يكشف تحليل مقارن لجهود علماء النحو عن إسهامات العلماء الليبيين في النحو والبلاغة بين 1950 و2000، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الجهود على البحث اللغوي. اكتشف كيف ساهمت المناهج والموارد في تشكيل هذه المرحلة المهمة.
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ
ﻗﺴﻢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﺼﻠﻴﻦ:
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل:
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ:ـ
ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻤﻦ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﻓﻲ
ﺒﺩﺍﻴﺘﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻦ ﻭﺍﻀﺣﺎ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺭﻋﻴـل ﺍﻷﻭﻝ ﻤﺜـل ﺃﺒـﻲ ﺠﻌﻔـﺭ
ﺍﻟﺭﺅﺍﺴﻰ1، ﻭﻤﻌﺎﺫ ﺍﻟﻬﺭﺍﺀ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺒﺩﺃ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻊ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺘﻠﻤﻴـﺫﺍﹰ
ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻜﺎﻷﺨﻔﺵ، ﻭﻴﻌﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻖ ﻟﻅﻬﻭﺭ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻁﺣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ، ﻤﺘﺄﺛﺮﻴﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺒﺎﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻷﺨﺫ
ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﻤﻤﺜﻼ ﻟﻠﻤﺭﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜـﻭﻓﻴﻴﻥ،
ﺒل ﻫﻭ ﺃﺒﺭﺯ ﻤﻦ ﻴﻤﺜﻠﻮﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺣﻠﺔ ﻤﻦ ﻤﺭﺍﺣل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻤﻔﻴﺩﺍﹰ ﺃﱠﻨﻪ ﺍﻫـﺘﻡ
ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻜﺒﻴﺮﹰﺍ ﺤﺘﻰ ﺇﻨﻬﻡ ﻟﻴﻨﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺎ ﻴﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ.
ﺜﻢ ﺍﻨﺘﻘل ﻻﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻤﻦ ﻗﻴﺎﺳﻪ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻨـﺪﻩ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ، ﻭﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﻤﻌﺎﹰ ﻓﻲ ﺒﻌـﺽ
ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﹶﻗلﱠ ﻭﺭﻭﺩﻩ، ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﻴﻘـﻴﺱ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﻴﺭﻩ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻉ، ﻓﻘﺩ ﺃﺠﺎﺯ ﺘﺼﻐﻴﺮ ﺃﻓﻌل ﺍﻟﺘﻌﺠﺏ ﺤﻤـﻼﹰ
ﻋﻠﻰ ﺘﺼﻐﻴﺮ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺘﻔﻀﻴل، ﻜﻤﺎ ﺃﻭﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﻴﻘﻴﺱ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﺍﻓﺘﺭﺍﻀﻴﺎ،
ﺃﻱ: ﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻤﺴﻤﻮﻉ ﺃﺼﻼﹰ، ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺫﻟـﻚ ﺒﺄﻤﺜﻠـﺔ ﻤـﻦ ﻗﻴـﺎﺱ
ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ.
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﻭﻫﺸﺎﻡ2 ﻭﺍﻷﺤﻤﺭ:3ـ
ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺃﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻴﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻤﻦ ﻤﺭﺍﺣل
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺅﻻﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ، ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ ﺃﻤﺜﻠـﺔ ﻤـﻦ
ﺃﻗﻴﺴﺘﻪ، ﻤﻼﺣﻅﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﺤﻴﺎﻧﹰﺎ، ﻭﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴـﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻟﻘﻠﺘﻪ ﺃﻭ ﻨﺩﺭﺘﻪ، ﻤﻊ ﻨﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺨﺎﺼﺔ، ﺘﻔﺭﺩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﺒﺄﻗﻴﺴﺔ ﻟﻡ ﻴﻘﺴﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻗﺪ ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻋـﺩﺩﹰﺍ ﻤﻦ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺳﺎﺕ.
