استراتيجيات مبتكرة في النحو والبلاغة من 1950 إلى 2000

يكشف الابتكار والتكنولوجيا في النحو والبلاغة عن جهود العلماء الليبيين في تطوير اللغة بين 1950 و2000، ويحلل تأثير المعاني النحوية في تفسير القرآن. كيف أثرت هذه الإسهامات على البحث اللغوي الحديث؟

ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ

ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻳﻢ

“ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﻭﻑ”

ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺛﺔ ﻤﺒﺎﺣﺙ:

ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺔ

ﻗﺴﻤﺖ

ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل:

ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻱﻡ:ـ

ﺘﺤﺩﺛﺖ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ﺒﻌﺎﻤّﺔ، ﺫﺍﻛﺭﺓ ﺍﻟﺣﻜﻡ

ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻗﺘﺭﺣﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻟﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ، ﺜﻢ ﺘﺣﺩﺛﺖ ﻋـﻦ ﺃﺜـﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ

ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﺼل ﺍﻟﺘﻭﺣﻴﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ، ﺫﺍﻛﺭﺓ ﻋﺩﺩﹰﺍ ﻤﻦ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ

ﺃﻭﻟﻭﻫﺎ، ﻤﺴﺘﻐﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﻤﺎ ﻴﺩﻳﻨﻮﻥ ﺒﻪ، ﻤﻼﺣﻅﺔ ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﻢ

ﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ، ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻴل، ﻭﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﺃﻫل ﺍﻟﺘﻭﺣﻴﺩ، ﻤﺘﻁﺭﻗﺔ ﺇﻟـﻰ

ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻟﻠﻤﺠﻬﻭل ﻓﻲ ﻨﻔﻲ ﺨﻠﻕ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻋﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻜﺬﺍ ﺩﻭﺭ

ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻨﻔﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭﺘﻁﺭﻗﺖ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺒﻴـﺎﻥ

ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻦ ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻳﺮ ﻓﻲ ﺘﺄﻭﻴـل ﺁﻴـﺎﺕ

ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ، ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻨﻔﻲ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻋﻦ ﺍﷲ

ﺘﻌﺎﻟﻰ … ﻭﺘﻁﺭﻗﺖ ﻜﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﺼﻠﻲ ﺍﻟﻭﻋـﺩ

ﻭﺍﻟﻭﻋﻴﺩ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺯﻟﺔ ﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﺘﻴﻦ؛ ﻻﺘﺼﺎل ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺒﺎﻵﺨﺭ، ﻤﺘﻌﺭﻀﺔ ﻟﺩﻭﺭ

ﺍﻟﻌﻁﻑ ﺒﺎﻟﻭﺍﻭ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ، ﻤﺘﺤﺩﺛﺔ ﺒﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ

ﺍﻟﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺭﺁﻧﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﻌﻨﻰ ﻨﺣﻭﻱ ﻤﻬﻤﺎ، ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ.

ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:

ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻱﻡ:ـ

ﺃﺸﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺘﺸﻴﻊ، ﻭﺘﻀﺎﺭﺏ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺤﻭﻟﻪ

ﻭﺍﺨﺘﻼﻓﻬﺎ، ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﻠﺘﺸﻴﻊ، ﺒﺎﺩﺌﺔ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻋﻥ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ

ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ، ﻤﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺻﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻴﺩﻭﻫﺎ،

ﻤﺴﺘﻐﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ، ﻤﺘﺤﺩﺛﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﻤﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﻤﺔ، ﻭﺭﻓـﺽ ﻤﺒـﺩﺃ

ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ، ﻭﺨﹸﹸﻠﻕ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﻋﻤﻠﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺭﺟﻌﺔ، ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﻬﺩﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﻅـﺭ،

ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺩﺛﺖ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ، ﻭﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﺇﺜﺒـﺎﺕ

ﻏﺴل ﺍﻟﻤﺭﻓﻘﻴﻦ، ﻭﻤﺴﺢ ﺍﻟﻘﺩﻤﻴﻦ ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﻀـﻮﺀ، ﻭﺇﺜﺒـﺎﺕ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﻌـﺔ،

ﻭﺘﺤﺩﺛﺖ ﺃَﻴﻀﺎ ﻋﻦ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﺻﻭل ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺒﺎﻟﻌـﺩل،

ﻭﻤﺎ ﻻﺤﻅﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻔﺴﺭﻱ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺘﺄﻭﻴﻠﻬﻢ ﺍﻵﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴـﺔ ﻹﺜﺒـﺎت

ﺃﺼﻭﻟﻬﻡ، ﻭﻗﻭﻟﻬﻢ ﺒﺎﻟﺤﺫﻑ، ﻭﺘﻘﺩﻳﺮ ﺍﻟﻤﺣﺫﻭﻑ، ﻭﻗﻭﻟﻬﻢ ﺒﺎﻟﺯﻴـﺎﺩﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻘـﺩﻳﺮ

ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔـﺴﻴﺮﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻻ ﺘﻌـﺩ

ﻗﺭﺁﻧﺎ، ﻭﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻜﻭﻧﻬﺎ ﻗﺭﺁﻧﺎ، ﻭﻗﻴﺎﻤﻬﻢ ﺒﺼﻨﻊ ﻗﺭﺍﺀﺍﺕ ﺠﺩﻳﺪﺓ ﻟﺨﻠﻖ ﻤﻌﺎﻥٍ

ﻨﺣﻭﻱ ﺠﺩﻳﺩﺓ ﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﺎ ﻴﺫﻫﺒﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻴﻨﺎﺩﻭﻥ ﺒﻪ.

ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:

ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻱﻡ:ـ

ﺘﻨﺎﻭﻟﺖ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺭﻤﺯﻱ ﺍﻹﺸﺎﺭﻱ، ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌـﺩ

ﺴﻤﺔ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻱﻡ، ﻤﺸﻴﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﻬﺘﻤﻭﻥ

ﻜﺜﻴﺮﺍ ﺒﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻨﻪ، ﻤﺘﻨﺎﻭﻟـﺔ ﺃﺛـﺮ

ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﻤﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ⁽¹⁾ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ـ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ

ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ـ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺃﻨﻪ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﻟﻠﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺘﺄﻴﻴـﺩ ﺸـﺭﻭﻁﻬﻡ،

ﻤﺘﻌﺭﻀﺔ ﻷﺛﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺸﺩ، ﻭﺇﺜﺒـﺎﺕ ﺃﺛـﺭ

ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ، ﻭﺘﻌﺭﻇﺕ ﻜﺫﻟﻚ ﻟﻠﺣﺩﻳﺙ ﻋﻥ

ﺃﺛﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﻋﺘﻘﺎد ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻦ ﻻ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺒﻭﺤـﺩﺓ ﺍﻟﻭﺟـﻭﺩ

ﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﻡ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺪ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ﻓﻲ ﺇﺜﺒـﺎﺕ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.

ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻨﺎﻗﺸﺖ ﺃﺛﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﺜﺒـﺎﺕ ﻤـﺫﻫﺏ ﻭﺤـﺩﺓ

ﺍﻟﻭﺟﻮﺩ، ﻭﻨﺎﻗﺸﺖ ﻜﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻨﻪ ﻜﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺤـﺪﺓ ﺍﻷﺩﻳـﺎﻥ،

ﻭﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻪ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﺨﻠﻕ ﺍﻷﻓﻌﺎل، ﻤﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻨﻈـﺮﻫﻢ، ﻤـﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ

ﻤﻔﺴﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﻑ ﻜﻐﻴﺭﻫﻢ ﻤﻦ ﻤﻔﺴﺭﻱ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﺴﺘﻌﺎﻧﻮﺍ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ

ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻤﺎ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﺒﺎﻟﺤﺫﻑ، ﻭﻗﺪﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﺣﺫﻭﻑ، ﻜﻤـﺎ

ﺴﺒﺭﻭﺍ ﺃﻏﻭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﻴﺔ ﺩﺍﺧل ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ…

–¹ﺍﻟﺘﺼﻭﻑ: ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺴﻠﻭﻜﻴﺔ ﻗﻭﺍﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺸﻑ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺒﺎﻟﻔﻀﺎﺌل ﻟﺘﺯﻛﻮ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺘﺴﻤﻭ ﺍﻟﺭﻭﺡ، ﻭﻫﻭ ﺘﺼﻔﻴﺔ

ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﻭﻤﺭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻘﻴﺔ، ﻭﺇﺨﻤﺎﺩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺗ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻭﻤﺠﺎﻧﺒﺔ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻤﻨﺎﺯﻟﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺗ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺒﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ.

