المخدرات في إطارها الدولي – بحث كامل عن المخدرات

ظاهرة المخدرات في إطارها الدولي و الوطني – المبحث الثالث:

المطلب الأول: المخدرات في إطارها الدولي
من كلومبيا، جمهورية الكوكايين، إلى باناما ودول أمريكا اللاتينية إلى الهلال الذهبي و المثلث الذهبي في آسيا تمتد أكبر وأخطر امبراطورية سرية في العالم يحكم فيها زعماء مافيا المخدرات وتسود فيها قوانين لا تعرف الرحمة.

وقد تورط في التعامل معها رجال سياسة وقضاة و رجال بوليس في دول كبرى، ورؤساء حكومات، وشخصيات كبيرة و استطاعت أن تشتري دولا بأكملها، وهي تعيش على دماء ضحاياها المدمنين في معظم دول العالم (1) هدا هو حال المخدرات بالعالم فكيف دلك؟

إدا كانت الحروب قد قتلت الملايين من أبناء الكرة الأرضية في القرن العشرين، وغدا كانت الأمراض كالسرطان و الأوبئة كالايدز يهدد ملايين أخرى، فإن المخدرات ستكون الدمار الثالث الذي سيلحق بسكان هدا الكوكب. لقد قدرت ضحايا الحرب العالمية الأولى بحوالي 30 مليون شخص، وأنهت ثلاث امبراطوريات ودامت أربع سنوات و قدر ضحايا الحرب العالمية الثانية بـ 30 مليون شخص بالإضافة إلى عدة ملايين من أسرى الحروب حتى قيل أن عدد الضحايا بلغ 45 مليون إنسان، وما تزال الحروب بعد هاتين الحربين الكبيرتين تشتعل حتى بلغت 120 حربا صغيرة في خلال 40 سنة فقط. أما الدمار الثاني فقد تكفل به وباء الايدز الاسود، ففي تقدير ‘جوناتانمان’ مدير برنامج الايدز التابع لمنظمة الصحة العالمية يتراوح عدد حاملي قيروس اليدز في العالم بين 5 إلى 10 مليون حالة قابلة للزيادة بنحو 3 مليون حالة حتى عام 1996م. وتقوم تقارير المنظمة العالمية أن هنا 1465 دولة موبوءة. أن ألف طفل يولد سنويا مصابين بمشاكل صحية عقلية و نفسية.

ويأتي الدمار الثالث دمار المخدرات، و هو دمار كاسح كاسر يفوق خطورة الحروب ودمار الوباء الاسود لانه يغتال الارادة، فالعقل فالروح فالجسد، بترتيب حتمي، وهو يستهدف الصغار و الشباب و بدلك يغتال الحياة. وهو دمار ثالث، ومثلث لانه يرتبط بالسياسة و الجريمة و بنفود المال (2).
وادا كانت الحروب تنتهي بالسلام، و الاوبئة تنتهي بالعلاج، فإن دمار المخدرات يتضخم ويتوحش، كغول مفترس، كلما ازدادت ضحاياه، إنه واجبــــنا أن نجند إمكانياتنا لدفع هدا الخطــــر الشرس، بحكم أن المخدرات عدو لكل مظاهر الحياة الإنسانية و البشرية على وجه الأرض. وبالتالي قتاله جهاد وحرية اللهم فاشهد (3).
ولا يخفى على أحد أن المغرب و الأمة الإسلامية عموما مستهدفة دينيا و اقتصاديا كما كانت مستهدفة عسكريا وسياسيا و سلاح اليوم لم يعد سلاحا عسكريا يواجه بسلاح عسكري بل هو سلاح إدا أصاب فقد أصاب الأمة في مقتل دون فرصة للدفاع و تدمير العقول أخطر الأسلحة مجتمعة و أي مدمن يدمر عقله بإرادته يغتال المنحة الإلهية التي وهبها له الله سبحانه و تعالى (4).
أن مشكلة المخدرات ليست مشكلة إقليمية، بل عالمية بكل المقاييس كما أن تجارتها تدر الملايين على الكارتيلات والمافيا العالمية. وخطورة المخدرات تكمن في أنها تستهدف الشباب و هدا ما أكد عليه الخبراء بأن أكثر من ثلثي المدمنين هم من الشباب وأن السن المثالية لتعاطي المخدرات هي بين 15 و 21 سنة، إن ظاهرة المخدرات لها أبعاد على مختلف الدول مهما كانت اقتصادياتها و مهما كان تواجدها فالكرة الأرضية تشهد اليوم و أكثر من أي وقت مضى”موجة” قوية لتعاطي المخدرات بين سكانها. وهو أمر لم يعرفه تاريخها الماضي، أن الخبراء يؤكدون بحجة العلم أن حربا شرسة، أفضع و أقوى من كل الحروب السابقة في التاريخ تشدها المخدرات بكل أصنافها و أنواعها على الإنسان في الأرض.

فخبراء المخدرات و السلطات العمومية لم يعدني (استطاعتها تحديد حجم المتعاطين للمخدرات، ولا عدد المدمنين عليها في العالم، و لا عدد الشبكات التي تتاجر فيها. ولا في عدد المزارع و المصانع و المختبرات التي للأسواق و للعقول البشرية . ولا حجم اليد العاملة المستفيدة من العمل في مجالاتها.
ومن خلال التحرك العالمي”ضد المخدرات” الذي عرف دورته في السنوات العشر الماضية يتبين أن شبح هدا الطاعون الذي يفتك بالقدرات البشرية و بعقولها في ظلام الليل و في واضح النهار قادر على إبادة العالم و التعجيل برحيله.
وهكذا سننطلق من جغرافية إنتاج و توزيع المخدرات في أركان الأرض لنقف على الخطر القادم من أمريكا وآسيا وأوربا و هو ما يعني أن قرارات المنتظم الدولي و برامجه الفوقية لا تكفي و حدها للقضاء على ظاهرة المخدرات في العالم و لا تستطيع و حدها انقاد الإنسان من مخاطرها المحدقة به في كل جانب و المتجدرة في كل الأرض، و هناك عدة زراعات أساسية للمخدرات في العالم.
زراعة الأفيون: يحتل الأفيون في آسيا و أمريكا و إفريقيا داخل القانون و خارجه، فبالنسبة لزراعة الخشخاش أصل الأفيون تنتشر في مناطق مختلفة من العالم و بكميات هائلة ولكنها تنتشر بشكل أساسي في أستراليا و الهند وبطبيعة الحال المثلث الذهبي و في تايلندة و باكستان و أفغانستان و إيران و المكسيك و لبنان وفلسطين.

فقد جاء بحث للخبير الأمريكي جيمس ولسن (5) أن زراعة الأفيون بالصين حصدت في القرن الماضي ما يناهز في السنة الواحدة سبع من نولات الهند القومية، وخلال الفترة 1811م و1821 وصل متوسط وأرادت الصين من الهند الى 340 طنا قفزت خلال الفترة وجيزة إلى 1849 طن و حين حاولت الحكومة الصينية اعتراض سبيل التجارة الواسعة لأسباب تتعلق بالصحة العامة، إن كان أساسا سبب دلك هو كمية الفضة التي خسرتها الخزانة القومية، قاضت ابريطانيا حربا ضد الصين دفاعا عن حرية التجارة وكنتيجة لحربها لم تنجح بريطانيا في استعادة حق تجارة الأفيون فحسب بل فرضت هيمنتها على هونغ كونغ أيضا. وفي القرن الحالي، حققت فرنسا قسطا كبيرا من عائدات الضريبة التي تحصدها الخزينة العامة في منطقة الهند الصينية عن طريق احتكار الدولة لتجارة الأفيون، أما في يومنا هدا فقد أصبحت الأمم المتحدة تشرف بنفسها على زراعة الخشخاش لاستخدامه في الأغراض الصيدلية، بالقدر الأكبر إنتاج مسكنات طبيعية طبية للآلام، مثل المورفين و الكودين (6).
وبحلول أواخر السبعينات أنتجت الهند التي لا تزال تحتل المرتبة الأولى نحو نصف الكمية القياسية التي بلغت 368 طنا من معادل المرفين في مساحة 60.000 هكتار خصصت لهدا بينما تتوقع التقديرات أن يصل نصيب الهند فيها إلى 510 طنا في نهاية القرن م خلال تخصيصها مساحة 15000 هكتار لزراعتها أما البقية فمصدرها أستراليا و تركيا التي وضعت قطاعها الواســــــع في المشروع تحت إشراف القانون لخدمة الصناعة، الصيدلة، ثاني أكبر رفعة لإنتاج الحشيش وثالث أكبر كمية منتجة منه (7).