ﺜﻢ ﺘﻨﺎﻭل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﺃﻫﻡ ﺼﻭﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﻴﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ، ﻤﻼﺣﻅﺎ ﺃﻥﱠ
ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﻴﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﺠﻤﻴﻊﹰﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻗﻴﺴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ
–1 ﺍﻟﺭﱡﺅﺍﺴﻲ: ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﺎﺭﺓ ﺃﺒﻮ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻜﻭﻓﻲ ﺍﻟﺭﺅﺍﺴﻲ، ﺃﻭل ﻤﻦ ﻭﻀﻊ ﻜﺘﺎﺑًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺣـﻭ، ﻭﻫﻮ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺀ، ﻜﺎﻥ ﺭﺟﻼﹰ ﺼﺎﻟﺣﹰﺎ، ﺃﺸﻬﺭ ﻜﺘﺒﻪ: ﺍﻟﻔﻴﺼل، ﻭﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ، ﻭﺍﻟﻭﻗـﻑ ﻭﺍﻻﺒﺘـﺩﺍﺀ، ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 187، ﻴﻨﻈﺭ ﺇﻨﺒﺎﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ: 105/4، ﻭﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ: .82/1
–2 ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟﻀﺭﻴﺭ: ﻫﺸﺎﻡ ﺒﻥ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﻀﺭﻴﺭ ﺍﻟﻨﺣﻭﻱ ﺍﻟﻜﻭﻓﻲ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﺃﺨﺫ ﻋﻨـﻪ، ﻤـﻦ ﻤـﺼﻨﻔﺎﺗﻪ
ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﻤﺨﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺣﻭ، ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 209 ﻫـ، ﻴﻨﻈﺭ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ: 328/2، ﻭﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴـﺎﻥ:
.85/6
–3 ﺃﺤﻤﺭ: ﻋﻠﻲ ﺒﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ “ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ” ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﻷﺤﻤﺭ، ﻤﺅﺩﺏ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻭﺸـﻴﺦ ﺍﻟﻨﺤـﺎﺓ ﻓـﻲ ﻋﺼﺮﻩ، ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ، ﻓﻨﺒﻎ ﻭﺃﻭﺼﻠﻪ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺸﻴﺩ، ﻨﺎﻇﺭ ﺴﻴﺒﻮﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﻴﺣﻴﻰ ﺒﻦ ﺨﺎﻟﺪ ﺍﻟﺒﺭﻤﻜﻲ، ﻟﻪ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺎﺕ: ﺘﻔﻨﻥ ﺍﻟﺒﻠﻏﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ، ﺘﻭﻓﻲ ﺒﻁﺭﻴﻖ ﺍﻟﺣﺞ ﺴﻨﺔ 194ﻫـ، ﻴﻨﻈﺭ ﺇﻨﺒﺎﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ: 313/2، ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ: .271/4
ﻤﺎ ﺴﺒﻖ، ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻗﻴﺴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﻨﻭﻋﺎﹰ ﻤﻦ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻨﻈﻴﺭ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺒﻌﺩﺍﹰ ﻭﺇﻴﻐﺎﻻﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﺒـﻴﻦ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻋﺪﺓ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﻭﻍ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﻗﺩ ﻴﻘﻴﺱ ﻤﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻏﻴـﺮﻩ
ﻤﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﻗﻴﺎﺱ ﻀﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ، ﻤﺩﻟﻼ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻤﻖ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﻗﻴـﺎﺱ
ﺃﻤﺭ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﺴﻤﻭﻉ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻴﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻤﺜﻴل ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮﻩ، ﻤﻼﺣﻅﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ
ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻗﻴﺴﺔ ﻨﺴﺒﺖ ﻟﻠﻔﺭﺍﺀ ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ.
ﻭﻗﺪ ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻨﻬﺎ، ﺫﺍﻛﺭﺍ ﻤﻦ ﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺩ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﻜﺒﻴﺮﺓ ﺒﺈﻴﺭﺍﺩ ﻟﻔﻈ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﺤﻜـﺎﻡ ﺍﻟﻨﺣـﻭ ﻭﻤـﺴﺎﺋﻠﻪ،
ﻭﺘﻭﺟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﺇﺠﺭﺍﺌﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻤﻦ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑﻪ.
ﺜﻢ ﺍﻨﺘﻘل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺣﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟﻀﺭﻴﺭ ﻤﺴﺘﻌﺭﺽ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻤﻦ ﺃﻗﻴﺴﺘﻪ،
ﻤﻼﺣﻅﺎ ﺃﻧﻪ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟﻀﺭﻴﺭ ﻜﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺃﻗﻴﺴﺘﻪ، ﻤﻦ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻜـﻡ ﻭﺍﻟﻜﻴـﻑ ﺠﻤﻴﻊﺎ.
