استكشاف التحديات والحلول في النحو والبلاغة الليبية

تستعرض الدراسة تحديات وحلول في النحو والبلاغة إسهامات العلماء الليبيين في مجالات النحو والبلاغة بين 1950 و2000، وتكشف عن المناهج المستخدمة في أبحاثهم. كيف أثرت هذه الجهود على تطور البحث اللغوي في المنطقة؟

ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﺃﺼﻭل ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ

ﺤﺘﻰ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ

ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻜﻴﺶ

ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻦ ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ، ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ

ﺴﻨﺔ 1992ﻡ.

ﺍﺤﺘﻭﻯ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﺃﺭﺒﻊ ﻤﺌﺔ ﺼﻔﺤﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﻭﺭﻕ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻤﺘﻭﺳـﻁ

ﺍﻟﺤﺠﻡ، ﺨﺼﺹ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻠﻤﻘﺩﻤﺔ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﻋﺸﺮﻴﻦ ﹰﺻﻔﺣﺔ، ﻭﻟﻠﻔﻬﺎﺭﺱ ﺃﻜﺜـﺮ

ﻤﻦ ﺜﻼﺛﻴﻦ ﺻﻔﺣﺔ، ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻁﺒﺎﻋﺘﻪ ﺠﻴﺪﺓ ﻭﺘﻨﺴﻴﻘﻪ ﻭﺘﺠﻠﻴﺩﻩ ﺠﻴﺪﺍﻥ.

ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﺒﻤﻘﺩﻤﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﺴﺘﻐﺭﻗﺖ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﻋﺸﺮﻴﻦ ﺻﻔﺣﺔ ﻤـﻦ

ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺨﻁ ﺴﻴﺭﻩ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ،

ﻭﻤﺩﻋﺎﺓ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﻨﺎﻥ ﺍﻷﻭل ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬﺠﺭﻴﺎﻥ،

ﻤﻌﻠﻼ ﻟﺫﻟﻚ ﺒﺄﻨﻬﻤﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﺸﻬﺩﺍ ﻨﺸﺄﺓ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻭﺍﻜﺘﻤﺎﻟﻪ، ﻭﺘﻁﻭﺭﻩ ﺒﻤـﺎ

ﺴﻦ ﻟﻪ ﺨﻼﻟﻬﻤﺎ ﻤﻦ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻭﺃﺼﻭل ﻓﻲ ﻇﻼل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ، ﺃﻭ ﻜـﻼﻡ

ﻓﺼﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺸﻌﺮﺍﹰ ﻭﻨﺜﺭﹰﺍ.

ﺜﻢ ﻤﻬّﺩ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﺘﻤﻬﻴﺩ، ﻭﻀّﺢ ﻓﻴﻪ ﺼﻠﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﺒﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻤﻴﻦ

ﺍﻷﻤﺠﺩ، ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻢ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻴﺟﺎﺯ ﻭﺍﺨﺘﺼﺎﺭ.

ﻭﻗﺪ ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﺭﺍﺣل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻧـﻲ

ﻤﻦ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻑ، “ﻭﺫﻟﻚ ﺒﺤﻔﻅﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺭﺴﻭل ـ ﺼـﻠﻰ ﺍﷲ

ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ـ، ﻭﺒﺘﺩﻭﻴﻨﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺍﻟـﺼﺩﻴﻕ ـ ﺭﻀـﻲ ﺍﷲ

ﻋﻨﻪ ـ، ﺜﻢ ﺘﺩﻭﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺍﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ، ﻭﻫﻮ ﻤـﺴﺘﻤﺮ ﺇﻟـﻰ

ﻋﻬﺩﻨﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺩﻭﻴﻦ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺤﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﻒ، ﻭﺃﺤـﺭﻕ ﻤـﺎ ﺨﺎﻟﻔﻬـﺎ،

ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻦ ﻋﻔﺎﻥ، ـ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﻭﺭﺍﺒﻊ

ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺣل ﻤﺭﺣﻠﺔ ﻨﻘﻁ ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻨﻘﻁﺎ ﺇﻋﺭﺍﺒﻴﺎ ﻀـ ﻤﺎ ﻭﻓﺘﺤًـﺎ

ﻭﻜﺴﺭًﺍ ﻭﻏﹸﹼﻨﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻜل ﺫﻟﻚ ﺇﺤﺎﻁﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎب ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﺒﺴﻴﺎﺝ ﻴﻤﻨﻊ ﻭﻗـﻭﻉ

ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻓﻴﻪ.{42}“

^🞹ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺴﻌﻮﺩ ﺍﻟﻜﻴﺶ: ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻴﻔﺭﻥ ﺇﺤﺩﻯ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﺠﺒل ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺴﻨﺔ 1946 ﻡ، ﺘﻠﻘﻰ ﺘﻌﻠﻴﻤﻪ

ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺌﻲ ﻭﺍﻹﻋﺩﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻮﻱ ﺒﻤﺩﻴﻨﺔ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ، ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺘﺤﺼل ﻤﻨﻬﺎ

ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1971/1970 ﻡ، ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺭ ﺴﻨﺔ 1977 ﻡ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻇﻭﻉ ” ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻟﻠﺠﺎﺭﺒﺭﺩﻱ” ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺤﻘﻴﻖ، ﺃﺸﺭﻑ ﻭﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻤﻦ ﺭﺴﺎﺋل ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺭ، ﻴﻌﻤل ﺒﺎﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻤﻦ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﺘﻭﻓﻲ ﻓﻲ ﻨﻭﻓﻴﻤﺭ 2003 ﻋﻨﺪﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺒﺎﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺠﺎﻤﻌﺎﺕ: ﺠﻤﻬﻭرﻳﺔ ﺒﻨﻴﻥ.

ﻭﻴﺨﺘﻡ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﺒﻤﻼﺣﻅﺔ ﻴﻘﻭل ﻓﻴﻬﺎ: “ﻭﻻ ﻤﻔﺭ ﻤﻦ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻤﺭّ

ﻜﻜل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﻭﺍﻻﺭﺘﻘﺎﺀ، ﻓﺘﻁﻭﺭﺕ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻱ ﺭﺟـﺎل

ﻇﻬﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ، ﻤﺣﻴﺙ ﺒﺩﺅﻭﺍ ﺒﺎﺳـﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ ﻭﺘﻌﻠﻴـل ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺮ

ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ… ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ، ﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﻋﻠﻤـﺎ ﻤـﺴﺘﻘﻼ

ﻗﺎﺌﻤﺎ ﺒﺫﺍﺗﻪ، ﻟﻪ ﺭﺟﺎﻻﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻭﻥ ﻓﻴﻪ، ﻭﻤﻨﻬﺎﺟﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﻜﻠﻴـﺎ ﻋـﻦ

ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻤـﺸﺎﻓﻬﺔ ﻭﺍﻟـﺴﻨﺩ

ﺍﻟﺼﺣﻴﺢ، ﺃﻤﺎ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ، ﻓﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﺒﺣﺙ ﻓـﻲ

ﻋﻠل ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ، ﻭﻻ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ﻭﺘﺄﻴﻴﺩ ﺃﺼﻭﻟﻪ.{46}“

ﺜﻢ ﺒﻌﺩ ﻋﺭﻀﻪ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﺍﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺫﻱ

ﻗﺴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﺒﻴﻦ ﺠﺎﻋﻼ ﻓﻲ ﻜل ﺒﺎب ﺨﻤﺴﺔ ﻓﺼﻭل.

ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭل

ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻓﻲ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻭﺘﻁﻮﺭﻩ

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل:

ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ:ـ

ﺤﺩﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺍﺨـﺘﻼﻑ

ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻦ ﺍﻷﺤﺭﻑ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ، ﻓﻔـﺴﺭﻫﺎ ﻜـل

ﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﺭﺁﻩ، ﻭﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺃﻥ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻐﺎﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻧﻲ

ﺍﻟﻭﺍﺣﺩ، ﻻ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺟﻭﻩ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:

ﺍﻷﻭل: ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺤﺭﻜﺔ ﺒﻨﺎﺌﻬﺎ، ﻤﻤﺎ ﻻ ﻴﺯﻳﻠﻬﺎ

ﻋﻥ ﺼﻭﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﺇﻻ ﺇﻥ ﻴﻐﻴﺭ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻩ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻭﺤﺭﻜﺔ ﺒﻨﺎﺌﻬﺎ، ﻤﻤـﺎ ﻴﻐﻴـﺭ

ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ، ﻭﻻ ﺘﻴﺰﻳﻠﻬﺎ ﻋﻥ ﺼﻭﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻨﺣﻮ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ: ﺭﱡﺒﻨﺎ

