السجون المغربية .. وخطط طموحة لتحويلها إلى مراكز تدريب وتعليم

السجون المغربية خلت من السجناء العرب.. وخطط طموحة لتحويلها إلى مراكز تدريب وتعليم
بن هاشم المدير العام لـ«الشرق الأوسط»: عدد السجناء تقلص إلى 40 ألف سجين.. ولا صحة لأنباء الصدامات
الملك محمد السادس يتحدث إلى مجموعة من السجناء الشباب الذين يتم تدريبهم على بعض الحرف في مركز تأهيلي في مراكش وسط المغرب (تصوير: لين ماب)
الرباط: «الشرق الأوسط»
أفادت معلومات رسمية بأن السجون المغربية خلت من السجناء العرب، في حين بقى عدد محدود جدا من السجناء الأوروبيين، يقضي معظمهم عقوبة السجن بسبب الاتجار في المخدرات، وقال حفيظ بن هاشم المدير العام لإدارة السجون إنه بعد أن أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس في الشهر الماضي بمناسبة عيد الشباب عفوا عن عدد كبير من السجناء المغاربة الأجانب، أصبحت نسبتهم لا تذكر. وكان العاهل المغربي أصدر عفوا عن ما يقارب 35 ألف سجين بينهم عدد كبير من الأجانب الأوروبيين الذين تمت محاكمتهم بسبب الاتجار بالمخدرات، وكذلك نساء حوامل ومرضعات، وعدد من الذين كان لهم سلوك حسن داخل السجن. وقال بن هاشم الذي كان يتحدث لـ «الشرق الأوسط» في الرباط، إن عدد السجناء في السجون المغربية يتراوح ما بين 40 إلى 42 ألف سجين، مشيرا إلى أن العدد يتغير بسبب وجود أشخاص لم تصدر ضدهم أحكام نهائية رهن الاعتقال. وأشار إلى أن مشكلة الاكتظاظ التي كانت تعانيها السجون المغربية في طريقها للحل النهائي بعد أن اكتمل تشييد عدد من المراكز الإصلاحية. ووضعت إدارة السجون المغربية خططا طموحة إلى جانب «مؤسسة محمد السادس»، وهي مؤسسة تحت الإشراف المباشر للعاهل المغربي من أجل أن تتحول السجون إلى مراكز لإعادة تأهيل وإدماج السجناء في المجتمع، وفي الوقت نفسه تحويلها إلى مراكز لتعلم المهن واكتساب خبرات في هذا المجال، وتعزيز سياسة «الرعاية اللاحقة» التي تقوم بها المؤسسة وتهتم بالسجين بعد خروجه من السجن. وكان العاهل المغربي زار أحد هذه المراكز في مراكش قبل أيام، وهي مراكز تعلم السجناء خاصة الشباب منها تساعدهم على الاندماج في المجتمع، كم أنها تساعدهم في إيجاد عمل شريف. وقال حفيظ بن هاشم إنهم بصدد توقيع اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم لفتح فصول تعليمية في السجون، مما سيؤدي إلى مواصلة السجناء دراستهم، وأشار في هذا الصدد إلى أن ثلاثة سجناء حصلوا أخيرا على درجة الدكتوراه. وقال بن هاشم إن مؤسسة محمد السادس شيدت بالفعل فصولا دراسية داخل السجون، وستتولى وزارة التعليم تزويد هذه الفصول بالمدرسين. وقال إن هناك أطباء نفسيين يساعدون إدارة السجون في عملية إعادة الإدماج في المجتمع، كما أنهم يحرصون على معاملة السجناء المتعلمين والذي قادتهم ظروف قاهرة للسجن معاملة خاصة، وقال في هذا الصدد «نخصص لهم أمكنة تليق بمستواهم التعليمي ووضعيتهم الاجتماعية ولا يمكن أن نعاقبهم مرتين بوضعهم وسط مجرمين». وفي السياق نفسه قال بن هاشم، إنهم بصدد تجهيز المكتبات التي توجد في بعض السجون بأجهزة كومبيوتر، مع تعميم المكتبات في جميع السجون. وتوجد حاليا مكتبات في سجون سلا وأكادير والدارالبيضاء ومراكش. وبشأن وضعية النساء داخل السجون قال بن هاشم إن العدد في تناقص، خاصة بعد العفو الملكي، وأشار إلى وجود بعض الحوامل بينهن في حين أن اللائي يوجد معهن أطفالهن عددهن محدود جدا، وأوضح أن الأطفال يسمح لهم بالإقامة مع أمهاتهم حتى سن الخامسة ثم يحولون بعد ذلك إلى دور حضانة الأطفال خارج السجن، حيث تمنع القوانين بقاء الأطفال بعد سن الخامسة في السجون. وفي موضوع آخر دحض بن هاشم تقارير صحافية تحدثت عن تمرد ومصادمات حدثت في سجن «القنيطرة» (30 كيلومترا شمال الرباط). وكانت التقارير التي نشرت في بعض الصحف المحلية أشارت إلى حدوث مصادمات بين نزلاء السجن والذين يقدر عددهم بحوالي 480 سجينا والحراس بسبب منع إدارة السجن استعمال المواقد الكهربائية في العنابر لطهي طعامهم، ومصادرة المواقد التي كانت مع السجناء. وقال بن هاشم إن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة. وأوضح إن وقوع مثل هذه الأحداث في سجن القنيطرة أمر يستحيل حدوثه، لأنه لا يمكن لموظفي السجن سواء في القنيطرة أو في غيرها من السجون الدخول في مشادات ومشاجرات مع السجناء. وزاد قائلا «موظفو السجن والحراس يعملون على توفير ظروف إنسانية للسجناء، ومن الأولويات فض المنازعات والشجار بين السجناء وتوفر الأمن واستتبابه داخل السجن، ولا يمكن إشعال الفت بين السجناء هذا أمر يتعذر حدوثه وغير منطقي».

