3 – بعض الآراء المنصفة والجريئة في وسائل الإعلام الأمريكية
في مقابل هذه المجموعات التي تروج للصدام، وتؤكد على الخطر الإسلامي فإن هناك أصوات جريئة تخالف التيار الغالب وغن بصوت خافت، وهذه بعض الأمثلة: – في مقالة في جريدة نيويرك تايمز في أيلول شتنبر 2002 بعنوان ” مواجهة التظلمات ضد أمريكا” يقول زيغنوبر بريجنسكي[1]” ، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق كارتر ” ما تفتقده معظم افلمناظرات العامة هو نقاش الحقيقة البسيطة بأن وراء كل عمل إرهابي تكمن سابقة أو خلفية سياسية…الحقيقة هي أن كل نشاط إرهابي تقريبا منشاة نزاع سياسي، وهو أيضا سبب استمرار هذا النشاط الإرهابي…ان للتاريخ السياسي للشرق الأوسط علاقة بكره إرهابيين هذه المنطقة لأمريكا. إذا كانت لا توجد اعذر لإعتداءات 11 شتنبر فهناك أسباب لها تكمن في السياسة الخارجية الأمريكية.
-ويقول رامسي كلارك وزير العدل الأمريكي الأسبق في رسالة بعث بها إلى أمين عام الأمم المتحدة في 20 شتنبر 2002 ، أن جورج بوش في حرية على الإرهاب يدعي أن الخروقات تحير على مواجهة خطر الإرهاب باعتماد حريات مسبقة ضد أي عمل إرهابي محتمل واعتقال الأفراد احتياطيا وتوقيفهم.
-أن في هذا تعديا غير مسبوق على ميثاق الأمم المتحدة وعلى القانون، وكذلك على الإسلام، ويضيف أن أي قرار للأمم المتحدة أو أمريكا بالاعتداء على أعداء أمريكا هو عمل إجرامي ويؤدي إلى زيادة الحقد والإرهاب ويقود إلى الحرب.
– ويعلق كلارك على قول جورج بوش، أن العراق غزا بلدين خلال السنوات الاثنتين والعشرين الماضية. فيقول أن أمريكا في هذه المدة نفسها غزت أو اعتدت مباشرة على : غرانادان نيكاركوا، ليبيا، باناما، هايتي، الصومال، السودان، العراق، يوغوسلافيا، أفغانستان، وساعده في عمليات غزو لأقطار عديدة في جميع أنحاء العالم.
-أستاذة القانون الدولي في جامعة هارفرد ورئيسة الجمعية الأمريكية للقانون الدولي، آن سلوترن نشرت مقالة في نيويورك تايمز تقول فيها ” تخيلوا كيف سيبدو الوضع لبقية العالم لقد قتل ” تيموثي ماك” 168 مواطنا أمريكيا، إلا انه حصل على كل الضمانات والحمايات الدستورية التي تؤمنها محاكمة تجري علانية، أما اليوم وبما أن المدعي عليهم من الأجانب، والأرجح من المسلمين، فن مهمة إدارة العدالة تلقي على عاتق لجنة عسكرية تم تعيينها لهذا الغرض وتحمل في السر.. إن أمريكا تحيد عن الممارسات الدستورية وعليها في هذه الحالة أن تحاكم المتهمين بالإرهاب أمام محكمة دولية[2]”.
-أما المفكر اليساري ايمانويل والرشتاينن فيقول في مجلة ” فورين بوليسي” الصينية ” تفسيرات المتشددين في ( الإدارة الأمريكية) خاطئة وستسمم فقط في انحدار الولايات المتحدة الأمريكية وتحويل هبوطها التدريجي إلى سقوط مدو أسرع بكثير…إن الولايات المتحدة تبدد من المصداقية ( التي اكتسبتها في السنوات 200 الأخيرة) بسرعة تفوق تبديدها لمخزونها من فائض الذهب لديها في عقد الستينات من القرن الماضي[3]”.
خاتمــــــة :
من خلال كل ما ذكرناه لا يمكن الخروج بنتيجتين أساسيتين:
+ أن الولايات المتحدة الأمريكية فقد استباحت أقدس مبادئها ( مبدأ الحرية )، وأفرغت مشروعها للقرن الحادي والعشرون ( مشروع: المجتمع الإعلامي العالمي”) من مضمونه الأصلي، المبني على التعاون وتكافؤ الفرص، وخلق سبل التواصل والحوار، وأحيت طقوس حروب إعلامية وحضارية شرسة.
+ أنه لا سبيل لتحسين صورة العرب والمسلمين إلا سبيل توحد النظام الرسمي في الحد الأقصى على حد تعبير يحيى اليحياوي عوض أن يبقى الإرهاب في معظم الحالات ” عامل التوحد” الأساسي للعرب والمسلمين في أعين الغرب. هذا ليس فقط رغبة ذاتية ونفيسة للشعوب العربية و الإسلامية بل وأيضا لمواجهة التحدي الذي سترفعه الولايات المتحدة الأمريكية و ( إسرائيل)، والغرب بوجه عام، في وجه العرب والمسلمين، وفي وجه العروبة والإسلام.
المراجــــــع المعتمدة:
-ليلى أبو زيد: ” أمريكا الوجه الآخر”، طبعة 2 1991.
-أحمد يوسف: ” مستقبل الإسلام السياسي”، (وجهات نظر أمريكية)، الطبعة الأولى 2001 ، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء.
-يحي اليحياوي: ” أوراق في التكنولوجيا والإعلام والديمقراطية”، الطبعة الأولى يناير 2004 ، دار الطليعة بيروت.
-يحي اليحياوي: ” الإرهاب وأهمية الاحتجاج على العولمة”، منشورات عكاظ – الرباط – يونيو 2002.
-واصف عواضة: ” أمريكا…أمريكا…والآخرون”، القوة والثروة والإعلام”، الطبعة 2001
-مركز دراسات الوحدة العربية، العرب والإعلام الفضائي، سلسلة كتب المستقبل العربي 34.
-المركز الثقافي العربي، بيروت – لبنان.
-مجلة الحوار، السنة الثامنة العدد 30 خريف 1993.
الإعلام الأمريكي وتضليل الحقائق
_____________________________
[1] : Zbgniewbnze Zinski : « Confnonting tani american cnievances », vewyonktimes 30 / 9/ 2002.
[2] : Anne – Mary Slanghtes : « Al qeda should be tried bafare the warld », newyork times 17 – 11 – 2001 .
[3] : Immanuel Wallenstein : « The eagle thas cnash landed « fareingn », palicy val 60 ( july) august 2002.