زراعة الكوكا: أما نبات الكوكا فيقتصر إنتاجه الشرعي و الصيدلي على مرتفعات “الانديز” في لبيرو و لكنه ينتج بكثافة في مناطق أخرى من البيرو و بوليفيا و كولومبيا إلا أن هده الأخيرة تتبوأ مركز التهريب الأول للنبات و منتجاته، ففي البيرو على سبيل المثال: يرتبط هدا النبات بما يصل الى 10°/° من إجمالي الناتج القومي على تجارة الكوكا يتوقف رزق عدد كبير من مزارعي البلاد الدين يحققون منها أرباحا تفوق مثيلاتها من المحاصيل المشروعة بما يتراوح بين 12 و 18 ضعفا.
و بالنسبة لكولومبيا تشير التقديرات إلى أن ما يزيد على مليون مواطن يتخذون من الأنشطة المرتبة بنبات الكوكا مورد الرزق، دلك أن الرئيس البيرو الأسبق ‘الان كارثيا’ صرح قائلا فأن المزارع البيروني يحقق دخلا من زراعة يفوق ما يحققه من زراعة القمح، عدة مرات لدا فمن الصعوبة بمكان إقناعه بالتضحية بنفسه لمصلحة الإنسانية” فمن هكتار واحد من الأرض يمكن إنتاج 1000 كلغ من الكزكا تعادل قيمتها 3000 دولار أو 400 كلغ من البن أو الكاوكاو التي تسوق مقابل 500 دولار. (8).

وفي عام 1988، بلغت حصيلة ميانمار التي تعد أكبر مصدر إنتاج غير رسمي على الإطلاق لمادة الكوكا ما يتراوح  بين 1000 و 1500 طن من الأفيون، تقلصت إلى 150 طن من المورفين المركز أي ما يعادل ثلاث أرباع الإنتاج المشروع في العالم أجمع. وتتوزع هدا القطاع على آلاف من الرقع الصغيرة شمال وشرق البلاد تغطي في مجموعها نحو مائة و عشرون آلف هكتار.
زراعة القنب الهندي: الحشيش، الماريخوانا، ….. وهي نبتة تعم مناطق عديدة من الأرض منها من تعتبره من واقع تراتها المحلي كجامايكا وبعض المناطق في البرازيل و أمريكا الشمالية  و الجنوبية و الولايات الشمالية الشرقية و أفغانستان و لبنان و مصر ومناطق مختلفة من إفريقيا منها بلدنا الحبيب المغرب.

والقنب الهندي نبات يقوى على النمو في جميع الأوضاع البيئية علاوة على انخفاض حاجته إلى الأيدي العاملة وهو مثلا بالمغرب له ثلاث أنواع فحسب ما صرح به مجموعة من المزارعين الصغار و الكبار معا هناك الكيف المسقي الطويل القامة(السنوي)، دو اللون الأخضر الداكن يتعدى طوله المترين يحتوي على أزهار – الكيف- بكمية أكبر و هو أقل تأثير على الدماغ مقارنة  بالنوع الثاني غير المسقي ويلقب هنا بالبوري و الذي لا يعتمد على السقي بل يكتفي بتساقطات الأمطار له لون قريب من البني الداكن طوله لا يتعدى المتر يعرف بقلة زهوره و هو أفضل جودة و أكثر ثمنا من سابقيه والسبب قوة تأثيره على الإنسان و هناك نوع ثالث يطلق عليه المغاربة (الكيف الحايل) أي مضى على حصاده و خزنه داخل البيوت أكثر من سنة هو الآخر ثمنه مرتفع جدا عن النوعين السالفين الذكر، ينضاف إلي هاته الأصناف الأشكال أم الكيف التي يحتوي على أكبر عدد ممكن من الأوراق المتداخلة فيما بينها (9).
وهناك فارق وحيد بين القنب و المحصولين الآخرين الأفيون و الكوكا أنما يمكن في أن جميع المستحضرات المحظورة من الأفيون و الكوكايين مصدرها البلدان النامية وعادة ما تزرع بالاعتماد على أساليب بدائية نسبيا إدا ما استثنى من دلك الأساليب التكنولوجية المتطورة التي اعتمدتها استراليا لإنتاج محصولها المشروع من الخشخاش. فخلافا للمحصولين المذكورين.
وهكذا فإن ظاهرة المخدرات في العالم اليوم بحجمها المخيف تعود مسؤوليتها الأولى في نظر الخبراء إلى كثافة زراعتها بأحجام مهولة من وراء ظهر القانون في الزوايا الأربع من الأرض (10).

والسؤال الذي يطرح نفسه علينا كيف لهده الظاهرة أن تنهزم و تختفي؟ بل بالعكس من دلك تضاعف حجم زراعتها، تضاعف حجم التعاطي إليها مما أعطى للوباء شكل الطاعون.
مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية:
حسب إحصائيات دوائر المكافحة و مؤسسات الأبحاث و الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من خمسة ملايين أمريكي على الأقل جربوا/يجربون الكوكايين إن عشرة بالمائة من هؤلاء أصبحوا مدمنين (أي حوالي نصف مليون شخص يتعاطون الكوكايين بصورة منتظمة)وهدا يعني أن الإدمان على الكوكايين بات بحجم الإدمان على الهروين مصدر الكوكا.
أمريكا تضم أزيد من 20 مليون نسمة يتعاطون الحشيش بشكل علني، وحسب المعهد القومي الأمريكي لإدمان المخدرات “فايدا” في يوليوز سنة 1987م (وهو معهد فيدرالي لأبحاث المخدرات وقاية وعلاج) أن خمس مدن أمريكية تتربع على قمة هرم الإدمان في الولايات المتحدة الأمريكية و هي شيكاغو ودبترويت و ميامي و نيويورك، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن لا فرق هنا بين البيض و السود، بين الذكور و الإناث … بين الصغار و الكبار الا فيما تفضله كل فئة. فالسود يواظبون على أقراص الهلوسة و المنبهات، و البيض يستعملون الماريخوانا و الهيروين     و ادا كانت دبترويت يستهويها التدخين…. فإن سان فرانسيسكو تميل إلى الشم و نيويورك إلى الحقن، وهكذا …. ورغم صدور أول قانون منظم لاستخدام المسكنات في الولايات المتحدة الأمريكية و هو(قانون هارسون) الذي صدر لتنظيم وضبط إنتاج و تصدير و بيع و توزيع الأفيون و العقاقير المشتقة منه بصورة حرة. و تلاه من قانون نذكر على سبيل المثال القانون الصادر عاو 1922م. والخاص بتصدير و استيراد المسكنات و القانون الصادر عام 1937م الخاص بالضرائب و الحظر المفروض على الماريخوانا (الحشيش و القانون الصادر عام 1942 م الخاص بتنظيم استخدام مشتقات الأفيون.
إلا أنه ما زالت مشكلة انتشار و استخدام المسكنات و العقاقير المخدرة، و غيرها من المسكرات باقية تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية، سكانا وهيئات و مؤسسات حكومية         و فيدرالية رغم التحذيرات التي توضع أمام أعين الناس دون أن تتحقق الهدف المنشود. بل قد تطور الأمر حيث أصبح بعض المدمنين يملكون مصانع للإنتاج الذاتي وينتجون مخدرات لم تكن معروفة في السابق مثل الكيواك (11).
وادا كان هدا هو الوضع لظاهرة المخدرات بالولايات المتحدة الأمريكية فما هو واقعها في روسيا أو  الاتحاد السوفياتي السابق؟
بعض خبراء المكافحة يقولون أن موسكو تتجه بسرعة هائلة لتصبح في المستقبل القريب عاصمة المخدرات العالمية ومركزا دوليا لادارة محاصيل المثلث الذهبي الآسيوي. بل أن كبار بارونات إمبراطورية المخدرات في أمريكا اللاتينية صاروا زوارا دائمين الى موسكو حيث ينظمون عمليات البيع و التوزيع.
ومن الوجهة التاريخية، مند ما قبل ثورة 1917 روسيا تعتبر من كبار منتجي الأفيون لكن لأغراض شرعية للاستخدام الطبي وكانت تجارة الأفيون مشروعة و مربحة في الوقت نفسه. إد أن فرغستان وحدها تنتج خمس إنتاج العالم منه. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي و تحلل أجهزته الأمنية التي انهارت كذلك و انتشر الفساد و الرشاوى بشكل لم يكن معهودا أيام الدولة السوقياتية فتحولت التجارة الشرعية إلى تجارة و إنتاج غير مشروعين و انتشر الإدمان و وجد بارونات المخدرات سوقا رائجة في موسكو و في المدن الروسية يوزعون فيها ما ينتج محليا و بعض ما يصل من مثلث آسيا الذهبي ( أفغانستان  باكستان و طلكجستان و قرفستان و كذلك ما يصنع في أمريكا اللاتينية، مثل الهيروين و عقاقير الهلوسة (12).

