تستعرض الدراسة استراتيجيات التنفيذ في النحو والبلاغة إسهامات العلماء الليبيين بين 1950 و2000، وتكشف عن المناهج المستخدمة في أبحاثهم. كيف ساهمت هذه الجهود في تطوير البحث اللغوي؟ اكتشف التفاصيل المثيرة!
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ
ﻭﻤﻭﺍﺯﻨﺔ
ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺛﺔ ﻓﺼﻭل:
ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻫﺫﺍ
ﻗﺴﻡ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل:
ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻦ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻓﻲ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ:ـ
ﻴﻗﻭل ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﺇﻨﻪ ﺃﺼﻴل ﻓﻲ ﻤﻨﻬﺟﻪ، ﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﺯﻫﻭ ﺒﻨﻔﺴﻪ،
ﻭﺃﺼﺎﻟﺘﻪ ﺘﺒﺩﻭ ﻓﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ، ﻤﻦ ﺭﻭﺢ ﻤﺘﺤﺭﺭﺓ، ﺘﺒﺣﺚ ﻋﻥ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﻜل ﺸﻲﺀ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ، ﻭﻴﻀﻴﻑ: “ﺇﻥ ﻤـﻦ
ﺜﻤﺭﺓ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ، ﺃﻨﻪ ﻴﻔﺭﻕ ﺒﻴﻦ ﺩﺭﺍﺳـﺔ ﺍﻟـﻨﺹ
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻤﻦ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻭﺍﻟﺼﺭﻑ، ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ.{175}“
ﻭﻴﺼﻒ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ “ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻟﺴﺎﺋﺭ” ﺒﻘﻭﻟﻪ: “ﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﺃﺩﺏ ﻟﻤﺎ ﺤـﻭﺍﻩ
ﻤﻦ ﻨﺼﻭﺹ ﺃﺩﺒﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺜﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻭﻡ ﻤﻦ ﻜـﻼﻡ ﺍﷲ
ﻭﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺭﺴﻭل ـ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ـ ﻭﻜﻼﻡ ﺍﻟﺒﻠﻐﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ، ﻭﻤﻦ
ﻜﻼﻣﻪ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻦ ﻗﻁﻊ ﺃﺩﺒﻴﺔ ﺭﺍﺌﻌﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠﺖ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻴﻌﺟـﺏ ﺒﻬـﺎ، ﻭﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.{176}“
ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻜﺘﺎﺏ ﺒﻼﻏﺔ ﻟﻤﺎ ﺤﻭﺍﻩ ﻤﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺒﻼﻏﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﻨﻘﺩ
ﻟﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻤﻦ ﻟﻤﺤﺎﺕ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻜﺜﻴﺮﺓ، ﺠﻌﻠﺖ ﺍﺒﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻋﻠﻤﺎ ﻤﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﻘﺩ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﺍﻟﺴﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ.
ﻭﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﺒﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠﺘﻪ ﻴﻌﺟﺏ ﺒﻨﻔـﺴﻪ ﺃﻴﻤـﺎ ﺇﻋﺟﺎﺏ.
ﻭﻴﻨﺘﻘل ﻟﻠﺣﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ، ﻭﻤﺎ ﻴﻤﺘﺎﺯ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻱ ﻋـﻦ ﺍﺒـﻦ
ﺍﻷﺜﻴﺭ، ﻤﻦ ﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﺴﺘﻘﺼﺎﺀ، ﻭﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ، ﻭﻤﺩﻯ ﺘـﺄﺛﺭ
ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﺒﺎﻟﺴﻜﺎﻜﻲ ﻓﻲ ﺘﺄﻟﻴﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺘﺏ.
ﻭﻴﺨﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺒﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ: “ﻟﺫﻟﻚ ﺃﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻗﻭل ﺇﻨﻪ
ﺼﺎﺤﺏ ﻤﻨﻬﺞ، ﻻ ﻫﻭ ﺒﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻦ ﻴﻌﻨـﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﻘﺎﺳـﻴﻡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻓﻘﻁ، ﻤﻦ ﻏﻴﺭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻜﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻜﺎﻜﻲ، ﻭﻻ ﻫـﻭ
ﺒﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻦ ﻴﺩﺭﺳﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻤﻦ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﺩﺒﻲ، ﺒﻌﻴﺪﻴﻦ
ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﻛﻤﻨﻬﺞ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ”، ﻓﻬﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﻤﺯﻴﺞ
ﺒﻴﻦ ﻫﺫﻱﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺟﻴﻦ ﻤﻌﺎ، ﻓﻼ ﻫﻭ ﺠﺎﻤﺩ ﺠﻤﻭﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻘـﺔ، ﻭﻻ ﻫـﻭ ﻓﻨـﻲ
ﺼﺭﻑ.{108}“
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:
ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻭﻤﻘﺩﺍﺭ ﺘﺄﺛﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﺒﺎﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ:ـ
ﺒﻴﻦ ﺃﻭﻻ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻤﺒﺩﻴﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺯﻨـﺔ
ﻫﻨﺎ ﺒﻴﻦ ﻫﺫﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﻤﻦ ﺤﻴﺚ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺨـﺘﻼﻑ، ﻭﻗﺪ ﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﺫﺍﺕ ﺸﻘﻴﻦ:
ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻷﻭل: ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ، ﻭﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻭﺠﻭﻩ
ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻤﻦ ﻀﻤﻦ ﻤﺎ ﺍﺘﻔﻘﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ،
ﻭﻴﺘﻔﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻤﺠﺎﺯ، ﻭﻴﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻋﻨـﺪ
ﺍﺒﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻟﻴﺱ ﻜﺫﻟﻚ … ﻭﺍﺒﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻻ ﻴﺭﻯ ﻓﺭﻗـﺎﹰ ﺒـﻴﻦ
ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل. ﻭﺃﻨﻬﻤﺎ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻴﻔﺭﻕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ …
ﺃﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺘﺄﺛﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﺒﺎﺒﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻓﻬﻭ ﻴﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻤﺘﺄﺛﺭ ﺒﻪ ﺘﺄﺛﻴﺮﹰﺍ ﻜﺒﻴـﺮﹰﺍ،
ﺤﻴﺙ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻟﺴﺎﺋﺭ، ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺙ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺘﺄﺛﺭﻩ ﺒﻪ
ﻓﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺒﺣﺙ، ﻭﺘﺄﺛﺭﻩ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻤﺒﺎﺣﺙ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﻜﻨﺎﻳﺔ، ﻭﻟﻢ
ﻴﺘﺠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﺒﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﺩﺒﻲ، ﻭﻟﺫﻟﻚ ﻴﻌﺩ ﺼﺎﺤﺏ ﻤﺫﻫﺏ ﻤﺴﺘﻘل ﻭﻁﺮﻴﻘﺔ ﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻪ.
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟث:
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻭﺍﺒﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ، ﻭﻤﻘﺩﺍﺭ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴـﺔ ﻭﺇﻓـﺎﺩﺓ ﻤـﻦ
ﺒﻌﺩﻫﻤﺎ ﻤﻨﻪ:ـ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻴﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻟﻪ ﻤﻨﻬﺞ ﺠﺩﻴﺪ ﻴﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﻥ ﺘﻘﺩﻤﻪ، ﻓﻬﻭ
ﻤﺯﻴﺞ ﺒﻴﻦ ﻤﺫﻫﺒﻴﻦ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﺒﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴـﺯﺓ، ﻭﺍﺴـﺘﻘﻼل
ﺭﺃﻴﻪ، ﺜﻢ ﺇﻥ ﻟﻪ ﺠﺎﻧﺒﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ، ﻓﻬﻭ ﻴﻤﺯﺝ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻖ،
ﻭﻤﻦ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﺩﻳﻪ ﻜﺫﻟﻚ ﺘﻤﻴﺰﻩ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟـﻨﺹ ﺒـﻴﻦ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﻭﺒﻴﻦ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ …
ﻭﻤﻦ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻱ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺃﻨﻪ ﻴﺣﺴﺏ ﻟﻠﻌﻠﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﺒـﻦ ﺍﻷﺜﻴـﺭ،
ﺘﻔﺭﻴﻘﻪ ﺒﻴﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺒﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ، ﻭﺃﻤـﺎ
ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻡ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻭﺻل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺒﺎﻨﻲ،
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل، ﻓﺈﻨﻪ ﺃﻃﻮل ﻴﺩﺍﹰ ﻤﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻓﻴﻪ، ﺤﻴﺙ ﺠﻌـﻞ ﺍﻟﺘـﺸﺒﻴﻪ
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل …
ﻭﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﻴﺨﺘﻡ ﺒﻤﺎ ﻗﺩﻤﺎﻩ ﻤﻦ ﺒﺤﻭﺙ ﺒﻼﻏﻴﺔ، ﻭﺘﺄﺛﻴﺮﻫﻤﺎ ﻓـﻴﻤﻦ ﺒﻌـﺪﻫﻤﺎ،
ﻤﺒﻴﻨﺎ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﺩﺭﺳﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺨﻴﺮًﺍ ﻓﺩﺭﺳﺎ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻤﺠـﺎﺯ
ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﻨﺎﻳﺔ …
ﻭﻜﺎﻨﺖ ﻟﻬﻤﺎ ﺁﺭﺍﺀ ﻤﺘﻔﻘﺔ ﻭﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﺤﻴﺎﻥًﺎ … ﻭﻗﺪ ﻜﺎﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻤﺠـﺎل
ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺒﺤﺚ، ﻭﺃﺨﺫ ﻭﻋﻁﺎﺀ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﻤـﻦ ﻤﺘـﺄﺨﺭﻱ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ …. ﻟﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺮﻴﻦ ﺃﻓﺎﺩﻭﺍ ﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴـﺔ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻤﻤﺎ ﺃﺜﺎﺭﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑﻴﻬﻤﺎ “ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻟﺴﺎﺋﺭ ﻭﺍﻟﻁﺭﺍﺯ.
ﻭﺨﺘﻢ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﺒﺨﺎﺗﻤﺔ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ: ” ﻓﻘﺩ ﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﻤﺎ ﺃﺭﺩﻨﺎ ﺒﺤﺜﻪ ﻓﻲ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻭﻇﻭﻉ، ﻤﻦ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﺒﻭﺍﻋﺙ ﺍﻟﺒﺣﺚ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ، ﻭﺒﻴﺌﺎﺗﻪ ﻭﻤﻨﺎﻫﺠـﻪ ﺤﺘـﻰ
ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺍﻟﻬﺟﺮﻱ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴـﺔ ﻋﻨـﺪ ﺍﺑﻦ
ﺍﻷﺜﻴﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ، ﻭﻤﺩﻯ ﺍﺘﻔﺎق ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻤـﻊ
ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ، ﺃﻭ ﺍﺨﺘﻼﻓﻪ ﻤﻌﻪ، ﻭﺘﺄﺛﺮﻩ ﺒﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻤﺩﻯ، ﻭﺍﻟﺘﻌـﺭﻑ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻋﻨﺪ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻘﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ، ﻭﺘﺄﺛﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﻴﻦ ﺒﻪ”، ﻭﻴﻀﻴﻒ: “ﻭﻗﺪ
ﺒﻴﻨﺖ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ، ﺃﻭ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻋﻨﺪ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻜل ﻓﻜﺭﺓ، ﺜﻢ ﺠﻤﻌﺕ ﺫﻟـﻚ
ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻤﺎ ﻴﻌﻁﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﻀﻭﺣﺎ.{193}“
ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻗﻴﻖ:
ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺟﻬﺕ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺒﻴﻦ ﺸﺨﺼﻴﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺠﺎﻨـﺏ
ﻤﻦ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤـﺙ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴـﺔ، ﻭﻗـﺪ ﺩﺭﺱ
ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻫﺎﺘﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻴﻦ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ، ﺤﻴﺙ ﺠﻌل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠـﻰ
ﻗﺴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﺨﺼﺼﻪ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻟﺴﺎﺋﺭ ﻻﺒـﻦ ﺍﻷﺜﻴـﺭ، ﻭﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ
ﺨﺼﺼﻪ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﻟﻠﻌﻠﻭﻱ، ﻭﺴﻨﺤﺎﻭل ﺠﺎﻫﺪﻴﻦ ﺃﻥ ﻨﻭﻁﺢ ﻤﺎ ﻨﺴﺘﻁﻴﻖ
ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺟﻪ ﻤﻦ ﻨﻘﺎﻁ ﺘﻭﻀﺢ ﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﻫﺫﺍ.
