2– تحيز الإعلام الأمريكي للدولة الوهمية
مما لاشك فيه أن هناك تحيز إعلامي واضح لصالح إسرائيل الوهمية في أمريكا، وأن هناك اقتناع بأن العرب ليسوا مثل سائر الناس، إنهم اقل شأنا والأكثر من ذلك أن الاعلام الأمريكي يقدم إسرائيل في صورة الضحية حتى وهي تغزو، حيث جاءت في إحدى الجرائد اليومية ( مينسوتا) على صفحاتها الأولى إبان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 الأم قتيل إسرائيلي وأخته وهما تنتحبان على نعشه المغطى بالعلم الإسرائيلي[1]، هذا في الوقت الذي تكلفت فيه ” اللوبيات الإسرائيلية” الإعلامية في أمريكا والغرب عموما بتكريس الصورة الإرهابية للفلسطيني الأعزل.[2]
إنما حرب إعلامية منسية لأنها ممكن تعتيم وتضليل وتحريف وحرب إعلامية ” جانبية” لا تتوانى إسرائيل في توظيفها لتبرئة ذمة الذين يمارسون الإرهاب باسم الدولة ويمنعون في اللجوء إليه[3].
وقد يتسائل البعض: كيف استطاعت دولة بحجم إسرائيل ، لا يتجاوز عمرها الستين عاما أن تفعل في الغرب وأمريكا خاصة وفي رأيه العام بقوة نادرة سواء تعلق الأمر بنجاحها في إلحاق صفة ” الإرهاب” بانتفاضة الاقصى، أم بربط تفجيرات نيويورك وواشنطن بالعرب وبالمسلمين ام بتفوقها في إيهام العالم بأن ماعرفته أمريكا يوم 11 شتنبر لا يعد وكونه تحاملا من العرب والمسلمين على الحرية والديمقراطية في الغرب[4].
قد لا يتعذر الجواب على التساؤل السابق قياسا إلى واقع الحال، فإسرائيل ومن خلالها اليهود، يسيطرون ان لم يكن على معظم وسائل الإعلام العالمية فعلى الأقل على كبريات هذه الوسائل من شبكات تلفزيونية ومحطات إذاعية وصحف ومجلات ودور نشر وسينما….وغيرها[5].
وتتضح السيطرة الإسرائيلية على مجمل إن لم نقل كل وسائل العلام الأمريكية فيما يلي:
+ شبكة سي. إن. إن وتملكها شركة تايم – وارنر التي يترأسها جيرالدليفي إيزنار وهو يهودي.
+ شبكة إب.بي. سي وتملكها شركة والت ديزني التي يتراسها مايكل ايزنار وهو يهودي
+ شبكة سي.بي.إس وتملكها شبكة وستنجهاوس، ويراس الشبكة إيريك وابرل وهو يهودي ايضا.
+ شبكة إن. بي. سي وتملكها جينرال الكتريك ويرأس قطاع الأخبار فيها اندرولاك وهو يهودي أيضا.
أما الصحافة اليومية فقد نجح اليهود في السيطرة عليها بل وامتلاك اكبر ثلاث مؤسسات صحفية أمريكية مؤثرة وهذه الصحف هي:
+ نيويورك تايمز والتي تعتبر الصحيفة الموجهة لبيض المجتمع الامريكي والمعبرة عن ثقافته، ويتولى رئاستها يشغل منصب الناشر فيها حاليا ارثر اوكس سالزبرج وهويهودي.
+ واشنطن بوست وهي الجريدة السياسية الأولى في أمريكا وقد اشترى ” ايجين ماير” وهو يهودي هذه الصحيفة عام 1933 ن ولا تزال مملوكة لعائلته وتملك الحصة الكبرى فيما إحدى حفيدات ” ايجين” وهي كاثرينماير” وهي يهودية.
+ صحيفة وول ستريت جورنال وهي صحيفة المال والتجارة وتعتبر أكثر الصحف الامريكية انتشارا حيث يطبع منها 2،1 مليون نسخة يوميا وهي مملوكة لشركة داو جونز التي يراسها بيتر كان يهودي وتصدر المؤسسة24 صحيفة يومية وأسبوعية اخرى.
أما المجلة الأسبوعية فنجد أن أهمها على الساحة السياسية مملوك تماما لليهود وهذه المجلات هي:
+ مجلة التايم (4،1 مليون نسخة أسبوعيا) وتملكها ” تايم وانر” يرأسها جيرالد ليفين وهو يهودي.
+ مجلة نيويورك( 2،3 مليون نسخة) ويرأسها ” مارتيمر زوكرمان” وهو يهودي
أما دور النشر فهي كذلك تحت السيطرة الكاملة للوبي اليهودي فمثلا مؤسسة ” تايم وارنر” الذي ذكرنا سابقا أن رئيسها هو جيرالدليفن يهودين ومؤسسة ” راندم هاوس” يملكها ” نيوهاوس صامويل” يهودي ، ومؤسسة ” سايمون أند شوستر” مملوكة لشركة بارامونت التي يرأسها ” مارتين ديفز وهو يهودي، وأخيرا شركة ” وسترن ” التي يرأسها ” ريتشارد برتستاين” وهو يهودي[6].
كل هذا وإن قلت لهم أن الصهيونية تتحكن في إعلامكم تسيطر عليكم من حيث لا تعلمون غضبوا وقالوا” تعالوا واسمعوا الصهيونية تسيطر على أمريكا، ومع ذلك فإنها تسيطر بحيث تعامل إسرائيل كما لو كانت تسيطر على أمريكا، ومع ذلك فإنها تسيطر بحيث تعامل إسرائيل كما لو كانت الولاية الواحدة والخمسون والعرب والفلسطينيون كما لو كانوا الشيوعية[7].
الإعلام الأمريكي وتضليل الحقائق
_____________________________
[1] : ليلى أبو زيدن مرجع سابق، ص 58.
[2] : يحيى اليحياوي ” الإرهاب وأممية الاحتجاج على العولمة ” مرجع سابق ص 137.
[3] : يحيى اليحياوي مرجع سابق ص 137.
[4] : يحيى اليحياوي: ” أوراق التكنولوجيا والإعلام والديمقراطية” مرجع سابق ص 72
[5] : يحيى اليحياوي، مرجع سابق 72.
[6] : محمد احزون: ” ميلاد وتطور الولايات الأمريكية” ، كلية الآداب مكناس ص
[7] : ليلى أبو زيد مرجع سابق ص 59 و 60.