أسر المعتقلين وأهم المشكلات التي تواجهها

أهم المشكلات التي تواجهها أسر السجناء والمعتقلين – القسم الثالث
مما لا شك فيه أن هناك العديد من الآثار السلبية التي تلحق على أسر السجناء والمعتقلين وتأتى نتيجة العديد من المشكلات التي يواجهونها خاصة في ظل ظروف السجون والسجناء المتردية فى ظل انتهاك العديد من الحقوق الخاصة بهؤلاء السجناء وأسرهم .
ولعل أهم المشكلات التي يمكن أن تواجهها أسر النزلاء تتحدد في الآتي :

1- المشكلات الاقتصادية :
وتعتبر المشكلات الاقتصادية من العوامل التي قد تؤدي إلى انهيار الأسرة وتفككها نظرا لما يترتب عليها من مشاكل أخرى منها أمراض سوء التغذية والضعف العام وانتشار الانحرافات الشاذة وجرائم الأحداث وارتفاع معدل الوفيات ونقص قدرات الفرد على العمل والإنتاج .

ويري كثير من الباحثين أن المشكلة الاقتصادية لها أثرها في تهيئة الظروف التي تؤدي بالفرد إلى الانحراف ، فضيق الموارد الاقتصادية ونقص فرص العمل وضآلة الأجر وعدم قدرة الأسرة على إعالة نفسها مما قد يدفعها إلى الاعتماد على المعونة والصدقة في ظروف تتيح للفرد فرصا مواتية لارتكاب الجريمة والانحراف .

ويمكن إرجاع أسباب هذه المشكلة إلى اعتبارات عدة منها :

أن يكون السجين هو المصدر الأساسي للدخل ، وأن أفراد الأسرة لا يزالون في سن الإعالة ، وأن زوجات المسجونين قد يكن غير مؤهلات لعمل مناسب ، أو أن غالبيتهن يعملن في أعمال ذات دخل منخفض .

2-المشكلات الصحية :
وقد تتعرض أسرة النزيل لبعض المشكلات الصحية ، والتي ترجع إلى انخفاض الدخل .. انخفاض المستوي المادي للأسرة نتيجة سجن عائلها ، وتقديم الرعاية الصحية لأسر النزلاء له أهمية ، ؛ حيث يعتقد البعض أن المرض المتكرر داخل الأسرة قد يؤدي إلى شيوع حالة من الشعور بالحقد والكراهية والسخط ومن ثم تدنى السلوك الانحرافى .

3-المشكلات الأخلاقية :
إن ضغط الحاجة الاقتصادية وزيادة المتطلبات الحياتية قد تؤديان إلى انحراف الأسرة التي تحاول الحصول على الأموال اللازمة للإنفاق منها والتي قد تكون بطرق غير مشروعة .. بالإضافة إلى غياب السلطة الضابطة – والتي يمثلها عائل الأسرة المسجون – مما يساعد على شيوع الكثير من الانحرافات داخل الأسرة .

4-المشكلات النفسية :
إن الأسرة هي الإطار الصحيح الذي يشعر فيه كل فرد من أفرادها بذاته وحبه للآخرين وحب الآخرين له،كما أن الأسرة تلعب دورا بارزا في نمو الذات وتحافظ على قوتها إذا توافر لها بناء محدد ، كما يتوافر للفرد من خلال الأسرة الشعور بالأمن والحب الذي يسمح لعاطفته بالنمو السليم بالإضافة إلى الحاجة إلى التقدير الاجتماعي الذي يتمتع به الفرد والذي له صلة وثيقة بتأكيد الأمن النفسي لديه .

وحرمان الفرد من الاحتياجات النفسية السابقة يشعره بالعزلة والاغتراب والنبذ واحتقار الذات والحقد على مجتمعه ويكون الفرد أكثر عرضة 0للانحراف من غيره .

ولعل المشكلات النفسية التي تعاني منها أسر النزلاء تكمن في فقدان الثقة بالنفس لأفراد غالبية هذه الأسر ، وقد يرجع هذا إلى أن المركز الاجتماعي للأسرة يرتبط بالثقة بالنفس واحترام الذات ، وتأسيسا على ذلك يشعر أفراد هذه الأسرة بفداحة الثمن الذي يدفعونه نتيجة أخطاء أحدهم ، بالإضافة إلى ما قد ينتاب هذه الأسر من اضطراب في العلاقات التي قد تؤدي إلى الفشل في تكوين العلاقات الاجتماعية السليمة .

5-المشكلات الاجتماعية :
إحدى غرف السجناء fengselوهي المشكلات التي تتضمن سوء العلاقات داخل الأسرة والمجتمع الخارجي .. فالأسرة تسعي لمساعدة الأفراد  على اكتساب المعلومات والمهارات واكتساب العلاقات الشخصية فيما بينهم ، والمشاركة الفعالة في النظم الاجتماعية والاقتصادية الموجودة في المجتمع حيث إنها المؤثرة في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال ، وأن نمط الرعاية الوالدية له أهمية في نمو الطفل خاصة في السنوات الأولي من حياته .

والأسرة قد لا يمكن أن تؤدي ذلك .. والأب الذي يمثل السلطة الضابطة غائب عنها ، ونتيجة لغياب هذه السلطة الضابطة فإن هذه المشكلات تتمثل في عدم تقدير كل فرد في الأسرة للمسئوليات الجديدة التي ظهرت ، ومنها الكثير من الخلافات بين الأبناء ، وانشغال كل منهم بالمشكلات الفرعية دون التفكير في مستقبل الأسرة وعدم قدرة الزوجة في أغلب الأحيان على القيام بدور الأب ، مما قد يؤثر على طبيعة العلاقات داخل الأسرة بالإضافة إلى ظروف العمل الذي قد تلجا إليه الزوجة بعد سجن العائل مما قد يفقدها – إلى حد كبير – السيطرة على الأبناء.

كما قد تلجا بعض الزوجات إلى طلب الطلاق ، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من التفكك الأسرى ، كما يذهب البعض إلى القول إنه نتيجة لما ظهر على حياة الأسرة من تغيرات ، فإنه يتزيد الصعاب أمامها بالنسبة للأدوار الخاصة بالزوج الغائب ، كما أن عدم وضوح أدوار أعضاء الأسرة لاسيما دور الزوجة فإن ذلك يعد من العوامل المساعدة على ظهور هذه المشكلات ، وبالإضافة إلى سوء العلاقات داخل الأسرة نفسها ، فإننا نجد أن العلاقة بين الأسرة والمجتمع قد تأخذ أشكالا مختلفة نتيجة ما اقترفه رب الأسرة من جرم في حق المجتمع منها :
-عدم التعامل مع أفراد هذه الأسر .
– عدم إتاحة فرص العمل المناسبة أمامهم .
-ملاحقتهم بالحديث عما ارتكبه العائل من أفعال غير مناسبة وغير      مقبولة .
-بالإضافة إلى عدم تقديم أية مساعدات للأسرة من شانها أن تعين على مواجهة الوضع الجديد .
تأثير الاعتقال أو السجن على اسر السجناء والمعتقلين

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.