كيف يساهم الإطار النظري في تعزيز المشاركة السياسية للشباب في سوريا؟

Here’s the formatted HTML according to strict Arabic academic standards:

“`html

يكشف الإطار النظري للمشاركة السياسية عن آليات فعالة لتعزيز دور الشباب في الحياة السياسية السورية. كيف يمكن لهذه الآليات أن تواجه التحديات وتساهم في إحداث تغيير حقيقي؟ استكشف الأبعاد الجديدة للمشاركة السياسية في هذا البحث المتميز.


الفصل الثاني: آليات تفعيل المشاركة السياسية

ما بين التقليدي والحديث تتعدد آليات تفعيل المشاركة السياسية لجذب المواطن السوري وخاصة فئة الشباب القادرة على إحداث نهضة تنموية وحراك سياسي فاعل. وهو ما يمكن رصده في الآتي:

أولًا: الآليات التقليدية للمشاركة السياسية

1. الأحزاب والمشاركة السياسية

المشاركة -كما سبق القول- هي جوهر الديمقراطية. فحجر الأساس في الديمقراطية كطريقة في الحياة السياسية كما يذكر الفيلسوف جان دوي، هو مشاركة الأفراد الناضجين في وضع القيم التي تنظم حياة الجماعة. والديمقراطية وفق هذه النظرة تعني مشاركة الأفراد وقدرتهم على التأثير في صنع السياسات العامة في دولهم، ويكون ذلك في أغلب الأحيان من خلال قناة الأحزاب السياسية.

وتساهم الأحزاب في تشجيع التجمع الإنساني بكل صوره لتحقيق أهداف مشتركة، وبصفة خاصة التجمع السياسي، وتدريب المواطنين على العمل السياسي، والمشاركة في شؤون بلادهم، وتشجيع الفرد على الإقدام على هذه المشاركة بالإنتماء إلى جماعة سياسية منظمة في حزب من الأحزاب، ومن ثم شعوره بالأمن السياسي، مما تتحقق معه الشجاعة الأدبية في إبداء الرأي في المسائل العامة.

ويكفل تعدد الأحزاب عنصر الإختيار للأفراد فحرية انضمام الفرد إلى حزب ما، أو رفض النخراط في عضويته أمر له أهمية كبرى في تحقيق الديمقراطية، وذلك عن طريق تعدد التنظيمات المختلفة و المفتوحة أمام الأفراد وأمام الناخبين من أجل انتخاب ممثلين لهم في المجالس النيابية. والتوزيع الإختياري هو الذي يحدد ما يحصل عليه كل حزب من مقاعد في البرلمان والحكومة.

والأحزاب السياسية هي التي تقدم المرشحين الصالحين لتولي الوظائف النيابية والإدارية والعامة، وهي التي تقدم البرامج السياسية والطرق اللازمة لتنفيذها والوسائل الفعالة لنقد أعمال الحكومة. واذا كان الشعب في مجمله يستطيع الحكم على صلاحية السياسية الحكومية أو عدم صلاحيتها، فإنه لا يستطيع أن يقدم سياسية بديلة عنها، إلا في حالة توافر التنظيمات السياسية وغيرها من الإمكانات التي توفرها الأحزاب، وتتيح لها المعلومات الكافية لفهم هذه السياسية.

في هذا الإطار يمكن القول إجمالا أن الأحزاب السياسية تقدم الإطار الأكثر أهمية وملاءمة لتحقيق المشاركة السياسية وعدم قصرها على فئة أو طبقة اجتماعية معينة خاصة مع اتساع وسائل التصال الجماهيري وانتشار التعليم. ذلك أن ظهور الأحزاب السياسية نفسها يمكن أن يزكي لدى الأفراد الرغبة في الممارسة السياسية. على أن مجرد وجود الأحزاب أو النظام الحزبي لا يضمن بذاته تحقيق المشاركة السياسية. فهناك بعض النظم الحزبية التي تقلص المشاركة.

وقد حدد بعض علماء السياسة عدة عوامل تؤثر على قدرة النظام الحزبي في استيعاب أو قمع مطالب المشاركة السياسية:

• القيم التي تتبناها النخبة الحاكمة عند تبلور النظام الحزبي، وهل تشجع هذه القيم على توسيع قاعدة هذه المشاركة أم تقليصها.

• الإجتماع السائد في المجتمع حول موقع قيمة المشاركة وبالتالي حول دور النظام النيابي.