وقال بن هاشم بشأن عدم استعمال المواقد الكهربائية، إنه ليس هناك أصلا ما يبرر استعمالها، لأن هناك مكان مخصص للطهي ويمكن للسجناء استعماله في أي وقت. وأشار إلى أن استعمال المواقد الكهربائية يمكن أن يشكل خطرا على السجناء في حالة استعماله في العنابر أو الزنزانات، وحفاظا على سلامتهم تقرر منع استخدامه تلافيا لمخاطر من بينها اشتعال الحرائق، كما أن استعمال هذه المواقد يشكل ضغطا على المولد الرئيسي الذي يزود السجن بالتيار الكهربائي. وقال بن هاشم إن استهلاك الكهرباء في حالة استعمال المواقد الكهربائية يكلف فاتورة مرتفعة، سيؤديها المواطن العادي في نهاية المطاف.

وفي معرض حديثه عن وضعية السجناء بصفة عامة، قال عن إدارة السجون وإعادة الإدماج عملت على تحسين وتنويع الوجبات، من خلال رفع ميزانيتها ثلاثة أضعاف مقارنة مع السنة الماضية. مؤكدا أن برامج تحسين الوضيع وإصلاح مرافق السجون ستتواصل وبوتيرة متسارعة.

وبشأن السجناء الأجانب في السجون المغربية خاصة العرب منهم، قال بن هاشم إن العفو الملكي هو الذي ساهم في عدم وجود أجانب في السجون أو بقاء نسبة قليلة جدا، مؤكدا عدم وجود عرب بينهم. وقال إن السجناء العرب الذين سبق وأن كانوا في السجون حكم عليهم بسبب جنح بسيطة، مثل وجود كميات من المخدرات في حوزتهم (خاصة المخدرات الصلبة مثل الكوكايين والهيروين) أو الإخلال بالآداب العامة أو تزوير بعض الوثائق. الشرق الأوسط

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.