دراسة نقدية حول قانون الإرهاب

دراسة نقدية حول قانون الإرهاب
مقدمة عامة :
أضحى مصطلح ” الإرهاب” ومنذ أحداث الحادي عشر من شتنبر 2001 بنيويورك واشنطن من أكثر الاصطلاحات شيوعا في العالم، وفي الوقت الذي تزداد فيه الجريمة ارتفاعا وأشكالها تنوعا، وأصبح الإرهاب مقلقا ومزعجا.
وإذا كانت البشرية على مر عصورها المختلفة عرفت بعض صور الإرهاب فإن ما سنعرض له في الوقت الحاضر فاق كل التصورات، إذ بات الإرهاب هاجسا يقلق الإنسان في حله وترحاله، سواء كان على متن وسيلة سفر أو في مكان عام أو خاص .
وإذا كان الإرهاب قد اقتصر على اغتيال أو إصابة بعض الشخصيات العامة، أو رموز الحكم، أو الأحزاب السياسية، أو المؤسسات أو ممثلي الدول الأجانب فقد اتخذ في الوقت الحاضر أشكالا مختلفة ومتنوعة ، كخطف الطائرات، واحتجاز الرهائن، وتفجير الأبنية السكنية والمراكز التجارية واحتلال السفارات، ونهب مخازن الأسلحة، بل استهدف الأشخاص الآمنين من عموم الناس شيوخا وأطفالا، نساء ورجالا تم حصد أرواحهم بشكل عابث دون ذنب جنوه ولا إثم اقترفوه، فأصبحت بذلك بعض الدول ، ومنها المغرب، تعيش انفلاتا أمنيا خطيرا، وجدت نفسها تواجه عدوا مجهولا يضرب بعنف ووحشية، بقوة الحديد والنار في وقت أي مكان لينال أشخاصا أبرياء لا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب بالقضايا التي يتبناها الإرهابيون.

إن الإرهاب جريمة ضد الإنسانية، لأنها تستهدف الحق في الحياة، هذا الحق المقدس الذي أقرته كل النواميس الوضعية، والشرائع السماوية ، فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى :{ من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون } وقوله تعالى :{ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} ، إن هذه الجريمة البشعة، أصبحت تهدد آمن الإنسانية واستقرارها وتشكل خطرا على مصالحها الحيوية، مما يحتم تكتل الجهود الدولية لمحاربتها والتصدي لها.
ومع تصاعد الأفعال الإرهابية وانتشارها في مختلف أرجاء العالم، وتناسل العديد من المنظمات والجماعات والخلايا الإرهابية، ارتفعت الأصوات ملقية اللوم على القانون الجنائي لفشله في مواجهة التصاعد المستمر في أعمال الإرهاب، وإن الضرورة أصبحت ملحة لإعادة النظر في نصوصه حتى يتسنى مواجهة الإرهاب ومكافحته من خلال التوسع في التجريم والتشديد في العقاب فبادرت العديد من الدول إلى تعديل تشريعاتها الجنائية الموضوعية منها والإجرائية لسد الفراغ من أجل مواجهة الإرهاب وتبعاته.

والمغرب البلد المسلم المؤمن بالدعوة للسلم والأمن والسلام داخل الأسرة الدولية صادق على العديد من الاتفاقيات الدولية والإقليمية الرامية إلى القضاء على الإرهاب بمختلف صوره، كما سن تشريعا خاصا لمواجهته ويتعلق الأمر بالقانون رقم 03-03 المتعلق بمكافحة الإرهاب.
وفي دراستنا لموضوع قانون الإرهاب دراسة نقدية سوف نقتصر على مفهوم الإرهاب في الفصل التمهيدي وعلى دراسة تحليلية وتقييمية لقانون الإرهاب في الفصل الأول أما الفصل الثاني سوف نخصه للجزاء الجنائي في الجريمة الإرهابية.
قانون مكافحة الإرهاب دراسة نقدية

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.