يتناول هذا البحث أهمية التكوين في تنمية الكفاءات وتحقيق الإبداع في المنظمات، حيث يعتبر التكوين وسيلة أساسية لتحسين أداء الأفراد والجماعات في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية.
جامعة سعد دحلب – البليدة –
كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير
إقتصاديات المعرفة و الإبداع
الممارسة و التحديات
خلال الفترة : 17-18 أفريل 2013
مداخلة تحت عنوان:
“دور التكوين في تنمية الكفاءات وتحقيق الإبداع”
من إعداد:
أ.د شنوفي نور الدين & أ. مرزوقي عبد المؤمن
مدرسة الدراسات العليا التجارية & جامعة البليدة
ملخص:
أصبح التكوين بمختلف أنواعه خيارا أساسيا للعاملين الراغبين في اكتساب المزيد من المعلومات وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، في ظل مختلف التطورات الثقافية، الاقتصادية والتكنولوجية، فالتكوين عنصر رئيسي في تنظيم الموارد البشرية، فهو من الآليات الأساسية لتنمية كفاءات الأفراد والجماعات، وإحداث الإبداع على كل المستويات.
يجب تصور التكوين حسب الأهداف التي تسعى إليها المنظمة، لأنه لا يمكننا الحكم على أثاره وعوائده إلا عن طريق النتائج المحققة، فهو إذن الوسيلة الأفضل لتنمية الكفاءات وتحقيق الإبداع على مستوى المنظمة، والذي يمكن أن يشكل استثمارا مربحا ومولدا للقيمة.
في القديم كانت المنظمة تراهن على تنمية الكفاءات والإبداع على المستوى الفردي فقط، الآن أصبحت تعترف بأنه من أجل ضمان مستويات عالية من الأداء وتحقيق ميزة تنافسية مستدامة، يجب الاعتماد، ليس فقط على تنمية كفاءات وإبداع العاملين، وإنما تنمية الكفاءات والإبداع على المستوى الجماعي والاستراتيجي.
الكلمات الدالة: التكوين، الكفاءات، الإبداع، التنمية.
مقدمة:
يعتبر المورد البشري حجر الزاوية والمفتاح السحري في المنظمات الحديثة، فعليه تبنى كل السياسات والاستراتيجيات وهو شئ طبيعي نظرا لدوره في تحقيق أهداف المنظمة، فهي تسعى دائما لإدارته وتنميته و وتكييفه مع التغيرات في بيئة العمل والتحسين المستمر لأدائه.
وقد أصبح مصطلح التكوين ملازما لمصطلح التنمية أو مرادفا له في بعض الأحيان، فهو الوسيلة الفعالة التي تلجأ إليه معظم المنظمات الهادفة لتنمية كفاءاتها وتطوير أدائها وتحقيق الإبداع في كل مستوياتها.
تنتهج المنظمة التكوين كعملية متسلسلة، مستمرة ومنهجية وتقوم بإدارة هذه العملية للوصول إلى أهدافها، و لب هذه الأهداف هو تنمية المورد البشري بتنمية كفاءاته ودفعه نحو الإبداع، والتي تؤدي إلى تحقيق الأهداف العليا للمنظمة والتي تتمثل في تحقيق إبداع تنظيمي وميزة تنافسية مستدامة وتحقيق الريادة في السوق.
تتمحور دراستنا لهذا الموضوع حول الإشكالية التالية: كيف تتم تنمية الكفاءات وتحقيق الإبداع عن طريق التكوين؟
ومن أجل الإجابة عن هذا التساؤل قمنا بتقسيم دراستنا إلى أربعة محاور رئيسية وهي كما يلي:
التكوين في المنظمة
إدارة الكفاءات في المنظمة
الإبداع في المنظمة
دور التكوين في تنمية الكفاءات وتحقيق الإبداع.
أولا: التكوين في المنظمة
مفهوم التكوين:
يعرف lakhdar sekiou التكوين بأنه ”مجموعة من الأفعال، الوسائل، الطرق والدعائم التي تحث العمّال على تحسين معارفهم، سلوكاتهم، إتجاهاتهم وقدراتهم الذهنية اللازمة لتحقيق أهداف المنظمة؛ الشخصية والاجتماعية، مع عدم إهمال الانجاز الملائم لوظائفهم الحالية والمستقبلية” .[1]
”التكوين هو عملية تعلم سلسة من السلوك المبرمج، أو بمعنى أخر عملية تعلم مجموعة متتابعة من التصرفات المحددة مسبقا، والتكوين هو تطبيق المعرفة، وهو يمكّن الأفراد بالإلمام والوعي بالقواعد و الإجراءات الموجهة والمرشدة لسلوكهم”. [2]
كما يعرف التكوين أيضا بأنه ”تغيير في سلوك الفرد لسد الفجوات المعرفية والمهارية والاتجاهية بين الأداء الحالي والأداء على المستوى المطلوب”. [3]
وعرفه Jaques Soyer أنه ”هو الوسيلة التي تستطيع أن تخدم أهداف جد متنوعة، كل نوع من هذه الأهداف يتعلق بتكوين خاص يتميز بقواعد تسيير خاصة”. [4]
وأشار dimitri weiss أن “التكوين يجب أن يسمح للفرد بإيجاد حلول للمشاكل التي تعترضه في ظروف العمل وإحداث التغيير الذي يراه مناسبا “.[5]
من خلال هذه التعاريف يمكننا أن نستنتج أن التكوين وسيلة وليس هدفا في حد ذاته تلجأ إليه المنظمة من أجل تحقيق أهدافها، وهو عملية منظمة و مستمرة تهتم بالفرد وتنمية مهاراته و قدراته وتغيير اتجاهاته من أجل تحسين أدائه وأداء المنظمة ككل. وكما أشار soyer أن أهداف المنظمة متنوعة، ولكل نوع من هذه الأهداف تكوين يميّزها. التكوين يساعد على تفعيل عملية التغيير في المنظمة ويسهل تقدم العملية. وأخيرا وجوب الاهتمام بتخطيط التكوين، فالتكوين إستثمار له تكلفة وينتظر منه عائدا، لذا فعلى المنظمة أن تضمن تحقيق التكوين لأهدافها وأهداف الجماعة والفرد.
أهمية التكوين:
كل التطورات والتغيرات التي تشهدها بيئة المنظمة تجعل من التكوين وسيلة جد هامة في يد المنظمة، وتتمثل أهميته فيما يلي:
المصادر:
الكتب باللغة العربية:
الطاهر سعد الله، علاقة القدرة على التفكير الابتكاري بالتحصيل الدراسي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.
حلمي المليجي، سيكولوجية الابتكار، ط5، دار النهضة العربية، بيروت، 2000.
رأفت السيد عبد الفتاح، سيكولوجية التدريب وتنمية الموارد البشرية، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 2001.
سعد الدين خليل عبد الله ، إدارة مراكز التدريب، مجموعة النيل العربية، ط1، القاهرة، 2007.
سعيد أوكيل، وظائف ونشاطات المؤسسة الصناعية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1992.
عادل محمد زايد، إدارة الموارد البشرية رؤية إستراتجية، القاهرة، 2003.
علي السلمي، السلوك الإنساني في الإدارة، مكتبة غريب، مصر.
محمد حافظ حجازي، إدارة الموارد البشرية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، 2008 .
محمد سعيد سلطان، إدارة المواد البشرية، دار الجامعة الجديدة، الإسكندرية.
نجم العزاوي، جودة التدريب الإداري، دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع ، الأردن ، 2009.
الكتب بالغة الفرنسية:
ANNE Dietrich, Patrick Gilbert, Frédérique Pigeyre, La gestion des compétences enjeux, modeles perspectives, 3eme edition, dunod, Paris, 2010.
BENJAMIN Chaminade, RH et compétences dans une démarche qualité : Edition ANFOR, Paris, 1999.
CLAUDE Lévy-Leboyer, La Gestion Des Compétences, Ed D’organisation, Paris 2009.
DIMITRI Weiss, Les Ressources Humaines, Edition d’organisation, Paris, 2000.
• Guide de Gestion des Ressources Humaines, Techno compétences, Québec, 2003
GUY Le Boterf, Repenser A La Compétence, Ed D’organisation, Paris, 2008..
GUY Le Boterf, L’ingénierie Des Compétences, 2eme Edition, Ed D’organisation, Paris, 2000.
Jacques Aubert, Patrick Gilbert, Frédérique Pigeyre, Management des Compétences, Dunod, 2emeédition, Paris, 2005.
Jean-Louis Muller, Les Nouveaux Styles De Management, Ed ESF Editeur, Paris, 2004.
Jean Marie Peritti, Dictionnaire Des Ressources Humaines, Ed Vuibert, Paris, 1999.
KOHEN Annick, Toute la Fonction Ressources Humaines, Dunod, Paris, 2006.
MASSOT Pierre FEISHAMMEL Daniel, Pilotage des Compétences et de La Formation, Edition ANFOR, Paris.
PARMENTIER Christophe, l’essentiel de la formation, Ed d’organisation, paris 2003.
SEKIOU Lakhdar, Gestion du personnel, Edition d’organisation, Paris, 1986.
• SEKIOU Lakhdar, Gestion du Personnel, Edition d’organisation, 3 eme Edition, Québec, 1990.
SOYER Jaques, Fonction Formation , Edition d’organisation, Paris, 1998.
المجلات والملتقيات والرسائل:
• بوزيان عثمان، إقتصاد المعرفة مفاهيم وإتجاهات، مداخلة مقدمة للملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية، كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية، جامعة ورقلة، 2004.
• مزهودة عبد المليك ، المقاربة الإستراتيجية لموارد المؤسسة: أداة لضمان نجاعة الأداء، مداخلة مقدمة للمؤتمر العلمي الدولي الأول لجامعة الجزائر حول أهمية الشفافية ونجاعة الأداء للاندماج الفعلي في الاقتصاد العالمي، جوان 2003.
• فايز جمعة النجار، نازم محمود الاحمد ملكاوي، نظم المعلومات وأثرها في مستويات الإبداع، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، المجلد 26، العدد الثاني، 2010.
• ميلود زيد الخير، أثر التدريب على الإبداع والتغيير التنظيمي، مداخلة مقدمة للملتقى الدولي حول الإبداع والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة سعد دحلب البليدة، الجزائر، 2011.
• محمد بزيغ حامد بن تويلي العازمي، القيادة الادارية وعلاقتها بالابداع الاداري، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الدراسات العليا، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، السعودية، 2006.
,
كيف تعزز منهجية التكوين الكفاءات وتحقق الإبداع في المنظمات؟
كيف تعزز نتائج التكوين الكفاءات وتحقق الإبداع في المنظمات؟
كيف يعزز الإطار النظري التكوين والإبداع في المنظمات؟
كيف تعزز تطبيقات التكوين الإبداع في المنظمات؟
Le travail est divisé en plusieurs pages (articles). Voici la liste :