الغش الضريبي La fraude fiscale

La fraude fiscale

2- الغش الضريبي la fraude fiscale
في الواقع، فإن التفرقة بين الغش الضريبي والتهرب الضريبي ليست بالعملية السهلة سواء على المستوى النظري او على المستوى التطبيقي، وإذا كان هذا الأخير – التهرب- هو طريقة وأداة للتخلص من الضريبة دونما خرق للقانون.
فبالمقابل يعتبر الغش الضريبي خرقا ومخالفة مباشرة عمدية وقصدية للقانون الضريبي[1]. فهو تهرب غير قانوني أو غير مشروع أو محاولة التهرب من إنشاء وتأسيس أو الأداء الكلي او الجزئي للضريبة.
فالغش الضريبي هو إذن تصرف غير مشروع يمثل عدم احترام للقانون وهو عدم احترام إرادي ” لأنه انتهاك لروح القانون وإرادة المشرع”[2]. والغش بذلك يفترض مخالفة مباشرة وبإرادة المكلف، للقواعد القانونية عن طريق استخدام طرق غير مشروعة.
وقد اختلف علماء الاقتصاد في تحديد المعيار الذي يتم على ضوئه تمييز التهرب عن الغش الضريبي، ويمكن رد هذا الاختلاف إلى ثلاث اتجاهات رئيسية:

أ‌- الاتجاه الأول:
يمثله M.rosier وهو يعتبر أن فكرة التهرب الضريبي فكرة أعم وأشمل من فكرة الغش الضريبي، والغش حسب Rosier يعد حالة خاصة من حالات التهرب، وهي حالة التهرب من الضريبة عن طريق انتهاك القانون.

أ‌- الاتجاه الثاني :
ويمثله كل من M.Letouge، M.A Piatier يركز على كون التهرب الضريبي ما هو إلا الشكل الدولي للغش الضريبي، فأصحاب هذا الاتجاه يرون أن هناك نوعين من الغش غش على الصعيد الداخلي intérieure” Fraude ” وغش على المستوى الدولي “Fraude internationale” وهذا الأخير هو الذي يمثل التهرب الضريبي.
وبذلك فوفقا لهذا الاتجاه لا يوجد تهرب ضريبي داخلي ولا يوجد غش ضريبي دولي. وبناء عليه فالتهرب دائما ما يحتوي على عنصر دولي، أما الغش فلا يتعدى الحدود الوطنية للدول الخاضعة للسيادة الضريبية والإدارية للدولة.

ج- الاتجاه الثالث:
الغش الضريبي  la fraude fiscaleويمثله M.Gaudemet يعتبر أن التمييز بين التهرب الضريبي والغش الضريبي يقوم على أساس فكرة الشرعية licite، فالتهرب يكون شرعيا أو قانونيا légale أما الغش فغير شرعي أو قانوني illégale[3].
وبمعنى آخر، فإذا استخدم المكلف حيلا تدليسية “frauduleux” لتجنب الضريبة انطوى ذلك على سلوك غير مشروع، وهذا ما يسمى بالتهرب الضريبي غير الشرعي l’évasion fiscale illicite وهذا ما يعني الغش الضريبي. أما إذا قام بتجنب الخضوع للضريبة دونما القيام بسلوك أو تصرف يمثل انتهاكا للقانون فهو تهرب ضريبي حسب Gaudemet.

وعموما، يراد بالغش الضريبي كل تملص من ضريبة مستحقة للخزينة، أو مساهمة في تحققه بوسائل محضورة قانونا وهو يتخذ عدة صور- كما سنعمل على تحليل ذلك في الفقرة المتعلقة بصور التهرب الضريبي-، غير أنه لكي يكون هناك غش ضريبي بهذا المفهوم، يجب أن يكون التصرف المخالف للقانون قد تم بطريقة متعمدة[4].
إشكالية التهرب في القانون الضريبي
الفصل الأول: التهرب الضريبي والفعالية الاجتماعية
المبحث الأول: مفهوم التهرب الضريبي وإشكالية محاربته
المطلب الأول : مفهوم التهرب الضريبي وأشكاله
الفقرة الأولى: مفهوم التهرب الضريبي
أولا : التهرب والغش الضريبيين

________________________________________
[1] – Mohamed Abou l’Hassan, « la fraude fiscale au Maroc : Manque à gagner pour le trésor et frein au développement », imprémerie et Edition ARABINAL Hilal ; Rabat 1996 p :10.
[2] – سوزي عدلي ناشد، “ظاهرة التهريب الضريبي الدولي… “، م س ، ص: 25.
[3] – سوزي عدلي ناشد، “ظاهرة التهريب الضريبي الدولي…”، م. س، ص : 28.
[4] – مولاي الحسن تمازي،” مصير ثقافة المواطنة في علاقة الخاضع للضريبة بالإدارة الجبائية “، المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية عدد مزدوج 44 – 45 ، ماي – غشت 2002 ، ص : 77.

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.