Here’s the formatted HTML according to strict Arabic academic standards:
“`html
تطبيقات عملية للمشاركة السياسية للشباب تكشف عن آليات فعالة لتعزيز دورهم في الحياة السياسية بسوريا. كيف يمكن للشباب تجاوز التحديات وتحقيق تأثير ملموس في المجتمع؟ اكتشف الإجابات في هذا البحث المثير.
الفصل الثالث: المشاركة السياسية للشباب في سوريا
يقصد بالشباب ذلك الجيل الذي ما زال يمر بفترة التنشئة و الإعداد التي تهيئه للإندماج في الحياة الإجتماعية والإقتصادية، وكذلك من احتلوا حديثاا مكاناا فيها ومازالوا يتلمسون طريقهم للأستقرار. وهي مرحلة تتدخل فيها كافة المؤسسات الجتماعية وفي مقدمتها الأسرة، والمؤسسة التربوية والتعليمية والشارع ووسائط التنشئة والتثقيف المستحدثة، وبخاصة منها الإتصال والإعلام.
الشباب إذن، في قلب المجتمع إذ يمثل رصيده الحي والمتجدد الذي يضمن استمراره وتواصله وهو الطاقة البشرية والتنموية التي تحرك دواليبه ومؤسساته، وهو من هذا المنطلق يطرح استحقاقات واشكاليات وتحديات يتعين إدراكها والسعي إلى العمل على ضوئها في كل ما تضعه الدول من برامجنومخططات للحاضر وللمستقبل. لأن الشباب هو نتاج المجتمع بما فيه من نجاحات واخفاقات، وم عوامل ومؤثرات وما يملك من حصاد التجربة وأرث الحضارة فالشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل.
إذن، نحن أمام قضية هامة أل وهي قضية المشاركة الشبابية، والتي تعد عن اصرا من العناصر الفاعلة في تحقيق التنمية الشاملة للمجتمعات، لأن تكريس محورية البعد الثقافي للتنمية ل يمكن أن يتحقق بدون الإعتراف بالدور المهم الذي يؤديه الشباب في تطوير الثقافة، وبدون الإستجابة على النحو الأكمل لحاجات الشباب النوعية) (06
واذا كانت المشاركة الشبابية ما تزال تقطع طريقها نحو الترسخ كأختيار مجتمعي استراتيجي في البلدان النامية بدرجات متفاوتة من السرعة والثبات، فإن ظاهرة عزوف الشباب عن الشأن العام أضحت ظاهرة عالمية، حتى أن بعض الدارسين أطلق عليها مصطلح “اللامبالة المدنية.”
ولأن الشباب في سوريا يمثل أكثر من 71 % من مجموع السكان فهو عنصر فاعل وحاسم في قضايا التنمية، فالتنمية لبد أن تبدأ من الشباب لأنه يملك الطاقة والقدرة على العطاء.
أولًا: واقع الشباب في سوريا
إن البحث في المشاركة السياسية بشكل عام والمشاركة الإنتخابية بوجه خاص يتطلب ضرورة وجود أرقام ونسب حقيقية عن موضوع النقاش )المشاركة الشبابية(، بحيث أن البحث المنهجي في المشاركة السياسية في بلد بلا أرقام كالسير بمركب كاملة التجهيز في نهر جفت مياهه(07)
7 -من الناحية الديموجرافية، عرفت السياسة القومية للسكان فى سوريا، واستراتيجية الشباب المنبثقة عنها، وكذلك المركز الديموجرافي للشباب على أنهم السكان الفئة العمرية من -01 19 سنة.
1 -بلغ عدد الشباب فى سوريا 111،07 مليون نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 11 مليون نسمة، من بينهم 02 مليون نسمة “ذكور” و 00 مليون نسمة “إناث”
1 -أن الفئة الأولى من الشباب وهى فئة المراهقين ) 01 – 09عاماا( يبلغ عددهم8,816 مليون نسمة ويشكلون نسبة 17,22 % ، والفئة الثانية وهى فئة الشباب-11) 19 سنة( يبلغ عددهم 02,701مليون نسمة بنسبة ,16 61 %
إذاً: فالتوزيع العمري للسكان )الهرم السكاني( يظهر أن الشعب السوري هو شعب فتي )شاب( حيث أن ذلك الهرم ذو قاعدة عريضة مما يعني أنه لعدة سنوات طويلة قادمة سيبقى المجتمع فتياً.