ﻭﺍﻟﺼﻭﻓﻲ: ﻤﻦ ﻫﻮ ﻓﺎﻥٍ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻗٍ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﺴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻦ ﺍﻟﻁﺒﺎﺋﻊ ﻤﺘﺼل ﺒﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﺼﻭﻓﻲ

ﺼﻭﻓﻴﺔ، ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ، ﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )ﺹ ـ ﻭـ ﻑ(، ﻭﺍﻟﻭﺍﻓﻲ: )ﺹ ـ ﻭـ

.(ﻑ

ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ:ـ

ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﺅﻟﻔﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل ﺍﻟﺸﺎﺋﻚ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋـﺔ

ﻭﺨﻴﺭ ﻤﺎ ﻴﻤﺜل ﻋﺩﺩ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻘﺖ ﺍلإﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺤﻴﺙ ﺒﻠﻐﺕ ﺃﻜﺜـﺮ

ﻤﻦ ﺴﺒﻊ ﻤﺌﺔ ﻭﺴﺒﻌﻴﻦ ﺻﻔﺤﺔ، ﻭﻗﺪ ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﻜﻲ ﺃﺘﻤﻜـﻦ ﻤـﻦ

ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺔ ﻭﻟﻮ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻭﺟﺯﺓ ﻭﻓﻲ ﻨﻘﺎﻁ ﻤﺤﺩﺩﺓ؛ ﻷﻥ ﺩﺭﺍﺳـﺔ

ﻤﻨﻬﺞ ﺃﻱ ﻜﺘﺎﺏ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻜﻠﻴﺔ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﻭﻗﺖ ﺍﻟطﻭﻳﻝ، ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﻤﻨﻬﺞ ﺃﻱ ﻜﺘﺎﺏ

ﻗﺪ ﺘﻜﻔﻲ ﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ.

ﻤﻦ ﺨﻼل ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻭﻨﻘﺎﺸﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻴﺘﺒﻴﻦ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺜﺒـﺖ

ﺃﻥ ﻤﺅﺴﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻁﺎﺑﻲ⁽¹⁾ ﻭﻴﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻤﻦ ﻗﻭﻟﻬـﺎ: “ﻭﺒﻬـﺬﺍ

ﻴﻌﺭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺑﻲ ﺒﻜﻼﻤﻪ ﻫﺬﺍ ﻴﻀﻊ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻷﻫﻡ ﻤﻦ ﺃﺴﺱ ﻨﻈﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﻡ”

“ﻭﺒﺫﻟﻚ ﻜﺎﻥ ﻤﻦ ﻭﺍﻀﻌﻲ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻨﻈﺭﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺭﺣﻬﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮ ﺒﻌـﺪ

ﺫﻟﻚ.63“

ﻭﻤﺎ ﻴﻼﺣﻆ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔـﺭﺩﺍﺕ ﺍﺴـﺘﻌﻤﺎﻻﹰ

ﻤﻠﻔﺘﺎ ﻟﻼﻨﺘﺒﻬﺎﻩ ﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻭﻟﻬﺎ: “ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻖ.30“…

“ﺜﻢ ﻓﺭﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ.75“…

ﻭﻨﻼﺣﻆ ﻭﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻜﺭﺭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺇﻻﹼ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻀﺎﺭﻉ

ﺤﻴﺙ ﺘﻘﻭل: “ﺜﻢ ﻴﻔﺭﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺒـﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜـﻖ ﻋـﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ

ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ77“…، ﻭﻓﻲ ﻤﻭﻇﻊ ﺁﺨﺭ: “ﻭﺘﻅﻬﺮ ﻤﺯﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻋﻦ ﺘﻘﺩﻳﻡ

ﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭ.83“…

ﻭﻓﻲ ﻤﻭﻇﻊ ﺁﺨﺭ ﺘﻘﻭل: “ﻭﺘﻈﻬﺮ ﻤﺯﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻋﻦ ﺘﻘﺩﻳﻡ

ﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭ.83“…