Here’s the formatted HTML according to strict Arabic academic standards:
“`html
تكشف نتائج المشاركة السياسية للشباب في سوريا عن دورهم الفعّال في الحياة السياسية والتحديات التي تواجههم. كيف يمكن تعزيز هذه المشاركة لتحقيق تأثير أكبر في مستقبل البلاد؟
الفصل الأول: تعريف المشاركة السياسية
تعد المشاركة السياسية أحد الأبعاد المهمة لتحديد السلوك السياسي للأفراد، كما أنها أحد المحاور الأساسية في مجال اهتمام علم السياسة والعلوم الإجتماعية وعلم النفس السياسي، وتتفق الدراسات والآراء على تأكيد الدور الإيجابي للفرد في الحياة السياسية من خلال حق الترشيح أو التصويت في النتخابات، أو الإهتمام بالقضايا والأمور السياسية ومناقشتها مع الآخرين، أو العضوية في المنظمات…… إلخ؛ فهي محاولة للتأثير على متخذي القرار، والمشاركة عملية إرادية واعية وتأكيد للحق الديمقراطي لأفراد المجتمع، وهي ركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية، لأنها تعني ممارسة الشعب لحقه في حكم نفسه بنفسه.
والمشاركة السياسية ل تعني مشاركة كل المواطنين في كل الأنشطة والمجالت السياسية المختلفة في كل الأوقات فحسب بل تعني مشاركة أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع في أكبر عدد ممكن من هذه الأنشطة والمجالت، بقدر ما تسمح به استعدادات هؤلء الأفراد وقدراتهم وميولهم.
وتتوقف ممارسة الفرد لسلوك المشاركة السياسية على توافر القدرة والدافع لدى الفرد، والفرص التي يتيحها المجتمع بتقاليده وأيديولوجياته، وكذلك الظروف التي تحددها طبيعة المناخ السياسي والإجتماعي والإقتصادي السائد في المجتمع، ومن هنا تبرز أهمية التنشئة ودورها في خلق سلوك المشاركة وتكوينه، إذ أنها تزود الفرد بالمثيرات التي يستقبل من خلالها قيم المشاركة، وكلما كثرت هذه القيم ازداد احتمال مشاركة الفرد في الأنشطة والمجالت المختلفة وازداد عمق هذه المشاركة. من هنا، فإن المشاركة السياسية في أي مجتمع، هي محصلة نهائية لجملة من العوامل الإجتماعية الإقتصادية والمعرفية والثقافية والسياسية والأخلاقية، تتظافر في تحديد بنية المجتمع المعني ونظامه السياسي وسماتهما وآليات اشتغالهما، وتحدد نمط العلاقات الإجتماعية والسياسية ومدى توافقها مع مبدأ المشاركة الذي بات معلماا رئيسياا من معالم المجتمعات المدنية الحديثة، المجتمعات التي أعاد العمل الصناعي وتقدم العلوم والتقانة والمعرفة الموضوعية والثقافة الحديثة بناء حياتها العامة وعلاقاتها الداخلية، على أساس العمل الخلاق، والمبادرة الحرة، والمنفعة والجدوى والإنجاز، وحكم القانون، في إطار دولة وطنية حديثة، هي تجريد عمومية المجتمع وشكله السياسي وتحديده الذاتي.
بعبارة أخرى، المشاركة السياسية مبدأ ديمقراطي من أهم مبادئ الدولة الوطنية الحديثة، مبدأ يمكننا أن نميز في ضوئه الأنظمة الوطنية الديمقراطية التي تقوم على المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، من الأنظمة الإستبدادية، الشمولية أو التسلطية التي تقوم على الإحتكار.
أولًا: مفهوم المشاركة السياسية
يقتضي الاقتراب من مفهوم المشاركة السياسية توضيح المقصود بمصطلح المشاركة بصفة عامة تمهيدًا لطرح مفهوم المشاركة السياسية..
