تحليل دراسات النحو والبلاغة في ليبيا بين 1950 و2000

يكشف تحليل دراسات النحو والبلاغة عن إسهامات العلماء الليبيين بين 1950 و2000، موضحًا كيف أثرت هذه الجهود في البحث اللغوي. هل تساءلت يومًا عن المناهج والموارد التي شكلت هذه الإسهامات؟

ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ

ﺠﻌل ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻤﺩﺧﻼ ﻟﻠﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻻﺼﻁﻼﺡ ﻤﺘﺘﺒﻌـﹰﺎ

ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻌﺎﺟﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ، ﺜﻢ ﺍﻨﺘﻘل ﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻤﻭﻗﺤﺎ

ﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﺒﻦ ﺠﹼﻨﻲ⁽²⁾ ﻟﻠﻐﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﻘﻴﺼﺎﹰ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻷﻨﺒـﺎﺭﻱ⁽³⁾

ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ، ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﺄﺜﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓـﻲ ﺍﻟﻨﺤـﻭ ﺒـﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴـﺔ

–¹ ﻤﻌﺎﺫ ﺍﻟﻬﺭﺍﺀ: ﻤﻌﺎﺫ ﺒﻥ ﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻬﺭﺍﺀ، ﺃﺒﻭ ﻤﺴﻠﻢ، ﺃﺩﻴﺏ ﻤﻌﻤﺭ ﻟﻪ ﺸﻌﺭ ﻤﻦ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ، ﻋـﺭﻑ ﺒـﺎﻟﻬﺭﺍﺀ؛

ﻟﺒﻴﻌﻪ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻬﺭﻭﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻤﻦ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻫﺭﺍﺓ، ﻟﻪ ﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻀﺎﻋﺖ، ﻭﺃﺨﺒﺎﺭ ﻤﻊ ﻤﻌﺎﺻﺮﻴﻪ ﻜﺜﻴﺮﺓ، ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 187ﻫـ، ﻴﻨﻅﺭ ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ: 99/2، ﺍﻷﻋﻼﻡ: .258/7

–² اﺏﻦ ﺟﻨﻲ: ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺠﻨﻲ، ﻭﻟﺪ ﺴﻨﺔ322 ﻫـ، ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﻔﺵ، ﻭﻋﻦ ﺃﺒﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ،

ﻭﻟﻪ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ: ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ، ﻭﺴﺭ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ، ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺘﺼﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﺎﺯﻧﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺏ ﻓـﻲ ﺸـﺭﺡ ﺸﻭﺍﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ، ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ، ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 392ﻫـ، ﻴﻨﻅﺭ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﻐﺩﺍﺩ: 312/11، ﻭﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ.15:130:

–³ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ: ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﺭﻜﺎﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺣﻤﻦ ﻜﻤﺎل ﺍﻟﺩﻳﻦ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ، ﻤﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﺒـﺎﺭ، ﻭﺼـﺎﺣﺏ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺘﻜﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ، ﻭﺨﻼﻑ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻴﻦ، ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 577ﻫـ، ﻴﻨﻅﺭ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ86/2:، ﺴـﻴﺭ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ.113/21:

ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، ﻤﺅﻜﺩﺍﹰ ﺘﺄﺜﺭ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﻴﻥ، ﻭﻜﺫﻟﻚ ﺘﺄﺛﺭ ﺴـﻴﺒﻮﻳﻪ

ﺒﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺑﻪ؛ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻗﻴﺼﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠل ﻭﺍﻟﻔﺭﻭﺽ، ﻭﻭﻀﻭﺡ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓـﻲ

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﺒﻦ ﺠﻨﻲ، ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺘﻤـﺴﻚ ﺒﺄﺼـﻭل ﺍﻟﻔﻘـﻪ،

ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﺼﻭل ﺃﺋﻤﺘﻪ، ﻤﻀﻴﻔﺎ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺩﺧل ﺃﻥ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ

ﻜﺎﻧﺖ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻤﺤﻀﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻦ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻘﻭل ﺒﻭﺟﻭﺩ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﻓﻴﻬﺎ.

ﻭﻗﺪ ﻗﺴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﺼﻭل ﺃﺭﺒﻌﺔ:

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل:

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻗﺒل ﺍﻟﺨﻠﻴل:ـ

ﺘﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ، ﺤﻴﺙ ﻜـﺎﻥ

ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻤﻅﻬﺮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﺭﻑ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻗﺒـﻝ ﺍﻷﺨـﺫ

ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻜﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ.

ﻭﻗﺪ ﺠﻌل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﻤﺭﺍﺤل ﺘﺘﺒﻊ ﻤﻦ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﻃﻮﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺤﻴﺙ ﻋـﺩ

ﻤﻥ ﺃﺼﺣﺎﺏ ﺍﻟﻤﺭﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﺒﺎ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﺍﻟﺩﺅﻟﻰ ﻭﻜـﺎﻥ ﺃﻭل ﻤـﻦ ﺃﺴـﺱ

ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻓﺘﺢ ﺒﺎﺒﻬﺎ، ﻭﺃﻨﻬﺞ ﺴﺒﻴﻠﻬﺎ ﻭﺩﻓﻊ ﻗﻴﺎﺳـﻬﺎ، ﻤﻭﻁـﺢﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒـﺎﺤﺜﻴﻦ

ﺍﻟﻤﺣﺩﺛﻴﻦ ﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻤـﻀﻴﻔﺎ ﺃﻧﱠ

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻫﻭ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻬـﺎ ﺍﻟﻨـﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻋﺔ.

ﺃﻤّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﻌﺩ ﺍﺑﻦ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﻤﻦ ﺃﻭل ﻤﻦ ﻴﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﺘﺠـﺎﻩ

ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﻓﻲ ﻫـﺫﺍ

ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ، ﻤﺅﻜﺩﺍﹰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻤﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ ﻫﻮ ﺃﻨﻪ ﺤﻭﱠل ﺍﻟﻨﺤﻭ

ﻤﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻷﻨﻤﺎﻁ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ، ﻭﺃﻨﻪ ﻭﺠﺩ ﺘﻤﺴﻚ ﺍﺑﻦ ﺃﺒـﻲ ﺇﺴـﺤﺎﻕ

ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻀﺢﺎﹰ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺍﺗﻪ ﺒﻌﺽ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻢ، ﻭﺃﻥ ﻗﻴﺎﺳﻪ ﻻ ﺇﻴﻐﺎل

ﻓﻴﻪ، ﻜﻤﺎ ﻫﻮ ﺋﻨﺪ ﻤﻦ ﺃﺘﻭﺍ ﺒﻌﺩﻩ.

ﻭﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﻴﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻬﻤﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ⁽¹⁾، ﻭﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻦ

ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﻤﺴﺘﻌﺭﻇﺎﹰ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﺒﻲ ﻋﻤﺭﻭ، ﻭﺃﻤﺜﻠﺔ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻦ

ﻋﻤﺭ، ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻔﻪ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﺒﺄﻥﱠ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻜﺜﺮ ﻭﻀﻮﺣﺎﹰ ﻤﻨﻪ ﻋﻨـﺪ ﺃﺒـﻲ ﻋﻤﺭﻭ.

ﻭﻗﺪ ﺘﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻦ ﻋﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﺤﻴﺙ “ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻜﺎﻥ

–¹ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻦ ﻋﻤﺭ: ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻦ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ ﺃﺒﻭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻤﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﻫﻮ ﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﻭﺴﻴﺒﻮﻳﻪ ﻭﺍﺒـﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﻭﺃﻭل ﻤﻦ ﺇﻫﺬﺏ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺭﺘﺒﻪ ﻭﻟﻪ ﻋﺩﺓ ﻤﺼﻨﻔﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ: “ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ” ﻭ” ﺍﻹﻜﻤﺎل” ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ، ﺘـﻭﻓﻲ ﺴـﻨﺔ 149ﻫـ، ﻴﻨﻅﺭ ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ393/1:، ﺍﻷﻋﻼﻡ: .106/5

ﺩﺍﻓﻌﺎ ﻗﻭﻴﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺁﻫﺎ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻭﺍﻓﻘـﺔ ﻟـﺴﻨﻥ

ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.{117}“

ﻭﻗﺪ ﺃﻜﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭﱠ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺘﺘﺴﻢ ﺒﻭﻀﻭﺡ

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ.

ﺍﻨﺘﻘل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻤﻦ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘـﻲ

ﻴﻤﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺣﻠﺔ ﻴﻭﻧﺱ ﺒﻥ ﺤﺒﻴﺏ، ﻭﻗﺪ ﺘﻤﻴﺯ ﺒﺎﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ،

ﻤﺴﺘﻌﺭﺍ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺍﺻﻒﺍﹰ ﺇﻴﺎﻩ ﺒﺄﻨﻪ ﺠـﺩﺩ ﻭﺃﻀـﺎﻑ ﺇﻟـﻰ

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﺘﺘﺒﻊ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﻤﺛﻠﺔ ﻴﻼﺣﻅ ﺃﻥ ﻴﻭﻧﺱ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻦ ﺍﺘﺠـﺎﻩ ﺴـﺎﺑﻘﻴﻪ،

ﻓﺘﻭﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻨﻪ، ﻓﻜﺎﻨﺖ ﻟﻪ ﺃﻗﻴﺼﺔ ﻟﻡ ﻴﺴﺒﻖ ﺇﻟﻴﻬـﺎ، ﻤﺅﻛـﺩﺍﹰ ﺃﻥ

ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﻁﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﻤﺭﺣﻠﺔ ﺠﺩﻳﺪﺓ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﻭﺴﻴﺒﻭﻴﻪ:ـ

ﺒﺩﺃ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺒﺄﻤﺜﻠﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴل، ﻓﻭﺟﺩ ﺃﻥ ﺃﻗﻴـﺴﺘﻪ ﻜﺜﻴـﺮﺓ،

ﻭﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﺒﻨـﺎﺀ

ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺩ ﻻﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺃﺨﺫ ﻓﻲ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻧﺖ ﻟﻪ

ﺒﻌﺾ ﺍﻷﻗﻴﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ، ﻭﺃﻥ ﻟﻪ ﺃﻗﻴﺼﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ،

ﻜﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻋﻨﺪ ﺒﻌﺽ ﺴﺎﺒﻘﻴﻪ، ﻭﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﺇﻴﻐﺎل.

ﺃﻤﺎ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺗﺨﺩﻡ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻥٍ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﺘﺒﻊﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻟـﻑ ﺜـﻢ

ﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻫﻭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ.

ﻭﻗﺪ ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﻋﺩﺩﹰﺍ ﻤﻦ ﺃﻗﻴﺴﺘﻪ، ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺃﻨﻪ ﺍﺴﺗﻔﺎﺩ ﻤﻦ ﺸﻴﺨﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴـل،

ﻤﻼﺣﻅﺎ ﺃﻥ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﺍﻗﺘﺩﺍﺀ ﺒﺸﻴﺨﻪ

ﺍﻟﺨﻠﻴل، ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻘﻴﺱ ﻤﻊ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ، ﻭﻴﺘﺨﺫ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﺜـﺎل ﺍﻟﻨـﺎﺩﺭ ﺃﺼـﻼﹰ

ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ، ﻭﻴﺭﻓﺽ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻉ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺮ؛ ﻷﻥ ﻗﻴﺎﺳـﻪ ﻓـﻲ ﺭﺃﻴـﻪ ﻀﻌﻴﻒ.

ﻭﻗﺪ ﺃﻭﻀﺢ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻣﻪ ﻭﺁﺭﺍﺌﻪ، ﻓﻴﺢ ﺇﻨﻪ ﻴـﺭﻱ ﺃﻥ ﺴـﻴﺒﻭﻳﻪ

ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍﹰ ﻴﺅﺴﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻜﻤﻪ، ﻭﻴﻌﺩ ﻤﻅﻬﺭﺍﹰ ﻤﻦ ﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ

ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ.

ﻭﻗﺪ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ـ ﺒﻌﺩ ﻋﺭﻀﻪ ﻷﻤﺜﻠﺘﻪ ـ ﻻ ﻴﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺘﻴـﺮﺓ

ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻗﻴﺴﺘﻪ، ﻭﻟﻌلّ ﺫﻟﻚ ﻜﺎﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﺴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﺤﻴـﺙ

ﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺃﻗﻴﺴﺘﻪ ﻓﺄﺘﻲ ﺒﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺴﺘﺎﺫﻩ ﺍﻟﺨﻠﻴل، ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺯﺍﻣﻪ ﺒﻤﺎ ﺴﻤﻊ

ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺃﺤﻴﺎﻥ ﻜﺜﻴﺮﺓ، ﻓﻘﺪ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤـﺱ

ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺘﻜﻠﻑ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺒﻌﺩ، ﻭﺒﻴﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻈﻬﺮ ﻓﻴـﻪ ﺇﻋﻤـﺎل

ﺍﻟﻔﻜﺭ، ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻦ ﻗﻴﺎﺳﻪ ﻜﻠﻪ ﻓﻁﺭﻳﺎﹰ.

ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺨﻔﺵ⁽¹⁾ ﻭﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ:⁽²⁾ـ

ﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺃﻥ ﺍﻷﺨﻔﺵ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﺊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻜﺜﻴﺮﹰﺍ، ﻭﻴﺄﺨـﺫ

ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ، ﻓﻴﻘﻴﺱ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ، ﻭﺨﺭﺝ ﻤﻦ ﺍﻫﺬﺍ ﺒﺂﺭﺍﺀ ﻜﺜﻴـﺮﺓ

ﺘﺠﻴﺯ ﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﻭﺻﻴﻐﺎﹰ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻤﻭﻋﺔ، ﺜﻢ ﺍﺴﺗﻌﺭﺽ ﺼﻭﺭﺍﹰ ﻤﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ

ﻤﺜل ﻗﻴﺎﺳﻪ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺤﺎﻻﹰ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺭﻥ ﺒـ”ﻗﺪ” ﻤﻭﺍﻓﻘﺎ ﺒـﺫﻟﻚ

ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ، ﻭﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﺠﻴﺰﻭﻥ ﻭﻗﻭﻋﻪ ﺤﺎﻻﹰ ﺇﻻﹼ ﺇﺫﺍ

ﺍﻗﺘﺭﻥ ﺒـ”ﻗﺪ”، ﻭﻗﺪ ﻻﺤﻅ ﻤﻦ ﺨﻼل ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻭﺼﻲ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ

ﺍﻷﻜﺜﺮ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻴﺨﺎﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ، ﻓﻼ ﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﺤﻴﺎﻧﺎ، ﻓـﺄﻜﺜﺮ

ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﻲ ﻤﻦ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴل، ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﺒـﺫﻟﻚ ﺍﻻﺘﺠـﺎﻩ

ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ.

ﺜﻢ ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﱠﻨﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﺎﺳﻪ

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻴﻭﺴﻊ ﺩﺍﺌﺮﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻓـﻲ ﺫﻟـﻚ ﺃﻏﻠـﺏ ﺴـﺎﺒﻘﻴﻪ ﻤـﻦ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ.

ﻭﻗﺪ ﻻﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻷﺨﻔﺵ ﻟﻢ ﻴﻬﻤل ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻦ ﻜﺜﺮﺓ ﺍﻹﻴﻐﺎل ﻓﻲ

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻل ﻤﻦ ﺨﻼل ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺨﻔﺵ ﺇﻟﻰ ﻭﺠـﻭﺩ ﻇﺎﻫﺮﺘﻴﻦ ﺘﺭﺘﺒﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ:

ﻻ ﻴﺤﺘـﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬـﺎ

ﺍﻟﺘـﻲ

ﻓﻲ ﻇﻬﻭﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ

ﺍﻷﻭﻟﻲ:

ﺘﺘﻤﺜل ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:

ﻇﻬﻭﺭ ﺸﻲﺀ ﻤﻦ ﺍﻻﻁﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺳﻪ، ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻴﻘﻴﺱ ﺍﻟﻔـﺭﻉ ﻋﻠـﻰ

ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻨﺣﻮﻱﺔ، ﺜﻢ ﻴﻌﻭﺩ ﻓﻴﻘﻴﺱ ﺍﻷﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤـﺴﺄﻟﺔ

–¹ ﺍﻷﺨﻔﺵ ﺍﻷﻭﺴﻁ: ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﺸﻌﻲ ﺒﺎﻟﻭﻻﺀ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﺜﻢ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﻷﺨﻔﺵ ﺍﻷﻭﺴﻁ، ﻨﺣﻮﻱ ﻋﺎﻟﻢ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ، ﻟﻪ ﻋﺩﺓ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ: ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ، ﻭﺸـﺭﺡ ﺃﺒﻲـﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻧﻲ، ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻓﻲ، ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 215ﻫـ، ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻨﺒﺎﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ: 36/2، ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ: 101/3 ـ .102

–² ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ: ﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺤﺒﻴﺏ ﺒﻦ ﺒﻘﻴﺔ، ﺃﺒﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ، ﻤﻦ ﺍﻤﺎﺯﻥ ﺸﻴﺒﺎﻥ: ﺃﺤﺩ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ،

ﻤﻦ ﺃﻫل ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ، ﻟﻪ ﺘﺼﺎﻧﻴﻑ ﻤﻨﻬﺎ: ﺍﻷﻟﻑ ﻭﺍﻟﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ، ﻭﺍﻟﻌﺭﻭﺽ، ﻭﺍﻟﺩﻴﺒﺎﺝ، ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ249 ﻫــ، ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻷﻋﻼﻡ: .69/2

ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺴﺒﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻀﻁﺭﺍﺒﺎ ﻤﺜل ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻜﺜﺮ ﻤﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤـﺴﺄﻟﺔ

ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ.

ﻭﻤﻦ ﺨﻼل ﻜل ﻤﺴﺒﻖ ﻴﻼﺣﻅ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺨﻔﺵ ﺴﺎﺭ ﻓﻲ

ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ.

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻉ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻤﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﻐﻴﺮﻩ ﻤﻦ

ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻦ:

ﺍﻷﻭﻝ:

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:

ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﻋﺩﺩﺍﹰ ﻤﻦ ﺼﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ، ﺜﻢ ﺍﻨﺘﻘل

ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺃﺒﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﺜل

ﺍﻟﻤﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻴﻠﻲ ﻁﺒﻘﺔ ﺍﻷﺨﻔﺶ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺮ

ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻉ، ﻭﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻤﻨﻪ، ﺜﻢ ﺍﺴﺗﻌﺭﺽ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤـﻦ ﺃﻤﺜﻠـﺔ

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ﻤﺜﺒﺘﹰﺎ ﺍﻤﺘﻨﺎﻋﻪ ﻤﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻉ، ﻭﻤﻨﻌـﻪ

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺤﻴﻦ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺴﻤﺎﻉ ﻴﺨﺎﻟﻔﻪ، ﻤﺩﻟﻼ ﺒﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘـﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤـﺎﺯﻨﻲ

ﺒﺎﻟﺴﻤﺎﻉ، ﻭﺘﻭﺴﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﺎﻴﻴﻦ ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﻤﺴﺘﻌﺭ﻽ﺍ ﺒﺫﻟﻚ

ﺍﻷﻤﺛﻠﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ، ﻭﺃﻤﺜﻠﺔ

ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺒﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ.

ﺜﻢ ﺍﻨﺘﻘل ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﺜﺭ ﺃﻗﻴﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﺁﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﻨﺣﻭﻴﺔ، ﻓﻭﺟﺩ ﻤﻦ ﺨﻼل ﺘﻭﺴﻌﻪ ﻓـﻲ

ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﻥ ﺃﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻤﺢﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﺀ، ﻓﺠﻭﺯ ﻤﺎﻟﻢ ﻴﺟﻭﺯﻩ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻫﻠﻭﻥ،

ﻭﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻌﻭﻥ ﻟﻠﺸﻭﺍﻫﺩ، ﻭﻭﺟﺪ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺸﺩﻳﺪ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻓﻬﻭ ﻴﻜﺜﺮ

ﻤﻦ ﺍﻷﻗﻴﺼﺔ، ﻭﻴﺘﻭﺳﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺜﻢ ﺍﺴﺗﻌﺭﺽ ﻜﺜﻴﺮﺍ ﻤﻦ ﺼﻭﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨـﺪ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺘﺘﺒﻊ ﺃﻗﻴﺴﺘﻪ.

ﺜﻢ ﺃﻟﺤﻖ ﺒﺫﻟﻚ ﻤﻠﺨﺹﺍﹰ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺍﺤﻠﻪ ﺍﻟﺘـﻲ

ﻤﺭﱠ ﺒﻬﺎ، ﻤﻼﺣﻅﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﺭﺍﺤﻠﻪ ﺍﺘﺴﻡ ﺒﻜﻭﻧﻪ ﻟﻐـﻭﻱ ﺍﻋﺭﻑ

ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻻ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺭﺍﺀﻯ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺒﻌـﻀﻬﺎ

ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ، ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻴﺄﺨﺫ ﻤﺴﺎﺭﺍﹰ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﺎ ﻗﺒﻠـﻪ

ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ، ﻭﻗﺪ ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻴﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺨﻁﻰ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻤﺭﺣﻠﺔ ﺒﻌـﺪ

ﻤﺭﺣﻠﺔ.