حقوق الملكية الفكرية في الشريعة الإسلامية

Droits de propriété intellectuelle
جامعة السلطان مولاي سليمان
كلية الآداب و العلوم الإنسانية

الدراسات الإسلامية
الفصل السادس

بحث لنيل الإجازة تحت عنوان:

حقوق الملكية الفكرية في الشريعة الإسلامية
حقوق الملكية الفكرية في الشريعة الإسلامية

تحت إشراف الأستاذ الفاضل:
جمال السطيري

إنجاز الطالب:
خالد ب

السنة الدراسية:2008-2009

مقدمة
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد،

لقد أضحى موضوع حقوق الملكية الفكرية من الموضوعات الفقهية المعاصرة المهمة، التي ظهرت أهميتها مع التقدم العلمي والتجاري والصناعي والتقني الذي يعيشه العالم بأسره. ففي العصر الحاضر الذي اتسم بالتقدم في كل جوانب الحياة البشرية، بما فيها الجوانب الاقتصادية ؛ تطورت الملكية الخاصة، وبرزت أنواع من الحقوق المتعلقة بها، لم تكن معروفة من قبل، وشهد العالم كله هذا التطور المذهل في مجال الصناعات والابتكارات العلمية والإلكترونية ـــ خاصة ـــ التي هي نتاج العقل البشري المفكر، وكذا التطور السريع في مجال الطباعة، وكثرة المؤلفات بأنواعها المختلفة في شتى المجالات العلمية والأدبية والفكرية والفنية، وفي مقابل ذلك : سَهُلَتْ عمليات التقليد والتزوير لكثير من السلع والمنتجات المختلفة، وانتشرت عمليات السرقة والانتحال لمؤلفات الآخرين ونتاجهم الفكري والعلمي، وكثُرَتْ عمليات النسخ للمؤلفات المختلفة، مما جعل العالم كله يسعى جاهداً في سبيل الحماية لهذه الحقوق والممتلكات، ووضع الأنظمة التي تحكمها وتثبتها لأصحابها، وفرض العقوبات الزاجرة الرادعة عن التعدي عليها . وعقدت لأجل ذلك مؤتمرات، وجرت اتفاقيات دولية في هذا الخصوص، وصدرت أنظمة وقوانين .

وإذا كانت المسائل الاقتصادية وما يتعلق بها من موضوعات وحقوقٍ، تشغل حيزا كبيراً من حياة البشر وتفكيرهم في كل عصر ومصر،فإن موضوع الملكية الفكرية( الحقوق المعنوية ) حظي باهتمام المعاصرين من أهل العلم والفقه،واعتبروه من النوازل الجديدة التي تحتاج إلى تأصيلٍ وتقعيدٍ يبين طبيعتها, وموقعها من الحقوق، والأحكام المترتبة عليها، والحقوق الواردة عليها.[1]

وأمام اختلاف الفقهاء في مشروعية حقوق الملكية الفكرية بين الإثبات و الإنكار و ما يترتب على ذلك من الآثار الواضحة سلباً أو إيجاباً في اقتصاد الأفراد والأُمم على حدٍّ سواء، أصبحت الحاجة ملحة لتحرير القول في المسألة من خلال سرد أدلة الفريقين و مناقشتها و ترجيح أحدها بناء على قوتها و انسجامها مع مقاصد الدين الحنيف ، علما أن جل البحوث الجامعية و الرسائل العامة والخاصة تناولت الموضوع من وجهة نظر القوانين الوضعية ، و من وجهة نظر اقتصادي بحتة و أما لدى علماء الشريعة ففيها مقالات مختصرة،و فتاوى لبعض العلماء والمجامع الفقهية وبحوثٌ متفرقة في المجلات و مصنفات قليلة من أبرزها :
• فقه النوازل للشيخ بكر أبو زيد ( حق التأليف) .
• حق الابتكار لفتحي الدريني .
• الحقوق على المصنفات الأدبية والفنية والعلمية لأبي يزيد علي المتيت .
• حق المؤلف لنواف كنعان .
• الحق المالي للمؤلف ،عبد السميع عبد الوهاب أبو الخير .
• حقوق الاختراع و التأليف في الفقه الإسلامي، رسالة ماجستير، حسين بن معلوي الشهراني،والتي تعتبر بحقٍّ من أهم وأجود وأشمل ما كُتب في هذا المجال [2].

وقد اخترت هذا الموضوع الذي هو من اقتراح أستاذي الفاضل ـــ المشرف على البحث ـــ لما يكتسيه من أهمية بالغة في العصر الحاضر ، و سأحاول أن أسلط الضوء على الموضوع من خلال المحاور الآتية :

مقدمة : تعريف بالبحث و أهميته و خطته
الفصل الأول : تعاريف مفاهمية .
المبحث الأول : الحقوق المعنوية .
المبحث الثاني : الملكية الفكرية .
المبحث الثالث : حق التأليف .
الفصل الثاني : أنواع حقوق المؤلف .
المبحث الأول : الحق الأدبي .
المبحث الثاني : الحق المالي
خاتمة : نتائج البحث ،توصيات
وأما اختيار حق التأليف نموذجا فقد جاء لأسباب عدة أهمها :

-كثرة الإنتاجات الفكرية في مجال التصنيف ، مما جعله يتصدر باقي مجالات الملكية الفكرية الأخرى ، لكونه أقدمها تاريخا .

– كثرة سرقات المصنفات و انتحالها في مجال التأليف دون غيره ، خصوصا و أن من علماء الشريعة الإسلامية من يحاول أن يضفي على هذه السرقات الصبغة الشرعية ، باعتبار أن المؤلفات الشرعية على وجه التحديد تتضمن رسالة سماوية ، وهي دين الله عز وجل فلا يجوز كتمانه و التجارة به ، مستدلين على ذلك بآيات قرآنية و أحاديث نبوية .

-إن امتداد ظاهرة التأليف في التاريخ الإسلامي منذ البداية يتيح لنا الرجوع إلى الجيل الأول لتأصيل حقوق التأليف شرعا ، وذلك من خلال إيراد وجوه الدلالة من النصوص الشرعية لإثبات الحقوق الأدبية للمؤلف على مؤلفه- التي تعد محل اتفاق بين فقهاء الشريعة-و تحرير محل الخلاف في مالية المنافع و علاقتها بالحق المالي للمؤلف ،قصد ترجيح أحدالأقوال بعد العرض و المناقشة.
_____________________________________
[1] فقه النوازل (2/101) للشيخ بكر أبو زيد .
[2] حقوق الاختراع و التأليف في الفقه الإسلامي –دار طيبة النشر و التوزيع 1425هجرية .

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.