أقباط يتظاهرون في لندن احتجاجا على أحداث نجع حمادي : نظم مئات من الأقباط مسيرة في قلب العاصمة البريطانية لندن من أجل الاحتجاج على أحداث نجع حمادي في جنوب مصر حيث قتل سبعة أشخاص من بينهم ستة من المسيحيين في هجوم شنه مسلحون عند خروج الناس من قداس عيد الميلاد في ليل السابع من يناير كانون الأول الماضي.
شارك في المظاهرة نحو ألف وخمسمائة شخص أمام مقر رئاسة الوزراء في وسط لندن في داونينج ستريت. الهتافات كانت باللغة العربية والإنجليزية ودعت إلى التدخل للضغط على الحكومة المصرية من أجل إعطاء الأقباط حقوقهم التي قالوا إنها منتزعة منهم.
المتظاهرون رغم أن أغلبيتهم من الشباب، إلا أن الأمر لم يخلو من رجال دين أقباط، منهم الأب انجيلوس الأنطوني وكيل الأسقفية القبطية في أيرلندا واسكتلندا وشمال شرق بريطانيا.
يقول الأب أنجليوس: ” نحن نمثل كل كنائس المملكة المتحدة ونعبر عما في نفوسنا من ألم وشق وحزن وأسى لما وصلت إليه الأحداث في مصر”.
المتظاهرون طالبوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والحكومة البريطانية بالضغط على الحكومة المصرية التي عادة ما تتهم أقباط المهجر بالاستقواء بالخارج .
إلا أن إبراهيم حبيب رئيس منظمة أقباط متحدون في بريطانيا يرفض ذلك ويقول “الحكومة المصرية تستخدم شعار الاستقواء بالخارج من أجل ابتزاز الأقباط في الخارج لكي لا يطالبوا بحقوقهم.. ومن يطالب بحقه من أي مكان لا يمكن أن يقال له أنك تستقوي بالخارج”.
وأضاف: “بعد ثلاثين سنة من الانتظار بدون حقوقنا لابد لنا من المطالبة بها”.
المتظاهرون لم يكونوا كلهم من النشطاء، وجاء بعضهم من أماكن بعيدة في المملكة المتحدة ليشاركوا في التظاهرة كما لم يكن الكل ممن يجيدون الحديث باللغة العربية.
“لا للعنف”
مينا شاب مصري يبلغ من العمر واحدا وعشرين عاما ولد في بريطانيا. وهو يقول إنه جاء من أجل مساندة اخوته في مصر وأضاف: “أقول لا للعنف في مصر.. الأقباط يستحقون معاملة أفضل ويستحقون حياة أفضل”.
أما ماندي فهي أيضا شابة تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما ولدت في بريطانيا لأبوين مصريين وهي لا تحب زيارة مصر: “أنا هنا لأقول لا للقتل في مصر. الناس لا يستحقون هذا. أحس بالطبع بروابطي مع مصر لكنني أحيانا أرفض الذهاب إلى هناك لأن المسيحيين هناك يقتلون كما يقال فلماذا أذهب”.
وقبل أن تنتهي المظاهرة دخل عدد من منظميها بصحبة إحدى عضوات مجلس اللوردات هي البارونة كوكس حيث قدموا عريضة لمكتب رئيس الوزراء.
البارونة كوكس تحدثت عن تصورها لما يمكن أن تقوم به الحكومة البريطانية وقالت: “نأمل أن تقوم الحكومة البريطانية التباحث مع الحكومة المصرية من أجل التأكد من أنها تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها من حيث ضمان عدم تعرضهم للعنف ونأمل أن تستغل الحكومة البريطانية تأثيرها من أجل هذا”.
ويقول بعض المتظاهرين إنه في حوادث سابقة قتل فيها أقباط مثل قضية الكشح لم يدن أي شخص رغم مقتل 21 شخصا لكن الدكتور محمد البدري رئيس المكتب الإعلامي في السفارة المصرية في لندن قال إن عريضة الإتهام هذه المرة قوية ضد المتهمين المعتقلين.
وقال: “من المهم جدا ألا ننجرف وراء أي إدعاءات غير صحيحة مثل مشاركة الشرطة في الاعتداء على الأقباط ويهمني أن أوضح أنه لا يوجد أي تمييز وظيفي أو غيره ضد الأقباط”.
لكن المتظاهرين في لندن وفي عدد من المدن في أوروبا والولايات المتحدة قالوا إن الحكومة تميز ضد الأقباط مدللين على ذلك بعدم وجود أقباط في مواقع قيادية.
وتقول ناهد وهي مصرية تعمل في أحد البنوك في بريطانيا: “الأقباط لا يأخذون حقوقهم في مصر ولا يوجد أي مسيحي في وظيفة قيادية في الدولة وإذا كانت بلدي لا تعطيني الحرية في الوقوف أو تعطيني حقي فلابد أن أقف لأطالب به”.
BBC