محاكمة قاتل مروة الشربيني تبدأ الإثنين في ألمانيا

تنطلق الإثنين في ألمانيا جلسات محاكمة أليكس دبليو، المتهم بقتل المصرية مروة الشربيني والجنين الذي كانت تحمله، وجرح زوجها بسكين في قاعة محكمة خلال نزاع بينهما على خلفية ارتدائها الحجاب، وسط استعدادات لخطوات لم يشهدها القضاء الألماني في تاريخه.

فللمرة الأولى، سيترافع في الدعوى التي باتت تعرف بقضية “شهيدة الحجاب” محامون من مصر مستخدمين اللغة العربية، بينما ستفرض السلطات الألمانية إجراءات أمنية مشددة بعد تقارير عن دعوات “لمتطرفين” تحض على استهداف القاتل وتصفيته.

وقد وافقت محكمة مدينة دريسدن على أحقية المحامي المصري، خالد أبو بكر، المفوض من قبل نقابة المحامين المصرية بالترافع أمامها، وقد صدر القرار بأحقية المحامي في استخدام اللغة العربية أمام المحكمة‏، كما جرى توفير ثلاثة مترجمين لفريق الدفاع المصري‏.

وثبتت أجهزة الأمن الألمانية ألواح زجاج مضاد للرصاص بين الحضور في القاعة من ناحية، وبين المحامين والقضاة والمحكمة من ناحية أخرى، تحسبا لتعرض المتهم لأي اعتداء، كما تم وضع جهازين للكشف على المعادن علي باب الدخول الرئيسي.

ومن المقرر أن يبقى فريق الدفاع المصري في ألمانيا حتى ‏11‏ نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لمتابعة جلسات القضية التي ستنعقد أربعة أيام في الأسبوع، وفقاً لصحيفة الأهرام المصرية الرسمية.

ونقلت الصحيفة عن مجلة “دير شبيغل” الألمانية أن أسباب تشديد إجراءات الأمن يعود إلى ظهور رسالة صوتية على  شبكة الإنترنت تدعو المسلمين في ألمانيا إلى اغتيال قاتل مروة، على لسان شيخ يدعى إيهاب عدلي أبو المشد.

من جانبه، طالب طارق الشربينى، شقيق مروة، بإدانة المسؤولين الألمان في المحكمة التي قتلت فيها شقيقته بدعوى إهمال مسؤوليتهم، ملوحاً بنقل القضية إلى محكمة العدل الأوروبية.

واعتبر الشربينى أن دافع الجريمة التي أودت بحياة شقيقته بـ16 طعنة يتمثل في “العنصرية والكراهية،” واصفاً ألمانيا بأنها “دولة معادية للإسلام،” بدعوى أن سيارة الإسعاف وطبيب الطوارئ الذي جرى استدعائهما بعد طعن مروة لم يصلا إلى بعد 47 دقيقة.

وفي مقابلة مع صحيفة “زود دويتشه” الألمانية، قال الشربيني: “كيف يشاهد الطفل مصطفى والدته وهى تموت مضرجة في الدماء ، ووالده يسقط على الأرض مدميا ويجلس لمدة يومين كاملين في مركز رعاية؟”

يشار إلى أن مروة الشربيني، 33 عاماً، قتلت نهاية يونيو/حزيران الماضي وهي حامل في شهرها الثالث، بعدما تلقت 16 طعنة، من قبل مواطن ألماني من أصل روسي داخل قاعة محكمة “لاندس كريتش” في دريسدن، كما أُصيب زوجها علوي علي عكاز، المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، بعدة طعنات وعيار ناري أطلقه شرطي، أثناء محاولته إنقاذ زوجته.

وبدأت أحداث “الجريمة” بمشادة كلامية بين الزوجة الجاني في حديقة للأطفال قبل عام، عندما طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها “إرهابية” بسبب ارتدائها الحجاب.

وذكرت الصحيفة أن “الجاني اعتاد التعرض للزوجة ونزع الحجاب عن رأسها”، مما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده، حيث قضت المحكمة أواخر العام الماضي، بتغريم المتهم، الذي استأنف الحكم، وتربص بالسيدة المصرية داخل المحكمة، حيث أخرج سكيناً كان بحوزته وقام بطعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور، كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر.

وحاول أفراد الشرطة التدخل لفض الاشتباك، من خلال إطلاق عدة أعيرة نارية، لكن إحداها أصابت الزوج الذي كان يقيم مع زوجته مروة وطفلهما مصطفى، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في دريسدن منذ عام 2003، بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية بمعهد “فاكس بلانك.”

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.