وأكد رئيس دائرة مكافحة تهريب المخدرات الروسية أن سبعين في المئة من المدمنين على المخدرات في روسيا تحت سن الثلاثين و نحو 9 في المئة منهم قاصرين. ويستهلك ثلث المدمنين مخدرات مشتقة من الأفيون و يستعمل الثلث الآخر مشتقات العنب، بينما يتعاطى الثلث الباقي عقاقير الهلوسة و “الامفيتامين” و “الباربيتوريت” و هو ما جعل أنه تعاطي المخدرات تنشر في جميع مدن الاتحاد الروسي الكبرى. وبينما موسكو و سانت بطرسبرغ، و كبروف ، وسامارات و تومسك ز اومسك، ويقول تقرير أمريكي في المخدرات في روسيا أن هده الأخيرة تضم أكبر عدد من المدمنين على المخدرات بين جمهوريات أسرة الدول المستقلة. لكن المشكل ليس حكرا عليها و حدها إد يرتفع عدد المدمنين على المخدرات و الجرائم المرتبطة بإنتاجها و الاتجار بها بشكل مخيف في كافة الدول الأخرى الأعضاء و لعل ما يحصل في جمهورية فرغيرستان أصدق مثال عما يحدثه الانهيار الاقتصادي  و الفراغ الايديولوجي الآن في دول الاتحاد السوفياتي سابق. ويزعم المسؤولون في شعبة مكافحة المخدرات فيقرغيستان أن مافيا المخدرات في أسرة الدول المستقلة استطاعت التأثير بواسطة أعضائها النافدين على البرلمان الروسي من أجل تحرير قرار يسمح باستعمال المخدرات في روسيا.
والملاحظ في روسيا أن حالة تعاطي المخدرات تسجل في سن مبكرة و هدا يجعلها مشكلة خطيرة حسب تعبير النائب الأول لوزيرة الصحة الروسية يونيو 1997م (13).