1 -عدد الشباب مستخدمي الحاسب الآلي يبلغ 017،6 مليون شاب يشكل الذكور منهم 287،2 مليون بنسبة %16,90 بينما تشكل الإناث 621،1 مليون بنسبة 19،21 .%
1 -يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت من الشباب 1,167مليون شاب يشكل الذكور منهم نسبة %61,81 مقابل 19,1 للإناث ويبلغ عدد مستخدمي الإنترنت للأغراض التعليمية 0,189مليون شاب يشكل الذكور نسبة 11,2 % مقابل %22,6 للإناث، بينما يبلغ عدد الشباب، مستخدمي الإنترنت الحاصلين على شهادة جامعية 611 ألف شاب يشكل الذكور منهم نسبة %60 مقابل %19 للإناث.
6 -إن عدد الشباب مستخدمي النترنت من المشتغلين يبلغ 221 ألف شاب يشكل الذكور منهم نسبة %71 مقابل %11 للأناث.
7 -بلغت قوة العمل من 01) – 19 سنة( حسب نتائج بحث القوة العاملة لعام 1117 8,771 مليون فرد من الجنسين، منهم 6,122 مليون فرد من الذكور بنسبة 71 % مقابل 1,089 مليون فرد من الإناث بنسبة 11 % من إجمالي الشباب في قوة العمل داخل هذه الفئة. وبلغت جملة المشتغلين من الشباب 6,819 مليون مشتغل بنسبة %78,1 من إجمالي قوة العمل منهم 1,119 مليون مشتغل من الذكور بنسبة 1,80 % من إجمالي المشتغلين مقارنة ب 0,181 مليون مشتغلة بنسبة %08,7 وتختلف نسبة الشباب المشتغل حسب معيار المهنة، حيث تتمثل النسبة الغالبة من الشباب %7,12 من العمال والفلاحين، فى حين يمثل أصحاب المهن الفنية والعلمية1,11 .%
8 -أشارت غالبية الدراسات إلى انخفاض نسبة الشباب الذين لديهم بطاقات إنتخابية بحيث ل تتعدى 08 % وأظهرت بعض الدراسات أن %81,7 منهم ل يهتمون بالأحداث السياسية، و 17 % ل يحرصون على متابعة البرامج السياسية أو الندوات أو جلسات مجلس الشعب.
9 -كشف أحدث استطلاع لرأي الشباب في 1119 أجرتها المراكز الإجتماعية حول المشاركة السياسية للشباب، أن 98 % من الشباب المستطلع أراؤهم أكدوا أنهم يعرفون من الأحزاب : الحزب الطليعة الديمقراطي، وجاء بعد ذلك الأحزاب الأخرى كالشعب والأنصار والتضامن، كما أن 91 % من الشباب يعرفون بوجود أحزاب سياسية غير أنهم ل يعرفون أهدافها.
01 – كشفت دراسة حول “مفهوم اللامركزية لدى أعضاء المجالس الشعبية المحلية” أعدها مركز الدراسات بكلية العلوم السياسية بالتعاون مع مبادرة شبابية عام 1119 عن حدوث تطور في تركيبة أعضاء المجالس الشعبية المحلية باتجاه مشاركة الشباب في عضوية المجالس الشعبية المحلية، حيث شهدت دورة عام 1118 زيادة نسبة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 11 سنة إلى نحو %2 من إجمالي حجم العينة بالمقارنة بالدورة السابقة التي لم تزد النسبة فيها على 0 % من إجمالي الأعضاء.
١١ – بلغ عدد المدونات السورية وفاقا للدراسة التي أجراها مركز المعلومات في 1118 عدد 061 ألف مدونة بنسبة %11,7 من المدونات العربية، ويقع غالبية عدد المدونين السوريين أكثر من 061 ألف مدون في الفئة العمرية 11 11- سنة .
ثانياً : المشاركة الشبابية كدعامة من دعائم المواطنة وديموقراطية المشاركة
تتنامى أهمية المشاركة الشبابية في الشأن العام ، بوصفها إحدى أهم دعامات المواطنة وديمقراطية المشاركة لدى المجتمعات المعاصرة، وذلك بالموازنة مع تزايد أهمية المجتمع المدني كفضاء لها .وقد ظهرت بوادر المطالبة بتوسيع مجالت هذه المشاركة واقرارها بنداا أساسياا في السياسات الدولية والوطنية أثناء انعقاد منتدى الشباب على هامش المؤتمر الدولي للسياسات الثقافية لليونسكو، الذي عقد بستكهولم سنة 0998 . حيث أكد الشباب على دورهم كقوة دافعة كبرى وراء الإنتاج والبتكار الثقافي وليس فقط كجمهور مستهلك، ومن ثم حقهم في أن يستمع إليهم في وضع أي سياسات بهذا الشأن وتنفيذها في المستقبل، وهو ما يعكس مدى شعورهم بتعرضهم للإستبعاد والتجاهل والتهميش واقتران هذا الشعور برغبتهم في المشاركة بشرط أن تتاح لهم الفرص )التمكين.(
والواقع أن هذه الدعوة تندرج في سياق أممي أشمل هو برنامج العمل العالمي من أجل الشباب لعام 1111 وما بعده والذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة . ويهدف هذا البرنامج إلى تمكين الشباب ودعم مشاركته في عمليات صنع القرار على المستويات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، من أجل تفعيل دوره في التنمية الوطنية وفي التعاون الدولي . كما ينطوي على موجهات وارشادات لتصميم برامج العمل الوطنية المتصلة بالشباب ، وآليات متابعة وتقييم نتائج هذه السياسات ، ويشير صراحة إلى أن الأهداف الشاملة للسياسة الشبابية العالمية تتجسد في تحقيق السلام والتنمية والمشاركة . وقد تم تحديد أولويات العمل مع الشباب في هذا البرنامج في المجالت التالية :التعليم، التوظيف، الجوع الفقر، الصحة، البيئة، سوء استخدام العقاقير ، جنوح الأحداث ، الفراغ، الفتيات والنساء الصغيرات مشاركة الشباب في عملية اتخاذ القرار، العولمة، تكنولوجيا المعلومات والتصالت ، مرض نقص المناعة المكتسبة)الإيدز( ، منع الصراعات بين الأجيال.
هنالك إذن وعي على المستوى الدولي بأهمية تفعيل دور الشباب في المجتمع، وذلك لأنهم يمثلون طاقة الفعل الحقيقية ، فأكثر من نصف سكان الأرض في مطلع الألفية الثالثة هم في سن الخامسة والعشرين ، وينتظر العالم أكثر من 1،6 مليار من الشبان مع حلول سنة 1101 . ويمثل تطوير أوضاع الشباب استحقاقاا اجتماعياا وتنموياا تسعى المجتمعات إلى الإيفاء به ، وتسديد حاجاته ومواجهة تحدياته في ظل ت ˘عقد مسالك الإدماج الإقتصادي والإجتماعي وازدياد ضيقها في إطار ما يعيشه العالم من أزمات اقتصادية ومالية وما تفرزه العولمة من اختلالت وفجوات مجحفة أضعفت قدرات القتصادات الوطنية النامية على تحقيق أهدافها التنموية وبخاصة منها تمكين الشباب وادراجه ضمن المنظومة المجتمعية.(08)
ثالثاً: الشباب .. وأزمة المشاركة السياسية
وبالرغم مما تقوم به الدولة في سوريا من محاولت جادة لدفع الشباب للمشاركة في العمل من خلال تحفيزه المستمر، حيث نجد أن الشباب مؤخراا هم عصب التكوين الوزاري وعصب القيادات الصحفية، وهم المحرك داخل مؤسسات الدولة المختلفة، إل أن أزمة المشاركة السياسية لدى الشباب مازالت قائمة. فهناك عزوف لدى الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية بشكل جذب إهتمام الدوائر السياسية والإجتماعية إلى دراسة هذا الموضوع من جوانب متباينة . ومن ثم تعتبر مرحلة الشباب ذات أهمية خاصة من المنظور السياسي. ففي هذه المرحلة يحاول الشباب النتقال إلى مرحلة الرشد، ويصبحون أكثر إدراكاا للسياسية و يكونون مواقفهم الجتماعية والسياسية التي يمر بها الشباب.
