حالات نموذجية لأوضاع أسر وعائلات المسجونين

الحالات النموذجية -القسم الرابع
نعرض فى هذا القسم بعضاً من الحالات النموذجية التي توضح الآثار السلبية التى تقع على تحلق بجميع أفراد الأسرة نتيجة اعتقال أو سجن أحد أفرادها فى ظل عدم الاهتمام بحقوق أفراد هذه الأسرة من قبل الدولة أو المجتمع.

· التفكك الأسرى ( طلاق – انحراف أبناء – تسرب من التعليم )
1.فرحات إبراهيم فرحات السيد:
اعتقل بتاريخ 10/6/1994 ومودع الان بسجن الوادى الجديد وهو من المقيمين بمركز سنورس محافظة الفيوم .
تقول الأسرة ( إن المعاملة لنا سيئة جدا وبالنسبة للمعتقل فهي متوسطة حيث لا يرى كثيرا مما يأتي إليه ولا ندخل له أي شئ  لقد أصبحت الأسرة  ضعيفة لعدم وجود العائل حيث إنه العائل الوحيد وتشتت الأسرة وطلبت الزوجة الطلاق وتفرق أبناؤه والمستقبل والصحة في تدهور مستمر وأن المعتقل أصبح كل هم تفكيره في الأسرة وفيمن يعولهم وأصبحت مؤثرة عليه جدا جدا وحالته في تدهور ) .

  1. علي محمد شلبي :

اعتقل في 8/5/1994و هو طالب في السنة النهائية بكلية التجارة ، مقيم في مركز المنزلة – دقهلية .و قد تنقل المذكور – بين عدة سجون ابتداء من  سجن استقبال طره ثم تم ترحليه إلى سجن وادي النطرون ثم إلى دمنهور حتي الآن .

و تقول أسرته ( لقد ساءت حالتنا إلى أقصى درجات البؤس , أصبحت الحالة المادية لنا نادرة و في غاية السوء لذلك لم يعد في استطاعتنا زيارته و انقطعنا عن الزيارة أكثر من كذا عام و الله يرعاه ،وفوق كل ذلك ماتت الأم و الأب لم يعد له أسرة و هو لا يعلم بذلك خاصة إن أخواته البنات الستة متزوجات في محافظات مختلفة وأصبحت حياتهم ظلاما بسببه و في حالة طلب إحداهن زيارته يقوم الزوج بتهديها وطردها من البيت بحجة أنه ليس في استطاعته تدبير نفقات الزيارة وكان كل مرة يأخذ فيها إفراج كنا نحس بأن المأساة انتهت و لكنها لم تنته ؛ وحيث يصدر قرار بالاعتقال من جديد – و الله المعين ) .

  1. 3. علي الله أحمد حسن محمد :

اعتقل في 1/1/1990 وهو طالب بكلية الحقوق الفرقة الأولي ومقيم بعين شمس الشرقية – القاهرة وقد تنقل المذكور بين عدة سجون منها – استقبال طره – المرج – الفيوم – دمياط – وادي النطرون – دمنهور ثم الفيوم .

تقول أسرته ” ……وكان المعتقل أيضا متزوجا وعائلا لزوجه إلا أن الزوجة طلبت الطلاق وتم تطليقها لأنها فقدت الأمل في خروجه وأنها لا تستطيع مواجهة الحياة دون زوجها وعائلها الوحيد وأصبحت حالة المعتقل النفسية والصحية سيئة للغاية ) .

  1. 4.علي كمال عبد الهادي أحمد :

يعمل محام ومقيم بمركز ناصر – بني سويف

وتقول أسرته ( هو العائل الوحيد لوالدته وزوجته وابنه وأدي اعتقاله إلي تفكك أسرته وذهاب الزوجة إلي منزل أبيها وترك منزل الزوجية ومرضت أمه المسنة التي فقدت عائلها الوحيد ؛ فأصبحت وحيدة وكل ذلك أدي إلي إحباط المعتقل وإحساسه باليأس من عدم خروجه وإحساسه بالعجز تجاه مرض والدته وهجر زوجته لمنزل الزوجية ) .

  1. 5.أشرف محمد عبد اللطيف :

مقيم ببني سويف واعتقل في 3/10/1996 ومتواجد حاليا بسجن الوادي الجديد .

تقول أخت المعتقل في رسالتها ( ……… وبعدما تزوج بخمسة شهور ألقي القبض عليه من جهة أمن الدولة ببني سويف وذهبوا به إلي أبو سليم معسكر في بني سويف وفي ثالث يوم ترحل إلي سجن الوادي الجديد ونحن لا نعرف لماذا قبض عليه ولماذا رحلوه إلي الوادي الجديد بالذات وتقدمنا ببلاغات إلي جميع الجهات المسئولة ونحن في دائرة مغلقة ولم ترد علينا أي جهة من الجهات المختصة كل ذلك وزوجته يئست من الصبر وتقدم أهلها إلي المحكمة وطلبوا طلاقها …………) .

  1. 6.جمال عبد السلام عبد القوي محمد :

اعتقل في 25/11/1995 وكان يعمل مهندسا ، وهو يقيم بمركز ناصر – بني سويف وقد تنقل المذكور بين عدة سجون وهو الأن في سجن الوادي الجديد والى الان .

وتقول الأسرة ( أصبحت الحالة المادية للأسرة سيئة وذلك نتيجة لما تقوم به الأسرة من زيارات عديدة للمعتقل وأيضا نتيجة لطول فترة الاعتقال وأخذ المعتقل العديد من الافراجات ولكن دون جدوي فقد قامت زوجته برفع دعوي لطلب الطلاق من زوجها بعد اليأس من عدم خروجه من المعتقل ) .

  1. 7.حسين فتح الباب :

اعتقل في 1/10/1996 ومتواجد بسجن الوادي الجديد ومقيم في سمسطا – بني سويف متزوج ويعول 4 أفراد .

تقول أسرته ( …… وإن اعتقاله أثر علينا فنحن نعاني من الفقر والذل وقد تشرد الأولاد وخرجوا من المدارس ووقع العبء علي الزوجة في مواجهة ظروف الحياة التي فرضت علينا لأننا ليس لنا دخل وأصبح المعتقل يعاني من شدة الضيق والاكتئاب النفسي ) .

  1. 8.أحمد عبد الله أحمد عبد الوارث :

مقيم  بحي السلام – الإسماعيلية – اعتقل في 29/8/1993 ومودع بسجن وادي النطرون ، تنقل بين عدة سجون من استقبال طره ، الوادي الجديد ، الفيوم ، وادي النطرون ، وكان قبل الاعتقال يتمتع بصحة جيدة وأصبح الآن يعاني من عدة أمراض كالآم الظهر وحساسية والاجزيما وآلام بالمفاصل  .

يقول والده فى رسالته ( إن المعاملة أثناء الزيارة غير سارة لمدة خمس دقائق من وراء سلك وأن المعتقل يأتي معصوب العينين قبل وبعد الزيارة وأن تأثير الاعتقال أثر على الزوجة . والأولاد يعانون من ضيق في العيش إلى جانب عدم التربية السليمة للأولاد والابن أصيب بارتجاج في المخ وأن الأسرة أصبحت مشتتة بدون الأب مما يضطر الأم لتحمل مسئولية تزيد على طاقتها والحمد لله فالحالة المادية في تقلب بالإضافة إلى الآثار النفسية وأن مكان السجن بعيد مما يستنزف أسرة المعتقل ماديا ونفسيا ) .

· التواصل الأسرى ” الزيارة والمراسلة

  1. محمود رفعت عطية حسن :

اعتقل في 25/5/1994 و هو طالب بكلية التجارة ومقيم بحلوان – القاهرة و قد تنقل المذكور بين عدة سجون ابتداء من سجن استقبال طره ثم تم ترحيله إلي سجن الوادي الجديد ثم إلى استقبال طره مرة أخرى .

إمرأة سجينةو تقول أسرته عند زيارته أثناء تواجده في سجن الوادي الجديد ( عندما تتم الزيارة تكون الصورة سيئة للغاية و ذلك من حيث المعاملة السيئة وغير آدمية بالمرة للأسرة المعتقل و الألفاظ غير اللائقة وطول فترة الانتظار حتى تتم الزيارة تم تفتيش الطعام بصورة لا يمكن لأي شخص بعدها التناول منه حيث يتم تقطيعه و إفساده  نهائيا و أيضا لا يدخل إلا جزء بسيط منه و بعد كل هذه المعاناة لا تستغرق الزيارة أكثر من ثلاث دقائق لا تكفي لمجرد السلام و ذلك من وراء الأسلاك ومسافة كبيرة بين المعتقل وتتكبد الأسرة نفقات كثيرة للقيام بالزيارة بسبب بعد المسافة عليهم والسفر لمدة 24 ساعة حتى يتمكنوا من القيام بهذه الزيارة إذ عليهم التواجد صباحا أمام السجن والانتظار حتى يتم استلام التصاريح ثم بعد وقت كبير يتم السماح بالدخول لأتمام الزيارة و بسبب كل هذه المعاناة أصبحت الأسرة تعيش في حالة من الحزن و الاكتئاب وفقدان الأمل من خروج ابنهم و الجلوس بينهم حيث إنه طوال مدة الاعتقال لم يره إخوته وهي حوالي 6 سنوات هل هذا يحتمل) .

  1. 10.محمد محمد أحمد خميس :

اعتقل في 2/1996 و هو طالب بالفرقة الرابعة بمعهد التعاون الزارعي و هو مقيم بمركز ناصر ببني سويف و تنقل المذكور بين عدة سجون ابتداء من سجن الفيوم ثم إلى سجن الوادي الجديد حتى الآن .

و تقول أسرته ( كان هو العائل الوحيد لأمه حيث كان يقوم بالإنفاق عليها لأنها كبيرة في السن وتعاني كثيرا من الأمراض و ذلك بعد وفاة والده و لكن شاءت الأقدار أن تحرم هذه ألأم من ابنها الوحيد وذلك بتنقله بين السجون الي أن تنتهي به الحال إلي سجن الوادي الجديد وهو سجن لا تحتمل أمه مشقة السفر إليه نتيجة لبعد المسافة وكثرة النفقات التي لا تجدها الام إلا بصعوبة شديدة نتيجة لعدم وجود مصدر رزق لها نظرا لأنها كبيرة في السن و لا تستطيع العمل ولذلك فإنها تقوم بزيارته علي فترات بعيدة ).

  1. 11.صابر محمد احمد العيسوي :

مدرس ابتدائي ، مقيم في جرجا – سوهاج ، اعتقل في 23/7/1994 ، وقد تنقل المذكور بين عدة سجون منها أبو زعبل – سوهاج – استقبال طره ثم إلى سجن الوادي الجديد حتى الآن .

وتقول الأسرة  ( إنه متزوج وتم اعتقاله بعد ثلاثة شهور من الزواج وأصبح له ابنة وأنه لم يستطع أن يحضنها في يوم من الأيام الماضية ولو لمجرد دقيقة أو ثانية واحدة فقط مع العلم بأنها الآن تبلغ من العمر ست سنوات فإنها تذهب لكي تراه ولأول مرة من خلال السجن من وراء السلك ولكنها تفرح عندما تراه ولا يهمها إذا كانت تسمعه أم لا – يكفي أنها تراه ولكنها على الرغم من صغر سنها إلا أنها تجد المعاناة الأكبر أثناء القيام بالزيارة حيث إنهم ينتظرون بالساعات خارج البوابة الخاصة بالسجن وأيضا يقومون بعد ذلك بتفتيش الزيارة والأطعمة الموجودة بها والمعاملة للمعتقل بقسوة شديدة وعدم سماع ما  يقال من الكلام أو فهمه من كثرة الزائرين في المدة الواحدة أكثر من 75 تصريحا في آن واحد ولا تستمر الزيارة أكثر من بضع دقائق )

  1. 12.حمدي صابر محمد جمعة :

مقيم في مركز ملوي – المنيا ، طالب بجامعة المنيا ، اعتقل في 15/10/1997 وقد تنقل المذكور بين عدة سجون منها أمن الدولة بملوي – أمن الدولة بالمنيا – ثم إلى سجن الفيوم ثم إلى سجن الوادي الجديد حتى    الآن .

وتقول أسرته  ( لقد قمنا من جانبنا بالعديد من التظلمات فتم الإفراج عنه عدة مرات ولكننا لم نتمكن حتى من رؤيته حيث كان يودع في أحد بنادر وزارة الداخلية ثم يعاد اعتقاله دون أن نراه أو نتصل به أو حتى نعرف السجن الذي ذهب إليه فنعاني المشقات المضنية للتعرف على مكانه وعندما نعرف مكانه نتحمل المشقات في الحصول على تصريح الزيارة من مجمع المحاكم بالقاهرة والذهاب إليه في سجن الوادي الجديد وتحمل المشقات في الزيارات والحوالات التي نرسلها إليه) .

  1. 13.صلاح يحيى رشوان :

مقيم بملوي – المنيا أعتقل في 20/9/1997 يقول الأب في رسالته :

( أبلغ من العمر 64 عاما وأتقاضي معاشا 82 جنيها ولي 4 أولاد  في مراحل التعليم المختلفة  لقد تم إخلاء سبيل أبني في          22 /11/1999 وكان موجودا بسجن المنيا العمومي ومنذ تلك الفترة لم أستدل عليه حتي الآن علما بأنني أجريت له عدة فحوصات طبية  علي أثرها تبين أنه مريض بالسكر ومصاب بالغدة الدرقية وتهتك في قاع العين اليسرى) .

  1. 14.عمر محمد شحات :

مقيم في مركز ناصر – بني سويف اعتقل في 25/10/1996 ومودع حاليا بسجن الوادي الجديد .

تقول الأم (  لقد تم اعتقال ابني بتاريخ 25/10/1996 ومازال رهن الاعتقال وابني هذا لم يصدر ضده أية أحكام جنائية أو سياسية وليس له أي انتماءات لأي جماعة أو حزب ونظرا لشدة حزني عليه فقد ابتلاني الله بشلل أقعدني عن الحركة نهائيا ولا أستطيع الحركة لرؤيته وأنا الآن بين يدي رحمة الله )

  1. 15.محمد عبد الحكيم عبد الغني محمد :

اعتقل في 14/3/1997 وهو موظف بالمجلس المحلي ومقيم بمركز سمسطا ببني سويف ، وتم اعتقاله بسجن دمنهور وتقول أسرته ( إنها عند قيامها بزيارته لا تتمكن من رؤيته وذلك لعدم وجود الإضاءة الكافية وعدم قدرة الأسرة أيضا علي مخاطبته لأنه يقف من وراء الحائط ، لذا أصبحت حالة الأسرة سيئة بعد اعتقاله فهو العائل الوحيد لها ونتيجة لاعتقاله تم فقد الحافز الإضافي وابتعاد الأقارب والأصدقاء عن أسرته ومرض بعض أولاده وتفتقد الأسرة القدرة علي علاجهم)

  1. 16.محمد علي عبد الهادي :

مقيم بجهينة سوهاج ، اعتقل في 10/7/1995 ، سجن دمنهور ، وتقول الأم في رسالتها :
( إنني أم عجوز حرمت من أبنها بدون أي ذنب لمدة ستة أعوام وأن ابني المعتقل كان يعمل مدرسا ونظرا لظروفنا المأساوية ولمرضي الشديد الذي أعاني منه ولوفاة زوجي  اضطر ابني المعتقل والمظلوم أن يأخذ إجازة بدون مرتب لإعالتي من مرضي والقيام بعمل  آخر غير عمله لتحسين الدخل وحتي يتمكن من شراء العلاج لي حيث إن والده متوفى من عام 1992 وهو ابني الأكبر والذي يعيش معي في منزل واحد واستمر هذا العمل حتى جاء اليوم المشئوم في 10/7/1995 ودق على الباب شخص وعرفني بأنه خفير نظامي يسأل عن ابني محمد فعرفته بأنه في جرجا ليعمل في عمل حر وهي خطوط تليفونات بالأجر فعرفني عند عودته ضروري يذهب إلى مركز جهينة لمقابلة ضابط المباحث فعندما جاء من عمله الساعة الثامنة مساء عرفته بما حصل فاستحم وأكل وذهب إلى مركز جهينة لمقابلة ضابط المباحث ، وهاهي كانت بداية المأساة من بعدها لم نر ابني حتى اليوم ، رغم إن ابني أثناء خروجه عرفني بأنه لن يتأخر بالليل وسيكون عندي ولكن للأسف مرت الأيام ومرت السنون وحتى الآن لم أتمكن من رؤية ابني الذي لا يشترك في تنظيمات أو أي جماعات أو أي شىء آخر غير العمل الذي كان يرزق منه هو وأسرته المكونة من زوجة وخمسة أفراد وأمه العجوز وكلهم في مراحل التعليم ما عدا أبنه محمود الذي ولد بعد اعتقال أبيه بستة شهور وحتى الآن الأب لا يرى ابنه شخصيا أو صورة له لعدم دخول الصور السجن ورغم الظروف والقسوة المادية التي تمر بها فلابد من الزيارات وتكلفنا كثيرا بالإضافة إلى الحوالات الشهرية فساعدوني في فك الحصار عن أبني المظلوم حتى أراه قبل أن أموت وأرجع إلى مثواى الأخير أمنيتي ودعائي في صلاتي وكل أوقاتي أن أرى ابني قبل مماتي وعشمي في الله سبحانه وتعالى أن يحقق مطلبي ويفرج عن ابني واللهم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ).

17. وفى رسالة معبرة عن حجم المعاناة والمشقة التي تعانيها أسر المعتقلين والسجناء أثناء الزيارة تأتى الرسالة التالية والتي أرسلها إلى المركز إحدى عشر أما وزوجة وعن خمسة عشر معتقلا بسجن الوادي الجديد وبتاريخ11/6/2001والتي جاء بها ما يلي :-

تحية طيبة وبعد

نعرض عليكم الآتي :-
( نحن أمهات المعتقلين بسجن الوادي الجديد نستغيث بالمسئولين من سوء المعاملة السيئة لأهالي المعتقلين حيث إنهم يسيئون معاملتنا سواء بالقول أو باللفظ السيئ البذيء ؛ حيث أن هناك .

موظفة تدعى ( ابتسام ) تقوم بإساءة التعامل مع  أمهات المعتقلين باللفظ البذيء السيئ السوقي وتتدخل فيما لا يعنيها حيث أن وظيفتها هي تفتيش السيدات ذاتيا فقط ولكنها تقوم بإرجاع الطعام إلى أمهات المعتقلين مرة أخري بعد إتمام تفتيشه والموافقة على دخوله من الموظف المختص .

وبالنسبة لسوء المعاملة الجديدة في هذه المرة بالنسبة للبوابات كانت العربة تدخل البوابة الأولى ثم البوابة الثانية وهذا فيه راحة لأهالي المعتقلين حيث إن البوابة الثانية تبعد مسافة كبيرة عن الأولى  وتوجد مشقة كبيرة في السير وذلك بالنسبة لأمهات تبلغن السبعين من أعمارهن فلماذا هذه المعاناة ألا تكفي المعاناة من فراق فلذات أكبادنا والبعد عنهم ونحن جاوزنا السبعين من العمر محتاجون للراحة وهدوء البال والزيارة مجهدة للغاية  حيث إن الأمهات يأخذن كل شئ من طعام لكي يعوضن أولادهن من الحرمان فكل هذه الزيارة يتم رفعها على رءوسهن والسير بها مسافات بعيدة لماذا هذا التعب والمشقة ؟! وبعد هذه المعاناة والتعب يرجع نصف الزيارة أو الزيارة كلها أرجوكم و أتوسل إليكم نيابة عن أمهات المعتقلين جميعهن أن تغيروا معاملتهم القاسية فلا نتحمل هذه المعاملة القاسية لأنتا لا نستطيع تحملها .

ومن ناحية أخرى و بالنسبة للضابط المسئول عن الزيارة يوم السبت الموافق 2/6/2001 يقول لأمهات المعتقلين كلاما يحطم نفسيتهم ( كفاية إنكم عارفين أنهم عايشين ) أفيدونا هل الذي يذهب إلى الوادي الجديد يذهب الى الموت هل أنتم أخذتموهم الى الوادي الجديد للقضاء عليهم !؟ هذا الكلام أصابنا بالذهول والإعياء فلا نكاد نصدق هذا الكلام أرجوكم أفيدونا بالصحيح هل أنتم أخذتموهم للتحفظ عليهم كما نعلم أم لموتهم !!؟

أما  بالنسبة للزيارة نفسها فيتم دخول 69 تصريحا أى 69 أسرة مرة واحدة والزيارة مدتها 5 دقائق أرجو من سيادتكم بالنسبة للمسئولين أن يتنكروا ويذهبوا لكي يروا ما يحدث أو ما نراه من عذاب ومرار فلا نسمع أصواتهم من الزحمة لا نراهم وخاصة وأن بعضهم مريض ويحتاج إلى دواء وعلاج للكلى وغيرها من الأمراض .

نسأل و تقول  لماذا لا يكون سجن الوادي الجديد ومعاملته مثل سجون باقي الجمهورية مثل وادي النطرون و دمنهور و أبو زعبل و الفيوم .

نرجو من السادة المسئولين أن يرحمونا من العذاب والمعاناة القاسية الشديدة وينقلوا أبناءنا الى سجن آخر غير الوادي الجديد .


الراسلات أمهات المعتقلين وهن :
1- كريمة محمد عبد الهادي           أم لثلاثة أبناء معتقلين بالوادي الجديد
2- أم هاشم خلف قاسم                أم لاثنين من المعتقلين بالوادي الجديد
3- فاطمة عبد الغني مرسي           أم لواحد من المعتقلين بالوادي الجديد
4- نادية عبد الفتاح عبد الباقي         أم لاثنين من المعتقلين بالوادي الجديد
5- هناء محمد رجب                   أم زوجة لواحد من المعتقل بالوادي الجديد
6- قاطمة محمود على                 أم لواحد من المعتقلين بالوادي الجديد
7- حسنية سيد محمود                 أم لواحد من المعتقلين بالوادي الجديد
8- سيدة عبد العزيز يوسف            أم لواحد من المعتقلين بالوادي الجديد
9- صباح عبد الحميد محمد           أم لواحد من المعتقلين بالوادي الجديد
10- هانم أحمد على                   أم لواحد من المعتقلين بالوادي الجديد
11- أنس سيد عبد الله                 أم لاثنين من المعتقلين بالوادي الجديد

* المشاكل الاقتصادية وفقد العائل الرئيسي للأسرة
18.حسين أحمد محمد روبي
اعتقل في 23/3/1992 وهو طالب ومقيم بمركز أبشواي بالفيوم وقد تنقل المذكور من بين عدة سجون استقبال طره – أبو زعبل – قنا العمومي ثم إلي الوادي الجديد حتى الآن ، وتقول الأسرة ” إنه العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة أخيه داخل المعتقل فقد كان المسئول عن أسرة أخيه وأمه وزوجته وطفله أيضا ولكن بعد اعتقاله طلبت زوجته الطلاق وتركت ابنه مع والدة المعتقل وهي سيدة مريضة ولا يوجد لها مصدر رزق ولا تستطيع تربيته أو الإنفاق عليه ورغم كل هذا فعندما تقوم الأسرة بزيارته تشعر بالأسى والإحباط نتيجة لفقد الأمل في خروجه وعند الانتهاء من الزيارة تقوم الأسرة بسماع صوت صرخات من المعتقل وقد ترتب علي هذا تشرد أسرة بأكملها وأصبح ابنه مهدداً بالانحراف ) .

19.خالد عبد العزيز قاسم
مقيم في عين شمس – القاهرة اعتقل في 7/4/1993 والمودع سجن وادي النطرون(2 ) وتقول أسرته ( هو مصاب بحساسية علي الصدر وأن المعاملة أثناء الزيارة تختلف من آن لآخر وكذلك بالنسبة للمعتقل ولكن أثر اعتقاله علينا بأن ألام  تعاني من كثرة المصاريف وهي أرملة ولا يوجد أي مصدر للمال إلا معاش الزوج وهو ليس بكثير ومنه تصرف علي زوجته وابنه من ناحية الملبس والمدرسة بالنسبة للبنت وهذا يكلفها الكثير فهي أيضا مريضة تعاني من مرض السكر والنقرس والضغط وتحتاج إلي علاج باستمرار بجانب مصاريف الزيارة فإن هذا كله مكلف جدا بالنسبة للأم وبالنسبة للزوجة فهي تعاني الكثير أيضا من ناحية مسئوليتها تجاه ابنتها وافتقادها لوجود زوجها فهذا يقلل من الناحية المعنوية والنفسية لها وأيضا بالنسبة للبنت فهي دائما مريضة نتيجة لبعدها عن والدها وزاد تأثير الاعتقال علي المعتقل نفسه فهو يعاني من البعد عن أسرته وزوجته وابنته خاصة وأن المعتقل من بعد الزواج بحوالي شهر أى أنه لم يلمس أبنته من يوم مولدها وهذا يكلفه نفسيا كثيرا وأيضا بعده عن أمه وكل هذا وهو لم يبلغ الثامنة عشرة وهو الآن عنده 27 عاما ) .

20. روبي محمود روبي محمد
اعتقل في 9/1993 وكان يعمل صيادا وهو متزوج ويعول وهو مقيم بعزبة عبد الرحمن إبراهيم وقد تم اعتقاله وأودع بسجن الوادي الجديد .

وتقول أسرته ( أنه كان العائل الوحيد لأسرته حيث ترك زوجته من غير مصدر رزق ولديه ولد وبنت في مراحل التعليم المختلفة ، وأصبحت زوجته غير قادرة علي تربيتهم بمفردها ؛ فضلا عن أنها تعاني آلام بالفقرات وأيضا فإن تأثير هذا الاعتقال امتد ليشمل المعتقل نفسه وذلك نتيجة لإحساسه بالظلم الذي وقع عليه ، وأدي ذلك إلي حرمانه من رؤية  أولاده وتربيتهم وأيضا حرمانه من رؤية والده قبل وفاته مع العلم أنه قد قام بعمل إقرار للتوبة أكثر من مرة  ولكن دون جدوي ) .

21 .  أحمد أحمد عبد الله محمد رمضان
مقيمم في  مركز سمسطا – بني سويف ، يعمل مدرسا ، اعتقل في 15/12/1994 ، مودع بسجن الوادي الجديد .

وتقول أسرته (  منذ أن تم اعتقاله من 7 سنوات فقد ترك الأب والأم وأربعا من أخواته البنات وزوجة وأطفالا وكان العائل الوحيد لهذه الأسرة هو الأب ولكن شاءت الأقدار وتوفى الأب وقامت الأم بدوره فأصبحت هي التي تقوم برعاية الأسرة وتدبير مصاريف الزيارة والحوالات الخاصة بالزيارة ولكن أيضا شاءت الأقدار أن تمرض هذه الأم وتقوم الأسرة بالإنفاق على علاجها كل ما تملك والقيام ببيع كل شئ وتداينت الأسرة ثم توفيت الأم وتركت زوجة ابنها وأبناءه وأربعا من أخواته البنات من غير عائل حيث إن العائل الوحيد لهذه الأسرة داخل المعتقل ويوجد بسجن بعيد ولا يمكن القيام بالزيارة له لأننا لا نملك مصاريف الزيارة . )

21. جمال سيد فرغلي سيد
اعتقل في 9/9/1997 وهو يعمل محاسبا بالأجر اليومي ومقيم بمركز ملوي – المنيا وقد تنقل المذكور بين عدة سجون منها أمن الدولة بالمنيا – الفيوم – الوادي الجديد حتى الآن وتقول أسرته ” لم يترك لنا من حطام الدنيا شيئا سوي جهاز العرس وليس لنا مصدر رزق فبعنا كل ما نمتلك من أجل لقمة العيش وتربيه الأولاد وعمل الزيارات لزوجي في السجن الذي يوجد به مما أرهق كاهلي وأضعف جسمي فاضطررت إلي العودة إلي بيت والدي المسن والموظف البسيط بالمعاش أنا وأولادي وها أنذا أعاني من العيش وقسوة الحياة أنا وأولادي ) .

  1. 22.    أحمد عبد الباسط عبد الحميد فريد .

اعتقل فى 11/7/1995 وهو طالب بكلية اللغة العربية الفرقة الرابعة والمقيم في مركز إدفو – سوهاج وقد تنقل المذكور بين عدة سجون ، الفيوم  ثم الوادي الجديد حتي الآن .

وتقول الأسرة ( تدهورت حالة  والده الصحية بشكل ملحوظ  حيث أصيب  بجلطة في شرايين القلب أدى ذلك إلي جلوسه في البيت بدون عمل ؛ ومن ثم أدي إلي سوء الحالة المادية للأسرة بالإضافة  إلي مصاريف السفر وتكاليف الزيارة وكل هذا والمعاملة أثناء الزيارة سيئة للغاية وغير آدمية ويقومون بضرب المعتقل وإهانته ومنعه من التحدث مع أهله ولا تزيد مدة الزيارة علي ثلاث دقائق وقد أثر كل هذا علي المعتقل وأدى إلى  شعوره بالإحباط المستمر نتيجة لبعده عن الأهل وعدم رؤيتهم وتدمير مستقبله العلمي بالرغم من تفوقه وبقائه في المدينة الجامعية لمدة ثلاث سنوات وسوء حالته الصحية وحرمانه من العلاج ).

23.إبراهيم علي بايزيد
اعتقل في 1997 وهو مقيم فى  سمسطا  بني سويف وهو مودع حاليا بسجن دمنهور .

وتقول رسالة الأسرة : ( عند زيارته في سجن دمنهور فالمعاملة لنا أثناء الزيارة جيده وكذلك بالنسبة للمعتقل ولكن الاعتقال أثر علينا بشكل فلا توجد أي موارد مالية إطلاقا وتعرضنا للتشتت والجوع وعري الأولاد ولا نري أي مستقبل ما دام الاعتقال قائما ومن الناحية الصحية فالأمراض ضيف دائم ومقيم بالتبادل مع الأولاد وأن المعتقل مصاب دائما بالفزع والقلق علي أسرته لأنه يعلم أن الحالة المادية لنا تحت الصفر بعشرين  )

24.ناصر محمد عبد الحافظ عثمان
مقيم  بروض الفرج – القاهرة ، اعتقل في عام 1993  وأودع بسجن وادي النطرون 2 .

تقول أسرته (إن المعتقل يشتكي من عجز بيده ، وأصابه الدرن ، والكلى غير مستقرة و المعتقل لم يترك للأسرة أي مورد رزق ولولا أصحاب القلوب الرحيمة ما وجدت الأسرة ثمن رغيف حاف ونحن لا نملك ثمن الزيارة له ولا نوفر له أي طلبات ، ومنذ أن تم اعتقاله ونحن في وضع سيئ ، أنا وابنتي التي دخلت المدرسة هذا العام وكم أنا عاجزة حتى عن شراء مجرد كراسة وقلم رصاص لها ولولا بعض الأقارب والجيران الذين يعطفون علينا من وقت لآخر لقتلنا الجوع وليس هناك أي جهة تقدم لنا أي مساعدة وإنني أتساءل – كيف لنا العيش والحياة دون عائلنا الوحيد بعد الله عز وجل وكيف لمن اعتقلوه أنهم لم يفكروا كيف ستكون حياة أهل هذا المعتقل وخاصة أنه عامل أرزقي وليس له رصيد أو دخل ثابت أو معاش وأسأل أيضا – ماذا فعل زوجي حتى يتم اعتقاله كل هذه السنوات دون جريمة أو ذنب وكيف يتم الإفراج عنه دون أن نراه ثم يعتقل ثم يفرج عنه ثم يعتقل ثم يفرج عنه كما هو واضح في شهادة الاعتقال وهذه الفترة ما بين الإفراج والاعتقال أين يكون ؟ أسئلة كثيرة يا سيدي أسألها ولا أجد من يجيب عليها وهل هذا الأمر قانوني وله قانون يحتكمون إليه وهل من العدل اعتقال إنسان برىء بشهادتهم ويفرج عنه ويعتقل أكثر من 10 مرات ومازال رهن الاعتقال ولا ندري إلى متى سوف يظل معتقلا .

سيدي – أليس من حقنا على بلدنا أنا وطفلتي أن توفر لنا ولو معاشا نعيش به لحين خروج زوجي وخاصة أنه لا تهمة عليه ولم يجرم في حق أحد سيدي آسفة للإطالة ولكن العنوان هو حقوق الإنسان .

