تكنولوجيا مكافحة تبييض الأموال تكشف عن تأثيرات هذه الظاهرة الاقتصادية الخطيرة على الاستقرار السياسي والاجتماعي. كيف يمكن للجوانب القانونية والاقتصادية أن تعزز من فهمنا لمكافحة هذه الجريمة على المستويين المحلي والدولي؟
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭ ﺍﳉﺰﺍﺀ .
ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﳉﺮﳝﺔ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﳓﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻣﻦ ﺣﻴـﺚ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﰒ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﳍﺬﺍ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ:
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻫﻮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻣﺜﻼ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑـﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻣﺒﺎﺷﺮﺎ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﰲ ﺍﻟﺪﻓﻮﻉ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﺑﺸﺄﺎ، ﻓﺎﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻳﻌﲏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﻯ .
ﻭﻧﻈﺮﺍ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺟﺮﳝﺔ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻫﻲ ﺟﺮﳝﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﰲ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﰲ ﻋـﺪﺓ ﺩﻭﻝ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﱃ ﻧﻮﻋﲔ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭ ﺩﻭﱄ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻮﻑ ﳓﺎﻭﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻨﻮﻋﲔ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺬ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ.
ﺇﻥ ﺟﺮﳝﺔ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺟﺮﳝﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ ﻳﻘﻴﺪﻫﺎ، ﻓﻮﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻠﻚ ﺣﻖ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻣﺒﺎﺷﺮﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ 36 ﻕ.ﺇ.ﺝ .
ﻭﻟﻘﺪ ﻣﻜﻦ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺬﻩ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻬﺎﺯ ﳐﺘﺺ ﻫـﻮ ﺧﻠﻴـﺔ ﻣﻌﺎﳉـﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻡ ﺍﳌﺎﱄ ﻭﺫﻟﻚ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﳌﺎﺩﺓ 4 ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ 127-02 ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﻨﺎﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻭﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﳌﻠـﻒ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﺾ ﺍﱃ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ.
ﻭ ﲟﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﺬﻩ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﳒﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﳎﱪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺍﳌﺪﺭﺟـﺔ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﺎﺩﺓ 37 ﻣﻨﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ :
” ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﲟﻜﺎﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﳉﺮﳝﺔ ، ﻭﲟﺤﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌـﺸﺘﺒﻪ ﰲ ﻣﺴﺎﳘﺘﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻭ ﺑﺎﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﰎ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺗﻪ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺣﱴ ﻭ ﻟﻮ ﺣﺼﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ .”
ﻭﲡﺪﺭ ﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﺁﻥ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﺩﺭﺝ ﻓﻘﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﺗﻔﻴـﺪ ﺟﻮﺍﺯ ﲤﺪﻳﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﻠﻲ ﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﱃ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﳏﺎﻛﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳉﺮﺍﺋﻢ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻋﺮﺽ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻫﻮ ﺿﻤﺎﻥ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺳﺮﻋﺔ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﳌﻌﺎﳉﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ.1
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ:
ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻫـﺰ ﺻـﺎﺣﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺟﺮﳝﺔ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﳜﻀﻊ ﻟﻘﻮﺍﻋـﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﺪﺩﻫﺎ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ . ﻭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﳕﺎﻁ :
ﺃ – ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ:
ﻭ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺑﺎﳉﺮﳝﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻨﻮﻋﻬـﺎ، ﻓـﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﲦﺔ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ ﻳﻮﱄ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻛﺎﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺜﻼ، ﻓﺎﻥ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺼﺎﱀ.2
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺟﻨﺤﺔ ﺃﻭ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻓﺈﻥ ﻗﺴﻢ ﺍﳉـﻨﺢ ﺃﻭ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺨﺘﺺ.
ﺇﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑـﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧـﺴﻲ ﲟﻮﺟـﺐ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ 683-92 ﺍﳌـﺆﺭﺥ ﰲ 1992/07/22 ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﰲ 1994/03/01 ﻏﲑ ﻣﻦ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧـﺴﻲ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﺩﺭﺟﺖ ﺟﺮﳝﺔ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻛﺠﺮﳝﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺳﻨﺔ 1996 ﻭﺿﻌﺖ ﳍﺎ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺟﻨﺤﻴـﺔ، ﺍﳌـﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﻭﺿﻌﻪ ﳌﺸﺮﻭﻉ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﱂ ﻳﻐﲑ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺗﲔ 389 ﻣﻜﺮﺭ 1 ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﲔ 5 ﻭ 10 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﺒﺲ ﺃﻣﺎ ﺍﳌـﺎﺩﺓ 389 ﻣﻜﺮﺭ 2 ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﲔ 10 ﻭ 15 ﺳﻨﺔ ﺣﺒﺲ.3 ﻓﺎﳌﺸﺮﻉ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ 5 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ :
” …. ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﳉﻨﺢ ﻫﻲ :
ﺍﳊﺒﺲ ﻣﺪﺓ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺍﱃ 5 ﺳﻨﻮﺍﺕ ، ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺣﺪﻭﺩﺍ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ 2000ﺩﺝ”.
ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﺟﺮﳝﺔ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﰲ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﳉﻨﺢ ﺍﳌﺸﺪﺩﺓ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺴﻢ ﺍﳉﻨﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﶈـﺎﻛﻢ ﻫـﻮ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ .
ﺏ- ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ :
ﺇﻥ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺻﻔﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳉﺮﻡ ﺍﳌﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻭﻗﺖ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌـﺔ ﻓﻤﺜﻼ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺟﺮﳝﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﳔﺮﺍﻃﻪ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ ﻓﺈﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﺻﺎﳊﺔ ﶈﺎﻛﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺮﻡ ﻭ ﺇﻥ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﳔﺮﺍﻃﻪ.4
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺟﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﺮﻡ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﺾ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳـﺔ ﺃﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧـﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺧﺎﺻﺔ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺣﻘﺔ، ﺃﻭ ﺇﺧﻀﺎﻋﻪ ﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎﺿﻲ ﺍﻭ ﳏﺎﻛﻤﺘﻪ ﺃﻣـﺎﻡ ﳏـﺎﻛﻢ ﺧﺎﺻﺔ.
ﺝ – ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﳌﻜﺎﱐ :
ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﳌﻜﺎﱐ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﻣـﻦ ﺩﺭﺟـﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﰲ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺗﻘﻨﲔ ﺧﺎﺹ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻧﺮﺟﻊ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ 329 ﻕ.ﺇ.ﺝ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ :
” ﲣﺘﺺ ﳏﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳉﻨﺤﺔ ﳏﻜﻤﺔ ﳏﻞ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺃﻭ ﳏﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺘﻬﻤﲔ ﺃﻭ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﻢ ﺃﻭ ﳏـﻞ ﺍﻟﻘـﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ .”
ﻭﺳﻮﻑ ﳓﺎﻭﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺑﺈﳚﺎﺯ :
ﳏﻜﻤﺔ ﳏﻞ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﳉﺮﳝﺔ : ﻭ ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺑﺎﻥ ﺟﺮﳝﺔ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻜﻮﻥ ﳏﻜﻤﺔ ﳏﻞ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺑﺎﳉﺮﳝﺔ ، ﻭ ﲟﺄﻥ ﺗﺸﻌﺐ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﲜﺮﳝﺔ ﺗﺒﻴـﻴﺾ ﺍﻷﻣـﻮﺍﻝ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺠﺮﳝﺔ ﻛﺸﺮﺍﺀ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻓﺨﻤﺔ ﰲ ﳏﻞ ﳏﻜﻤﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻭ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﺑﺴﻌﺮ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﺪﻑ ﲤﻮﻳﻪ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﳏﻞ ﳏﻜﻤﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻬﻨﺎ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﶈﻜﻤﺘﲔ ﺻﺎﳊﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺑﺎﳉﺮﳝﺔ ﻷﺎ ﺗﺆﻟﻒ ﲟﺪ ﺫﺍﺎ ﻭﺣﺪﺓ ﻧﻔﺬﺕ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﲔ .
ﳏﻜﻤﺔ ﳏﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺍﻭ ﺃﺣﺪ ﺷﺮﻛﺎﺋﻪ : ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﰲ ﻧﻄﺎﻗﻬﺎ ﳏﻞ ﺇﻗﺎﻣـﺔ ﺍﳌﺘـﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﻨﻈـﺮ ﺑﺎﳉﺮﳝﺔ، ﻭ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﳏﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﳉﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﲑﺗﻪ ﻭ ﺳﻮﺍﺑﻘﻪ ﻭ ﳏﻴﻄﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