ﻓﻌﻨﺩ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﻨﺸﺄﺓ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺩﺭ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺫﻟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴـﻭﻥ
ﻤﻦ ﺃﺟل ﺍﻟﺤﻔﺎﻇ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻦ ﺃﺟل ﺒﻨـﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺨﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻭﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑﻪ: “ﻭﺃﻭل ﻭﺍﻀﻊ
ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻫﻭ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ…ﻭﺃﻨﻪ ﻤﺎ ﻭﻟﺩ ﻋﻠﻡ ﻤﻜﺘﻤل ﻜﻌﻠـﻡ ﺍﻟﻨﺣﻭ.10“…
“ﻭﻗﺪ ﻋﺭﺽ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻓﻲ ﺜﻨﺎﻳﺎ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﻟﺒﺤﻭﺙ ﺒﻼﻏﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﻜﺎﻟﺣﺫﻑ ﻭﺍﻟـﺫﻜﺭ
ﻭﻜﺎﻟﺘﻘﺩﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺮ10“…، “ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻴﺜﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺎ ﺃﺘﻲ ﺒﻪ
ﻤﻦ ﺒﺤﻭﺙ ﺒﻼﻏﻴﺔ.11“…
ﻭﻴﻀﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﻦ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻔﻀل ﻓﻲ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل: “ﻭﻗﺪ ﺘﺘﺎﺒﻊ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻤﻤـﺎ
ﺃﺘﻰ ﺒﺎﻟﺨﺼﺏ ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺣﺚ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ.16“…
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﺳﺏ ﺍﻟﻔﻀل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ﻓﻴﻘﻭل: “ﻭﺨﻴﺮ
ﻤﻦ ﺘﺼﺩﻯ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺩﺴﺘﻮﺭﻩ ﻫﻢ ﻓﺭﻴﻖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻋـﺩﻭﺍ
ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺒﺜﻘﺎﻓﺘﻴﻦ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻨـﻪ ﻻﺒـﺪ ﻤـﻦ ﺘﻭﺍﻓﺭﻫﻤـﺎ ﻟـﺭﺩ ﻜﻴـﺪ ﺍﻟﻤﻠﺣـﺩﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺯﻨﺎﺩﻗﺔ.17“…
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻳﻖ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺘﺒﻌﻪ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ، ﻭﻟﺫﻟﻚ ﻴﻘﻭل ﻓﻴﻬﻡ:
“ﻭﺍﻟﺤﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ﻜﺎﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻳـﻖ؛ ﻷﻥ ﻤـﻦ
ﻴﺭﻴﺪ ﻗﻬﺭ ﻋﺩﻭﻩ ﻻﺒﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﻠﺢ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﻠﺢ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﺩﻭ.17“…
ﻭﻋﻨﺪ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺴﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻴﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺌﺔ
ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﺣﺎﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﺤﻴﺙ ﻴﻗﻭل ﻋﻥ “ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ:” “ﻭﻗﺪ ﻋﺭﻓﻨﺎ
ﻤﻦ ﻜﺘﺎﺏ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻔﻅ ﺒﻪ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ
ﻭﺍﻟﻠﺤﻦ ﺤﺘﻰ ﻋُﺩﱠ ﺍﻟﻭﺍﻀﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺨﻴﺮ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻨﺣﻭ، ﻭﺭﺃﻴﻨﺎ ﻤﺎ ﻇﻬﺭ ﻓـﻲ
ﺜﻨﺎﻳﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻦ ﺒﺤﻭﺙ ﺒﻼﻏﻴﺔ ﻜﺎﻹﻴﺟﺎﺯ ﻭﺍﻹﻃﻨﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘـﺄﺨﻴﺮ
ﻭﺍﻟﺣﺫﻑ ﻭﺍﻟﺫﻛﺭ.19“…
ﻭﻤﻦ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺴﺏ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻀل ﻓﻲ ﻨـﺸﺄﺓ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴـﺔ ﺑﻴﺌـﺔ
ﺍﻷﺻﻭﻟﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ، ﺇﻻﹼ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﻴﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻤﻴﻭﻟﻬﻡ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺠـﺩل ﻓﻴﻘـﻭل:
“ﻭﺒﺭﻏﻡ ﻤﺎ ﺃﻓﺎﺩﺘﻪ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻷﺻﻭﻟﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻤﻦ ﺠﻬـﺩ ﻭﻓﻴـﺮ ﻟﻠﺒﺣـﺚ
ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻨﻤﻭﻩ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻩ ﻓﺈﻥّ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻜﺎﻨﺖ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺎﻟﺠـﺩل
ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ.28“…
ﻭﻨﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﺁﺨﺭ ﻴﻨﻭﻩ ﺒﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺴﻜﺎﻜﻲ ﺤﻴﺙ ﻴﻗﻭل: “ﺇﻻﹼ ﺃﻥّ ﺫﻟـﻚ ﻻ
ﻴﻤﻨﻌﻨﺎ ﻤﻦ ﺍﻟﺘﻨﻭﻱ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ، ﻭﻫـﻭ ﺍﻟـﺴﻜﺎﻜﻲ
ﻭﻤﻦ ﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩﻩ.36“…
ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻓﻲ ﻨﺸﺄﺗﻪ ﻴﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤـﺙ
ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﻤﺖ ﻤﻦ ﺃﺟل ﺤﻔﻅ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﻗﻭل: “ﻭﻋﻠـﻰ ﻫـﺬﺍ ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﻜﺎﻧﺖ ﻤﺠﺎﻻ ﺨﺼﺒﺎ ﻨﺒﺘﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ﻭﻨﻤﺕ ﺒﻤـﺎ
ﻨﺜﺭﻩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻨﺣﺎﺓ ﻓﻲ ﻜﺘﺒﻬﻡ.20“…
ﻭﻤﻦ ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﻭﻧﺔ ﻟﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ
ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﻗﻭل ﻓﻴﻬﺎ: ” ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻦ ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ﺒﺄﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻦ ﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﻭﻋﻈﻴﺔ ﻭﺤﻔﻠﻴﺔ ﺒﺄﻗل ﺤﻅﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻭﺨﺩﻤـﺔ ﺍﻟﻔﻜـﺭﺓ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ.22“…
ﻭﻴﺒﺩﻱ ﺭﺃﻴﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﻜﺄﻥ ﻴﻘﻭل: ﻭﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ، ﺤﻴﺙ ﺘﻁﺒﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺒـﺼﻭﺭﺓ
ﻋﻤﻠﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺃﺟﺩﻯ ﻤﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻨﻈﺭﻳﺔ.22“…
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻤﻦ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﻁﻪ ﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻤﻮﺍ ﺒـﻪ ﻓـﻲ
ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻴﺭﻯ ﺃﻧّ: “ﺨﻴﺭ ﻤﻦ ﻴﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺃﺼـﺩﻕ
ﺘﻤﺜﻴل ﺃﺒﻮ ﻫﻼل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟـﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ… ﻭﺃﺒـﻮ ﻫـﻼل ﻴﻌـﺩﻩ
ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﺃﻭل ﻤﻦ ﺤﺎﻭل ﻓﺼل ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ.28“…
ﻭﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺣﺩﺙ ﻋﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﻭﺩﻭﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﻨﺸﺄﺓ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺟـﺪﻩ
ﻴﻨﺴﺏ ﺍﻟﻔﻀل ﻓﻲ ﻭﻀﻊ “ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ” ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ﻗـﺎﺋﻼ:
“ﻓﻌﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻭﺍﻀﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻤﺎ ﺘﻨﺎﻭل ﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﻤـﻦ
ﺸﺭﺡ ﻭﺘﻔﺼﻴل ﻭﺘﺤﻠﻴل ﻭﺘﻤﺜﻴل ﻭﺍﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺴﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺹ
ﻭﺍﻟﻤﺯﺍﻳﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﻭﻧﺖ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ.40“…
ﻭﻤﻦ ﺨﻼل ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﺄﺛﺭ ﺒﺎﻟـﺴﺎﺒﻘﻴﻦ
ﻓﻴﻘﻭل: “ﻭﻤﻦ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﻴﻈﻬﺭ ﻟﻨﺎ ﺃﻨﻪ
ﻟﻡ ﻴﺘﺄﺛﺭ ﺒﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻜﻲ ﻋﻥ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ، ﻭﻟﻢ ﻴﺘﺄﺛﺭ ﻜـﺫﻟﻚ
ﺒﻤﺎ ﻜﺘﺒﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺒﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑﻴﻪ ﺩﻻﺋل ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﻭﺃﺴـﺭﺍﺭ
ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ… ﻭﻨﺟﺪ ﺘﺄﺛﺭﻩ ﻭﺍﻀﺢًﺎ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﻟﻶﻤﺩﻱ، ﻭﺴـﺭ ﺍﻟﻔـﺼﺎﺣﺔ
ﻻﺑﻦ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺟﻲ ﺍﻟﻠﺫﻴﻦ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺃﻋﺠﺏ ﺒﻬﻤﺎ ﻜﺜﻴﺮﺍ ﻭﺨـﺼﻭﺼﺎ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ.49“…
ﻭﻗﺪ ﻜﺎﻥ ﻴﺣﺎﻭل ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻖ ﺒﻴﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻜﺄﻥ ﻴﻘﻭل: “ﻭﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻖ ﺒﻴﻦ ﻫﺫﻴﻦ
ﺍﻟﺭﺃﻴﻴﻦ ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻬﻲ: ﻤﻁﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎل ﻤـﻊ
ﻓﺼﺎﺣﺘﻪ، ﻓﻤﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﺎﺑﻘﺔ ﻓﺤﻴﺙ ﺤﺼﻠﺖ ﺍﻟﻤﻁﺎﺑﻘﺔ ﺒﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﺒﻟﻎ، ﻭﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴـﺅﺩﻱ ﺘﻠـﻚ ﺍﻟﻤﻁﺎﺑﻘـﺔ،
ﻭﻴﺣﺩﺙ ﻤﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻤﺎ ﻻ ﺘﻘﻭﻯ ﺍﻟﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺋﻪ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺃﺒﻟﻎ.55“…
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻦ ﻜﻭﻧﻪ ﺠﺎﻣﻌﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﺋل ﺇﻻﹼ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻦ ﻜﺤﺎﻁﺏ ﻟﻴل ﻓﻬـﻭ
ﻴﺣﻠل ﻭﻴﻭﺍﺯﻥ ﻭﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺏ، ﻭﻴﺒﺩﻱ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺍﻩ ﺼﻭﺍﺑًﺎ، ﻭﻴﻘﻭل ﻓﻲ
ﺫﻟﻙ: “ﻤﻦ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺭﺩﻨﺎﻫﺎ ﻻﺑﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ…ﻨﺭﻯ ﺃﻨـﻪ ﻴﺟـﺭﻱ
ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺩﻟﻭل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﺠﺎﺯ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ59“…
ﻭﻤﻦ ﺇﺩﻻﺋﻪ ﺒﺭﺃﻴﻪ ﻗﻭﻟﻪ: “ﻭﻨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ ﺇﺩﻻﻻ ﺒﻨﻔﺴﻪ
ﻭﺒﻌﻠﻤﻪ.62“…
“ﻨﺴﺘﻁﻴﻖ ﺃﻥ ﻨﻘﻭل ﺇﻥّ ـ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ـ ﻤﻨﻬﺞ ﻻ ﻫﻭ ﺒﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻘـﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻦ ﻴﻌﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﻘﺎﺳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻓﻘﺪ ﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻔﻨﻲ
ﻜﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻜﺎﻜﻲ، ﻭﻻ ﻫﻭ ﺒﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻦ ﻴﺩﺭﺳﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻤﻦ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﺩﺒﻲ، ﺒﻌﻴﺪﻴﻦ
ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﻛﻤﻨﻬﺞ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺜﻴﺭ”، ﻓﻬﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﻤﺯﻴﺞ
ﺒﻴﻦ ﻫﺫﻱﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺟﻴﻦ ﻤﻌﺎ، ﻓﻼ ﻫﻭ ﺠﺎﻤﺩ ﺠﻤﻭﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻘـﺔ، ﻭ