قصيدة سربروس في بابل

ليعو سربروس في الدروب…
في بابل الحزينة المهدمة
ويملاء الفضاء زمزمة ,
يمزق الصغار بالنيوب ,يقضم العظام
ويشرب القلوب.
عيناة نيزكان في الظلام
وشدقة الرهيب موجتان من مُدى
تخبىء الردى.
اشداقة الثلاثة الرهيبة احتراق
يؤج بالعراق –
ليعو سربروس في الدروب
وينبش التراب عن الهنا الدفين

سربروس في بابلتموزنا الطعين ,ياكلة:يمص عينية الى القرار ,
يقصم صلبة القوي ,يحطم الجرار
بين يدية ,ينثر الورود والشقيق .
اواة لو يفيق
الهنا الفتي ,لو يبرعم الحقول ,
لو ينثر البيادر النضار في السهول ,
لو ينتضي الحسام , لو يفجر الرعود والبروق والمطر
ويطلق السهول من يدية .آة لو يؤؤب !!
لحافنا التراب , فوقة من القمر
دم ,ومن نهود نسوة العراق طين .
ونحن اذ نبض من مغاور السنين
نرى العراق ,يسأل الصغار في قراة :
“مالقمح ؟مالثمر ؟ ”
“ماالماء ؟, مالمهود ؟ ماالالة ؟, مالبشر ؟
فكل مانراة
دم ينز او حبال فية ,او حفر
أكانت الحياة
احب ان تعاش ,والصغار آمنين ؟
أكانت الحقول تزهر ؟
أكانت السماء تمطر ؟
أكانت النساء والرجال مؤمنين
بأن في السماء قوة تدبر ,
تحس ,تسمع الشكاة ,تبصر
ترق ,ترحم الضعاف ,تغفر الذنوب ؟
أكانت القلوب
أرق , والنفوس بالصفاء تقطر ؟”
وأقبلت الهة الحصاد ,
رفيقة الزهور والمياة والطيوب ,
عشتار ربة الشمال والجنوب ,
تسير في السهول والوهاد
تسير في الدروب
تلقط منها لحم تموز اذا انتثر ,
تلمة في سلة كأنة الثمر .
لكن سربروس بابل -الجحيم
يحب ُ في الدروب خلفها ويركض ,
يمزق النعال في اقدامها ,يعضعض ُ
سيقانها اللدان , ينهش اليدين أو يمزق الرداء ,
يلوث الوشاح بالدم القديم
ويمزق الدم الجديد بالعواء.
ليعو سربروس في الدروب
لينهش الالهة الحزينة , الالهة المروعة ,
فأن من دمائها ستخصب الحبوب ,
سينبت الالة , فالشرائح الموزعة
تجمعت ؟ تململت .سيولد الضياء
من رحم ينز بالدماء .

مقدمة بحث المقاربة اللسانية للاستعارة

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.