-المشاركة.. تختلف مسمياتها:
• هناك من يطلق عليها “المشاركة الجماهيرية”، وهناك من يسميها “المشاركة الشعبية” أو “المشاركة العامة.” وبالرغم من اختلاف هذه المسميات إل أنها تدور كلها حول معنى واحد أل وهو مساهمة كل فرد من أفراد المجتمع في كل الأعمال وفي كل المستويات في مختلف أوجه الحياة السياسية والقتصادية والجتماعية وغيرها، أي المشاركة المباشرة للجماهير في شؤون المجتمع، وليس عن طريق المشاركة النيابية كممثلي الشعب أو المجالس المنتخبة والتي تعتبر مشاركة غير مباشرة.
أما المشاركة السياسية: فتتعدد التعريفات الخاصة بالمشاركة السياسية:
فهي عملية يقوم من خلالها الفرد أو الجماعة بالإسهام الحر والواعي المنظم في صياغة نمط الحياة السياسية للمجتمع. وتتم عملية المشاركة السياسية في مجتمع سياسي، قد يكون بدائايا )قبيلة أو عشيرة( أو عصرياا )الدول والمنظمات الدولية.( وبالنسبة للدول قد يكون المجتمع محل المشاركة مجتمعاا خاصاا بفئة محددة ومن ذلك المجتمعات المهنية مثل النقابات المهنية أو العمالية، أو المجتمعات التطوعية كالجمعيات الأهلية وقد يكون هذا المجتمع داخل الدولة مجتمعاا عاماا على المستوى المحلي أو على المستوى الشامل للدولة(1)
كما أنها العملية التي يلعب من خلالها الفرد دوراا في الحياة السياسية أو المجتمعية، وتكون لديه الفرصة لأن يساهم في صنع الأهداف العامة في المجتمع، وتحديد أفضل الوسائل لإنجازها، وقد تتم من خلال الأنشطة المباشرة وغير المباشرة(2)
والمشاركة السياسية أيضا ا، هي تلك الأنشطة الختيارية أو التطوعية التي يسهم أفراد المجتمع عن طريقها في اختيار حكامهم، وفي وضع السياسة العامة بشكل مباشر أو غير مباشر. والأشكال التقليدية لهذه الأنشطة تشمل : التصويت، والمناقشات، وتجميع الأنصار، وحضور الإجتماعات العامة، ودفع الإشتراكات المالية، أما أكثر أشكال المشاركة فتشمل: الحزبية بالمهام للإطلاع والسعي النتخابية، الدعاية والمساهمة في للأحزاب، الإنضمام والعامة.
ثانياً: اشكال المشاركة السياسية
لما كانت المشاركة السياسية تعني بصفة عامة تلك الأنشطة الإختيارية أو التطوعية التي يسهم المواطنون من خلالها في الحياة العامة، فإن هذه المستويات لمشاركة المواطنين في الحيـاة العامة تختلف من دولة لأخرى ومن فترة لأخرى في الدولة نفسها ، ويتوقف ذلك على مدى توافر الظروف التي تتيح المشاركة أو تقيدها، وعلى مدى إقبال المواطنين على الإسهام في العمل العام.
1. مستويات المشاركة وتشمل أربعة مستويات للمشاركة وهي (1)
• المستوى الأول “الأعلى:” ممارسو النشاط السياسي
ويشمل هذا المستوى من تتوافر فيهم ثلاثة شروط من ستة: عضوية منظمة سياسية، والتبرع لمنظمة أو مرشح، وحضور الإجتماعات السياسية بشكل متكرر، والمشاركة في الحملات الإنتخابية، وتوجيه رسائل بشأن قضايا سياسية لمجلس الشعب، ولذوي المناصب السياسية أو للصحافة، والحديث في السياسة مع أشخاص خارج نطاق الدائرة الضيقة المحيطة بالفرد.
• المستوى الثاني: المهتمون بالنشاط السياسي
ويشمل هذا المستوى الذين يصوتون في الإنتخابات، ويتابعون بشكل عام ما يحدث على الساحة السياسية .
