تأجيل الدراسة في الجامعات !
يمثل يوم غدٍ انطلاقة جديدة للعام الجامعي 1430/1431 للهجرة النبوية الشريفة، إذ ينخرط مئات الألوف من الطلاب والطالبات في جامعاتهم، في ظل ظروف مغايرة، ومخاوف كبيرة من مرض أنفلونزا الخنازير.
وحتّى كتابة هذا المقال لم يصدر ما يُفيد التأجيل أسوةً بالتعليم العام، وهو أمر يحتاج إلى إمعان التفكير، ومع هذا الموضوع الهام تدور رؤى اليوم:
* لا يُعلم السبب الكامن وراء استثناء الجامعات من قرار تأجيل الدراسة؛ فهم معرضون -كغيرهم- لالتقاط هذا الفيروس، وأعدادهم كبيرة، واختلاطهم أمر متحتم، وبالتالي فهم يحتاجون إلى تأجيل الدراسة حتّى يتلاشى هذا الوباء، أو تقل خطورته.
* بعض الجامعات يفد إليها عدد كبير من الطلاب من خارج المملكة، ممّا يعني تعرّضهم لهذا المرض بشكل أكبر، ووصولهم إلى الجامعات السعودية ربما عرّض زملاءهم للعدوى، ومن هنا فتأجيل الدراسة فيها أمر ملحّ.
* صرحت وزارة الصحة أن الدفعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير سوف يصل بعد ثلاثة أسابيع، وأن هذه الدفعة تقدر بمليون جرعة، ممّا يعني أن هؤلاء الطلاب سوف يذهبون إلى جامعاتهم بدون أخذ هذه الجرعات، وهو ما يعرّضهم بشكل كبير لالتقاط الداء، ويجعل تأجيل الدراسة لهم أمرًا في غاية الأهمية.
* بمناسبة الحديث عن هذا اللقاح، فقد كثر الكلام حوله، والأضرار التي قد يحدثها، وامتناع بعض الدول عن إعطائه، ونحن هنا لا نقرأ سوى بيانات تنفي وجود الضرر من الوزارة، والمفترض إخضاع هذا اللقاح لمزيد من الأبحاث في المراكز المتخصصة، كمركز الملك فيصل بالرياض وغيره؛ حتى يكون الأمر في غاية الوضوح.
* في تصوري أنه وفي ظل الأجواء الحالية من التوجس والترقب المحاط بالحذر والهلع غير المسبوق، الذي جعل الكثير يعزف عن الدخول في الأماكن المزدحمة كالحرمين الشريفين وغيرها، فإنه لن يتم الإقدام على أخذ اللقاح ضد أنفلونزا الخنازير، ويفترض أن يتم اتخاذ خطوات عملية قوية في هذا الشأن، حتى لا تضيع الجهود، وتهدر الأموال (كما حدث في موضوع الكاميرات الحرارية) هباءً.
* تساؤل يدور حول استعدادات الجامعات لمكافحة العدوى، والحد من انتشار الداء، من أمثلة أدوات التعقيم، وتزويد الأروقة بين القاعات بهذه الأدوات، وتهيئة دورات المياه بما تحتاجه، وبخاصة في ظل انتشار الأوبئة، وضرورة الحفاظ على النظافة، وقد مررتُ شخصيًّا بإحدى الجامعات، ووجدتها كما هي دون تغيير؛ فلا استعدادات، ولا مزيد اهتمام، وهو ما يجعل الطلاب والطالبات في تلك الجامعات عرضة لالتقاط المرض. هذا الوضع يجعلنا نميل إلى تأجيل الدراسة في الجامعات حفاظًا على صحة أبناء وبنات الوطن من هذا الوباء، حتى يتم أخذ الاحتياطات اللازمة والإجراءات الاحترازية الواجبة والتي تجعل بيئتنا آمنة صحيًّا، وهو ما ستهيئ الطلاب والطالبات للتلقي وبشكل مريح بعيدًا عن أجواء الخوف والقلق، فهل نطمع في قرار عاجل يؤجل الدراسة في الجامعات؟
عبدالغني بن ناجي القش _ المدينة