• مدى مرونة النظام الحزبي وقدرته على استيعاب الأجيال الجديدة الراغبة في المشاركة وتوفير فرص لها.

الأحزاب السياسية في سورية

يمكن تصنيف الأحزاب في سورية حسب المرسوم التشريعي رقم / 011 /:

1. حزب البعث العربي الإشتراكي

2. حزب التنمية الوطني

3. حزب الديمقراطي السوري

4. حزب الأنصار

5. حزب الطليعة الديمقراطي

6. حزب الشباب الوطني السوري

7. حزب الشباب الوطني للعدالة و التنمية

8. حزب سوريا الوطن

9. حزب الإرادة الشعبية

10. حزب الشعب

11. حزب التضامن

12. حزب التضامن العربي الديمقراطي

الأحزاب وجذب الشباب نحو المشاركة

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: أين هو عمل الأحزاب السياسية وخاصة المتكفلين من أعضائها بالشباب؟ وأين أثرهم في عملية الإغواء والإستقطاب للطاقات الشابة من أجل خلق الديناميكية المثلى في عملية التطوير الإجتماعي الشامل، الذي يبدأ بتطوير الأحزاب السياسية وأفكارها، عبر تجديد دمائها بإطلاق أيدي الشباب في تقلد المسؤولية داخل هذه الأحزاب، والذي من الضروري أن يكون فعلاً متواصلاً ليتواصل وجود الأحزاب نفسها وجوداً فاعلاً و مؤثراً و مبدعاً في الحراك الإجتماعي في ما يتعلق باللعبة السياسية المتطورة نفسها، التي يتفق الجميع اليوم على أنها لابد أن تكون لعبة ديمقراطية حتى تواكب العصر بشروطه الحضارية، أي بالأداء السياسي الذي يناضل من أجل رفعة حقوق الإنسان الشاملة؟

ويفرض واقع الحال على كل من يتقلد موقع المسؤولية داخل الأحزاب السياسية على تبني برامج توعية للشباب من أجل دفعه للنخراط وبشكل واع في الواقع السياسي. وذلك عبر تنمية الرغبة لديه في المشاركة السياسية وهو هدف يمكن الوصول إليه من خلال تربيته سياسياً على العناصر التالية:

• الإهتمام السياسي: هو متابعة القضايا العامة وعلى فترات مختلفة قد تطول أو تقصر، بالإضافة إلى متابعة الأحداث السياسية. حيث يميل بعض الأفراد إلى الإشتراك في المناقشات السياسية مع أفراد عائلاتهم أو بين زملائهم في العمل، وتزداد وقت الأزمات أو في أثناء الحملات الإنتخابية.

• المعرفة السياسية: والمقصود هنا هو المعرفة بالشخصيات ذات الدور السياسي في المجتمع على المستوى المحلي أو القومي مثل أعضاء المجلس المحلي وأعضاء مجلس الشعب والشورى بالدائرة والشخصيات القومية كالوزراء.

• التصويت السياسي: ويتمثل في المشاركة في الحملات الإنتخابية بالدعم والمساندة المادية من خلال تمويل الحملات ومساعدة المرشحين أو بالمشاركة بالتصويت.

• المطالب السياسية: وتتمثل في الإتصال بالأجهزة الرسمية وتقديم الشكاوى والإلتماسات والإشتراك في الأحزاب والجمعيات التطوعية.

وعلى أرض الواقع، نجد أن الحزب البعث العربي الشتراكي (الحزب الحاكم) هو أكثر الأحزاب فعالية في محاولته استقطاب العناصر الشابة وذلك من خلال الآتي:

• أن الحزب قام قبيل فتح باب القيد فى الجداول النتخابية بتعريف الشباب بأهمية الصوت النتخابى وتنظيم عدة دورات بالأمانة للتوعية السياسية، قام فيها الشباب بمحاكاة الإنتخابات البرلمانية وآلية إعداد برنامج انتخابي.

• أنه يتم استغلال المعسكرات التي ينظمها الحزب لتوعية الشباب فيها بأهمية المشاركة السياسية، واستخدام المناسبات الرياضية في تعميق النتماء.

