قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تزوجت شيئاً من نسائي, ولا زوجت شيئاً من بناتي الا بوحي جاءني به جبريل عن ربي عزوجل”
أسماء زوجات النبي مرتبة على التوالي:
الأولى: خديجة بنت خويلد
هي خديجة بنت خويلد بن أسد وتلتقي برسول الله نسباً بالجد قصي بن كلاب بن مرة , وامها فاطمة بنت زائدة بن الاصم العامري , وكان صداقها حين تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بدنة, ولم يتزوج عليها حتى ماتت وكان عمره صلى الله عليه وسلم 25 سنة وعمرها اربعين سنة وعاشت معه 15 سنة قبل البعثة و10 بعدها. وكانت خديجة تحت ابي هالة هند بن زرارة التميمي ثم خلف بعدها عليها : عتيق بن عائذ بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ثم خلف عليها النبي صلى الله عليه وسلم فعاشرها معاشرة الازواج الابرار الى ان بعثه الله نبياً وهادياً ومبشراً ونذيرا .
وروت عنه صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً, أمنت به اذ كفر الناس وصدقته اذ كتب الناس وواسته بمالها يوم حرمها الناس وجميع أولاده الذكور والاناث منها سوى ابراهيم من مارية القبطية, توفيت خديجة رضوان الله عليها بمكة المكرمة قبل الهجرة النبوية بثلاث سنين وقد بلغت من العمر 65 عاماً ودفنت بالحجون رضي الله عنها وارضاها انها ام المؤمنين
الثانية: سودة بنت زمعة
هي سودة بنت زمعة بن قيس العامري وهي ارملة السكران بن عمرو العامري هاجرت مع زوجها الهجرتين الى الحبشة فأغضبت اهلها وعشيرتها بهذه الهجرة وهم اشداء اقوياء ولما عادت من هجرتها في الحبشة توفي زوجها وكان من اشد انصار الرسول صلى الله عليه وسلم الابرار قوياً في عقيدته حريصاً على اسلامه تركها وحيدة في مكة المكرمة فلظروفها الخاصة خطبها الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه ليجزيها على اسلامها وجهادها واخلاصها ومصابها في زوجها ومن ناحية اخرى ليتألف قومها بني عبد شمس ، ولما تزوج السيدة عائشة الصغيرة البكر وهي المرأة المسنة التي بلغت من العمر 55 سنة شعرت وهي المرأة الحكيمة العارفة بظروف زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تنازلت عن يومها وليلتها الى السيدة عائشة التي تزوجها بعدها بعد قليل من زواجها وايقنت دون ريب ان حصتها من الرسول الكريم بر ورحمة لا حب وتألف وأمتزاج وميل الزوج الى زوجته في مثل هذه السن وعاشت في بيت النبوة وماتت في اخر خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه فرضي الله عنها وارضاها انها أم المؤمنين
الثالثة : عائشة الصديقة بنت الصديق
هي عائشة بنت ابي بكر الصديق صاحب النبي وصديقه في الجاهلية ورفيق حياته اذ اتخذه خليلاً له لتوافق الميول النفسية بين الصديقين ورفيق جهاده في الاسلام صدقه يوم كذبه الناس وأمن به يوم كفر به الناس وجاهد معه الكافرين يوم عاداه الناس وأمها ام رومان بنت عامر الكنانية … تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة ودخل بها في شوال من السنة الأولى من الهجرة وهي الزوجة البكر الوحيدة من بين نسائه صلى الله عليه وسلم قالت السيدة عائشة رضي الله عنها :- (تزوجني رسول الله وانا بنت سبع سنين وبنى بي وانا بنت تسع سنين وقبض وانا بنت ثمانية عشر سنة)
وكانت السيدة عائشة وشديدة الحفظ وبارعة الذكاء والفطنة وهي من اكثر الصحابة رواية للحديث : قال الامام الزهري وهو من كبار المحدثين :( لو جمع علم عائشة الى جميع علم امهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة افضل) وقال هشام ابن عروة عن ابيه ( ما رأيت احداً اعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة ام المؤمنين ) توفيت سنة 58 بالمدينة المنورة ودفنت بالبقيع رضي الله عنها وارضاها انها أم المؤمنين
الرابعة : حفصة بنت عمر بن الخطاب
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب ، فاروق الاسلام البطل الذي قهر الكفر وبسببه نقلت الدعوة الاسلامية من دورها السري الى الدور العلني ، وهي شقيقة عبد الله بن عمر وامها زينب بنت مظعون الجمحي وكانت قبل ان يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم عند الصحابي خنيس بن حذافة السهمي وكان ممن شهد بدرا واستشهد باحد فلما تأيمت حفصة وانقضت عدتها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم والحمكة التي دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتزوجها هي نفس الحكمة التي من اجلها تزوج النبي بالسيدة عائشة من قبل فاراد النبي بهذه المصاهرة ان يكرم ويشرف صاحبيه أبا بكر وعمر لمكانتهما في قلبه إذ كانا ساعديه الأيمن في نشر الدعوة الإسلامية وتثبيت دعائم الأيمان والجهاد في سبيل الله !!.
