بحث حول المقاربة اللسانية للإستعارة – خلاصة وتركيب

خلاصة وتركيب
انصب اهتمامنا في هذا البحث على دراسة ما تقدمه المقاربة اللسانية في فهم وتصور الاستعارة. وقد انتهينا إلى عدة خلاصات نوجزها في النقط التالية :
*انحصار النظرية البلاغية القديمة في النظرة الجمالية التي تنظر إلى الاستعارة باعتبارها وجها بلاغيا الهدف منه التشديد على المعنى والمبالغة فيه. وذلك برغم التفاتها إلى جوانب تتجاوز ما هو جمالي لتشمل خطابات أخرى . وهي إلتفاتات لم يتم استثمارها بشكل كاف .

*استمرار النظرة الجمالية للاستعارة في كتابات النقاد العرب المحدثين، فرغم انتقالهم من مقولة الاستبدال إلى مقولة التفاعل ظل تصورهم للاستعارة لصيقا بالمعاني الشعرية وبقدرة الشاعر الحديث على رؤية التشابه في الاختلاف والاتحاد مع موضوعات العالم الخارجي . ولعل ما يسوغ هذا الانحصار في النص الإبداعي، يرجع إلى توجه المقاربة الجمالية نحو الشعر باعتباره خطابا ذو مكانة خاصة بين الكم الهائل من الخطابات التي ينتجها الإنسان .


*تميز المقاربة المعرفية الاستعارة بانفتاحها على علوم متعددة خاصة منها اللسانيات، ومن ثم دراستها لإشكالات جديدة ولعل هذا ما جعل التصور التجريبي التفاعلي يعتبر الاستعارة الأساس المبنين لنسقنا التصوري وكيفية فهمنا للعالم وما نعيشه من تجارب . لقد لفت هذا التصور الانتباه إلى البنية الاستعارية المؤسسة للغتنا العادية وأحاديثنا اليومية وذلك من خلال الربط بين التجارب البشرية المعيشة.

انتهينا إلى أن الاستعارة مبنينة لمختلف الخطابات ( على الأقل الخطابين الشعري والسياسي ) . فإذا كانت الاستعارة مؤسسة للنص الشعري الحديث باعتبارها عنصرا مقصودا يلجأ إليه الشاعر من أجل بناء القصيدة فإنها أكثر حضورا في الخطاب التقريري ( السياسي مثلا ). وهذا ما يدل على أن الاستعارة تتجاوز كونها مجرد وجه بلاغي لتشكل الأساس الذي ينبني عليه تفكيرنا ويقوم عليه جزء هام من تجاربنا وسلوكاتنا وانفعالاتنا.

وهو ما يلخصه قولنا إن نسقنا التصوري مبنين استعاريا ، وبهذا لن تكون الاستعارات تعابير مشتقة من حقائق أصلية بل تكون هي نفسها عبارة عن حقائق بصدد الفكر البشري والنسق التصوري البشري.
المقاربة اللسانية للاستعارة
المقاربة اللسانية للاستعارة

قرأوا أيضا...

1 فكرة عن “بحث حول المقاربة اللسانية للإستعارة – خلاصة وتركيب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.