• المستوى الثالث: الهامشيون في العمل السياسي
ويشمل من ل يهتمون بالأمور السياسية ول يميلون للإهتمام بالعمل السياسي ول يخصصون أي وقت أو موارد له، وان كان بعضهم يضطر للمشاركة بدرجة أو بأخرى في أوقات الأزمات أو عندما يشعرون بأن مصالحهم المباشرة مهددة أو بأن ظروف حياتهم معرضة للتدهور.
• المستوى الرابع: المتطرفون سياسياً
وهم أولئك الذين يعملون خارج الأطر الشرعية القائمة، ويلجأون إلى أساليب العنف. والفرد الذي يشعر بعداء تجاه المجتمع بصفة عامة أو تجاه النظام السياسي بصفة خاصة إما أن ينسحب من كل أشكال المشاركة وينضم إلى صفوف المتقاعسين، واما أن يتجه إلى استخدام صور من المشاركة تتسم بالحدة والعنف.
2. مراحل المشاركة :هناك أربع مراحل للمشاركة
• الاهتمام السياسي: ويندرج هذا الهتمام من مجرد الهتمام أو متابعة الهتمام بالقضايا العامة وعلى فترات مختلفة قد تطول أو تقصر، بالإضافة إلى متابعة الأحداث السياسية. حيث يميل بعض الأفراد إلى الشتراك في المناقشات السياسية مع أفراد عائلاتهم أو بين زملائهم في العمل، وتزداد وقت الأزمات أو أثناء الحملات النتخابية.
• المعرفة السياسية: والمقصود هنا هو المعرفة بالشخصيات ذات الدور السياسي في المجتمع على المستوى المحلي أو القومي مثل أعضاء المجلس المحلي وأعضاء مجلس الشعب والشورى والشخصيات القومية كالوزراء.
• التصويت السياسي: وتتمثل في التصال بالأجهزة الرسمية و تقديم الشكاوى والإلتماسات والإشتراك في الأحزاب والجمعيات التطوعية وتتمثل في الإتصال بالأجهزة الرسمية وتقديم الشكاوى والإلتماسات والإشتراك في الأحزاب والجمعيات التطوعية.
-9 وبالتالي، فهناك نمطان للمشاركة السياسية تضمهما مجموعتين، وهما.(6) 7 -المجموعة الأولى:
• وهي عبارة عن أنشطة تقليدية أو عادية أبرز ملامحها التصويت في الإنتخابات والإشتراك في الندوات والمؤتمرات والإنضمام للأحزاب السياسية والدخول ضمن جماعات المصالح والتقدم في الترشيح للمناصب العامة وتقلد المناصب السياسية .
ويأتي التصويت على رأس هذه الأنشطة فهو موجود في كافة الأنظمة سواء كانت ديمقراطية أو غير ديمقراطية ذلك مع الأخذ في الإعتبار أن التصويت في النظم الديمقراطية يعتبر وسيلة المفاضلة بين المرشحين لختيار أفضلهم )من وجهة نظر الناخب.(
٢ -المجموعة الثانية:
• ويقصد بها الأنشطة غير التقليدية والتي كثيارا ما يلجأ إليها المواطنون للتعبير عن مطالبهم أو للأحتجاج على سياسة الحكومة عندما تسد أمامهم الطرق وتتفرق بهم السبل ويرون أن دور الدولة بالنسبة لهم سلبي غير مجدي ومن أمثلة هذه الأنشطة المظاهرات وتخريب الممتلكات والتطرف والأغتيال والحروب الأهلية و الإنقلابات و الأنشطة غير التقليدية التي تظهر أكثر في الدول المتخلفة التي تعاني عادة من غياب قنوات التعبير الشرعي مثل عدم وجود أحزاب سياسية أو ضعف دور النقابات العمالية و استمرارية ملاحقة الدول للسياسيين المعارضين .. ألخ.