ولدت حفصة قبل النبوة بخمس سنين وتزوجها صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة وعمره 56 سنة وكان صداقها 400 درهم وعاشت معه صلى الله عليه وسلم عشية زهد وعمل متواصل في سبيل الله وكانت صوامه قوامه ومجاهدة في معارك الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت تساهم في المعركة باسعاف الجرحى وتضميد جراحاتهم وتروي بالماء غليلهم مع المجاهدات .
توفيت بالمدينة في شعبان سنة 45 وشعيت ليوارى عليها التراب في البقيع فرضي الله عنها وارضاها انها أم المؤمنين
الخامسة: زينب بنت خزيمة الهلالية
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال ابن عامر بن صعصعة .. كانت تسمى (أم المساكين) لرحمتها اياهم ورقتها عليهم فكانت تطعمهم وتتصدق عليهم وترعاهم ….
كانت زينب عند عبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب ابن عبد مناف ابن عمه صلى الله عليه وسلم وكان عبيدة رضي الله قد استشهد يوم بدر .. وكانت زينب قبل عبيدة عند ابن عمها جهم بن عمرو بن الحارث .
وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر زوجه اياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي واصدقها صلى الله عليه وسلم اربعمائة درهم وبنى فيها في رمضان سنة 3 هجرية فلم تلبث عنده صلى الله عليه وسلم الا سنة وبضعة اشهر.
توفيت زينب في ربيع الاخرة سنة 4 للهجرة وهي الزوجة الثانية التي توفيت في حياته صلى الله عليه وسلم بعد خديجة .
واجمع كتاب السيرة في وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين ومشاركتها في معركة بدر مع زوجها عبيدة اذ كانت تخدم اخوانها المجاهدين في اعداد لوازم القتال في المعركة وقد جاوزت الخمسين عاماً من عمرها فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يجزيها على إسلامها وجهادها وطيب قلبها .. فلما توفيت رضي الله عنها صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنت بالبقيع فرضي الله عنها أرضاها فأنها أم المؤمنين.
السادسة: أم سلمة هند بنت ابي امية بن المغيرة المخزومي
هي هند بنت امية بن المغيرة المخزومي وتكنى أم سلمة وابوها امية احد اجواد العرب المعدودين فإذا سافر لا يترك احداً يرافقه الا كفاه من الزاد طيلة مدة السفر حتى لقب (زاد الراكب) وامها عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكنانية فقد كانت أم سلمة مع زوجها ابي سلمة من السابقين الأولين ، وهما أول من هاجرا معاً إلى الحبشة حيث ولد هناك ابنهما سلمة ولما هاجرا إلى المدينة ولد لهما عمر ودرة وزينب فعكفت هند على تربية صغارها وتفرغ زوجها لمعارك الإسلام فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر الكبرى ثم شهد معه احداً وجرح فيها جرحاً خطيراً اعاقه عن الجهاد وكان سبباً لوفاته رضي الله عنه ولما انقضت عدتها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم اليها يخطبه لنفسه واراد بهذا الزواج ان يكافئها على إسلامها وجهادها ويضمها إلى زوجاته امهات المؤمنين ولا بد لهذه الزوجة الصابرة ان تصارح النبي صلى الله عليه وسلم بظروفها وواقعها الذي كانت تعانيه فقالت معتذرة : انها ذات غيرة شديدة لا يمكن ان تعيش مع زوجات اخريات ومسنة وذات عيال
فأجابها : اما انك مسنة فأنا اكبر منك واما الغيرة فادعوا الله تعالى ان يذهبها عنك واما العيال فالى الله ورسوله فتم الزواج ونقلها النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت زينب بنت خزيمة (أم المساكين) ودخل بها في شوال من السنة الرابعة للهجرة ..
وعاشت أم سلمة مع زوجات الرسول بانسجام تام وتعاون صادق اذ ساهمت معهن في رواية الحديث فروت أم سلمة ثلاثمائة وثمانية وعشرين حديثاً.
توفيت أم سلمة سنة 61 للهجرة عن اربع وثمانين سنة وصلى عليها سيدنا ابو هريرة ودفنت بالبقيع وهي اخر من مات من امهات المؤمنين رضي الله عنها أرضاها انها أم المؤمنين.
السابعة: زينب بنت جحش الاسدية
زينب بنت جحش ابنة عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مطلقة دعيه ومتبناة ومعتوقة زيد بن حارثة بن شراحبيل فلما فارقها زيد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة خمس من الهجرة وهي يومذاك بنت خمسة وثلاثون عاماً وكان زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم بعد طلاق زيد لها ليبطل بها حكم الجاهلية في التبني بأمر من الله تعالى.
روت زينب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة احاديث وكانت صوامة قوامة تصنع بيدها ما تحسن صنعه ثم تتصدق به على المساكين .. توفيت سنة احدى وعشرين وقد بلغت ثلاثاً وخمسين سنة وصلى عليها سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ودفنت بالبقيع وكانت اول زوجاته الحاقاً به فرضي الله عنها وارضاها انها أم المؤمنين .
الثامنة: جورية بنت الحارث الخزاعية
هي جورية بنت الحارث بن ابي ضرار الخزاعية وكان ابوها سيد قومه (بني المصطلق) .. جمع بنو المصلطلق الجموع لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم بقيادة زعيمهم (الحارث بن ابي ضرار) فخرج اليهم صلى الله عليه وسلم والتقى بهم على ماء لهم يقال (المريسيع) وكان قتالاً مريراً انتهى بهزيمة بني المصطلق وسيق نساؤهم سبايا حرب وفيهن (برة بنت الحارث) زعيم القوم وقائدهم وسماها الرسول فيما بعد (جورية) … وجورية هذه هي ارملة مسافح بن صفوان المصطلق الذي كان من اشد وألد اعداء الاسلام والمسلمين واكثرهم خصومة للرسول صلى الله عليه وسلم فوزعت الغنائم والسبايا على المقاتلين المسلمين واخذت تكاتب سيدها على تحرير نفسها اذ انها تأبى الاستبعاد والرق وهي بنت سيد قومها ففكرت ان تستعين برسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة صاحب القلب الكبير الذي ملئ رحمة وشفقة على الناس كافة فدخلت عليه جورية وهي شابة مليحة وقالت في ضراعة تمازجها عزة وكبرياء الاحرار : (يا رسول الله !! انا ابنة الحارث بن ابي ضرار سيد قومه وقد اصابني من البلاء ما ترى فوقعت في السهم (لثابت بن قيس) فكاتبته على نفسي لافك رقبتي منه فجئتك استعينك على امري ومصابي فرايتك اهلاً لذلك) فتأثر النبي صلى الله عليه وسلم للكريمة والعزيزة المستذلة واستشار شهامته موقف سيدة حرة اصيلة تلوذ به لتنجو من مهانة السبي وعار الرق….
وقال لها صلى الله عليه وسلم …. (فهل لك خير من ذلك ؟ ) فقالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال (اقضــــي عنــك كتابتك ، واتزوجك !) فتألق وجهها الصبوح بفرحة غامرة ولم تصدق ما سمعت !! فقالت : نعم يا رسول الله ! ورد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (قد فعلت) .. فتم الزواج الميمون في السنة السادسة للهجرة وسمع المسلمون بهذا النبأ السار فاعتقو جميع من كان بأيديهم من نساء بني المصطلق هذا السمو وهذا العفو والكرم من رسول الله والمسلمين اسلموا جميعاً وانظموا الى مجتمع القيم والاخوة والمساوة ….
روت جورية سبعة احاديث وتوفيت بالمدينة في ربيع الاول سنة 56 هجرية وكان عمرها سبعين سنة فرضي الله عنها وارضاها فانها ام ام المؤمنين ….
التاسعة : رملة بنت ابي سفيان
هي ام حبيبة رملة بنت ابي سفيان صخر بن حرب الاموية القرشية بنت زعيم قريش ورئيس مكة وخصم المسلمين العنيد قبل اسلامه في فتح مكة وامها صفية بنت ابي العاص عمة عثمان بن مظعون …
زوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عم ابيها خالد بن سعيد بن العاص بالحبشة اذ سبق وان فرت من وجه ابيها هاربة بدينها العزيز الى الحبشـــة مع زوجها (عبيد الله بن جحش ) وكان زوجها قد اسلم ايضاً وفي الحبشة اضل الله هذا الزوج فارتد عن دينه الحنيف واعتنق النصرانية فتبرأت منه أم حبيبة وفارقته وثبتت على اسلامها وتمسكت به وكانت حاملاً فوضعت ابنتها حبيبة في بلاد المهجر بالحبشة من زوجها عبيد الله بن جحش فتكنت بها .. فلاقت ام حبيبة وحدتها هناك في الحبشة الشدائد والاهوال وجابهتها المتاعب والمصائب وجعل الكرب يشتد على هذه المؤمنة الصابرة وقد مات زوجها هناك على نصرانيته فبقيت وحيدة شريدة وغريبة ولا تدري ماذا تصنع واين تذهب فتركت امرها الى الله تعالى فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر هذه المرأة المبتلاة وحالتها المحزنة وصبرها الشديد فرق لها قلبه الكبير فكتب الى النجاشي ملك الكبشة المسلم ليزوجه اياها فابلغها الخبر فكادت تطير فرحا واستبشارا بهذه المفاجة السارة اكرمها النجاشي واصدقها عن النبي صلى الله عليه وسلم اربعمئة دينار مع هدايا نفيسة وسفرها مع شرحبيل بن حسنة معززة مكرمة فلما قدمت المدينة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في مطلع السنة السابعة للهجرة وتوفيت رضي الله عنها وارضاها فانها ام المؤمنين
العاشرة : صفية بنت حيي بن اخطب
هي صفية بنت حيي بت اخطب من بني النضير من بني اسرائيل يهودية المعتقد من سبط هارون بن عمران كان ابوها سيد قومه بني النضير قتل مع بني قريضة .. وصفية من سبايا خيبر وقعت في ملك النبي صلى الله عليه وسلم فاصطفاها لنفسه اكراما لمكانة ابيها لان السبايا من بنات الرؤساء والملوك تقع في ملك عظماء الرجال – فتحل لزوجها بالملك اذا رغب في زواجها ويقال : تسّرى بها او هي سرارية .. فلما وقعت صفية في ملك النبي صلى الله عليه وسلم اسلمت فاعتقها وتزوجها وجعل عتقها اي مقدار صداقها (مهرها) – روت صفية من حديث رسول الله عشرة أحاديث .. توفيت في رمضان سنة اثنتين وخمسين للهجرة ودفنت بالبقيع فرضي الله عنها وأرضاها فإنها أم المؤمنين
الحادية عشرة : مارية القبطية ( ام ابراهيم)
هي ماريا بنت شمعون ولدت لاب قبطي (مصري) وام نصرانية رومية .. كانت مارية مع اختها شيرين جاريتين تخدمان في قصر المقوقس (ملك مصر القبطية) ولما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم رسله الى الملوك العظام يدعوهم الى الاسلام ومنهم المقوقس عظيم القبط اذ ارسل اليه رسوله (حاطب بن بلتعة ) برسالة يدعوه للاسلام فاقتنع بالاسلام بعد محاورة مع مع حاطب ولكن خاف ان لا يؤمن شعبه ويخسر ملكه !! فاثر الملك على الاسلام واعتذر اليه بكتاب الرد الذي يتضمن مايلي : (اما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ماذكرت فيه وماتدعو اليه وقد علمت ان نبيا قد بقي وكنت اظن انه يخرج بالشام .. وقد اكرمت رسولك وبعثت لك بجاريتين ! لهما مكان من القبط عظيم وبثياب ومطية لتركبها والسلام عليكم ).
وانطلق حاطب عائدا الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ماريه واختها شيرين وعبد خصي والف مثقال ذهبا وعشرون ثوبا من نسيج مصر وجواد مسرج ملجم وحمار اشهب .. وفي طريق العودة دعاهما حاطب للاسلام فاستجابتا له واسلمتا لله رب العالمين .
وتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب المقوقس وهداياه اليه واعجبته كياسة مارية وذكاؤها واسلامها فاكتفى بها وتسرّاها ووهب اختها لشاعره حسان بن ثابت .. ولم يمض عليها مع رسول صلى الله عليه وسلم عام واحد حتى جاءت ساعة الوضع ذات ليلة من شهر ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة فولدت ابنه (ابراهيم) فأقرت به عينه ووجد به انسه ومسرته صلى الله عليه وسلم ولكن ما ان بلغ ابراهيم من عمره العامين حتى مرض وتوفي اثر مرضه وتوفي سيد الكائنات في السنة العاشرة وترك مارية من بعده تعيش خمس سنوات في عزلة عن الناس وتوفيت رضي الله عنها وارضاها فانها ام المؤمنين.
الثانية عشرة : ميمونة بنت الحارث الهلالية
هي ميمونة بنت الحارث الهلالية وتنتسب الى (هلال بن عامر بن صعصعة ) وهي اخر امراة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي خالة عبد الله بن عباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وخالة خالد بن الوليد رضي الله عنه وكان اسمها (برّة) فسماها الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة كانت ميمونة عابدة زاهدة تصل الرحم وتتفقد معافها وتسال عنهم قالت السيدة عائشة عنها : ( اما انها كانت من اتقانا لله وأوصلنا للرحم ) وفي غزوة تبوك كانت ميمونة في صفوف المجاهدين تسعف الجرحى وتداوي المرضى وتواسيهم وهي من اوائل الصحابيات اللواتي ألفن فرقة نسائية طبية لاسعاف الجرحى .. توفيت رضي الله عنها سنة .. وكانت حصيلة قرانها برسول الله صلى الله عليه وسلم ان روت ستة وسبعين حديثا فرضي الله عنها وارضاها فانها ام المؤمنين
.
الثالثة عشرة : ريحانة بنت عمرو بن خنافة
وكانت ريحانة بنت عمرو من سبي بني قريضة وسيمة وذكية وحييه فاصطفاها صلى الله عليه وسلم لنفسه وخيرها بين الاسلام ودينها فاختارت الاسلام فاعتقها وتزوجها في المحرم من سنة ست ثم طلقها صلى الله عليه وسلم لشدة غيرتها عليه فاكثرت البكاء فراجعها خلال العدة ولم تزل عنده حتى ماتت في مرجعه من حجة الوداع ودفنت بالبقيع .. ولم تعتبر من امهات المؤمنين لانه كانت موطوءة له بملك اليمين وماتت قبله صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء الزوجات اللواتي دخل بهن وتوفي صلى الله عليه وسلم عن تسع منهن جمعت أسماؤهن في نظم بعضهم :
توفي رسول الله عن تسع نسوة***اليهن تعزى المكرمات وتنسب
فعائشة ، ميمونة، وصفية***وحفصة تتلوهن هند وزينب
جورية مع رملة ثم سودة ***ثلاث وست ذكرهن مهذب
أما الزوجتان اللتان لم يدخل بهما فهما (ملكية بنت كعب الليثي ) وكان سبب طلاقها قبل الدخول انها كانت تذكر بجمال بارع فأخذت الغيرة عند إحدى نسائه فدخلت عليه وخدعتها فقالت لها : اما تستحين ان تنكحي قاتل ابيك وكان قد قتل في احدى المعارك فاستعاذت منه فطلقها صلى الله عليه وسلم قبل الدخول بها … والزوجة الثانية التي طلقها صلى الله عليه وسلم قبل الدخول عمرة بنت يزيد من بني عامر فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولما دخل بها رأى بها بياضاً من برص اخفي عليه فقال لها : الحقي بأهلك واكل لها صداقها
قال الله تعالى مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم
” واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة أن الله كان لطيفاً خبيراً “