2. المجتمع المدني والمشاركة السياسية

المجتمع المدني شريك في التنمية

ترتبط الحياة الديمقراطية بدور حقيقي وقوي للمجتمع المدني، فالمجتمع المدني هو القطاع غير الحكومي الذي يطلق عليه أحياًانا “القطاع الثالث” لتمييزه عن الحكومة من ناحية والقطاع الخاص من ناحية ثانية، فهو يتكون من منظمات وجمعيات وروابط تقوم على العمل التطوعي لا تسعى لتحقيق الربح والتي كانت تستخدم كلمة مجتمع مدني أو مجتمع أهلي لتدل على إرتباط مجموعة من المنظمات غير الحكومية التي تنشأ لتحقيق أهداف إجتماعية بالأهل والأقارب والجيران بما يوحي بمعاني التضامن والولء وقوة الإرتباط. تلك الأهمية الحيوية للمجتمع المدني تبرر إهتمام الحكومة السورية بتشجيع هذا النوع من المنظمات وتوسيع المجال أمام حركته فالدولة السورية تنظر للمجتمع المدني كشريك في عملية التنمية.

دور المجتمع المدني في تفعيل المشاركة السياسية:

لقد أصبح دور مؤسسات المجتمع المدني يمثل أساساً مهماً في المشاركة السياسية للمجتمع في تحديد أهدافه وتنصيب البرامج التنموية ومن هنا ينجلي دور مؤسسات المجتمع المدني بإعتباره قناة لكل فرد أو مجموعة أو شريحة تربطهم مصلحة أو هدف. يمكن من خلال هذه المنظمات أن يشاركوا بإتخاذ القرارات العامة وتنفيذها وتقييمها على إعتبار أنهم جزء لا يمكن تجاهله في المجتمع.

ويأتي دور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق المشاركة السياسية من خلال التوعية بعمليات المشاركة والطرق الواجب اتباعها لإيصال أفكار ومطالب الأفراد والتعريف بالإلتزامات والواجبات التي تفرضها عملية المشاركة.

وتلعب مؤسسات المجتمع المدني دوراً في ترويج ثقافة المشاركة في الإنتخابات، حيث يشعر الأفراد من خلال المجتمع المدني ومؤسساته بأن لديهم قنوات مفتوحة لعرض آرائهم ووجهات نظرهم بحرية حتى لو كانت تعارض الحكومة و سياستها للتعبير عن مصالحهم ومطالبهم بأسلوب منظم وبطريقة سلمية ودون حاجة إلى استعمال العنف طالما أن البديل السلمي متوافر ومتاح. والحقيقة أن هذه الوظيفة تؤدي إلى تقوية شعور الأفراد بالإنتماء والمواطنة وبأنهم قادرون على المبادرة بالعمل الإيجابي التطوعي دون قيود، بل تشجعهم الحكومة على التحرك المستقل بحرية.

3. الإعلام وتدعيم ثقافة المشاركة السياسية

إذا كانت المشاركة السياسية هي عنصر حيوي من العناصر التي تقوم عليها عملية التنمية السياسية في المجتمع، فإن ذلك يعني أن وسائل الإعلام تستطيع أن تسهم بدورها في دفع المواطنين نحو المزيد من المشاركة في الواقع السياسي و إقناعهم بالتخلي عن السلبية التي أصبحت سمة مميزة لغالبية أفراد المجتمع ممن يطلق عليها “الأغلبية الصامتة” التي لا تؤثر في الأحداث السياسية في المجتمع ولا تتفاعل مع هذه الأحداث وبالتالي فهي مجموعة ليس لها دور في إيجاد حالة الحراك السياسي التي تتطلبها عمليات التغيير السياسي في أي مجتمع يرغب في تحقيق تنمية سياسية حقيقية.

وتلعب وسائل الإعلام دوراً رئيسياً وفاعلاً في تشكيل سياق التحول السياسي في المجتمعات المختلفة، فهي تعكس طبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع وبين الصفوة والجماهير.

ويتوقف إسهام ودور وسائل الإعلام في عملية الإصلاح والمشاركة السياسية والتحول الديمقراطي على شكل و وظيفة الإعلام في المجتمع وحجم التحديات وتعدد الآراء و الإتجاهات داخل هذه الوسائل، فضلاً عن العوامل الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية السائدة في المجتمع. وتعد وسائل الإعلام من الأدوات الرئيسية الحاسمة في تدعيم الديمقراطية في المجتمعات.

إن لوسائل الإعلام قدرة مهمة في تشكيل المدركات السياسية للأفراد من خلال تزويدهم بالمعلومات عن الشؤون والقضايا السياسية، وتركيز إدراكهم لأهمية هذه القضايا، وفقاً لما تقدم من مضامين في تفسير وتحليل الأحداث وترتيب أولوياتها. وقد تعددت التأثيرات الخاصة بثورة المعلومات والإتصالات على التطور: السياسي والديمقراطي، وأهم هذه التأثيرات:

• نشر الوعي السياسي لدى المواطنين.

