اﻟغﺶ و اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺴﺆوﻟﻮن ﺑﺤﻜﻢ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﻢ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﻣﻬﻨﻴﺎ آﺎﻟﻨﺎﻗﻠﻮن و رﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﺴﻔﻦ و اﻟﻤﺘﻌﻬﺪون و اﻟﻮآﻻء ﻟﺪﻯ اﻟﺠﻤﺎرك ، و ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﺴﺘﺮﺟﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻄﺘﻪ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻜﺮس ﺑﺎﻟﻤﺎدة 212 ق إ ج و اﻟﺬي ﻣﻔﺎدﻩ أن ﻳﺼﺪر
ﺣﻜﻤﻪ ﺗﺒﻌﺎ ﻻﻗﺘﻨﺎﻋﻪ اﻟﺨﺎص و ﻳﺒﻨﻲ ﻗﺮارﻩ ﻋﻠﻰ اﻷدﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﻤﺮاﻓﻌﺎت و اﻟﺘﻲ
ﺣﺼﻠﺖ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻀﻮرﻳﺎ أﻣﺎﻣﻪ ، و ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ذﻟﻚ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ذات اﻟﺣﺠﻴﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ آﺁن ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﺤﻀﺮ إﻋﺘﺮاﻓﺎت أو ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﺠﻤﺭآﻲ
اﻟﻤﺤﺮر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 254 ف1 اﻟﺸﺮوط اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ أي ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻄﻼن اﻟﻤﺤﻀﺮ ، و آﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ
اﻹﺛﺒﺎت ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ و اﻟﻤﺴﺘﻨﺪات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ و ﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺛﺒﺎت اﻷﺧﺮى وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة
258 ق ج .
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺎب ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﺠﺰاءات ، ﻓﺈن ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﺘﺄرﺟﺢ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺪم و اﻹﻃﻼق ﺑﺤﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺠﺰاء اﻟﻤﻘﺮر ، ﻓﻔﻲ اﻟﺠﺰﺍﺀﺍﺕ اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ و ﺗﺸﺪﻳﺪهﺎ أو وﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬهﺎ ، ﻓﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻤﺎرك ﻟﻢ ﻳﺨﺮج ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﺪد ﻋﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻔﻘﺮة )أ( ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 281 ق ج اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ أﻧﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻋﻘﻮﺑﺎت اﻟﺤﺒﺲ
ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة 53 ق ع ، ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﻤﺭآﻲ ﻟﻢ
ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺸﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻟﻌﻮد آﻈﺮف ﻋﺎم ﻟﻠﺘﺸﺪﻳﺪ و ذﻟﻚ ﻋﺪا اﻟظروف اﻟﻤﺸﺪدة اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ آﻈﺮف اﻟﺘﻌﺪد و إﺳﺘﻌﻤﺎل وﺳﻴﻠﺔ ﻧﻘﻞ أو ﺳﻼح ﻓﻲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ اﻟﺠﻤﺭآﻲ ، أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺣﺘﻜﻢ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺸﺄن ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺪد اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻓﺈن اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻷﺷﺪ ﺗﻜﻮن واﺟﺒﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ و ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﺰاءات اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺳﻮاء آﺎن اﻟﺘﻌﺪد ﺑﻴﻦ ﺟﺮاﺋﻢ ﺟﻤﺮآﻴﺔ و ﺟﺮاﺋﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم أو ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺠﻤﺭآﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ و ﺗﻀﻢ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﻘﺮرة ﺟﺰاء ﻟﻜﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﺠﺰاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺣﺼﺮ اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 281 ق ج ف ب ﺟﻮاز إﻋﻔﺎء اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدرة وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﻞ ﺑﺸﺮوط ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ و أﺧﺮى ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺘﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺗﻬﺮﻳﺒﻢ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺒﻀﺎﺋﻊ ﻣﺤﻈﻮرة ﻋﻨﺪ اﻹﺴﺘﻴﺮاد أو ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺑﻤﻔﻬﻮم اﻟﻔﻘﺮة 1 ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 21 ق ج و أن ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻮد.
و ﺑﻤﺎ أن اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﺠﻤﺭآﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ أو ﺑﻐﺮاﻣﺔ ﺟﺰاﺋﻴﺔ و إﻧﻤﺎ ﻳﻌﺎﻗﺐ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﻘﻮﺑﺎت ﺟﺒﺎﺋﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ و هﻜﺬا ﻓﺈن ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻮد ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺢ اﻟﺠﻤﺭآﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﻣﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ.