ﺒﺎﻋَﺩَ ﺒﻴﻦ ﺃﺴﻔﺎﺭﻨﺎ، ﻭﻗﺭﺉ:ﺭَﱠﺒﹶﻨﺎ ﺒَﺎﻋِﺩْ ﺒﻴَْﻦَ ﺃَﺴْﻔﹶﺎﺭِﹶﻨﺎ.⁽¹⁾

ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ: ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺭﻭﻑ، ﺇﻤّﺎ ﺒﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ،

ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻧﻪ ﺒﺎﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻁ ﻤﺜل: “ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﻭﺘﻌﻠﻤﻭﻥ” ﻭﺇﻤّﺎ ﺒﺘﻐﻴﻴﺮ

ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﺜل: “ﺍﻟﻤﺴﻴﻁﺭﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﻁﺭﻭﻥ.”

ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ: ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺒﺈﺒﺩﺍل ﻜﻠﻤﺔ ﺒﻜﻠﻤﺔ، ﻴﻐﻠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺇﺤـﺩﺍﻫﻤﺎ ﻤﺭﺍﺩﻓـﺔ

ﻟﻸﺨﺭﻯ ﻨﺣﻮ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ: ﻜﹶﺎﹾﻟﻌِﻬْﻥِ ﺍﹾﻟﻤَﻨﹸﻔﻭﺵ⁽²⁾، ﻓﻘﺩ ﻗﺭﺉ: “ﻜﺎﻟﺼﻭﻑ

–¹ ﺴﻭﺭﺓ ﺴﺒﺄ ﺍﻵﻴﺔ: .19 –² ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ﺍﻵﻴﺔ: .4

ﺍﻟﻤﻨﻔﻭﺵ.⁽¹⁾“

ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ: ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺒﺎﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ، ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌـﺭﻑ ﻭﺟـﻪ ﻟﺘﻘﺩﻴﻤـﻪ، ﺃﻭ

ﺘﺄﺧﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺃﻭﻓﻲ ﻨﺴﻖ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺨـﺎﺹ، ﻨﺣـﻮ ﻗﻭﻟـﻪ

ﺘﻌﺎﻟﻰ:ﻴُ ﻠﻘﹶﺎﺘِﹸﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺴَﺒِﻴلِ ﺍﻟﹼﻠﻪِ ﹶﻓﻴَ ﹾﻘﹸﺘﹸﻠﻭﻥَ ﻭَﻴُ ﹾﻘﹶﺘﹸﻠﻭﻥَ.⁽²⁾

ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺒﺸﻲﺀ ﻴﺴﻴﺮ ﻤﻦ ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺹﺍﻥ، ﺠﺭﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺓ

ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﻓﻲ ﺤﺫﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺘﺎﺭﺓ، ﻭﺇﺜﺒﺎﺗﻬﺎ ﺘﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ:

ﻭَﺃَﻋَ ﱠﺩ ﻟﹶﻬُﻡْ ﺠَﻨﱠﺎﺕٍ ﺘﹶﺟْﺭِﻱ ﺘﹶﺣْﹶﺘﻬَﺎ ﺍﻷَﻨﹾﻬَﺎﺭُ⁽³⁾، ﻗﺭﺉ: “ﻤﻥ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ.”

ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻠﻬﺟﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﺍﻹﻤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻗﻴﻕ ﻭﺍﻟﺘﻔﺨﻴﻢ، ﻭﺍﻟﻬﻤـﺯ

ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴل، ﻭﻜﺴﺭ ﺃﺤﺭﻑ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭﻋﺔ، ﻭﻗﻠﺏ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﺣﺭﻭﻑ، ﻭﺇﺸﺒﺎﻉ ﻤـﻴﻢ

ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺫﻛﻭﺭ، ﻭﺇﺸﻤﺎﻡ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﺣﺭﻜﺎﺕ ﻨﺣﻭ ﻗﻭل ﺘﻌﺎﻟﻰ: ﻫَلْ ﺃﺘﹶﺎﻙَ ﺤَـﺩِﻴﺙﹸ

ﻤُﻭﺳَﻰ⁽⁴⁾، ﻓﻘﺩ ﻗﺭﺉ ﺒﺈﻤﺎﻟﺔ “ﺃﺘﻲ” ﻭ”ﻤﻭﺳﻰ” ﻨﺣﻭ ﺍﻟﻜﺴﺭ.

ﻭﺍﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻓﻲ ﺘﺘﺒﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻇﻭﻉ، ﻭﺫﻟﻚ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ

ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﻴﻦ، ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻤﻦ ﺘﺩﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﻧﻴﺩ،

ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻭﺍﺗﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ـ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ

ﻭﺴﻠﻡ ـ، ﻓﻬﻲ ﻤﺘﻭﺍﺗﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ، ﻭﻗﻴل ﺒل ﻤﺸﻬﻭﺭﺓ، ﻤﺒﻴﻨﺎ ﺒﺩﺍﻴﺔ

ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻤﻨﺫ ﻋﺼﺭ ﺻﺩﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﻤﺩﻯ

ﺘﻁﻭﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻱ ﺍﻟﻨﺣﺎﺓ، ﺍﻟﺫﻴﻦ ﻁﻭﺭﻭﺍ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ

ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ، ﻭﻭﺟﻬﻭﻫﺎ، ﻭﻜﺸﻔﻭﺍ ﻋﻥ ﻋﻠﻠﻬﺎ، ﻭﺒﻴﻨﻭﺍ ﻭﺟﻭﻫﻬﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ، ﻭﻗﺪ

ﺒﺩﺃ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﺒﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻓﺭﺩﻴﺔ ﻤﻦ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺣﺎﺓ، ﻭﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ

ﺘﻭﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﺣﺎﺓ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ، ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺘﻭﺟﻴﻬﺎﺕ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ

ﺍﻟﻤﻭﻇﻭﻉ، “ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻴﻨﺘﺼﺭ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺠﻤﻴﻊﺎ، ﻤﻦ ﻏﻴﺭ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻦ

ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﺃﻭ ﺍﻷﺭﺒﻊ ﻋﺸﺮﺓ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻦ ﺃﻥ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻟﻢ

ﻴﻜﻦ ﻴﻨﺴﺏ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﺤﺎﺏﻬﺎ، ﻤﻜﺘﻔﻴﺎ ﺒﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ ﺤﻴﺎﻟﻬﺎ ﻤﻦ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ

ﻟﻸﺼﻭﻝ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻤﻠﺘﻤﺴﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﺴﻭﻏﺎﺕ ﺍﻟﺣﻤل ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﺍﻟﺫﻴﻦ

ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻜﻼﻤﻬﻡ، ﻤﻦ ﺸﻌﺮ ﻭﻨﺜﺭ، ﻭﻗﺪ ﺃﱠﻟﻢ ﺒﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﺮﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺤﺘﺞ ﺒﻬﺎ

ﻨﺤﺎﺓ ﺍﻟﺭﻋﻴل ﺍﻷﻭل ﻤﻦ ﺍﻟﺴﻠﻑ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺎﻟﻔﺔ، ﻜﻤﺎ ﻻ ﺤﻅ

ﺃﻨﻭﺍﻋﺎﹰ ﻤﻦ ﺘﺨﺭﻴﺠﺎﺗﻬﻡ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ

ﻨﻅﺎﺋﺭ ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺫﻛﺭ ﺍﻟﺣﻜﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻭﻴﺕ ﺒﻬﺎ ﻤﻦ ﻁﺭﻕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ.{76}“

–¹ ﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﻠﻔﺭﺍﺀ: .286/3 –² ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﺍﻵﻴﺔ.112:

–³ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﺍﻵﻴﺔ.101: –⁴ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻵﻴﺔ.15:

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:

ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ:ـ

ﺤﺎﻭل ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺘﺘﺒﻊ ﺘﺎﺭﻳﺦ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻜﻦ ﺒﺩﺍﻳﺘﻬﺎ ﻤﻌﺭﻭﻓـﺔ

ﺒﺩﻗﺔ، ﻭﺘﺘﺒﻊ ﺃﻗﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻦ، ﻭﻓﻲ ﻨﻬﺎﻳﺔ ﺘﺘﺒﻌﻪ ﻷﻗﻭﺍل ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤـﺅﺭﺨﻴﻦ،

ﻴﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻜﺎﻧﺖ ﻤﺒﻜﺭﺓ، ﺇﺫ ﻗﺩ ﻅﻬﺭﺕ ﺒﺎﻚﻭﺭﺓ ﺇﻨﺘﺎﺟﻪ

ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺻﻑ ﺍﻷﻭل ﻤﻦ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ﺍﻷﻭل، ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺮ ﻓﻴﻤﺎ

ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺼﺤﺘﻬﺎ، ﻭﻴﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺇﻤﻜﺎﻧﻴﺔ ﺘﺅﻜﺩ ﺘﺣﺩﻴﺩ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺃﻭﺍﺌـل

ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﺍﻟﺫﻴﻦ ﻭﻀﻊﻭﺍ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻤﻦ ﺒﻨﺎﺀ ﺼـﺭﺡ ﺍﻟﻨﺣـﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ،

ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜﺎﻧﺖ ﺒﻤﺜﺎﺑﺔ ﺭﺩّ ﻓﻌل

ﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﺘﺴﺭﺏ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ، ﻭﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻢ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ.

ﻭﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻨﺣﻭ، ﻭﺴﺒﺏ ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺒﺫﻟﻚ، ﻭﻋﻼﻗﺔ ﻟﻔﻈ ﺍﻟﻨﺣﻭ

ﺒﻠﻔﻈ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻜﻼ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭ، ﻓﻼ ﻟﻐﺔ

ﺩﻭﻥ ﻨﺣﻭ ﻭﻻ ﻨﺣﻭ ﺩﻭﻥ ﻟﻐﺔ، ﻭﻗﺪ ﺘﺘﺒﻊ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤـﺼﻁﻠﺣﺎﺕ ﻜﺎﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ،

ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻠﺣﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﻓـﻲ

ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ، ﻭﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻟﻢ ﻴﺄﻟﻭﺍ ﺠﻬﺩﺍﹰ ﻓﻲ

ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻢ ﻤﻦ ﺍﻟﺯﻟل ﻭﺍﻟﺨﻁﺈ ﻭﺍﻟﻠﺣﻦ، ﻭﻟﻢ ﻴﻨﺴﻭﺍ ﺃﻴـﻀﺎ

ﺍﻟﺤﻔﺎﻇ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺣﻘﻴﻖ، ﺤﻴﺙ ﻨﻘﻠﺖ ﻜل ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺙ ﻤﻌﺭﺒﺔ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ

ﻜﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺙ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ـ ﺃﺤﺭﺹ ﻤـﻨﻬﻡ ﻋﻠـﻰ

ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻦ، ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻧﻮﺍ ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻫﺬﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺩﻳﻦ.

ﻭﻴﻘﺭﺭ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺃﻥ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻔﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻅﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ

ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ، ﻟﻢ ﻴﻘﺒﻠﻪ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻋﻠـﻰ

ﺇﻃﻼﻗﻪ… ﻭﻴﻀﻴﻑ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻤﻦ ﺍﻟﺣﻖ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻨﻘﺭﺭ “ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻦ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ

ﻟﻡ ﻴﻜﺎﺩﻭﺍ ﻴﺭﺘﺎﺑﻭﻥ ﻓﻲ ﺼﺩﻕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻨﻔﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻅﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ، ﻤـﻦ

ﺒﻴﻦ ﺴﺎﺋﺮ ﺸـﻘﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟـﺴﺎﻤﻴﺎﺕ ﻤـﻦ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴـﺔ ﻭﺍﻟـﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺣﺒﺸﻴﺔ.{126}“

ﻭﺒﻌﺩ ﺘﺘﺒﻊ ﻟﻤﺼﻁﻠﺣﻲ ﺍﻟﻠﺣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻴﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ،

ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻤﺩ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻤﻦ ﺸﻴﻭﻉ ﺍﻟﻠﺣﻦ، ﻭﻴﻌﺘﻘـﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳـﺔ ﺒـﺴﻦّ

ﻗﻭﺍﻨﻴﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﺫ ﻓﺠﺭ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻧـﺖ ﻋﻨﺎﻳـﺔ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﻨﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻢ ﻭﺠﻤﻌـﻪ، ﺜـﻢ ﺒﺎﻟﺤـﺩﻴﺙ

ﻭﺴﻨﺩﻩ، ﺜﻢ ﺒﺎﻟﻨﺣﻭ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩﻩ؛ ﻷﻨﻪ ﻨﺣﻭ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻢ.

ﻭﺘﺘﺒﻊ ﻋﺩﺩﹰﺍ ﻤﻦ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﻗﻭﺍﻋـﺪﻫﻡ،

ﻭﺘﺜﺒﻴﺖ ﻤﻘﺎﻴﻴﺴﻬﻡ، ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺘﻬﻡ ﺇﺴﻌﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻡ ﻤﻦ ﺁﻓﺔ ﺍﻟﻠﺣﻦ، ﻏﻴﺮﺓ

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺤﺭﺻﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺭﻓﻴﻊ، ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒـﻲ، ﺃﻥ

ﻴﺒﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﺒﺄﺴﺴﻪ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ:

ﺘﻁﻮﺭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻼل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻢ:ـ

ﻴﻁﺭﺡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻨﻔﻭﺭ ﻤﻦ ﺍﻟﻠﺣﻦ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺭﻏﻡ

ﻤﻦ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺒﻌﺽ ﻓﺼﺤﺎﺋﻬﻡ ﻜﺎﻟﺣﺠﺎﺝ⁽¹⁾، ﻭﺍﻟﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ، ﺜﻢ ﻴﻨﺘﻘل

ﻟﻠﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺣﻔﺎﻇ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻢ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﻠﺣـﻦ، ﻭﺫﻟـﻚ

ﻟﺘﺯﺍﻴﺩ ﺇﻗﺒﺎل ﺍﻷﻋﺎﺟﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠﻤﻬﺎ.

ﻭﻴﻘﻭل: “ﻭﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ، ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﻐـﺔ

ﺍﻟﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺠﻤﻴﻌﺎ، ﻓﻭﺟﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻰ ﻀﺎﻟﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﻌﻠـﻡ

ﻭﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ”، ﻤﻼﺣﻅﺎ، “ﺃﻥ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ، ﻗـﺪ ﺒـﺩﺃﺕ

ﺒﺴﻴﻁﺔ ﺴﺎﺫﺟﺔ، ﻜﺒﺩﺍﻴﺔ ﻜل ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻌﻅﻴﻤﺔ، ﻓﻜﺎﻨﺖ ﺃﻗـﺭﺏ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨـﺏ

ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ، ﻭﻜﺎﻧﺖ ﺃﻟﺼﻖ ﺒـﻀﺒﻁ

ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻧﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻫﻴﻜﻼ ﻭﺒﻨﻴﺔ.{149}“

ﻭﺘﺘﺒﻊ ﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﺃﺒﻮ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﺍﻟﺩﺅﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻔﺎﻅ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻧـﻲ،

ﺒﻭﻀﻊ ﻨﻘﻁ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ، ﺜﻢ ﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﺘﻼﻤﺫﺗﻪ ﻤﻦ ﺒﻌﺩﻩ ﻤﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﻜﺭ ﻓﻲ

ﻭﻀﻊ ﻤﺎ ﻴﺤﻔﻅ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺜﻨﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴـﺏ ﻭﺍﻟﺠﻤـل، ﻭﺒﺤـﺴﺏ

ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻤﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ، ﺜﻢ ﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺠﻴل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻼ ﺠﻴل ﺃﺒـﻲ ﺍﻷﺴـﻭﺩ ﺍﻟﺩﺅﻟﻲ.

ﺜﻢ ﻴﻨﺘﻘل ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻼﻤﺢ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻟﻠﺣﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ، ﻓﻲ ﻇﻼل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻢ

ﻭﻋﻠﻭﻤﻪ، ﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﺤﺎﺑﻬﺎ ﻤﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻨﺣﻭ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻤـﺩﻥ

ﻋﺭﻓﺖ ﺒﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ، ﻭﻴﺘﺘﺒﻊ ﺠﻬﻭﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ

ﺘﺄﺼﻴل ﻭﻭﻀﻊ ﻀﻭﺍﺒﻁ ﻤﻘﻨﻨﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ.

ﻭﻴﻘﺭﺭ ﺃﻥ ﺘﻁﻮﺭ ﺍﻟﻨﺣﻭ، ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻱ ﺠﻴل ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ، ﺤﺘـﻰ ﺼـﺎﺭ

ﻤﻌﻴﺎﺭﺍﹰ ﺘﻘﻨﻴﻨﻴﺎ ﻟﻠﺨﻁﺈ ﻭﺍﻟﺼﻭﺍﺏ.

ﻭﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻤﻦ ﺍﻟﺭﻋﻴل ﺍﻷﻭﻝ، ﻟﻢ ﻴﻜﻦ ﻴﺠـﺭﻱ ﻓـﻲ

ﻓﺭﺍﻍ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺭﻱ ﻓﻲ ﺗﻘﺽﻳﺎ ﻤﻌﻴﻨﺔ، ﻴﺘـﺼل ﻜﺜﻴـ