• تدعيم دور المعارضة السياسية

• تدعيم دور القطاع الخاص.

دور الإعلام في تمكين المواطن:

يتركز دور الإعلام أساساً في تمكين المواطن من فهم ما يجري محلياً وعربياً ودولياً، وتنمية قدراته للمشاركة السياسية بإعتبارها حق وواجب المواطنة. وهنا تكتمل رسالة الإعلام في أسمى أدوارها بتوزيع تلك الأدوار بين الكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية ليتحقق مردود إعلامي أقوى وأفضل وأشمل يخاطب الضمير والوجدان جنباً إلى جنب، مخاطبة العقول وترجمة مشاعر الولء الوطني إلى إرادة سياسية تدفع المواطن إلى الإنخراط في المجتمع والإندماج فيه إلى حد الذوبان… وهنا تتحقق أعلى مراحل المشاركة المجتمعية ككل والمشاركة السياسية على وجه الخصوص. ونجاح الإعلام في هذه المسئولية الوطنية يكتمل بمخاطبة مختلف قطاعات وفئات المجتمع المدني وأيضاً فئات المهمشين الذين لا ينتمون إلى أحزاب أو اتحادات ومنظمات المجتمع المدني ويتحقق هذا بدور الإعلام في بلورة ثقافة سياسية ترسخ قيم الممارسة الديمقراطية وتنشط دور المجتمع المدني وتروج قيم التسامح الفكري وقبول الآراء ووجهات النظر الأخرى في إطار الحوار البناء لإحداث التفاعل الخلاق بين الرأي والرأي الآخر في إطار المصلحة العليا للمجتمع.

ثانياً: الآليات المستحدثة للمشاركة السياسية

تمثل الأفكار المستحدثة جوهر الإتصال التنموي، الذي يستهدف تطوير فكر أفراد المجتمع وتكوين الإتجاهات الإيجابية نحو برامج التنمية للوصول إلى سلوكيات تترجم السياسات. وأصبحت مفردات مثل المدونات والفيس بوك واليوتيوب من الألفاظ الشائعة في مجال العمل السياسي في العديد من دول العالم.

1. تمكين الشباب في عصر الانترنيت

الإنترنت مع آرة للمجتمع. هي تقنية وقناة وبنية معلوماتية وبنية معرفية ساهمت وتساهم في ربط وترابط الأفراد والمجتمعات عبر الحدود الجغرافية أو المذاهب الفكرية، عبر الأجناس وعبر الحضارات، والأفراد والمؤسسات، بل عبر العالم الإفتراضي أو ما يسمى بالحياة الثانية أو الخيالية… من هنا كانت دعوة الدعم ومؤازرة السلام الإلكتروني كركيزة لسلام المجتمع المعاصر، إنها دعوة رائدة في الفكر والزمن والمحتوى والوسائل. وهي دعوة الإعلام عن أهمية نشر الوعي والإستخدام الآمن للإنترنت.

ويتضح استخدام الإنترنت كأداة سياسية في العديد من المجالات، فالإنترنت أصبح أحد المصادر المهمة لدى الشباب للحصول على المعلومات السياسية. وقد انتشرت المواقع الإلكترونية التي تقدم المعلومات السياسية على الإنترنت، وسعت الحكومات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز الأبحاث بل والأفراد لإنشاء مواقع الكترونية تقدم المعلومات لمستخدمي الإنترنت، كما سعت وسائل الإعلام التقليدية خاصة المطبوعة منها إلى تقديم خدماتها الإخبارية على شبكة الإنترنت.

ويمثل الإنترنت إحدى أدوات المشاركة السياسية للشباب، وتتيح لهم فرصة التعبير عن وجهات نظرهم والحوار بين بعضهم البعض حول القضايا المختلفة بدرجة أكبر من السهولة والحرية من الأطر التقليدية للمشاركة ويساهم هذا في الحد من ظاهرة الإغتراب و اللامبالاة السياسية للشباب، ويزيد من درجة اهتمامهم بالقضايا العامة، والإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع. وتشير الإحصاءات الدولية إلى أن الشباب هم أكثر الفئات اعتماداً على الإنترنت كمصدر للمعلومات السياسية باعتبارها إحدى الأدوات الأقل تكلفة والأكثر سرعة في الحصول على المعلومات، وهم المستهلكون الرئيسيون للتكنولوجيات الحديثة وتطبيقاتها المختلفة؛ وبالتالي فإبداعاتهم، وفكرهم، وطاقاتهم لإستخدام هذه الأدوات والخدمات هي التي تدفع التطور في هذا المجال.