أما في المثلث الذهبي و أمريكا الذي يتكون من ثلاثة أضلاع ك الأول هو أفغانستان و الثاني تايلاندا و الثالث كمبوديا و لكنه مع دلك يضم أجزاء واسعة من الصين و من دول ‘القوس الأصغر’ وتندرج دول أمريكا اللاتينية على تباعدها داخل هده الأضلاع و خاصة بيرو كولومبيا و بوليفيا، حيث تقوم جنة الكوكايين.
والرابط بين اصطلاح ‘المثلث الذهبي’ شبكات التسويق و التهريب و ترويج نتائج هده المناطق الرمادية التي التقطت لها الأقمار الصناعية الأمريكية سنة 1990م صورا لحقولها و معاملها، حيث تقوم معامل الكوكايين و الهيروين و الحشيش، وقواعد التسويق و التوزيع على الأراضي الشاسعة و الواسعة لهدا المثلث الغريب، تقول التقارير الدولية عن نشاط الشبكات المحيطة بهذا المثلث، أنها تتجاوز إطار دولة بداتها إلى أسواق دولية مفتوحة لقد زرعت الكوكة و المخدرات بالمثلث الذهبي مند أمد بعيد، و استخدامها السكان الفقراء الدين قطنوا في النجود الانديرية كمنبه خفيف و لكن الطلب العالمي المتضخم على الكوكايين مع مطلع هدا القرن حول الكوكة إلى سلعة تصديرية مربحة  و الى عنصر أكثر أهمية في الاقتصاد الاقليمي.
ويعتبر الكوكايين من المنضور الاقتصادي المادي الأكثر حداثة في سلسلة طويلة من السلع التصديرية الأولية في منطقة المثلث الذهبي. ويحظى بحيوية اقتصادية شأنه شأن الفضة و المطاط و القطن و القصدير إد يوفر العمل و الربح المئات الآلاف من الفلاحين ليصبح بعد دلك المصدر الأوحد و الأكثر أهمية للعملة الصعبة في اقتصاديات المنطقة المثقلة بالديون و المشاكل الاقتصادية. (14).

لقد حوصرت بولفيا و البروبين الاعتماد على تجارة المخدرات للمحافظة على اقتصادياتها وبين حاجتها لدعم الولايات المتحدة ودهب كل دولة منها مع استراتيجية واشنطن العسكرية لمحاربة المخدرات، ومع دلك لم تستطع أي منها مهاجمة اقتصاد المخدرات بشكل جدي أو إضعاف تجارتها المرتبطة بالعنف و انتهاكات حقوق الإنسان و الفساد العسكري وتبين أن اقتصاد كولومبيا وهو أكبر و أكثر تنوعا من اقتصاد بوليفيا و البيرو.
الجرائم الإقتصادية : تجارة المخدرات
الفصل الأول: تجارة المخدرات بين الواقع و القانون.
الفرع الأول: أحكام تجارة المخدرات و تحديدها في إطارها الدولي و العربي الإسلامي و الوطني.
____________________
(1)  أسيمة جانو”الدمار الثالث مافيا المخدرات في العالم مكتبة مدبولي الغلاف
(2)  أسيمة جانو ، نفس المرجع الصفحة 5 وما بعدها.
(3)  أسيمة جانو “المرجع السابق الصفحة 8
(4)  أسيمة جانو المرجه السابق الصفحة 8.
(5)  جيمس ولشن مقال منشور تحت “مشكلة زراعة الأفيون بالمناطق الأسيوية” جريدة الصحراء المغربية فاتح يونيو 1991.
(6)  محمد أديب السلاوي المرجع الساق الصفحة 52 و ما بعدها.
(7)  جيمس وشن المرجع السابق الصفحة 41.
(8)   و إذا كانت أسباب التوسع رقعة انتاج الكوكا راجعة جزئيا إلى سعي المزارعين الأفراد إلى زيادة دخلهم فإنها في نظر الباحثين سببها هو رغبة السياسية و العسكرية في شراء الأسلحة.
(9)  عبد الحق السحاسح “زراعة المخدرات في تاونات” جريدة العلم العدد 146/20 جمادى الثانية 1426 هـ الموافق 24 يوليوز 2005 الصفحة 4.
(10)  محمد أديب السلاوي ،المرجع  السابق الصفحة 54.
(11): محمد أديب السلاوي “المرجع السابق” الصفحة 58.
(12): القرقوبي حسب التعبير المغربي الرائج.
(13) ولقد أكد مسؤول روسي “إن الادمان على المخدرات في بعض الحالات يصبح من المستعصي الشفاء منه و المخرج الوحيد هو العناية و الوقاية ‘محمد أديب السلاوي مرجعه السابق.
(14): محمد أديب السلاوي المرجع السابق الصفحة 62

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.