مقدمة بحث حول الإسلام والقانون وظاهرة الرشوة

مقدمة البحث حول موقف الإسلام والقانون من ظاهرة الرشوة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستخيره، ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا ولا مرشدا ثم: إن أصدق الحديث كلام الله، و أن خير الهدي هدي محمد سينا وحبيبنا محمد عليـه أفضل الصلوات ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شري له ونشهد أن محمد النبي المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى يهديه إلى يوم الدين.

أما بعد،
تعتبر جريمة الرشوة من أشد أنواع أكل الأموال بالباطل، وهي رذيلة محرمة بنص قرآني صريح قال الله تعالى:(ولا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتاكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون)وأحاديث نبوية صحيحة ومنها قوله : “لعن الله الراشي والمرتشي والراشي الذي يمشي بينهما” إضافة إلى كونها جريمة جنحية يعاقب عليها القانون الوضعي على مرتكبيها وبذلك تعتبر آفة من أخطر الآفات التي تصيب الوظيفة العمومية وقد عرفت في الآونة الأخيرة انتشارا مهولا كانت له آثاره السلبية على واقعنا الاجتماعي والأمني و الاقتصادي في العديد من الدول العربي والإسلامية وإن خير دليل على ذلك هي تلك التقارير والإحصائيات الأمنية والرقابية التي ترصد جرائم الرشوة بشكل مفزع والتي تؤكد أن جهود الأجهزة الأمنية والرقابية لا تكفي وحدها لمواجهة وباء الرشوة، ولابد من العودة إلى الوسائل والأساليب التي جاءت في شريعة الإسلام لإقتلاع الفساد والمفسدين وحماية أمن المجتمع اقتصاده من شر هؤلاء …

ولقد حاولنا قدر المستطاع من خلال هذا البحث المحاولة لمقاربة ظاهرة الرشوة وذلك من خلال إجراء دراسة مقارنة بين الشريعة السمحاء والقوانين الوضعية خصوصا القانون المغربي ولقد ارتأينا من ذلك بيان مدى سمو وشموخ الشريعة على القوانين الوضعية، فبالنسبة لجريمة الرشوة فإننا سنرى أن الشريعة الإسلامية قد عرفتها وعالجتها منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان وهذا ما سنراه مؤيدا بالأدلة القاطعة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه الأمين وصحابته الكرام، وإجماع الفقهاء والأئمة وأن النظريات الحديثة التي يتباهى بها المفكرون أساسها من الأصل هو الشريعة الإسلامية وطالما أن الشريعة على هذا الحال فلماذا لا تطوع القوانين الوضعية لتسير على نهجيها وكما يقال لن ينصلح حال المسلمين إلا برجوعهم إلى شريعتهم والتشبث بدينهم الإسلامي ليستمدوا منا نظرياتهم ويطوعوا قوانينهم طبقا لمبادئها وأحكامها.

corruption ولقد أخدنا هذا البحث بالدراسة والتحليل وذلك بالاعتماد على مجموعة من المراجع القيمة والتي تذكر منها على سبيل المثال “المغني لابن قدامة والجصاص في أحكام القرآن الشرعية، ابن قيم الجوزية (الطرق الحكمية) وابن حزم (المحلى) شرح القانون الجنائي للخمليشي ولسان العرب لابن منظور، دون أن ننسى الدكتور الأستاذ المشرف ذ.علي أبو العكيك، وكتبه النيرة.

والذي تحمل مسؤولية تأطير هذا البحث وعبء الإشراف عليه وتتجه بكل عناية وحسن المعاملة و الذي لم يبخل علينا بنصائحه وتوجيهاته النيرة.

خطة الدراسة:
نظرا لطبيعة وأهمية الموضوع لكونه يتطرق لمعالجة آفة اجتماعية خطيرة والمتمثلة في “ظاهرة الرشوة” التي أصبحت بمثابة ثقافة سائدة داخل أوساط المجتمع المغربي بصفة خاصة مستفحلة في كل المجالات الحيوية المرتبطة بالحاجيات اليومية للمواطنين، وقد ارتأينا تقسيم هذا البحث على الشكل الأتي:

فصل تمهيدي: مفهوم الرشوة وتطورها التاريخي وبعض أنواعها:
الفصل الأول: موقف الإسلام من ظاهرة الرشوة
الفصل الثاني: موقف القانون من ظاهرة الرشوة
الفصل الثالث: الرشوة عواملها انعكاساتها سبل مكافحتها

موقف الإسلام والقانون من ظاهرة الرشوة

 

موقف الإسلام والقانون من ظاهرة الرشوة

قرأوا أيضا...

5 أفكار عن “مقدمة بحث حول الإسلام والقانون وظاهرة الرشوة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.