يقدر عدد مستخدمي الإنترنت في سوريا ب 2,02 مليون مستخدم طبقاً لنشرة مؤشرات الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الصادرة عن وزارة الإتصالات في ديسمبر 2019.

ويستخدم الإنترنت أيضاً كأداة للتعبئة السياسية للشباب، وتسهيل جهود تجميعهم وتنظيمهم لتحقيق هدف سياسي معين مثل تحفيز الشباب للتسجيل في قوائم الناخبين، أو المشاركة في مشروعات الخدمة العامة، أو تنظيم حملات تأخذ شكل التأييد أو الإحتجاج على سياسات أو تصرفات معينة، فعلى سبيل المثال شارك أكثر من 711 ألف شاب في حملة احتجاج على الإنترنت ضد موقع الفيس بوك عندما أضاف هذا الموقع آلية تكنولوجية اعتقد هؤلاء الشباب بأنها تنتهك خصوصية المستخدمين لهذا الموقع وعلى أثره قام الموقع بإلغاء هذه الآلية.

كما يستخدم الإنترنت في تعبئة الشباب في العديد من القضايا المتعلقة بالحريات والحقوق العامة. وقد برز استخدام الإنترنت كأداة لتعبئة الشباب في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة. حتى وصل الأمر بالبعض إلى الإعتقاد مجازاً أنه لولا الإنترنت ما كان لأوباما أن يصل إلى البيت الأبيض حيث استطاع أن يستثمر الإنترنت للتواصل والحوار مع الشباب، واقناعهم بأهمية مشاركتهم في الإنتخابات وقدرتهم في إحداث التغيير واستخدام الشبكات الإجتماعية المختلفة على الإنترنت.

وقد برع الرئيس الأمريكي أوباما في استخدام هذا الأسلوب سواء خلال حملته الإنتخابية أو بعد توليه الرئاسة، حيث قام بتطوير الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض واستمر في استخدام البريد الإلكتروني في التواصل مع المواطنين، وقام بتسجيل عدد من الخطب السياسية التي وضعت بشكل حصري على شبكة الإنترنت وكذلك شهدت سوريا في السنوات الأخيرة تزايد استخدام الإنترنت كأداة سياسية وتنموية وخاصة بين الشباب. وأخيراً يمكن القول أن الإنترنت يوفر إمكانيات هائلة للتواصل مع الشباب وزيادة معارفهم السياسية ودمجهم في إطار النظام السياسي ويقع على عاتق المؤسسات القومية دور هام في تطوير استخدامها للإنترنت وكذلك تحويل المشاركة الإفتراضية للشباب على مواقع الإنترنت إلى مشاركة فعلية على أرض الواقع.

2. الفيس بوك لتشجيع المشاركة السياسية في سوريا

أصبحت المدونات والفيس بوك أداة لحشد الشباب وتوعيتهم للمشاركة في الحياة السياسية. وليس أدل من ذلك، تلك الحملة التي تم إطلاقها مع بداية عام 2010 من جانب المدونين السوريين على موقع الفيس بوك لإستخراج الطاقات الشابية، وهذه الحملة بعنوان “هذه هويتي” وتهدف الحملة إلى حث الشباب السوري على المشاركة في الإنتخابات البرلمانية والتصويت على الدستور وقد أنجز المدونون فيديو مدته ثلاثون ثانية تدور فكرته حول شباب يتحدثون عن آرائهم في أحوال البلد ولكن يظهر كلامهم غير مسموع لأنهم لا يملكون صوتاً انتخابياً يعبرون به عن أنفسهم.

2010 عام الفيس بوك

أعلن أحد أكبر المراكز الإعلامية الأمريكية بولاية كارولينا أن عدد المشتركين في موقع تويتر الإلكتروني وصل في نهاية عام 2009 إلى 21 مليون مشترك. بينما وصل عدد مستخدمي موقع الفيس بوك، شبكة التواصل الإجتماعي ذائعة الصيت على الإنترنت، إلى 111 مليون مستخدم، وهو ما دفع عدداً من وكالات الأنباء العالمية إلى وصف عام 2009 بأنه عام تويتر والفيس بوك.

“`

Rechercher

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.