ﻭﻗﺪ ﻟﻢﱠ ﺇﻟﻤﺎﻤﺔ ﻴﺴﻴﺮﺓ ﺒﻤﺎ ﻭﺠﺩﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻵﺨﺭﻴﻦ ﻤﻦ ﺃﻗﻴﺴﺔ، ﻭﺴﺎﻕ ﻟﺫﻟﻚ ﻤﺜﺎﻻﹰ
ﻭﺍﺤﺩﹰﺍ؛ ﻷﻨﻪ ﻟﻢ ﺘﻜﻦ ﻟﻪ ﻤﺎ ﻟﻠﻜﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﻤﻦ ﺃﻗﻴﺴﺔ، ﺃ ﻤﺎ ﺜﻌﻠﺏ ﻓﻘـﺩ ﺭﺃﻯ
ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺃﻗﺭﺏ ﻟﻠﺴﻤﺎﻉ، ﻭﻟﻢ ﻴﻜﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻪ ﻤﻦ
ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ، ﺃﻭ ﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻦ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ.
ﻭﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺘﺒﻊ ﻟﻠﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜـﻭﻓﻴﻴﻦ،
ﻭﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺃﻟﺤﻖ ﺒﺫﻟﻚ ﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ
ﻜل ﻤﻦ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻨﻔﺴﻪ، ﻤﻼﺣﻅﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻜﺎﻥ ﻤﺸﺘﺭﻜﺎ ﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺩﺭﺳﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺨـﺫ
ﻤﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺖ ﻓﻲ ﻤﻨﺄﻯ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﺭ ﺒﺎﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ، ﻤـﻊ ﺘﺤﻔـﻅ
ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻭﺘﻭﺳﻊ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻦ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻓـﻲ ﺍﻷﺨـﺫ
ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻤﺎ ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﺳﺒﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻭﺍﻷﺨﺫ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺫﻟـﻚ ﻤـﻦ
ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺩﺭﺳﺘﻴﻦ.
ﺜﻢ ﺨﺘﻢ ﻜل ﺫﻟﻚ ﺒﺨﺎﺘﻤﺔ ﺃﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺻل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻦ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.
ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ:ـ
ﻭﻤﻦ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﻇﻨﺎ ﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻗـﺩ
ﺴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺭﺽ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ، ﻭﻋﻨﺪ ﻋﺭﻀـﻪ
ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻴﺒﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴـﺔ، ﻭﻟﻜﻨـﻪ
ﻴﻤﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺟﻴﺢ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺘﻌﺼﺏ ﻭﻓـﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟـﺏ
ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺩﺓ، ﺤﻴﺙ ﻴﻗﻭل “ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﻨﻲ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻭﻥ ﻤﻦ ﺒـﺼﺭﻴﻴﻦ
ﻭﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﺨﺩﻤﺔ ﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺴﻭﺍﺀ ﻜـﺎﻥ ﺫﻟـﻚ ﺒﻤـﺸﺎﻓﻬﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺃﻡ ﺒﺎﻷﺨﺫ ﻋﻤﻦ ﺴﻤﻊ ﻤﻨﻬﻢ.81“
ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻻ ﻴﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺼـﺣﺎﺑﻬﺎ،
ﻜﺄﻥ ﻴﻘﻭل: “ﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻦ ﻴﻘـﻭل ﺒﻜـﺫﺍ11“… ﺃﻭ “ﻭﻨﺟـﺪ ﺒﻌـﺾ
ﺍﻟﻤﺣﺩﺛﻴﻦ15“… ﺃﻭ “ﻟﻘﺪ ﻟﺨﺹ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺣﺩﺛﻴﻦ23” ﺃﻭ “ﻭﻟﻌل ﻫـﺫﺍ
ﻤﺎﺣﺪﺍ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺣﺩﺛﻴﻦ35“، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻦ ﺴﻠﻭﻙﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻚ
ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻨﺟﺪ ﺃﻨﻪ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺼﺎﺣﺏ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻜﺄﻥ ﻴﻘﻭل: “ﻭﻴﺣﻜﻲ ﺃﺒﻮ
ﺍﻟﻁﻴﺏ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﻦ ﺃﻭﺴﻊ ﺃﻫل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺭﻭﺍﻴﺔ34“…، ﺃﻭ “ﻴﻘﻭل ﺍﻷﺨﻔﺵ
ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻜﺫﺍ”… 44، “ﻭﻴﺴﻭﻕ ﺍﺑﻦ ﺠﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﺼـﻤﻌﻲ ﺤﻜـﻰ ﻋـﻦ ﺃﺒـﻲ
ﻋﻤﺭﻭ45“…، “ﻭﻴﻭﺭﺩ ﺍﺑﻦ ﻴﻌﻴﺶ ﺃﻥ ﺃﺒﺎ ﻋﻤﺭﻭ ﺴﻤﻊ ﻤﻦ ﺃﻋﺭﺍﺑﻲ ﺒﺎﻟﻴﻤﻦ.45“
ﻜﺎﻥ ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺟﻴﺢ ﺒﻌﺽ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻜﺄﻥ ﻴﻘﻭل: “ﻭﺇﻥ ﻜﻨﺖ ﺃﺭﺟﺢ ﺃﻨﻪ ﺃﻗـل
ﻤﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ .35“…
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻤﺘﺼﻔﺎ ﺒﺎﻷﻤﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻬﻭ ﻓـﻲ ﻤﺅﻟﻔـﻪ ﻋﻨـﺪ ﺍﻟﻨﻘـﻭﻻﺕ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺳﺎﺕ ﻴﺸﻴﺭ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭل ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺸـﻲ ﺍﻟﺴﻔﻠﻴﺔ.
ﻭﻗﺪ ﻜﺎﻥ ﺍﻴﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﺘﻌﺭﻳﻑ ﻜل ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺭ ﺒﻬﺎ، ﻜﺎﻥ ﻴﻌـﺭﻑ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻟﻐﺔ ﻭﺍﺼﻁﻼﺣًﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻭﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻴﺼﻒ ﺒﻌﺽ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﺩﺛﻴﻦ ﺒﺎﻟﻤﺒﺎﻟﻐـﺔ ﺤﻴـﺙ
ﻴﻘﻭل: “ﻭﻟﻌل ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺣﺩﺛﻴﻦ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺤﻴﻦ ﻴﻘﻭل ﺒﻌـﺩﻡ
ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﺼﻼ ﻋﻨﺪ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻨﺣﺎﺓ ﺍﻷﻭﺍﺋل ﺤﺘﻰ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﺨﻠﻴـل” 107،
ﻭﻗﺪ ﻴﺼﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻜﻘﻭﻟﻪ: “ﻭﻗـﺪ ﻋﺘﺠـﻪ ﺒﻌـﺾ ﺍﻟﺒـﺎﺤﺜﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺣﺩﺛﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺩﻗﺔ.121“
ﻭﻴﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻦ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻦ ﺍﻟﻨﺣﺎﺓ ﻤﺭﺟﻌـﺎ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻦ، ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺾ ﺍﻷﻤﺛﻠﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻟـﻢ
ﻴﺠﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﱠﻟﻑ ﻓﻘﺪ ﺤﺎﻭل ﺘﻭﺛﻴﻘﻬﺎ ﻤـﻦ ﺨـﻼل ﺘﺘﺒـﻊ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﻘـﻭل ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﻓﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺣﺎﺓ.
ﻜﺎﻥ ﻴﺒﺩﻱ ﺇﻋﺠﺎﺏﻪ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﻴﻦ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ ﺤﻴـﺙ
ﻴﻗﻭل: “ﺨﻴﺭ ﻤﻦ ﻴﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺣﻠﺔ ﻤﻦ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻫـﻮ
ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ… ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺜﺎﻻﹰ ﻟﻠﺘﺒﺭﻴﺯ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﻟﻴﻪ ﺃﻓﻀﺖ ﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺫﻱ
ﻨﻘﻠﻬﺎ ﻭﻗﺭﺭﻫﺎ ﻭﺃﺟﺮﻯ ﺍﻟﻔﺭﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ193“، “ﻭﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﻦ ﺃﻋﻠـﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻤﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺣﻭ ﻭﻤﻘﺎﻴﺴﻪ.215“
ﺃ ﱠﻤﺎ ﻋﻨﺪﻤﺎ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺟﺪﻩ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻀﺢ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺭﻋﻴل ﺍﻷﻭﻝ، ﺤﺘﻰ ﺇﻨﻪ ﻋﺩﱠ ﻤﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ ﻋﻨـﺪﻫﻢ ﺒـﺩﺃﺕ ﺒﺎﻟﻜﺴﺎﺋﻲ.
ﺤﻴﺙ ﻴﻗﻭل: “ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﻤﻦ ﺃﺒﺭﺯ ﻤﻦ ﻴﻤﺜﻠﻮﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺣﻠﺔ ﻤﻦ ﻤﺭﺍﺣل
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ.226“…
ﺠﻌل ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻓﺼﻼ ﻜﺎﻤﻼﹰ ﻟﻠﺣﺩﻴﺙ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﺳﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻜﻤﺎ ﻓﻌل
ﻤﻊ ﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﻼﺣﻅ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔـﺼﻭل ﺃﻨـﻪ ﺘﺤـﺩﺙ ﻋـﻦ ﺜـﻼﺙ
ﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﺼل ﻭﺍﺣﺩٍ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﻭﻫﺸﺎﻡ ﻭﺍﻷﺤﻤﺭ، ﻭﻗﺪ ﺠﻌل ﻟﻠﺣﺩﻴﺙ
ﻋﻦ ﺍﻫﺸﺎﻡ ﻭﺍﻷﺤﻤﺭ ﻤﺎ ﻴﻘﺭﺏ ﻤﻦ ﺼﻔﺣﺔ، ﻭﺨﺼﺹ ﻟﻠﺣﺩﻴﺙ ﻋـﻦ ﺗﻘﻴﺎﺱ
ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﺜﻤﺎﻧﻲ ﺻﻔﺣﺎﺕ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ ﻤﻠﺣﻘﺎ ﺒﺫﻟﻚ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﻨﻔـﺴﻪ ﺤـﺩﻴﺜﺎ ﻋـﻦ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺜﻌﻠﺏ ﻭﻋﺩﻩ ﺨﺎﺗﻤﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺣﻠﺔ ـ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻦ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺸﺭ
ﻟﻪ ﻻ ﻤﻦ ﺗﻘﺭﻴﺏ ﻭﻻ ﻤﻦ ﺒﻌﻴﺩ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼل، ﻭﻗﺪ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻦ ﺍﻟﻨﻘﻭل ﺤﻴـﺙ
ﻻ ﺘﺨﻠﻭ ﺃﻴﺔ ﺼﻔﺣﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻦ ﻨﺹ ﻤﻨﻘﻭل، ﻤﻊ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻓـﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟـﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘل ﻤﻦ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻠﺊ ﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺇﻻﹼ ﺃﻨﻪ ﻟـﻡ ﻴﺘـﺭﺟﻡ ﻟﻬـﺫﻩ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺇﻻﹼ ﻨﺎﺩﺭًﺍ.
ﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ:
ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻧﻴﺔ:ـ
ﻟﻡ ﺘﻜﻦ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺒﺎﻟﻜﺜﺭﺓ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻼﺣﻅ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻜﺎﻧﺖ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻦ
ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺣﻭﺍل، ﻭﻜﺎﻨﺖ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﻤﻭﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻜـل
ﺍﻟﻔﺼﻭل، ﻭﻗﺪ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﻟﻼﻴﺔ ﺒﻠﻔﻅﺘﻲ “ﻗﻭﻝﻩ ﺘﻌﺎﻟﻰ” ﺃﻭ “ﻗﻭﻝﻩ ﻋﺯّ ﻭﺟل”، ﺃﻤﺎ
ﺃﻏﻠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺻﻭﺹ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﺘﺸﻬﺩ ﺒﻬﺎ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻟﺘﺒﻴﻨﻬـﺎ،
ﺃﻭ ﻟﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺒﻠﻎ ﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺻﻭﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻬﺩ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻇﻊ
ﻭﺍﺤﺩ ﺍﻵﻴﺘﻴﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ: ﺇﻥْ ﻜﹶﺎﻥَ ﻗﹶﻤِﻴﺼُﻪُ ﻗﹸـﺩﱠ ﻤِـﻦ ﹸﻗﺒُـلٍ
ﻓﹶﺼَﺩَﻗﹶﺕﹾ ﻭَﻫُﻭَ ﻤِﻦَ ﺍﻟﻜﹶﺎﺫِﺒﻴِﻦَ، ﻭَﺇﻥِْ ﻜﹶﺎﻥَ ﹶﻗﻤِﻴﺼُﻪُ ﻗﹸﺩﱠ ﻤِﻦ ﺩُﺒُﺭٍ ﻓﹶﻜﹶﺫﹶﺒﺕَﹾ ﻭَﻫُﻭَ ﻤِـﻦ
ﺍﻟ ﱠﺼﺎﺩِﻗِﻴﻦ54(1)، ﻤﻊ ﺍﺴﺘﺸﻬﺎﺩﻩ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻦ ﻤﺭﺓ، ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺼﻔﺣﺔ 106، ﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺇﻧﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺣﺔ 112، ﻴﺘﻜﺭﺭ ﺍﻟﻨﺹ ﻨﻔﺴﻪ.
ﻭﻤﻦ ﺍﻟﻨﺻﻭﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻬﺩ ﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺴﻁﺭﻴﻦ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻲ: ﻭَﺇِﺫﹾ
ﺃَﺨﹶﺫﹶ ﺍﻟﹼﻠﻪُ ﻤِﻴﹶﺜﺎﻕﹶ ﺍﻟﱠﻨﺒِﻴﱢﻴْﻦَ ﹶﻟﻤَﺎ ﺁﹶﺘﻴْﹸﺘ ﹸﻜﻡ ﱢﻤﻥ ﻜِﹶﺘﺎﺏٍ ﻭَﺤِﻜﹾﻤَﺔٍ ﺜﹸﻡﱠ ﺠَﺎﺀ ﹸﻜﻡْ ﺭَﺴُﻭلٌ ﻤﱡﺼَﺩﱢﻕﹲ
ﱢﻟﻤَﺎ ﻤَﻌَﻜﹸﻡْ ﹶﻟﺘﹸﺅْﻤِﻨﹸﻥﱠ ﺒِﻪِ ﻭَﹶﻟﹶﺘﻨﺼُﺭُﻨﱠﻪُ.133(2)
–1 ﺴﻭﺭﺓ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻵﻴﺔ26:، .27 –2 ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻵﻴﺔ.80:
ﻭﻨﻼﺣﻅ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺸﻬﺩ ﻤﻦ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻦ ﻤﻦ ﺫﻟـﻚ ﺍﺴﺘـﺸﻬﺎﺩﻩ
ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ: ﻭَﻻﹶ ﺍﻟﻀﱠﺎﱢﻟﻴﻦَ182(1)، ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ: ﻓﹶﻸُ ﱢﻤﻪِ ﺍﻟﺜﱡﻠﹸﺙﹸ255(2)، ﻭ
ﺃَﹶﻟﻡ ﺍﻟﹼﻠﻪُ.170(3)
ﻭﻗﺪ ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻬﺩ ﺒﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻦ ﺨﻤﺱ ﻭﺨﻤﺴﻴﻦ ﺁﻴﺔ.
ﺍﻷﺤﺎﺩﻳﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱﺓ:ـ
ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺤﺎﺩﻳﺙ ﻓﻠﻢ ﻴﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻨﺼﻴﺏ ﻋﻨﺪﻩ، ﺤﻴﺙ ﻟﻢ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﺜﻼﺛﺔ ﺃﺤﺎﺩﻳﺙ، ﺍﻷﻭل ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻦ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ﻋـﻦ
ﺍﻟﺭﺴﻭل ـ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ـ.14
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻨﺪ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻓﻲ ﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻳﻑ ﻭﺭﻭﺍﻴﺘـﻪ،
ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺣﺔ ﻨﻔﺳﻬﺎ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺣﺩﻴﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ 105، ﻭﺫﻟﻚ ﻓـﻲ
ﺇﻃﺎﺭ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻨﺣﺎﺓ ﻟﻠﻀﻭﺍﺒﻁ ﻭﺍﻟـﻨﻅﻡ ﺍﻟﺘـﻲ ﻜﺎﻧـﺖ ﻴﺘﺒﻌﻬـﺎ
ﺍﻷﻋﺭﺍﺏ ﻋﻨﺪ ﻨﻁﻘﻬﻢ.
ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ:ـ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻡ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺨﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻴﻦ ﺒﻴﺘﺎ، ﻜـﺎﻥ ﻴﻘـﺩﻡ
ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺎﺳﻡ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ، ﻭﻴﻘﺩﻡ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻘﻭل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ، ﺃﻭ ﺒﻘﻭﻟﻪ، ﺃﻭ ﻓـﻲ ﻤﺜـل
ﻗﻭﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻗﺪ ﻜﺎﻥ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺒﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺒﺫﻜﺭ ﺍﻟﺸﻁﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﺣﺩﺓ، ﻭﻴﺘﻀﺢ ﺫﻟـﻚ
ﻤﻦ ﺨﻼل ﺒﻌﺾ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ 211، .230
ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ:
ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻦ ﺃﻤﻬﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺏ، ﻭﺍﻟﻌﺩﻴـﺩ ﻤـﻦ ﺍﻟﻤـﺼﺎﺩﺭ
ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺟﻊ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻨﻘل ﻋﻨﻬﺎ ﻨﻘﻼ ﺤﺭﻓﻴﺎ، ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻨﻘل ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﺼﺭﻑ، ﻓﻘﺩ
ﻜﺎ