تستعرض الدراسة الابتكار في النحو والبلاغة من خلال تحليل جهود العلماء الليبيين بين 1950 و2000، وتكشف كيف أثرت إسهاماتهم في البحث اللغوي. هل ترغب في اكتشاف المناهج والموارد التي استخدموها لتحقيق تلك الإنجازات؟
ﺃﻟﻔﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﺡ
ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﺒﻬﺟﺔ ﺍﻟﻤﺭﻁﻴﺔ
ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﻠﻲ ﺴﻌﺩ ﺍﻟﺸﻴﺘﻭﻱ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻦ ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺴﻨﺔ 1994ﻡ.
ﺍﻤﺘﻭﺳﻁ ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ﻭﻤﺘﻭﺳﻁ ﺍﻟﺤﺠﻡ، ﻭﺘﺠﻠﻴﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﺎﺩﻱ.
ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﺒﺸﻜﺭ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﻷﺴﺎﺗﺫﺗﻪ ﻭﻟﻘﺴﻤﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻨﻪ، ﻭﻟﻜل
ﻤﻥ ﻗﺩﻡ ﻟﻪ ﻴﺩ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺟﻭﺩ، ﺜﻢ ﺍﻨﺘﻘل ﺒﻌﺩ ﺫﻟـﻚ
ﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻦ ﺍﻹﻴﺟﺎﺯ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻭﻤﺎ ﺘﺭﻜﻪ
ﻤﻦ ﻜﺘﺏ ﻭﻗﺪ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﻤﻨﻬﺟﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺴﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﺣـﻭ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺒﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﻭﺨﺎﺗﻤﺔ.
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:
ﺍﺸﺘﻤل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﻳﻑ ﺒﺎﻟﻨﺎﻅﻡ ﻭﺫﻟﻚ ﺒﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡﻪ ﻭﻨﺴﺒﻪ ﻭﻭﻻﺩﺘﻪ
ﻭﻤﻨﺯﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻨﺯﻟﺘﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺫﻛﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺫﻴﻦ ﻴﺸﻴﺪﻭﻥ ﺒﻤﺠﻬﻭﺩﺍﺗﻪ، ﺃﻤﺎ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﻴﺭﻯ
ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺖ ﺒﻤﺩﻴﻨﺔ ﺩﻤﺸﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻤﻦ ﺸﻬﺭ ﺸﻌﺒﺎﻥ ﺴـﻨﺔ ﺍﺜﻨﺘـﻴﻦ
ﻭﺴﺒﻌﻴﻦ ﻭﺴﺕ ﻤﺌﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺨﻤﺱ ﻭﺴﺒﻌﻴﻦ ﺴﻨﺔ.
ﺜﻢ ﺍﻨﺘﻘل ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﺒﺎﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﻪ ﻭﺒﻨﺴﺒﻪ ﻭﻤﻜﺎﻥ ﻭﻻﺩﺘﻪ،
ﻭﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﻨﻘل ﺃﻗﻭﺍل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻜﺎﻟﺸﻭﻜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺒﻊ ﺴـﻔﺭﺍﺗﻪ ﻭﺭﺣﻼﺗـﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.
ﺃﻤّﺎ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﻘﺩ ﺫﻛﺭ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺖ ﻓﻲ ﺴﺣﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺘﺎﺳﻊ ﻋـﺸﺮ
ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻵﺨﺭﻋﺎﻡ911 ﻫـ، ﻓﻲ ﻤﻨﺯﻟﻪ ﻓﻲ ﺭﻭﻇﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ، ﺜﻢ ﺘﻁﺭﻕ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﺖ ﻤﺼﺭ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺴﻼﻁﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻤﻴـﺩﺍﻧﹰﺎ
ﻟﻨﺸﺎﻁ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﺍﺴﻊ ﻴﺩل ﻋﻠـﻰ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ ﺍﻟـﻀﺨﻢ ﻤـﻦ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑـﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﻭﺳﻭﻋﺎﺕ، ﻭﻴﺭﺟﻊ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﺠﻴﻊ ﺒﻌﺽ
🞺ﻋﻠﻲ ﺴﻌﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺸﺘﻴﻭﻱ: ﻭﻟﺪ ﺒﺎﻟﺭﻴﺎﻧﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1950ﻡ، ﺘﻠﻘﻰ ﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺋﻲ ﺒﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻧﻴﺔ ﺴﻨﺔ1965ﻡ ﻭﺍﻹﻋﺩﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﺒﻴﻔﺭﻥ 1968 ﺇﻟﻰ 1979ﻡ، ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻤﻦ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺴﻨﺔ 1983ﻡ، ﻭﺍﻹﺠﺎﺯﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ “ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺭ” ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻹﺠﺎﺯﺓ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ” ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ” ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﺭﺘـﺸﺎﻑ
ﺍﻟﻀﱠﺭﺏ ﻷﺒﻲ ﺤﻴﺎﻥ 745ﻫـ، ﻟﻪ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ، ﻴﻌﻤل ﺍﻵﻥ ﺃﺴﺘﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺒـل ﺍﻟﻐﺭﺒـﻲ، ﻜﻠﻴـﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ، ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ .
ﺴﻼﻁﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨـﺮ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻸﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﺘﺄﺜﺭ ﺒﻬﺎ ﻭﺃﺜﺭ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺜﻢ ﻴﻨﺘﻘل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺠﺎﻟﺔ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺸﻴﻭﺧﻪ ﻭﻴﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﺘﺘﻠﻤﺫ ﻋﻠﻰ ﻁﺎﺋﻔﺔ
ﻤﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﻋﺼﺮﻩ، ﻭﻤﺸﺎﻳﺦ ﻋﻬﺩﻩ، ﻭﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﻡ ﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﻜﺒـﺎﺭ ﻭﻤﺤـﺩﺛﻭﻥ
ﺤﻔﺎﻅ، ﻭﻓﻘﻬﺎﺀ ﻤﺤﺩﺛﻭﻥ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺤﺫﺍﻕ، ﺃﻤﺎ ﺘﻼﻤﺫﺗﻪ ﻓﻜـﺎﻧﻮﺍ ﻜﺜـﺮﻴﻦ
ﻭﺴﺒﺏ ﺫﻟﻚ ﺘﺒﺤﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ، ﻭﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻨﺸﺮﻩ ﻭﺤﺭﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻤﻨﻪ،
ﻭﺫﻛﺭ ﻋﺩﺩﹰﺍ ﻤﻦ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺫ.
ﺜﻢ ﻴﻨﺘﻘل ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺃﺛﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺍﺴﺘﻘﺻﻰ ﻟﻪ ﻤـﻦ ﺨـﻼل ﻤـﺎ
ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺭﺍﺟﻊ ﺨﻤﺱ ﻤﺌﺔ ﻭﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺴﺒﻌﻴﻦ ﻤﺼﻨﻒﹰﺍ، ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺍلْمﺣﻘـﻖ
ﺇﻟﻰ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﺎﻟﺘﻨﻭﻉ ﺍﻟﻌﺠﻴﺏ، ﻓﻬﻭ ﺒﺣﻖ ﻴﻌﺩّ ﻤﻔﺨﺭﺓ
ﻤﻦ ﻤﻔﺎﺧﺭ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻑ، ﻭﻴﺫﻛﺮ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻦ ﻤﺅﻟﻔﺎﺗـﻪ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻔـﺴﻴﺭ
ﻭﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺻﻭل ﻭﺍﻟﺒﻴـﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘـﺼﻭﻑ ﻭﻓـﻲ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ.