وليست المشاركة السياسية للشباب عملية طبيعية يرثها الإنسان وانما هي عملية مكتسبة يتعلمها الشباب وتنمو خلال مراحل حياته وتفاعله داخل الجماعات المرجعية التي ينتمي إليها .ويتوقف ممارسة الشباب لها على مدى توافر المقدرة و الدافعية والفرص الحقيقية التي يتيحها المجتمع له والتقاليد السياسية والأيديولوجية السائدة في المجتمع.
وعلى الرغم من أهمية المشاركة السياسية للشباب في مجال تنمية الشباب وفي مجال تحقيق أهداف التنمية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية على مستوى المجتمع ككل وفي تدعيم الديمقراطية، فإن حق المشاركة ليست حقاا مطلقاا يمارسه كل الذين يملكونه إذ تختلف المشاركة السياسية للشباب بإختلاف الوقت والمكان وظروف العمل السياسي وبإختلاف نوع المشاركة وصورها. ومن الجدير بالملاحظة أن إسهام الشباب السوري في صور المشاركة السياسية ل يتم بدرجة واحدة وانما بدرجات متباينة و تزيد مشاركة الشباب في الحياة السياسية بين الفئات الأكثر تعليماا والناجحين في حياتهم العملية والذين اعتادوا ممارسة حقهم في التصويت الإنتخابي وبين الذين تتوافر لديهم معرفة كافية بالقضايا السياسية التي تدور في مجتمعهم وبين فئات الشباب القادرين على ربط أنفسهم بالأحداث المجتمعية العامة التي تحدث خارج نطاق حياتهم الخاصة. أي الذين يستطيعون التأثير على الحياة العامة لمجتمعهم ويخرجون من نطاق الإهتمامات ذات الطابع الخاص إلى الإهتمامات ذات الطابع المجتمعي العام. إل أن بعض فئات الشباب السوري تعزف عن الإشتراك في المناقشات السياسية لعدم الثقة في الآخرين ولوجود الشك السياسي . كما تبدو بعض مظاهر الإغتراب بين الشباب السوري بعدم الحرص على الإدلء بأصواتهم في الإستفتاء أو في الإنتخابات لإعتقادهم بأن أصواتهم غير مؤثرة ول قيمة لها في توجيه مسار العمل السياسي في بلادهم وفي اختيار ممثليها، لذا لجأ الشباب إلى مواجهة الحياة بصورة دفاعية وتحمل آلمها بهدوء وكبت داخليين مما جعل السلوك الإجتماعي السياسي للشباب يتميز بالسلبية والعجز والهروب من المسئولية والرضوخ للسيطرة.
ويمكن القول أن ضعف المشاركة أصبحت ظاهرة عامة في المجتمع السوري، وترجع إلى مجموعة متشابكة من العوامل والظروف التاريخية والجتماعية والسياسية و الثقافية. وفي إطار سعي المجتمع السوري كغيره من المجتمعات النامية لتغيير النظام السياسي . من نظام الحزب الواحد إلي نظام التعددية الحزبية وتوفرت بعض المعطيات السياسية التي يمكن أن تحد أو تخفف من أزمة المشاركة السياسية فهذا التوجيه الجديد كان يعني السعي إلى التحول الديمقراطي في الحياة السياسية في سوريا وهذا التحول الديمقراطي يتطلب أول ما يتطلب تنشيطاا لعملية المشاركة السياسية ودعمها.
ومن ثم يأتي أهمية دراسة أزمة المشاركة في الأحزاب السياسية في التعرف على موقف الشباب من العمل السياسي والمشاركة فيه. خاصة إذا ما عرفنا أن هناك الكثير من الدراسات التي أجريت على الشباب في المجتمع السوري . والتي انتهى معظمها إلى نتيجة هامة مفادها أن قلة الوعي السياسي وانعدام الثقافة السياسية بدرجة ما يؤديان إلى إحجام وعزوف كثير من الشباب عن الشتراك والمساهمة في العمل السياسي ويعتبر الشباب هم القوة الدافعة التي يعتمد عليها العمل السياسي الذي يستهدف تلبية حاجات ومصالح كافة الطبقات والجماعات الإجتماعية. والمتتبع لحركة السياسية السورية خلال القرن الماضي يتضح له الدور الهام الذي أحدثته المشاركة الشبابية.
من هنا، إذا أحجم الشباب عن الإسهام في مجال من مجالت تنمية المجتمع وتطوره ، فإننا بذلك نفقد طاقة وع انصرا هاماا من عناصر العمل السياسي، أل وهو عنصر القيادات الشابة الواعية والمثقفة والنشطة سياسياا.(09)
رابعاً: الشباب والانتخابات
في ظل حالة الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السياسية في سوريا، وكذلك الدخول في معترك استحقاقات سياسية كبرى لبد من مشاركة شبابية فاعلة فيها كالنتخابات البرلمانية )التجديد النصفي، لمجلس الشعب( ، والإنتخابات الرئاسية عام 1102 ، كان من الضروري التطرق إلى موضوع الإنتخاب بشيء من الإيجاز.
بداية، لبد أن يعرف شبابنا أن الإنتخاب هو نوع من الإختيار. فالإنسان يمارس حق الإختيار في حياته على مستويات مختلفة في أموره الشخصية. ولكن هناك اخت ايارا عاماا كذلك لبد أن يمارسه الإنسان ضمن حقوقه الأساسية كمواطن .ويشمل ذلك حقه في اختيار من يمثله أو ينوب عنه في التعبير عن مصالحه في البرلمان.
وقد بدأ نظام الإنتخابات حينما صار للشعب حق اختيار ممثلين عنه ليتولوا وظيفة التشريع في الدولة لمدة معينة. وذلك ما عرف باسم الديمقراطية النيابية، حيث يقتصر دوراا لشعب على اختيار عدد معين من المواطنين من بين المتنافسين في الدوائر الإنتخابية المختلفة ليتولوا باسم الشعب سلطة أساسية هي التشريع ومراقبة أعمال الحكومة والوزراء.
ومن المعروف أنه يسجل في جداول الإنتخابات في سوريا كل من بلغ ثماني عشرة سنة وهو “سن الرشد السياسي” ، والخاص بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية. وقد عددها القانون بأنها الإستفتاء الذي يجرى لرئاسة الجمهورية )الآن بالإنتخاب المباشر( أو إنتخاب أعضاء كل من مجلس الشعب أو المجالس المحلية .ويدخل في هيئة الناخبين هؤلء الذين يحملون جنسية البلد الذي تجرى فيه الإنتخابات.
ومن أبرز القضايا التي تعلقت في الفترة الأخيرة بالإنتخابات في سوريا قضية سلبية الناخبين، حيث يتخلف الناخبون عن الإدلء بأصواتهم من زوايا متعددة.(11)
- فمن ناحية يمكن للشاب سواء كان ذكراا أو أنثى أن ل يقيد إسمه في جداول الإنتخابات، ومن ثم فلن يطالبه أحد بأن يتوجه إلى لجان الإنتخابات.
- والناحية الثانية أن يسجل المواطن إسمه في جداول الإنتخاب، ولكنه ل يذهب وقت الإنتخابات.
- والناحية الثالثة أشبه بالتخلف عن الإدلء بالصوت، وهي وضع ورقة الإنتخاب في صندوق الإنتخاب دون تأشيرات.
خامساً: مقومات المشاركة الفاعلة للشباب
للإستفادة القصوى من جانب الدولة من الطاقات والإمكانات الكامنة لدى الشباب لكي يشارك في كافة الأنشطة والجهود في كافة مناحي الحياة، يأتى ذلك من خلال توفير المقومات التالية:
7 -إعداد قاعدة بيانات أولية عن الشباب :
وتتضمن قاعدة البيانات الجوانب التالية:
- تعداد الشباب في المجتمع السوري.
- توزيعهم على الفئات العمرية المختلفة.
- التوزيع الجغرافي بين الريف والحضر.
- المستويات التعليمية.
- توزيعهم من حيث الجنس.
- الوضع الإقتصادي.
- الحالة الإجتماعية.
- الإنتماءات العقائدية.
ولأن الشباب يمثل شريحة كبيرة من الجماهير السورية، فعلى ضوء رسم خريطة إحصائية دقيقة لخصائص وسمات الشباب السوري يمكن إعداد الخطط والسياسات بشكل يضمن استيعابه ضمن الإطار المجتمعي.
٢ -حل مشاكل الشباب وتلبية احتياجاته
لشك أن اهتمام الدولة بمؤسساتها المختلفة بحل مشاكل الشباب وتلبية احتياجاته سينعكس إيجابياا على مشاركة الشباب الفاعلة في كل ما يجري على الأرض. وبتعدد المشاركين يزيد الإنتاج وترتقي الممارسة الديمقراطية، وتختفي السلبية، ويزل شبح اللامبالة شيئاا فشيئاا.
9 -تنمية وعي الشباب بقضايا مجتمعه
ينبغي على كل مؤسسات التنشئة والقائمين على أمرها أن تضع بين أيدي الشباب كافة القضايا والمستجدات التي تفرض نفسها على المجتمع في لغة سهلة وبسيطة بعيدة عن الغموض والتجريد متحاشية استخدام الأساليب الخطابية الرنانة والمصطلحات العلمية المتخصصة. مع شرح المصطلحات الجديدة التي بدأت تتردد على مسامعنا كالخصخصة والعولمة وصراع الحضارات والنظام العالمي الجديد .كما أنه من الضروري خلق رأي عام مؤمن بقضايا المجتمع المختلفة مع ربطها بالمصلحة المباشرة للشباب . وفي مجال ترسيخ قيم الديمقراطية في وجدان الشباب ومناقشة أبعاد هذه القضية فإنه ينبغي الإعداد الجيد للشباب واكسابه قيم التعاون والمشاركة وتعويد الشباب على أن كل حق يقابله واجب وترسيخ قيم المواطنة لديه من خلال إدراك حقوقه وواجباته واشعاره بأهمية وجدوى مشاركته وفاعليته.
1 -الإستعانة بقادة الرأي في معالجة قضايا الشباب
يمثل قادة الرأي أحد المتغيرات الأساسية في عملية التأثير الشخصي، حيث أنهم يعتبرون ركيزة مهمة في نقل المعلومات للجمهور عن طريق الإتصال الشخصي. وقادة الرأي هم الأشخاص الذين يمارسون تأثيراا كبيراا على غيرهم من الأفراد في مواقف معينة، لبد لهم من القيام بالتصال المباشر بالتابعين، حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم والقيام بأدوارهم في عملية التنمية. ويذكر أن القادة غير الرسميين يمارسون تأثيراا كبيراا على الشباب خاصة في أوقات الأزمات أكثر من القادة الرسميين(10)
وهذا يؤكد الدور المهم والفعال الذي يمكن أن يقوم به قادة الرأي المحليون في معالجة قضايا الشباب ومن ثم المساعدة في تحقيق عملية التنمية الشاملة في شتى المجالت.
سادساً: السياسيات القومية لتفعيل المشاركة الشبابية
قطعت سوريا شوطاا كبيراا في صياغة السياسة القومية للشباب بالمشاركة مع الجهات المعنية بالعمل الشبابي من مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني. وبالرغم من الدعوات المتكررة للشباب للمشاركة في الحياة السياسية فإن نسبة مشاركتهم ل تزال دون المستوى المرجو، لسيما في ظل ارتفاع نسبة الشباب بين المواطنين. وتقترح السياسة القومية للشباب ما يلي في مجال المشاركة السياسية.(11)
- غرس قيمة المشاركة في نفوس الشباب عن طريق المؤسسات التعليمية وأجهزة الإعلام وجهود المجتمع المدني.
- التوسع في برامج التعليم المدني واعداد القيادات الشبابية بما يسهم في تنمية معارف الطلاب فيما يتعلق بالدستور والنظام السياسي السوري وحقوق المواطن وواجباته بالإضافة إلى ترسيخ قيم الإنتماء والولء للوطن.
- تسهيل عملية الحصول على البطاقة الإنتخابية، وربط التسجيل في الجداول الإنتخابية بالرقم القومي.
- التوسع في برامج التثقيف السياسي لطلاب المدارس والجامعات من خلال المعسكرات الصيفية وغيرها من أماكن التجمعات الشبابية.
- توسيع مشاركة الشباب في إدارة الهيئات الشبابية الرياضية ومؤسسات المجتمع المدني.
- تسهيل عملية التصويت في الإنتخابات عن طريق زيادة لجان التصويت، واتباع إجراءات تتسم بالبساطة والسهولة.
- دعوة الأحزاب المختلفة إلى إتاحة الفرصة للشباب لتولي المواقع القيادية داخلها.
- تطوير مقررات التربية القومية، وتدريب المدرسين القائمين على تدريس تلك المواد.
- تنظيم ندوات ومحاضرات تثقيفية وسياسية داخل المدارس والجامعات من خلال التنسيق مع وزارتي التربية والتعليم العالي، ومع الجامعات بهدف زيادة نسبة مشاركة الطلاب في الإنتخابات والترشيح للإتحادات الطلابية.
- تطوير لئحة الإتحادات الطلابية للجامعات بحيث تتلاءم مع المستجدات وتتيح بدرجة أكبر من مشاركة الطلاب في إدارة أمورهم بإستقلالية تامة.
- تطوير برامج برلمان الشباب وبرلمان الطلائع، وتحويلها إلى نموذج لبرامج المحاكاة والتي يتعرض لذات القضايا والملفات والتشريعات، التي يتناولها البرلمان على التوازي وبحيث تكون بمثابة منبر لحوار الشباب للتعرف على ما هو مطروح من قضايا وتشريعات ترتبط بمختلف القضايا العامة.
تبقى مشاركة الشباب في الحياة السياسية بأنماطها وأوجهها المتعددة العامل الأهم في تحديد مستوى انتماء واندماج الشباب العربي في مجتمعهم من جهة، والمؤشر الأكثر دللة على النضوج السياسي وديمقراطية أنظمتهم السياسية المعنية من جهة أخرى.
سابعاً :نماذج تطبيقية للمشاركة الشبابية
7 -برلمان الشباب
في إطار اهتمام الحكومة بتدريب الشباب على الممارسة الديمقراطية وتدريبهم على المشاركة السياسية، يجب تأسيس نموذج برلمان الشباب الذي يعد بمثابة تدريب عملي لمحاكاة مجلس الشعب، والتعرف من خلاله على قواعد العمل البرلماني ووسائل الرقابة البرلمانية.
وحرصاا من الحكومة أيضاا على تمكين الناشئين والطلائع والشباب سياسياا ينظم المجلس عدداا من البرامج والدورات مثل دورات التعليم المدني وندوات التثقيف السياسي بالمعسكرات الصيفية والشتوية ودورات التنشئة الوطنية للطلائع والتنمية السياسية للشباب، واصدرات الموسوعة السياسية للشباب.
٢ -نماذج المحاكاة
من أجل إكساب أبنائها الطلاب خبرات عملية في مجال المشاركة السياسية،يجب التركيز في كلية العلوم السياسية على تنظيم نماذج المحاكاة التي يتدرب فيها الطلاب على أداء الأدوار في المؤسسات السياسية والقتصادية .ويتم بصفة دورية سنوية تنظيم نماذج محاكاة لكل من مجلس الشعب وجامعة الدول العربية والكونجرس الأمريكي والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وغيرها من نماذج المحاكاة
9 -حملة عطاء الشباب
تهدف حملة الشباب فتح باب المشاركة لكل شاب وفتاة إلى:
- تنظيم عدد من الأنشطة والفعاليات الشبابية في المجالت الجتماعية والرياضية والفنية والفكرية.
- زيادة مشاركة الفتيات في الأنشطة التي ينظمها الحزب إيماناا بدورهن في المجتمع.
- تنمية روح المنافسة بين الشباب والكشف عن المواهب الشبابية.
- التعاون مع الجمعيات الأهلية المهمتة بقضايا الشباب. وفي إطار الحملة، تم تنظيم العديد من الأنشطة التي تثقل الشباب مثل تنظيم رحلات شبابية وأيضاا أنشطة فنية وأدبية وتثقيفية.
الخـاتـمة
مع تولي الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد لمقاليد الحكم في (1111) كانت أولى مهامه هي العمل على تدعيم الديمقراطية واعادة الإستقرار من خلال ركائز أربع هي:
- ديمقراطية تتيح لكل مواطن حق المشاركة وفق أحكام الدستور في مسؤوليات الحكم واصدار القرار.
- مواجهة الشعب بالحقائق المجردة من أي تلوين أو تزوير.
- طهارة الحكم وقدسية القضاء.
- التصدي للأزمة الإقتصادية بوسائل علمية مدروسة ومخططة لحماية المستقبل ولمعالجة مشكلات الحاضر بنظرة واقعية صادقة.
