كيف يعزز الإطار النظري التكوين والإبداع في المنظمات؟

يكشف إطار نظري للتكوين والإبداع عن كيفية تعزيز التكوين للكفاءات وتحقيق الإبداع في المنظمات. هل تساءلت يومًا كيف يمكن للتكوين أن يكون مفتاح النجاح في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية؟


ثالثا: الإبداع في المنظمة

  1. مفهوم الإبداع:

يعرف الإبداع على انه: “إيجاد وتقبل وتنفيذ الأفكار والعمليات والمنتجات والخدمات الجديدة، إنه الاستخدام الأول أو المبكّر لإحدى الأفكار من قبل إحدى المنظمات ذات الأهداف المتشابهة، فهو الاستخدام الناجح لعمليات أو برامج أو منتجات جديدة تظهر كنتيجة لقرارات داخل المنظمة”[27].

ويعرف الإبداع أيضا بأنه ” قدرة الفرد على الإنتاج إنتاجا يتميز بأكبر قدر من الطلاقة والمرونة والأصالة والمخاطرة والحساسية للمشكلات، والقدرة على التحليل والخروج عن المألوف، والتي تظهر كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير، وهذه القدرة يمكن تنميتها وتطويرها، وهي قدرة عامة وليست خاصة بأفراد دون غيرهم”.[28]

وفي تعريف آخر يعتبر الإبداع ” كل جديد على الإطلاق أو كل تحسين صغير أو كبير في المنتجات وأساليب الصنع الذي يحصل بمجهود فردي أو جماعي والذي يثبت نجاحه من الناحية الفنية أو التكنولوجية وكذا فعاليته من الناحية الاقتصادية”.[29]

  1. مستويات الإبداع:
  2. الإبداع على المستوى الفردي: يتمثل في الإبداع الذي يحققه الفرد بالاعتماد على خصائصه الفردية، ومن الصّفات التي يتّصف بها الفرد المبدع: الثقة بالنفس، المثابرة، الاستقلالية، تأكيد الذات، الطموح، الذكاء، القدرة على التحليل، حب الاستطلاع،….الخ، ومن هذه الخصائص ما هو فطري كالذكاء، وما هو مكتسب كالقدرة على حل المشكلات والتي بالإمكان تنميتها عن طريق وسائل متعددة من بينها التكوين.
  3. الإبداع على المستوى الجماعي: ويكون هذا الإبداع على مستوى الجماعة المتكونة من مجموعة من الأفراد، حيث يشترط أن يتميز أفراد هذه الجماعة بالاختلاف والتنوع من أجل تبادل الأفكار والآراء المختلفة وتحقيق التعاون بين أفراد الجماعة، من أجل إنجاح العملية الإبداعية فالتنوع يخلق التكامل.
  4. الإبداع على مستوى المنظمة: يتأتى هذا الإبداع من خلال تحقيق المستويين السابقين والتكامل بينهما، ويتمثل في تحقيق أداء تنظيمي متميز، ونميز بين نوعين من الإبداع على مستوى المنظمة:
  5. الإبداع الفني: يتعلق بالإبداع على مستوى المنتج في المنظمة، أي على مستوى السلع والخدمات وكذا تكنولوجيا الإنتاج، أي يتعلق مباشرة بالنشاطات الأساسية للمنظمة.
  6. الإبداع الإداري: يتعلق بالإبداع على مستوى العملية الإدارية في المنظمة، أي يتعلق بشكل مباشر بالهيكل التنظيمي، وبشكل غير مباشر بنشاطات المنظمة الأساسية.
  7. عناصر الإبداع:
  8. الطلاقة: وهي القدرة على إنتاج سيل كبير من الأفكار والتصورات الإبداعية في برهة زمنية محدودة وتتنوع الطلاقة إلى: طلاقة الكلمات، طلاقة التداعي، طلاقة الأفكار، طلاقة التعبير.
  9. المرونة: وهي القدرة على التكيف مع مواقف متغيرة.
  10. الأصالة: وهي الاتصاف بالتميز والخروج عن المألوف.
  11. الحساسية للمشكلات: القدرة على إدراك مواطن الضعف والنقص في الموقف المثير، فالشخص المبدع يستطيع رؤية الكثير من المشكلات في موقف واحد، فهو يعي نواحي النقص والضعف ولديه حساسية أكثر للمشكلة بسبب نظرته غير المألوفة.
  12. المحافظة على الإتجاه: فهي تضمن قدرة استمرار الفرد على التفكير في المشكلة لفترة زمنية طويلة حتى يتم الوصول إلى حلول جديدة.[30]
  13. مراحل العملية الإبداعية: يمكن تلخيص مراحلها إلى أربعة مراحل رئيسية:
  14. مرحلة الإعداد: يتمثل في جمع المعلومات بعد الإحساس بالمشكلة التي تمثل محور اهتمام المبدع، ويتم في هذه المرحلة تهيئة الجو الملائم للفرد وتحفيزه من أجل ممارسة أسلوب تفكير جديد بعيدا عن الأسلوب المألوف، ويتم في هذه المرحلة:
  • بلورة الشروط الأولية والتكوين اتجاه الابتكار.
  • تعيين جانب الاهتمام.
  • الاستعداد لجمع الخبرات والمعلومات المناسبة لمركز الاهتمام.
  • العمل على بناء دليل كاف لإثبات الفكرة.[31]
  1. مرحلة الاختمار: تسمى أيضا بمرحلة الكمون والحضانة، وتعني اختمار الآراء والأفكار والخبرات الحديثة والقديمة التي يمر بها الشخص المبدع، حيث يمكن أن تقوده دون أن يتفطن إلى رموز جديدة أكثر فائدة مستمدة من البيئة، كما تسمح بنمو التمثيل الذهني بينما يكون منغمسا في نشاط آخر.[32] وهي مرحلة تفاعل بين شخصية المبدع ومعلوماته وموضع البحث ومرحلة تفريخ الحلول وبدائلها والتأمل في الحل، وتحدث خلالها محاولات هائلة لمعرفة الحقيقة.
  2. مرحلة الظهور والإشراق: ويطلق عليها أيضا شرارة الإبداع، وفيها يظهر الحل الذي يولد الفكرة الإبداعية بعد معاناة نفسية معقدة وبشكل فجائي.[33]
  3. مرحلة التحقق: وهي مرحلة تنفيذ الفكرة الإبداعية فالعملية الإبداعية، لا تنتهي ببروز الفكرة فقط بل تتعدى إلى تجريبها والتحقق منها والتأكد من إمكانية تطبيقها.

________________________

27. فايز جمعة النجار، نازم محمود الاحمد ملكاوي، نظم المعلومات وأثرها في مستويات الابداع، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، المجلد 26، العدد الثاني، 2010، ص 264.

28. محمد بزيغ حامد بن تويلي العازمي، القيادة الادارية وعلاقتها بالابداع الاداري، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الدراسات العليا، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، السعودية، 2006، ص35.

29. سعيد أوكيل، وظائف ونشاطات المؤسسة الصناعية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1992، ص111.

30. ميلود زيد الخير، أثر التدريب على الابداع والتغيير التنظيمي، مداخلة مقدمة للملتقى الدولي حول الابداع والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة سعد دحلب البليدة، الجزائر، 2011، بدون صفحة.

31. الطاهر سعد الله، علاقة القدرة على التفكير الابتكاري بالتحصيل الدراسي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ص188.

32. حلمي المليجي، سيكولوجية الابتكار، ط5، دار النهضة العربية، بيروت، 2000، ص113.

33. الطاهر سعد الله، مرجع سابق، ص90.

Rechercher

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.