التأصيل التاريخي لحرية العقيدة وأهمية العقيدة وقيمتها

وجدت الأديان منذ القدم، وهي تشكل جزءا مهما من حضارة الشعوب وثقافتها ففي العصور القديمة لم يكن للإنسان حق الاختيار واعتناق الدين الذي يريد وذلك نظرا لكون هذا الإنسان محكوما من طرف الحاكم الذي كان يعتبر نفسه ظل الله في أرضه وذلك استنادا لنظرية الحق الإلهي المباشر والتي تعني أن الملك يختار من قبل الله تعالى الذي يمده بالسلطة فكان هذا الملك هو الذي يختار العقيدة للمحكومين، ويظهر ذلك جليا من خلال التطاحن الذي ساد الشعوب على اختلافها في الشرق والغرب على مر العصور والذي […]
حرية الرأي والعقيدة بين الشريعة والقانون
الباب الثاني: حرية العقيدة مفهومها، تأصيلها، وحكمها.
الفصل الأول: مفهوم حرية العقيدة، تأصيلها وأهميتها.
المبحث الثاني: التأصيل التاريخي لحرية العقيدة
[…] على اختلافها في الشرق والغرب على مر العصور والذي دام بعضها عشرات السنين .
وعرفت أوروبا هي الأخرى صراعا مريرا بين الدولة والكنيسة ولم ينتهي هذا الصراع إلا بفصل الدين عن الدولة وتطبيق مبدأ العلمنة في معظم الدول الأوروبية وغير الأوروبية .
أما في الشريعة الإسلامية فالأمر مختلف تمام الاختلاف فجل النصوص القرآنية تدعوا بشكل جازم إلى حرية الاعتقاد وخاصة الاعتقاد الديني، أي أن الشريعة الإسلامية تسمح بوجود شرائع كتابية أخرى في نفس المجتمع الإسلامي. وذلك دون أي قهر أو جبر أو سيطرة. قال تعالى: {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر}  وقوله تعالى: {وما على الرسول إلا البلاغ المبين} .

المبحث الثالث: أهمية العقيدة وقيمتها
دعوى استغناء الإنسان عن العقيدة دعوى باطلة، يكذبها الواقع ويبطلها تاريخ البشرية الطويل. إذ واقع البشرية شاهد على أنه حيثما كان وفي أي ظرف وجد، وعلى اختلاف أحواله وتباين ظروفه لا يخلو من عقيدة أبدا وسواء كانت تلك العقيدة حقا أو باطلا صحيحة أو فاسدة حتى أولئك الذين يدعون اليوم أن العلم قد أغنى عن العقيدة وعن التدين .
فالطبيعة الفطرية في الإنسان جعلته وستجعله دائما في حاجة إلى العقيدة على اعتبار أن الإنسان مكون من جسد وروح، وهذه الروح هي في حاجة إلى الغذاء وغذاؤها هو العقيدة.
فكل سلوك يقوم به الإنسان يكون تحت سلطة إرادته الحرة وإضافة إلى إرادته هاته له عقل يمكن أن يدرك به خيره وشره وما ينفعه وما يضره. فإذا استرشدت إرادته بعقله وكان إدراكه للأمور صحيحا سليما استقام سلوكه بمقدار سلامته وصحة إدراكه للأمور.
فالمفاهيم التي نعطيها لسلوكنا في الحياة هي التي توجه إرادتنا إلى أنواع من السلوك. نتصور أنها تجلب لنا مصلحة أو نفعا أو لذة. أو أنها تجلب مضرة أو ألما. فهذه المفاهيم متى غدت ثابتة راسخة في نفوسنا واطمأنت قلوبنا إليها وأصبحت عواطفنا تتأثر بها كانت عقائد راسخة لدينا وهذا المستوى من رسوخ المفاهيم مع طمأنينة القلب إليها وتأثر العواطف بها هو ما يطلق عليه لفظ (الإيمان)  وهو ما سيتم التطرق إليه ضمن الفصل الموالي أثناء دراسة حرية العقيدة من المنظور الإسلامي.
______________
– الوجيز في النظرية العامة للقانون الدستوري ‘الدكتور محمد سليم” السنة الجامعية 2009-2010 ص21.
– الحريات العامة وحقوق الإنسان بين النص والواقع “الدكتور عيسى بيرم ط الأولى 1998 ص315.
– الحريات العامة و حقوق الانسان بين النص والواقع م.س – ص316.
– سورة الغاشية الآية 21-22.
– سورة النور الآية 54.
– عقيدة المؤمن أبو بكر جابر الجزائري دار البيان العربي ص18.
– الوجيزة في العقيدة الإسلامية (عبد الرحمان حسن حنبكة الميداني) مؤسسة الريان.ط 1996- ص10 و11 بتصرف.

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.