• وقد أسفرت نتائج الدراسات الميدانية عن تباين في أنماط المشاركة السياسية والأسباب التي تدفع المواطن لهذه المشاركة، وأن فكرة المشاركة السياسية متعددة المقاييس، وأن الأفعال السياسية ل تميز من حيث درجة صعوبتها، وانما تميز من حيث إنها تتخذ نماذج مختلفة يحاول عن طريقها المواطنون الرتباط بالحكومة السياسية.
ثالثاً: خصائص المشاركة السياسية
تتسم المشاركة السياسية بالخصائص التالية (1) :
-7 الفعل: وهي الحركة النشطة للجماهير في اتجاه تحقيق هدف أو مجموعة أهداف معينة.
-٢ التطوع: بأن تقدم جهود المواطنين طواعية، وباختيارهم تحت شعورهم القوى بالمسئولية الجتماعية تجاه القضايا والأهداف العامة لمجتمعهم ، وليس تحت تأثير أي ضغط أو إجبار مادي أو معنوي.
-9 الاختيار: بإعطاء الحق للمشاركين بتقديم المساندة والتعضيد للعمل السياسي والقادة السياسيين، والإحجام عن هذه المساندة، وذلك التعضيد في حالة تعارض العمل السياسي والجهود الحكومية مع مصالحهم الحقيقية وأهدافهم المشروعة.
1 –غير محددة بمكان محدد ول تتقيد بحدود جغرافية معينة فقد تكون على نطاق محلي أو إقليمي أو قومي.
5 -المشاركة حق وواجب في آن واحد فهي حق لكل فرد من أفراد المجتمع وواجب والتزام عليه في نفس الوقت، فمن حق كل مواطن أن يشارك في مناقشة القضايا التي تهمه وأن ينتخب من يمثله في البرلمان وأن يرشح نفسه إذا ارتأى في نفسه القدرة على قيادة الجماهير والتعبير عن طموحاته في المجالس النيابية. فالمشاركة هي الوضع السليم للديمقراطية فلا ديمقراطية بغير مشاركة، كما أن المشاركة واجب على كل مواطن، فهو مطالب بأن يؤدي ما عليه من التزامات ومسؤوليات اجتماعية تجاه قضايا مجتمعه لإحداث التغيير اللازم نحو التوجه التنموي في المجتمع.
وعلى هذا الأساس ل يمكن النظر إلى المشاركة السياسية باعتبارها سلوكاا تطوعياا أو كعملية طبيعية يولد بها الإنسان أو يرثها، وانما هي عملية مكتسبة يتعلمها الشخص أثناء حياته، وخلال تفاعله مع العديد من الجماعات المرجعية ابتداءا من الأسرة وتدرجاا مع جماعة الفصل وجماعة النادي وجماعة الأصدقاء، وجماعة العمل … إلخ.
رابعاً: متطلبات المشاركة السياسية الفاعلة
تتطلب المشاركة ضرورة توافر عدد من العوامل التي تزيد من فاعليتها وتضمن بقاءها واستمرارها، وتساعد على تحقيق أهدافها بما يدفع بمعدلات التنمية الشاملة وأهم هذه المتطلبات (٨) :
.0 ضرورة ضمان توفير المتطلبات والحتياجات الأساسية للجماهير مثل الغذاء والكساء والمسكن الملائم والصحة والتعليم وفرص العمل وحرية التعبير وغيرها من الحتياجات التي تحقق الإشباع المادي والنفسي للإنسان، ويتيح له قدراا من الستعداد للمشاركة في الحياة العامة داخل وطنه.
.1 ارتفاع مستوى وعي الجماهير بأبعاد الظروف السياسية والقتصادية والجتماعية التي يمر بها المجتمع، ويكتسب هذا الوعي :إما عن طريق سعي الأفراد لبلوغ هذا القدر المطلوب من المعرفة، أو عن طريق الوسائل المختلفة لتكوين الرأي العام داخل المجتمع مثل المؤسسات الحكومية العاملة في مجال الإعلام والثقافة والتعليم أو المؤسسات غير الحكومية، كالنقابات المهنية والعمالية أو الجمعيات الخاصة، والتحادات بالإضافة إلى الأحزاب السياسية.
.1 الشعور بالنتماء للوطن، واحساس المواطنين بأن مشاركتهم في الحياة السياسية والجتماعية والقتصادية للمجتمع تمثل واجابا تفرضه العضوية في هذا الوطن.
.2 الإيمان بجدوى المشاركة: فإحساس المواطن بأهمية المشاركة وفاعلية هذه المشاركة وسرعة استجابة المسئولين، يعمق من شعوره بجدوى مشاركته ومردودها المباشر على تحسين صورة حياته وحياة الآخرين داخل المجتمع.
.1 وضوح السياسات العامة المعلنة وذلك يتأتى من خلال الإعلام الجيد عن الخطط و الأهداف ومدى مواءمتها لحتياجات المواطنين.
.6 إيمان القيادة السياسية واقتناعها بأهمية مشاركة الجماهير في صنع وتنفيذ السياسات العامة، واتاحة الفرصة لدعم هذه المشاركة من خلال ضمان الحرية السياسية واتاحة المجال أمام الجماهير للتعبير عن آمالهم وطموحاتهم ورأيهم في قضايا مجتمعهم ومشكلاته و مناقشة تصريحات المسؤولين والقوانين العامة سواء داخل البرلمان أو عبر الصحف و في الندوات العامة، وفي ظل مناخ آمن ودون تعرضهم لأي مساءلة قانونية.
.7 وجود التشريعات التي تضمن وتحمي المشاركة وكذلك الوسائل والأساليب المتنوعة لتقديم وعرض الآراء والأفكار والقتراحات بوضوح تام وحرية كاملة، ومع توافر الأساليب والوسائل والأدوات التي تساعد على توصيل هذه الأفكار والتي تضمن وصول هذه المشاركات لصانع القرار.
.8 وجود برامج تدريبية لمن هم في مواقع المسؤولية سواء في الحكومة أو في المؤسسات غير الحكومية لتدريبهم على مهارات الستماع والنصات واحترام فكر الجماهير وكذلك على أساليب استثارة اهتمام الجماهير و تنمية قدراتهم على المشاركة.
.9 وجود القدوة الصالحة في كل موقع من مواقع العمل مما يستلزم التدقيق في اختيار القيادات، والتأكد من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فهذه القدوة الصالحة من شأنها أن تكون مشجعة وليست معوقة للمشاركة . كما يفترض فيها إيمانها بإمكانات الشباب ودوره في عملية التنمية.
.01 اللامركزية في الإدارة مما يفسح المجال أمام الجماهير لكي تشارك في إدارة شؤون حياتها، ويفتح الباب لكل الجهود والمساهمات التي تقدمها الجماهير.
.00 زيادة المنظمات التطوعية ورفع مستوى فاعليتها حتى تغطي أكبر مساحة ممكنة فتنتشر في كل مكان وفي كل نشاط، وأن يكون لها دور فاعل من خلال إتاحة صلاحيات أكثر لها مما يجعلها أكثر تأثيراا في خدمة المجتمع.
.01 تقوية دور مؤسسات التنشئة الإجتماعية والسياسية مثل: الأسرة والمدرسة والجامعة والمؤسسات الدينية والأحزاب و وسائل الإتصال وغيرها وتشجيعها على غرس قيم المشاركة لدى الجماهير.
خامساً: محددات المشاركة السياسية
إن مشاركة الفرد في الحياة العامة تتأثر بالعديد من المتغيرات لعل من أهمها (3)
.0 المنبهات السياسية:
إن تعرض الفرد للمنبهات السياسية يزيد من معارف السياسة وينمي اهتماماته العامة ومن ثم يكون لديه الستعداد لمزاولة الأنشطة السياسية، هذا الفرض يعني أن تعرض الإنسان للمنبهات السياسية يزيد من احتمال مشاركته، دون أن يعني بالضرورة مشاركته فعلاا.