هﺬﻩ و ﻳﺸﺘﺮط ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﺘﺮط اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻨﺤﺘﻴﻦ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
اﻟﻌﻮد ، و ﻟﻘﺪ إﺧﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺸﺄن ذﻟﻚ ، ﻓﺬهﺐ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ إﻟﻰ إﻋﺘﺒﺎر اﻟﺠﻨﺢ اﻟﺠﻤﺭآﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ واﺣﺪة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ، ﻏﻴﺮ أن هﻨﺎك ﺟﺎﻧﺐ أﺧﺮ ﻳﺮى أن اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺤﺘﻲ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ درﺟﺘﻬﺎ وﺟﻨﺤﺔ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﻐﺮاﻣﺔ آﺠﺰاء ﺟﺒﺎﺋﻲ ، ﻓﺈن اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻨﻊ ﻣﻨﻊﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﻣﻨﻬﺎ أو وﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬهﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﺗﺆول إﻟﻰ اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﻬﺎ ﺿﺮر ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺘﻤﻠﺺ أو اﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻦ أداء اﻟﺣﻘﻭق و اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺠﻤﺭآﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ.
ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻗﺪ ﺗﻢ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺒﺪأ ﺑﻤﻨﺢ اﻟﻘﻀﺎة ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻣﺤﻞ اﻟغﺶ اﻟﻤﺘﺨﺬة آﺁﺳﺎس ﻹﺣﺘﺴﺎب اﻟغﺮاﻣﺔ اﻟﺠﻤﺭآﻴﺔ و اﻟغﺮاﻣﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎدرة ، ﻓﻤﻨﺬ ﺻﺪور اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ (1453-77) اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1977/12/29 اﻟﻤﻌﺪل و اﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻤﺎرك
اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺻﺎر ﻣﻦ اﻟﺠﺎﺋﺰ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺨﻔﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟغﺮاﻣﺎت اﻟﺠﻤﺭآﻴﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ
إﺳﺘﺒﺪال اﻟغﺮاﻣﺎت اﻟﻤﺤﺪدة ﺗﺤﺪﻳﺪا دﻗﻴﻖﺎ و ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﻐﺮاﻣﺎت ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺗﺘﺮاوح ﺑﻴﻦ ﺣﺪﻳﻦ أدﻧﻰ
و أﻗﺼﻰ ، و أﺟﺎزت اﻟﻤﺎدة 369 ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﻴﻬﺎ ج و د ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻣﺒﻠﻎ اﻟغﺮاﻣﺔ إﻟﻰ ﺛﻠﺚ اﻟﺣﺪ اﻷدﻧﻰ ﻟﻠﺠﺰاء اﻟﻤﻘﺮر ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ.
أﻣﺎ اﻟﺠﺰاءات اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺺ اﻟﻤﺸﺮع ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺰاءات اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ آﻤﺎ هﻮ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺼﻨﻒ إﻟﻰ ﺟﺰاءات إﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ آﻌﺪم اﻷهﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻭﺭﺻﺔ و ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻭ ﻇﺎﺋﻒ ﻋﻮن اﻟﺼﺭﻑ أو اﻟﻮﺳﻴﻂ ، و ﺟﺰاءات ﺟﻮازﻳﺔ
ﻳﺘﺮك أﻣﺮ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻘﺩﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ آﺎﻟﺤﻈﺮ اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻤﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻨﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ أو ﺗﺠﺎرﻳﺔ أو
ﺣﺮة ، ﺣﻴﺚ اآﺘﻔﻰ اﻟﻤﺸﺮع ﺑﺎﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟغﺭﺍﻣﺔ اﻟﺘﻬﺩﻳﺩﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﺣﺽ
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮهﺎ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺟﺰاﺋﻴﺔ ، هﺬﻩ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺍﻟحﺮﻣﺎﻥ
ﻣﻦ اﻹﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ و ﺳﺤﺐ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻮآﻴﻞ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎرك و هﻲ ﺟﺰاءات ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺇدارﻳﺔ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺘﻮﻗﻴﻌﻬﺎ إدارة اﻟﺠﻤﺎرك.
و ﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻧﺨﻠﺺ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل أن اﻟﺘﻌﺩﻳﻞ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻪ ﻗﺎﻧﻮن (10-98) آﺎن رﻣﺰﻳﺎ و ﺧﻁﻮة ﻟﻺﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻠﻄﺎت آﺎﻣﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ.