المبادئ العامة للعلامات التجارية
جامعة محمد الخامس
كلية العلوم القانونية و الاقتصادية
و الاجتماعية و المقاولات
الرباط – السويسي
وحدة: التكوين والبحث
ماستر قانون الأعمال والمقاولات
الفصل الأول
عرض في مادة العلامات التجارية والبيانات المميزة
تحت عنوان
المبادئ العامة للعلامات التجارية
من إنجاز :
-عبد الله سراج الدين & -عبد الله أو بها
تحت اشراف الأستاذ
د: محمد محبوبي
السنة الجامعية
2006-2007
مقدمة:
مما لاشك فيه أن حقوق الملكية الصناعية أصبحت في الوقت تشكل عنصرا أساسيا من عناصر الأصل التجاري، إلى حد أنها أضحت تعطيه قيمة مضافة لا يتوفر عليها بدونها، بل أحيانا يمكن اعتبار براءة اختراع معينة أو علامة تجارية، أهم مكونات الذمة المالية لهذه المقاولات. و حقوق الملكية الصناعية، مفهوم واسع، فهي تشمل مجموعة من الحقوق من بينها براءات الاختراع، الرسوم و النماذج الصناعية، و العلامات الصناعية و التجارية و الخدمة و الاسم التجاري و الشعار و الشارات المميزة و المنافسة الغير الشرعية.
و نظرا للأهمية الكبرى للملكية، الصناعة، اهتم بها المشرع المغربي من ناحية تنظيمها بشكل دقيق و خصوصا بعد صدور قانون 97-17 المتعلق بحماية الملكية الصناعية و التجارية، و قد تم تعديله بموجب قانون 05-31 ، فيمكننا تلخيص مبررات ورود قانون حماية الملكية الصناعية في مجموعة من النقط : أهمها الواقع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي للمغرب، و كذا الخيار الليبرالي الذي اعتمدته بلادنا كنمط للتنمية الاقتصادية و كذا الانفتاح على الأسواق الخارجية و على رؤوس الأموال الأجنبية، و كذا أفاق تدويل المبادلات التجارية العالمية خصوصا بعد التوقيع على الاتفاق النهائي لمفاوضات الكات بمراكش في 15 أبريل من سنة 1994 و الذي تمخض عنه ميلاد المنظمة العالمية للتجارة، إضافة إلى عدم مسايرة التشريع الحالي للتطورات التي عرفها الاقتصاد العالمي في الفترات الأخيرة.1 فكل هذه العوامل دفقت بالمشرع إلى التنصيص ووضع قانون لحماية الملكية الصناعية و التجارية.
ففي قراءتنا للقانون يتضح لنا مدى الأهمية التي أولاها المشرع للعلاقات التجارية باعتبارها تشكل جزءا مهما من حقوق الملكية الصناعية. فهذه الأخيرة تلعب دورا متميزا في الحياة الاقتصادية المعاصرة، و يكفي لنتأكد على ذلك أنها أول ما تشير انتباه المستهلك عندما توضع على المنتجات، و بذلك فقد اعتبرها بعض الفقه المغربي في شخص استاذنا الفاضل الدكتور محمد محبوبي بمثابة همزة وصل مابين مالك العلامة و مستهلك البضاعة.2
ومن جانب أخر فالعلامات التجارية تلعب في ظل المناخ الاقتصادي العالمي الجديد دورا حيويا في نجاح المقاولات و تمكينها من كسب رهان المنافسة داخل سوق منفتحة لا تعرف إلا بالجودة، و بذلك فلا يحفى عن أحد اليوم الدور الهام الذي تلعبه العلامة في حياة المقاولات و المؤسسات الصناعية و التجارية بصفة علامة سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، فقد أصبحت تشكل ثورة في النشاط الاقتصادي، حتى أن قيمة بعض العلامات تتجاوز ملايير الدولارات، و كمثال على ذلك شركة كوكاكولا التي تجاوزت مبلغ 36 بليون دولار أمريكا، و علامة مارلبوروالي تجاوزت مبلغ33 بليون دولار أمريكي.3
فنظرا لهذه الأهمية الكبيرة للعلامة التجارية، فسنقتصر في بحثنا على الإطار التاريخي و الجذور التاريخية للعلامات التجارية، و كذا تميز هذه العلامات ببعض الحقوق المشابهة و ذلك في المبحث الأول، على أساس أن نتناول في المبحث الثاني ماهية العلامات التجارية من حيث مفهومها القانوني و الفقهي و كذا أهم المبادئ التي تحكم هذه الأخيرة، و ذلك وفقا لتصميم التالي :
المبحث الأول : الجذور التاريخية للعلامة التجارية و تمييزها عن ا لحقوق المشابهة:
المطلب الأول : الجذور التاريخية للعلامة التجارية .
المطلب الثاني : تمييز العلامة التجارية عن باقي حقوق الملكية الصناعية.
المطلب الثالث : العلامة التجارية من حيث الأنواع و الأشكال .
المبحث الثاني : ماهية العلامات التجارية :
المطلب الأول : دور و أهمية العلامات التجارة .
المطلب الثاني : مفهوم و خصائص العلامة التجارية.
المطلب الثالث : المبادئ التي تحكم العلامة التجارية.
ماشاء الله