والمنبهات السياسية هي تلك المعلومات والأخبار التي تبثها وسائل الإعلام الجماهيرية. وهذا ما يثار في الجتماعات العامة والمحادثات الشخصية وما يثار في الحملات الإنتخابية.
والحقيقة أن مستوى التعرض للمنبهات السياسية يرتبط بالعديد من العوامل كالإنتماء الطبقي والمستوى التعليمي والوضع الثقافي ومحل الإقامة وبالتالي فإنه يمكن القول أن الطبقة الوسطى وسكان المدن والمتعلمين أكثر استعداداا لقبول المنبهات السياسية بخلاف غيرهم من العمال وسكان القرى والبدو والأميين. كذلك لشخصية الفرد دور هام في التأثر بالمنبهات السياسية فالفرد الحزبي أو العقيدي أكثر ميلاا إلى استقبال المنبه السياسي والتفاعل معه قياساا بالذين ل هوية حزبية لهم. .1 المتغيرات الإجتماعية:
مستوى المشاركة السياسية يرتبط بالعديد من المتغيرات الإجتماعية كالجنس وعامل السن والغنى والفقر والصحة والمرض والبعد والقرب من المدن والمعرفة والجهل، فليس من شك أن التحسن في المستوى المعيشي يسهم ولو بقدر ضئيل في رغبة المواطن في المشاركة السياسية فأصحاب الدخل المتوسط أكثر استعداداا للمشاركة من نظائرهم من ذوي الدخول الدنيا. كذلك فإن ارتفاع مستوى التعليم يجعل الإنسان أو الفرد المتعلم أكثر إيماناا وأشد وعياا بأهمية المشاركة ول شك أن الأمية تأتي في مقدمة العوائق التي تعوق المواطنين عن المشاركة السياسية، ولعل هذه الإشكالية تأتي في مقدمة العوامل التي تعوق التنشئة السياسية في الدول النامية.
سادساً: نسبية المشاركة السياسية
على الرغم من أهمية المشاركة بالنسبة للديمقراطية، فإن هذا الحق لا يمارس بواسطة كل الذين يملكونه بدرجة واحدة إذ تختلف نسبية المشاركة تبعاً إلى:
• إختلاف الوقت والمكان والحالة حيث يختلف إقبال الناس على الإنتخابات المختلفة، فيقبل كثير منهم على التصويت في الإنتخابات القومية عن الإقبال فى الإنتخابات المحلية، وفي الرئاسية أكثر من السنوية أو الدورية ويتوقف مدى مشاركة المواطن فى العمل السياسي علي اهتماماته بالدرجة الأولى.
• اختلاف نمط المشاركة، فك اثيرا ما يناقش الناس السياسة أكثر من أن يصوتوا ويدلون بأصواتهم أكثر من أن يرتبطوا بالأحزاب أو يعملوا في الحملات الإنتخابية، و كثيراا من الناس يميلون إلى أن يناقشوا ويقرءوا الأنشطة السياسية من أن ينغمسوا فيها.
• على المناخ السياسي الذي يسود المجتمع. ففي المجتمعات الغربية تعتبر المشاركة السياسية واجابا مدنايا على المواطنين، وكلما زادت المشاركة كلما كان ذلك دليلاا على صحة المناخ السياسي وسلامته.
ختـامـا…
تؤثر المشاركة على الأفراد وعلى السياسة العامة للدولة فعلى مستوى الفرد تنمي المشاركة فيه الشعور بالكرامة والقيمة والأهمية السياسية وتنبه كلاا من الحاكم والمحكوم إلى واجباته ومسؤولياته تنهض بمستوى الوعي السياسي . كما أنها تساعد على خلق المواطن المنتمي لوطنه الذي يعد عماد قوة وعافية الجسد السياسي. وعلى صعيد السياسة العامة تجلب المشاركة أكبر منفعة لأكبر عدد من الأفراد إذ أنها تدفع الحاكم إلى الإستجابة لمطالب المواطنين وتسهم . في إعادة توزيع موارد المجتمع بشكل أكثر عدالة.(01)
“`