ﺜﻢ ﻴﻨﺘﻘل ﻟﻠﺣﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻓﻲ ﺸﺭﺣﻪ ﻟﻸﻟﻔﻴﺔ، ﻭﻴﺒﺩﺃ ﺒﺄﺴـﻠﻭﺒﻪ
ﻤﺒﻴﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃ ﺒﻬﺎ، ﻭﺒﻴﻦ ﺤﺭﺹ ﺍﻟﺸﺎﺭﺡ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﺑﻦ ﻤﺎﻟﻚ
ﻟﻤﻭﻇﻭﻋﺎﺗﻪ، .. ﻭﻴﻀﻴﻑ ﻤﺘﺤﺩﺛﺎ ﻋﻥ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻓﻲ ﺸـﺭﺣﻪ ﻫـﺫﺍ:
“ﻭﻤﺯﺝ ﺍﻟﺸﺎﺭﺡ ﺸﺭﺣﻪ ﻫﺫﺍ ﺒﻨﻅﻡ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﻃﻨﺎﺏ ﻤﻤل، ﻭﺇﻴﺟﺎﺯ ﻤﺨـل،
ﺤﻴﺙ ﻴﺫﻛﺭ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺃﻭ ﻤﻘﻁﻔﺎ ﻤﻨﻪ ﺜﻢ ﻴﺸﺭﺣﻪ ﻓﻲ ﻴﺴﺭ ﻭﺴﻬﻭﻟﺔ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﻨﻔﻊ ﺜﻢ ﻴﺘﻨﺎﻭل ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺣﺎﺓ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻭﻜﻠﻤـﺎ
ﺘﻁﻠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺫﻟﻚ، ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻟﺸﺭﺡ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﻅﻴﺢ.{28}“
ﻭﻴﻨﺘﻘل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺣﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﺡ،
ﻤﺜﻠﻪ ﻤﺜل ﻤﻦ ﺴﺒﻘﻪ ﻤﻦ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﻴﻦ ﻓﺎﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻷﻭل ﻤﻦ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﺴﺘـﺸﻬﺎﺩ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻳﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻴﻜﺜﺭ ﻤﻦ ﺍﻻﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﺒﻪ ﻤﻘﺘﺼﺮﺍ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺭ ﺤﻤﻴﺪ ﻤﻊ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ.
ﻭﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻤﻦ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ: ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻳﻒ
ﻭﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ.
ﺜﻢ ﻴﻭﺼﻑ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﻭﻫﻲ ﺜﻼﺙ ﻨﺴﺦ ﺭﻤﺯ ﻟﻠﻨﺴﺦﺓ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺭﻤﺯ)أ( ﻭﺭﻤﺯ ﻟﻠﻨﺴﺦﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺒﺭﻤـﺯ)ب( ﻭﺭﻤـﺯ ﻟﻠﻨـﺴﺦﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ
ﺒﺭﻤﺯ)ج.(
ﺤﻖﻕ ﻓﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻜﺎﻧﺖ
ﻭﻗﺪ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:
ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺴﻢ
ﺍﻟﻘﺴﻡ
ﻤﻦ
ﻤﻭﻇﻭﻋﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺸﺎﺭﺡ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﺤﻴﺙ ﺴﻤﻰ ﺍلشﺎﺭﺡ ﻤﻭﻇـﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ
ﺃﺒﻭﺍﺒﺎ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻬﺭﺱ ﺴﻤﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺒﻭﺍﺏ ﻓـﺼﻭﻻ ﻭﺒﻌـﻀﻬﺎ
ﺍﻵﺨﺭ ﺫﻛﺭ ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻭﻫﺫﻩ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺒﻭﺍﺏ ﻜﻤﺎ ﺴﻤﺎﻫﺎ ﺍلشﺎﺭﺡ: ﺒﺎﺏ
ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺒﻨﻲ، ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ، ﻭﺨﺘﻡ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ
ﺒﻤﻭﻇﻭﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺁﺨﺭﻫﺎ ﻤﻭﻇﻭع ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ.
ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ:
ﻴﻼﺣﻆ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﺭﺍﺛﻴﺔ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻜـﻭﻥ ﻤﻨﻬﺠـﺎ
ﻭﺍﺤﺩًﺍ ﻟﺩﻯ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻤﺣﻘﻘﻴﻦ.
ﻓﺎﻟﻤﺣﻘﻖ ﻻﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﺒﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺘﺣﻘﻴﻘﻪ، ﻭﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻪ ﻤﻦ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺍﻟﺘﻏﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ
ﺒﻴﻦ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﺴﺦ، ﻟﻜﻲ ﻴﺠﻌل ﺃﺼﺣﻬﺎ ﻭﺃﺴﻠﻤﻬﺎ ﻤﻦ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺃﺼﻼﹰ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﺴﺦ،
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺴﺎﺭ ﻤﺣﻘﻖ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.
ﺤﻖﻕ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻤﺒﺩﻳﺎ ﺭﺃﻴـﻪ
ﻓﻲ ﺒﻌﻀﻬﺎ، ﺫﺍﻛﺭًﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﻤﺭﺠﺤًﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴـﺎﻥ
ﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻨﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺘﺭﺟﻴﺢ.
ﻜﺎﻥ ﻜﺜﻴﺮًﺍ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺩل ﺒﺂﺭﺍﺀ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﻭﻇﻭﻋﺎﺕ، ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل:
“ﺼﺭﺡ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ ﻴﻁﻠﻕ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻﹼ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﻤﻔﻴﺩﺓ38“…، ﻭﻟﻡ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﺒل ﻜﺎﻥ ﻴﺫﻛﺭ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ
ﻤﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻜﺄﻥ ﻴﻘﻭل: “ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺏ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺯﻴـﺪ ﻭﻋـﺴﻰ ﺃﻥ
ﻴﻘﻭﻡ ﺃﺒﻮﺍﻙ…ﻓﻘﻭﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺭﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﺎﻋل ﻋﻦ” 118، ﻭﻤﻨﻪ ﻗﻭﻟﻪ “ﻭﻓﻲ
ﺍﻷﺸﻤﻭﻧﻲ ﺍﻨﺘﻅﺭﺘﻪ ﻨﺣﺭ ﺠﺯﻭﺭ ﻭﺤﻠﺏ ﻨﺎﻗﺔ، ﻭﺍﻷﺼل ﻤﻘﺩﺍﺭ ﻨﺣﺭ ﺠـﺯﻭﺭ
ﻭﻤﻘﺩﺍﺭ ﺤﻠﺏ ﻨﺎﻗﺔ ﻓﺤﺫﻑ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﻭﺃﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻘﺎﻤﻪ.179“
ﻭﻗﺪ ﻴﺫﻛﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻘل ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻨﺹ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺅﻟﻔﻪ، ﻤﻦ ﺫﻟﻚ
ﻗﻭﻟﻪ: “ﻭﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺘﺼﺭﻳﺢ” ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻓﻲ ﺍﻷﺻل: ﻤﺼﺩﺭ ﻟﻔﻅﺕ ﺍﻟﺭﺣﻰ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ
ﺇﺫﺍ ﺭﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺎﻟﻠﻔﻅ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﻠﻔﻭﻅ ﺒﻪ.38“…
ﻭﻗﺪ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻤﺅﻟﻔﻪ ﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻭﻟﻪ: “ﻗﺎل ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﻬﻤـﻊ
“ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺃﻭﺍﺋل ﺍﻟﺴﻭﺭ ﻻ ﻤﺤل ﻟﻬﺎ ﻤﻦ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ.45“…
ﻭﻤﻨﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﻗﻭﻟﻪ: “ﻭﻓﻲ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴل ﻟﻠﺩﻻﺌﻲ” ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻘﺒﺢ ﺫﻛـﺭﻩ ﻤـﻦ
ﺍﻟﻌﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ.49“…
ﻭﺜﻕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻗﻭﺍل، ﻭﺫﻟﻚ ﻤﻦ ﺒﻌﺽ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﻓﻴﻤﺎ ﻜـﺎﻥ
ﻓﻴﻪ ﺭﺃﻱ ﻟﻠﻤﺅﻟﻑ، ﻭﻤﻦ ﺒﻌﺽ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺨـﺮﻯ، ﻤـﺸﻴﺮًﺍ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻘﻰ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻭل.
ﺃﻤّﺎ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻟﻖ ﺒﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺫﺍﻛﺭًﺍ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺤﺘﻤل ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ
ﻭﺠﻪ ﻤﻦ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ.
ﻜﺎﻥ ﻴﻭﻀﺢ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﻟﻐﻭﻴﺎ ﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻭﻟـﻪ: “ﺤـﺭﺠﻡ ﺍﻹﺒـل ﺭﺩ
ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﻭﺍﺤﺮﻨﺠﻡ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻷﻤﺭ ﺜﻢ ﺭﺟﻊ ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﻟﻘـﻭﻡ ﺃﻭ ﺍﻹﺒـل
ﺍﺠﺘﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﻭﺍﺯﺩﺣﻤﻭﺍ165“، ﻭﻤﻨﻪ ﺃﻴـﻀﺎ ﻗﻭﻟـﻪ: “ﺍﻟﻘﻬـﺭ:
ﻭﺍﻟﻘﻬﻘﺭﻯ: ﺍﻟﺭﺟﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻑ، ﻭﺘﺜﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﻘﻬﻘﺭﺍﻥ ﺒﺣﺫﻑ ﺍﻟﻴـﺎﺀ، ﻭﺘﻘﻬﻘـﺭ
ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻘﻬﻘﺭﻯ” .172
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺎﻗﺶ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺨﻼﻑ ﺒـﻴﻦ ﺍﻟﻜـﻭﻓﻴﻴﻥ
ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻥ ﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺨﻼﻓﻬﻡ ﻓﻲ ﻜﻠﺘﺎ ﻭﻜﻼﹰ” ﺭﺍﺟﻌًﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـﻚ ﺇﻟـﻰ ﻜﺘـﺎﺏ
ﺍﻷﻨﺼﺎﻑ ﻟﻸﻨﺒﺎﺭﻱ 51، ﻭﻗﻭﻟﻪ: “ﻫﺫﻩ ﻤـﺴﺄﻟﺔ ﺨﻼﻓﻴـﺔ ﺒـﻴﻦ ﺍﻟﺒـﺼﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ.172“
ﻭﻤﻦ ﺨﻼﻝ ﺍﻹﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺫﻟﻪ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ، ﻭﻤﺎ
ﻁﺒﻊ ﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻤﻦ ﺁﺧﺮﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﺃﺴﻠﻭﺏﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯ، ﻭﻤـﺩﻯ ﻋﻤـﻖ
ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺴﻌﺔ ﺇﻃﻼﻋﻪ.
ﺸﻭﺍﻫﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ:
ﺫﻜﺭﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺣﻘﻘﺔ ﻻ ﺩﻭﺭ ﻟﻠﻤﺣﻘﻖ ﻓﻲ ﺸﻭﺍﻫﺩﻫﺎ، ﻭﻟﻜـﻦ
ﺭﺒﻤﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻴﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻵﺨﺭﻴﻦ ﺤﻴﺙ ﻴﻼﺣﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻬﻭﺍﻤﺵ ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﻦ ﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺤـﺎل
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﺒﺠﻬﻭﺩﻩ ﻫﺫﻩ ﺃﻜﻤل ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻨﺎﻗﺼﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.
ﻭﻗﺪ ﺒﻠﻐﺖ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﺜـﻼﺙ ﻤﺌـﺔ
ﻭﺍﺜﻨﻴﻦ ﻭﺴﺘﻴﻦ ﻨﺼﺎ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﻓﻲ ﻫﻭﺍﻤﺵ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.
ﺨﺭﺝ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ، ﻭﻻ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺫﻛﺭ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﻭﺭﻗﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺒـل ﻴﻜﻤـل
ﺍﻵﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﻤﺵ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻴﺴﺘﺸﻬﺩ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺩﺓ ﻤﻦ
ﺍﻵﻴﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﻁﺭﻴﻖ ﺍﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺣﻘﻖ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻨﺻﻭﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻓـﻲ
ﻫﻭﺍﻤﺵ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻴﻼﺣﻅ ﺫﻟﻚ ﻭﻨﺫﻜﺭ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻨﻬـﺎ
ﻟﻠﺘﻤﺜﻴل ﻭﺇﺜﺒﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﻴﻨﻈﺮ ﺹ: 41، 42، 51، 52، 58، …59 ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺫﺍﻛﺭًﺍ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻜﺜـﺮ
ﻤﻦ ﻭﺟﻪ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀﺓ، ﻴﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺹ59:، 69، ﻤﻊ ﺍﻹﺸـﺎﺭﺓ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻜـﻞ
ﺍﻟﻨﺻﻭﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻥ ﺃﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﻤﺵ
ﺿﺒﻁﻬﺎ ﺒﺎﻟﺸﻜل ﻭﻤﻴﺯﻫﺎ ﺒﺨﻁ ﻤﻤﻴﺯ، ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﺒﻴﻦ ﻗﻭﺳﻴﻦ ﻤﺯﻫﺭﻳﻦ.
ﺍﻷﺤﺎﺩﻳﺙ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ:
ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺤﺎﺩﻳﺙ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺭﻳﻔﺔ ﻓﻘﺪ ﺒﻠﻐﺕ ﺜﻼﺛﻴﻦ ﺤﺩﻳﺜﺎ ﺘﻜﺭﺭ ﺒﻌﺽ ﻤﻨﻬـﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺕ، ﻭﻗﺪ ﺴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞ ﻓـﻲ ﺒـﺎﻗﻲ
ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺤﻴﺙ ﺃﻜﻤل ﺍﻷﺤﺎﺩﻳﺙ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ، ﻭﻨﺴﺒﻬﺎ
ﻟﺭﻭﺍﺘﻬﺎ، ﺫﺍﻛﺭًﺍ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺔ، ﻨﺎﺻـﺎﹰ
ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺎﻜﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ.