استكشاف أفضل الممارسات في النحو والبلاغة لدى العلماء الليبيين

تستعرض الدراسة أفضل الممارسات في النحو والبلاغة جهود العلماء الليبيين بين 1950 و2000، كاشفةً عن إسهاماتهم الفريدة في البحث اللغوي. كيف ساهمت هذه الممارسات في تطوير المناهج والموارد اللغوية؟

ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ…

دراﺳﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ

ﺍﻟﻤﺒﺭّﺩ ﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ ﻤﻦ ﺨﻼل ﻜﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺏ

ﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﻭﻙ ﻋﻭﻥ

ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻦ ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻹﻨﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﺒﻴـﺭﻭﺕ ﻟﺒﻨـﺎﻥ، ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ

ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺴﻨﺔ1988 م.

ﺍﻤﺘﻭﺳﻁ ﺍﻟﺤﺠﻡ، ﻭﻗﺪ ﺠﻠﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺘﺠﻠﻴﺩًﺍ ﺠﻴﺩًﺍ.

ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﺒﻤﻘﺩﻤﺔ ﺃﻭﻀﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺘﺄﻟﻴﻒـﻪ

ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﺎﺩﺌﺎ ﻓﻴﻪ ﺒﺘﻤﻬﻴﺩ ﺃﻟﺣﻘﻪ ﺒﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﺼﻭل ﻭﺨﺎﺗﻤﺔ.

ﻭﻗﺪ ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴـﺔ ﺍﻟﻠﺘـﻴﻦ

ﺍﻜﺘﻨﻔﺘﺎ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ، ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻓﻲ ﻨﺸﺄﺗﻪ ﻭﺤﻴﺎﺗـﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ،

ﻤﻭﺭﺩﺍﹰ ﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻦ ﻤﺩﺭﺴﺘﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﻭﻓﺔ، ﻭﻤﺎ ﺍﻋﺘﻤـﺩﺕ ﻋﻠﻴـﻪ ﻜـل

ﻤﺩﺭﺳﺔ ﻤﻦ ﺃﺴﺱ، ﻤﺘﺤﺩﺛﺎ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻜﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭ”ﺴﺭﱠ ﻤـﻥ ﺭﺃﻯ” ﻭﻤـﺎ

ﺍﺸﺘﻬﺭﺕ ﺒﻪ ﻜل ﻤﺩﻴﻨﺔ، ﻤﺴﺘﻌﺭﺍ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺼﺭ

ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ، ﻤﻦ ﺤﻴﺎﺓ ﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺃﺩﺒﻴﺔ؛ ﻟﻤﺎ ﻟﻬـﺫﻩ

ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﻤﻦ ﺃﺴﺱ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺒﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ، ﺨﺎﺼـﺎ

ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻤﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺭﺃﻴﻪ ﺃﻜﺜﺮ ﺍﺘـﺼﺎﻻﹰ ﺒﺎﻟﻤﺒﺭﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﺩﻴﺏ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل:

ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ “ﺤﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺒﻴﺔ:”ـ

ﺨﺼﺹ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭﺼﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﻤﻦ ﻜﺭﻡ، ﻭﻜﺭﺍﻫﻴﺔ

ﻟﻠﺘﻌﺼﺏ ﻭﺘﺴﺎﻤﺢ، ﻭﺍﻋﺘﺯﺍﺯ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ، ﻭﺘﻭﺍﻀﻊ، ﺜﻡ ﺍﻨﺘﻘل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺤـﺩﻴﺙ

ﻋﻥ ﻤﺸﺎﻴﺨﻪ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺭ ﻋﺩﺩﹰﺍ ﻤﻨﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻜﺜﺭ، ﺜﻢ ﺍﻨﻁﻠﻖ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺘﻼﻤﻴﺫﻩ،

ﻤﺘﻨﺎﻭﻻﹰ ﺃﺒﺭﺯ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺫ ﻭﺃﺸﻬﺭﻫﻡ، ﻤﻠﺣﻘﺎ ﺒـﺫﻟﻚ ﻤـﺼﻨﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴـﺔ

ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻉ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁ، ﻭﻜﺬﻟﻚ ﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻨـﺴﺎﺏ، ﻭﻜﺘﺒـﻪ ﻤﺘﻨﻮﻋـﺔ

ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ، ﺜﻢ ﻋﺭﺝ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﻨﺯﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻤﻦ ﻤﻨﺯﻟـﺔ

ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺭﻤﻭﻗﺔ، ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺇﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ، ﻭﻤﺎ ﻭﺻـﻔﻪ ﺒـﻪ ﺒﻌـﺾ

^🞺 ﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﻭﻙ ﻋﻭﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﻭﻙ: ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻫﺭﺍﺀ ﺴﻨﺔ 1953ﻡ، ﺩﺭﺱ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺌﻴـﺔ ﺒﻤﺩﺭﺴـﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻـﺮﻳﺔ ﻭﺘﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ، ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻭﻴﺔ ﻤﻦ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺯﻫـﺮﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻭﻴـﺔ، ﺍﻟﺘﺤـﻖ ﺒﺟﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺠﺎﺯﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1982ﻡ، ﺍﻨﻀﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺠﺎﺯﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺭ( ﺜﻢ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺘﺤﺼل ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺠﺎﺯﺓ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ، ﻴﻌﻤل ﺍﻵﻥ ﺃﺴﺘﺎﺫﺍﹰ ﻗﺎﺭﺍﹰ ﻓﻲ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺁﺩﺍﺒﻬﺎ / ﻜﻠﻴـﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻤﻦ ﺃﺒﺭﻴل ﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ.

ﺃﺼﺣﺎﺏ ﺍﻟﺘﺭﺍﺟﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺇﻤﺎﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻧﻪ، ﻭﻟﻡ ﻴﻨﺱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ

ﺃﺩﺏ ﻭﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ، ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺃﺩﻴﺒﹰﺎ ﺸﺎﻋﺭﹰﺍ، ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻦ ﺃﺸـﻌﺎﺭﻩ،

ﻭﻤﺎ ﺍﺘﺼﻑ ﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﻦ ﻁﺭﺍﻓﺔ ﻭﻤﻠﺢ ﻭﻏﺯل ﻭﺇﺨﻭﺍﻧﻴﺎﺕ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:

ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭﻗﺪﺍﻤﻰ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ “ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻭﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ:”ـ

ﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻊ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ، ﻭﻤﺎ ﻨﻘﻠﻪ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤـﻦ

ﻜﺘﺎﺏ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ، ﻭﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻦ ﻨﻘل ﻭﺘﺼﺭﻑ ﻭﺘﻐﻴﺭ ﻁﻔﻴﻑ، ﻭﻤﺎ ﻭﺍﻓﻖ

ﻓﻴﻪ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻭﻤﺎ ﺨﺎﻟﻔﻪ ﻓﻴﻪ، ﻤﺴﺘﻌﺭﺍ ﻜل ﺘﻠـﻚ ﺍﻟﻤـﺴﺎﺋل ﻭﺃﻤﺜﻠﺘﻬـﺎ ﻤـﻦ

ﺍﻟﻨﺻﻭﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﻴﺔ.

ﺜﻢ ﺘﺤﻭل ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﻋﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺎﻟﺨﻠﻴل، ﻭﺘﺄﺛﺮﻩ ﺒﻪ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ

ﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ، ﻭﺩﻓﺎﻋﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل، ﻭﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟـﻪ ﻓـﻲ ﺒﻌـﻀﻬﺎ

ﺍﻵﺨﺭ، ﻭﺍﻨﺘﻘﺎﺩﻩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ.

ﺜﻢ ﺃﻭﻀﺢ ﺘﺄﺛﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺎﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ﻭﺍﻷﺨﻔﺶ، ﻭﻨﻘﻠﻪ ﺍﻋﻠﻰ ﻴﻭﻧﺱ، ﻭﺘـﺼﺭﻴﺤﻪ

ﺒﺎﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﻭل، ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺭ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟث:

ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ:ـ

ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﻋﻥ ﺁﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ، ﻭﻤﺎ ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺭﻩ ﻤـﻦ

ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻦ، ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻘل ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻦ، ﻤﺭﻜﺰﺍ ﻓـﻲ ﺫﻟـﻚ ﻋﻠـﻰ

ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺘﺎﺑﻌﻪ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺍﻟﻼﺤﻘﻴﻦ، ﻭﻤﺎ ﺃﺨﻁﺄ ﻓﻴﻪ، ﻭﻤﺩﻯ

ﺼﺣﺔ ﻤﺎ ﻨﺴﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻤﺴﺘﻌﺭﻻ ﻜل ﺘﻠﻚ ﺍﻵﺭﺍﺀ، ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺒﻌﺾ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ

ﺍﻀﻁﺭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺃﻴﻪ، ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻤﺎ ﺇﻧﺴﺏ ﻟـﻪ ﺨﻁـﺄ ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻤﻦ ﺭﺃﻴﻪ.

ﻨﺎﻗﺶ ﻜﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺁﺭﺍﺀﻩ ﺒﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻦ ﻭﻤﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﻓﻴﻪ

ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻭﺨﺎﻟﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟرﺍﺒﻊ:

ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ:ـ

ﺠﻌل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻟﻠﺣﺩﻳﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ

ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﻜﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺣﺎﺕ، ﻭﺍﻹﻴﺟﺎﺯ ﻭﻤﻭﺍﻁﻨﻪ، ﻭﻋﻴﻭﺏ ﺍﻹﻴﺟﺎﺯ

ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ ﺒﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻭﺍﻹﻃﻨﺎﺏ، ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺒﻌﻪ ﻤﻦ ﺍﺴﺘﻁﺭﺍﺩ ﻜﺜﻴﺮ، ﻭﺍﺘﺠﺎﻫﻪ

ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ غﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ، ﻭﻜﺬﻟﻚ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺭﻳﻅ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩ، ﻤﺘﺤﺩﺛﺎ

ﻋﻥ ﺍﺻﻁﻼﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻤﻦ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴـﺔ،

ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺒﺴﻴﻁﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ، ﻭﺍﻀﻌﺎ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﻭﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﻤﻴﺯﺍﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ، ﺫﺍﻛـﺭ

ﺒﻌﺾ ﺍﻟﻬﻔﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺴﺒﺖ ﻟﻪ، ﻤﻠﺣﻘﺎ ﺒﺫﻟﻚ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻋﻥ ﺤﺴﻨﺎﺗﻪ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ:

ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺘﻨﺎﻭل ﻤﻭﻇﻭﻋﺎﺗﻪ:ـ

ﺠﻌل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻤﺠﺎﻻﹰ ﻟﻠﺣﺩﻳﺙ ﻋﻥ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻟﻤﻭﻇﻭﻋﺎﺗﻪ، ﻭﺫﻟﻚ

ﻓﻲ ﺭﺅﻭﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﻇﻭﻋﺎﺗ، ﻭﺇﻁﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻴﻦ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺮ ﻤﻦ ﺍﻷﺤﻴـﺎﻥ،

ﻭﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻤﻦ ﻨﻘﺎﻁ ﺒﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺼﻠﺏ ﺍﻟﻤﻭﻇﻭﻉ، ﻤﻼﺣﻅﺎ ﻓﺭﻭﻗـﺎ ﺒـﻴﻦ

ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺒﺭﺩ، ﻭﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻦ ﺍﺨﺘﺯﺍل ﻭﺇﻴﺟﺎﺯ ﻟﺒﻌﺽ

ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ، ﺫﺍﻛﺭﺍ ﺒﻌﺾ ﻫﻔﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ، ﺜﻢ ﺘﺤـﺩﺙ ﻋـﻦ

ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻟﻤﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻭﻇﻭﻉ ﻤﻦ ﺘﻨﻅﻴﻢ ﻭﺘﺭﺘﻴﺏ، ﻭﺘﻭﻁﺌـﺎﺕ ﻭﺇﺠﻤـﺎل

ﻭﺘﻔﺼﻴل، ﻭﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ، ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴـﺮ

ﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل، ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻟﺘﻭﻁﻴﺢﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻘﺭﻳﺭﻫﺎ، ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﺮ ﻴﻘـﻭﻡ ﺒﺩﻭﺭ ﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻳﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ:

ﺼﻠﺘﻪ ﺒﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ:ـ

ﺃﻭﻀﺢ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑـﻪ ﺍﻟﻤﻘﺘـﻀﺏ ﺒـﺎﻟﻌﻠﻭﻡ

ﺍﻹﻨﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ، ﻤﺘﻨﺎﻭﻻ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒـﺎﻟﻨﻘﻭل ﺍﻟﻠﻐﻭﻴـﺔ

ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ، ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻟﻔﺎﻇ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍ ﻟﻐﻭﻴﺎ، ﻤﻭﻁـﺢﺎ

ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺘﻔـﺴﻴﺮﺍﹰ ﻟﻐﻭﻴـﺎ؛ ﺘﻭﻀـﻴﺤﺎ ﻟﻠﺣﻜـﻡ

ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ، ﺫﺍﻛﺭﺍﹰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻤﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻤﺒﻴﻨﺎ ﺍﻋﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒـﺭﺩ ﺒﺎﻟـﺼﻭﺗﻴﺎﺕ

ﻭﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺗﻪ ﻤﻨﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﺒﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ

ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ، ﺘﻢ ﺘﺣﺩﺙ ﺒﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭﺇﺤﺠﺎﻤﻪ ﻋﻥ ﺍﻹﻜﺜـﺎﺭ

ﻤﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﻤﻦ ﺨﻼل ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻟﻠﻤﺴﺎﺋل ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ.

ﻴﻨﺘﻘل ﺒﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ، ﻤﺸﻴﺮﺍﹰ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻠﻤـﺱ ﻫـﺬﺍ

ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﻟﻤﺴﺎ ﺨﻔﻴﻔﺎ، ﻤﺎﺯﺟﺎﹰ ﻤﺯﺟﺎﹰ ﻴﺴﻴﺮﺍﹰ ﺒﻴﻦ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏـﺔ، ﻤﺅﻜـﺩﺍﹰ ﺃﻥ

ﺍﺘﺼﺎل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺎﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻤﺒﺜﻭﺙ ﻓﻲ ﺜﻨﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ

ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ، ﻤﻼﺣﻅﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻴﺤﺱ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌـﺭﻭﺽ ﻭﺍﻟﻘـﻭﺍﻓﻲ، ﻭﺃﻥ

ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻨﺴﺠﺎﻤﻬﺎ، ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﻗﻭﺍﺀ ﻫـﻮ ﺃﻤـﺮ

ﻴﺅﺨﺫ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺤﻜﻡ ﺇﻋﺭﺍﺑﻲ ﻤﻌﻴﻦ.

ﻴﻨﺘﻘل ﺒﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺣﺩﻳﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺎﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺴﺎﺏ، ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ

ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻦ ﻜﺘﺏ، ﻤﺘﺤﺩﺛﺎ ﻜﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻤﻅـﺎﻫﺮ ﺍﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒـﺭﺩ ﺒﺎﻟﺘﻔـﺴﻴﺭ

ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻦ، ﻤﻭﻁﺢﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﻘل ﻋﻨﻬﻡ، ﻭﻴﻀﻊ ﺭﺃﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ

ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ:

ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻷﺻﻭل ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ:ـ

ﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨـﺪ ﺍﻟﻤﺒـﺭﺩ، ﻭﻤـﺎ ﺃﻭﻻﻩ

ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ، ﻭﺍﺤﺘﻜﺎﻤﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻤﺅﻜـﺩﺍﹰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ ﻋﻨـﺪ

ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻫﻮ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻳﺭ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ، ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ ﺫﻟﻚ ﺒﺄﻤﺜﻠـﺔ ﻤـﻦ ﻗﻴﺎﺳـﺎﺕ

ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ، ﻨﺎﻗﻼ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺸﺎﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ،

ﻤﻀﻴﻔﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻴﻌﺩ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻭﺳﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﺤﺘﻰ ﺃﻨﻪ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ

ﺃﻨﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺐ.

ﻴﻨﺘﻘل ﺒﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺣﺩﻳﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺒـﺭﺩ، ﻭﻴﻼﺣـﻅ ﺃﻨﻪ ﻤﻈـﺎﻫﺮ

ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺏ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﺒﺸﻭﺍﻫﺪ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺇﻟﻰ

ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ، ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺘﺩ ﺒﺎﻟﻤﺴﻤﻮﻉ، ﻤﻌﺎﺭﻀـﺎ ﺇﻴـﺎﻩ ﺒﺎﻟﻘﻴـﺎﺱ،

ﻭﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺏ، ﻭﻴﻼﺣﻅ ﺃﻨﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﻨﺣﻭ ﻭﻋﻠل، ﺩﺍﺌﻢ ﺫﻛﺭ

ﺍﻟﻌﻠل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻀﻌﻬﺎ، ﻤﺒﻴﻨﺎ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻌﻠل ﻋﻨﺪﻩ ﻟﻠﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺣﺩﺓ.

ﻭﻻ ﻴﻨﺴﻰ ﺍلﺣﺩﻳﺙ ﻋﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﻨﻅﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤل، ﻭﻤﻦ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺘﻲ

ﺍﻫﺘﻢ ﺒﻬﺎ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ، ﻤﺒﻴﻨﺎ ﺍﺤﺘﺠﺎﺟﻪ ﺒﺎﻹﺠﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺭﻓﺽ ﺒﻌﺽ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘـﻲ

ﺘﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺋﻤﺔ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ:

ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ:ـ

ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل “ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻴﻬﺘﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻜﺒﻴﺮﹰﺍ ﺒﺎﻟﺸﻭﺍﻫﺩ

ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ، ﺤﻴﺙ ﻴﻼﺣﻅ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻔﻭﻕ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻜﺜﻴﺮﺓ، ﻤﺒﻴﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﺘﺼﺭ

ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺒﻭﺍﺏ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻟﻢ ﻴﻠﺣـﻖ

ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻬﺎﺭﺱ ﻟﻠﺸﻭﺍﻫﺩ، ﻭﺃﻏﻠﺐ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﻫﻲ ﻤـﻦ ﺸـﻭﺍﻫﺩ ﻜﺘـﺎﺏ

ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺏ ﻟﻠﻤﺒﺭﺩ، ﻓﺎﻟﻤﺅﻟﻑ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺒﻬﺎ، ﺇﻻﹼ ﻤﻦ ﺤﻴﺙ ﻋﺭﻀﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل

ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺏ.

ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ:ـ

ﺍﻟﻤﻼﺣﻅ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﺩ ﻤﺎ ﺒﻴﻦ ﻜﺘﺏ ﻟﻠﻐـﺔ ﻭﻜﺘـﺏ

ﻨﺣﻭﻳﺔ ﻭﺘﺭﺍﺟﻡ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺃﻨﺴﺎﺏ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ، ﺇﻻﹼ ﺃﻧﻪ ﻤﺼﺪﺭ ﺍﻷﺴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻷﻭل

ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻮ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺏ ﻟﻠﻤﺒﺭﺩ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﺃﻜﺜﺮ ﻨﺴﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘـﻭل

ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺩﻩ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﺍﻤﺵ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﺴﺒﻊ ﻤﺌﺔ ﺇﺸﺎﺭﺓ، ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﻜﺎﻤـﻞ

ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺒﺎﻟﻤﻘﺘﻀﺏ ﻓﺎﻹﺸﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻡ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﺇﺸﺎﺭﺓ، ﺃﻤـﺎ

ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺘﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﺍﻤﺵ ﺃﻜﺜﺮ ﻤـﻦ ﺴـﺕ

ﻭﺘﺴﻌﻴﻦ ﻤﺭﺓ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻤﻦ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﺭﺍﺟﻡ ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ، ﻭﻫﺬﻩ ﺇﺸﺎﺭﺍﺕ

ﺇﻟﻰ ﺒﻌﻀﻬﺎ، ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺎﺏ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﺃﻜﺜﺮ ﻤـﻦ ﺴـﺒﻊ

ﻭﺜﻼﺛﻴﻦ ﻤﺭﺓ، ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺘﺎﺭﻳﺦ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﺴﺕ ﻋﺸﺮﺓ ﻤﺭﺓ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﻳﺪ ﻤﻦ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻜﺎﻨـﺖ ﻀـﻤﻦ

ﻤﺭﺍﺟﻌﻪ ﺍﻷﺴﺎﺳﻴﺔ ﻜﻜﺘﺏ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.