وفي واقع الأمر، فإن النظام السياسي في عهد الرئيس بشار الأسد شدد على الديمقراطية أكثر من أي شيء آخر كمصدر لشرعية النظام ل يمكن المساس به . بإعتبار أن فرص التعبير والمشاركة من جانب المواطن تؤدي إلى تحسين قدرة الحكومة وتعزز من مكانتها مجتمعياا، فهي الساعية إلى معرفة رأي المجتمع في قضية ما، وكانت الأولوية لدى الدولة في مشاركة شبابية مجتمعية فاعلة تتيح إحداث تنمية مجتمعية شاملة وحراكاا سياسياا مستن ااير، ذلك أن الشباب يعتبر الركيزة الأساسية في المجتمع واللبنة الأهم في بناء النظم السياسية الديموقراطية المتقدمة، من حيث المشاركة في صنع القرار سواء أكانت مشاركة عامه تتمثل بإنتخاب أعضاء البرلمان أو المحليات، أو المشاركات السياسية الأخرى والتي تشكل الأحزاب أهم مظاهرها.
وهكذا، بات من الواضح للجميع أن المشاركة الحقيقية بين مكونات للدولة هي أساس التقدم والإنجاز للمجتمع ، والمشاركة السياسية تعتبر نقطة تحول لبناء ديمقراطية صحيحة تسعى في نهاية المطاف للوصول إلى دولة القانون والشفافية.
ونختتم حديثنا، بإقتراح وضع إستراتيجية لإعداد سياسية للتمكين السياسي للشباب، هذه الإستراتيجية تقوم على ثلاثة محاور.(11)
المحور الأول : بلورة أهداف التعامل مع الشباب : هل يعنينا متغير الجيل؟
فالمقصود في هذا المحور ليس هو مضمون السياسات اللازمة لتنمية قدرات الشباب أو تمكينهم، بأن نخصص نسبة للشباب في مقاعد السلطة مثلاا ، وهذا أمر وارد بالطبع، ولكن المقصود هو: هل نعتقد أن عنصر الجيل يؤثر على نمط التفكير وترتيب الأولويات ونوعية المصالح ومستوى القدرات بين المواطنين، بحيث ينتج عنه اختلافات نوعية في مواقف الأفراد، وبالتالي فلا يجب وضع كافة الأجيال في سلة واحدة؟ أم أنه عنصر هامشي ليس له تأثير جوهري في سلوك الأفراد، وبالتالي فلا نحتاج إلى الحديث عن خصوصية الشباب؟
لقد أصبح من المستقر علمياا وعالمياا أن الشباب لهم خصوصية، يجب مراعاتها في صنع السياسات العامة وخصوصاا في عمليات الإصلاح، بمختلف أبعادها، وسواء كان توجه هذه السياسات والعمليات الإصلاحية هو تصحيح خلل في نصيب الشباب من أعباء وعوائد التنمية أو كان الرغبة في استثمار قدرات الشباب لتعزيز قدرات المجتمع ككل على النمو . قد ل يعني ذلك تفصيل دستور أو قانون على مقاس الشباب ولكن الأمر يتعلق بالسياسات.
المحور الثاني : الإتفاق على وزن عنصر الجيل في صنع السيا سة العامة :ماذا نريد للشباب؟
لبد من الثقة في اختيار الشباب وأن نترك لهم تحديد أولوياتهم، اقتناعاا بأن الخبرة تأتي مع الممارسة وأن الصبر على الشباب ضروري لكي نعطيهم الفرصة لإجادة التجريب والتعلم من الأخطاء..
والسؤال الذي ينبغي طرحه ليس هو ماذا نريد للشباب؟ “ولكن هو” ماذا يريد الشباب لأنفسهم؟ ويترتب على هذا التزاماا بالرجوع إلى الشباب بكافة الطرق المباشرة الممكنة لمعرفة أولوياتهم وقياس قدراتهم وتنمية مهاراتهم.
المحور الثالث : بناء قواعد بيانات موثوق فيها :ماذا نريد معرفته عن الشباب؟
من الضروري بناء قواعد بيانات مواتية للغرض من سياسات تمكين الشباب، وكافية لقياس العائد منها، من واقع الشباب أنفسهم.
“`