فهل لنا أنا وزوجي وطفلتي حق يمكنكم المطالبة به نيابة عن أسرتي وهل ستجدون من يستمع إلى مطالبكم لنا فإن وجدتم من يستمع لكم في مطالبنا  الحقوقنا – الرجاء أن تسألوه ماذا فعل هذا الإنسان كي يؤخذ من بيته وطفلته الرضيعة ويؤخذ بعد منتصف الليل وبطريقة إرهابية ليلقى به في المعتقل من عام 1993 حتى اليوم .

وإذا كان في نظرهم مجرما أليس هناك تهمة ومحاكمة وحكم أم هو قانون جديد راح ضحيته زوجي وأنا وطفلتي وأي قانون هذا ؟! وكيف يطلق عليه قانون هذا الذي يحبس حرية الإنسان ويجعل أهله ينتظرون الأعياد والمواسم لكي يعطف عليهم الناس ، وأصبحت يده الآن عاجزة .

وفرضا يا سيدي لو خرج لنا كيف يعمل وهو في هذا الحالة الصحية إن أملي في الله كبير فهو أحكم الحاكمين وهو العدل وأعدل العادلين نسأله بعزته وجلاله أن يرحمنا برحمته الواسعة  ) .

·· المشاكل الاجتماعية
-محمد زكي محمد عبد العزيز
اعتقل في 27 / 1/ 1995 وكان يعمل مدرس ثانوي أزهري وهو مقيم بمركز سمسطا بني سويف وقد تنقل المذكور بين معظم سجون مصر حتي وصل إلي سجن الوادي الجديد  وتقول الأسرة ” إنه نتيجة اعتقال ابنها أدي إلي فقد بصر الأم من كثرة بكائها علي ابنها الذي أصبحت رؤيته صعبة عليها وفقدانها الأمل في خروجه حتي يظل إلي جانبها وأيضا أصبحت الأسرة في تهديد باستمرار من زوار الفجر الذين يقومون باقتحام منزل الأسرة يوميا دون مبرر واضح وتفتيش المنزل دون جدوي وأدي ذلك إلي  إصابة الأولاد بالصرع وبالتالي أصبحت الأسرة محطمة فقدت سمعتها بين الأهل والجيران واصبح المعتقل شخصا محطما نفسيا وجسديا ) .

26-خالد عبد الله علي عوض
اعتقل في 10/3/1993وهو يعمل مدرسا ومقيم بحدائق القبة بالقاهرة . وقد تنقل المذكور بين عدة سجون من سجن استقبال طره إلي سجن الوادي الجديد حتى الأن .

وتقول الأسرة ” لقد أخذته مباحث أمن الدولة من المنزل وبدون لحية ( ولم يكن  مربي ذقنه) وأخذتة دون أمر اعتقال بعد أن قدمنا لوزير الداخلية السابق عبد الحليم موسى شكوى انه ليس عنده أمر اعتقال ونطالب بالإفراج عنه وكان ذلك بعد 10/3/1993 بعد أيام من البحث قام الوزير بإصدار قرار اعتقال بدلا من الإفراج عنه دون أية اتهامات بل مجرد اشتباه فهل الاشتباه يستمر 7 سنوات بين المتهمين في القضايا مما يؤثر عليه تأثيرا سلبيا وكان هو العائل الوحيد للأسرة والذي يقوم بالإنفاق علي والديه ولكن نتيجة اعتقاله أصيب والده بذبحة صدرية وجلطة بالقلب وكان بالإنعاش ومرضت والدته أيضا أصيبت بجلطة في المخ أكثر من ثلاث مرات أدى إلي شلل الجزء الأيمن من الجسم وأصيبت بالسكر أيضا وغم كل هذه المعاناة التي لحقت بالأسرة إلا إنها تقوم بزيارته وتتكبد مشقة السفر حتي تراه لمدة خمس دقائق فقط من وراء الأسلاك ويقف بجانبه رجال الشرطة ويتم رجوع معظم الأدوية والأطعمة والملابس أيضا وعند الانتهاء من الزيارة يقومون بالتصفيق وبجيش لا يلتفت وراءه . وقد اثر هذا الاعتقال علي سمعته ومستقبله حيث تركته خطيبته وفقد شقته وفرصة عمل بالخارج بإحدى المدارس الخليجية وأيضا لم يستطع أخوه الحصول علي وظيفة محترمة بسبب اعتقال أخيه )

-رمضان عزوز أحمد سالم
اعتقل في 13/9/1996 وهو طالب ومقيم بالدوية ببني سويف وتم نقل المذكور بين عدة سجون من وادي النطرون  ثم إلي سجن الوادي الجديد حتى الآن وتقول أسرته ( نتيجة انتقاله إلي سجن الوادي الجديد وهو سجن بعيد عن مكان إقامة الأسرة حيث تستغرق مدة السفر إلي السجن أكثر من 24 ساعة وبالتالي فقد ساءت أحوال الأسرة المادية وذلك بسبب استنزاف أموالها في السفر وتجهيز الزيارة وأيضا إجراءات التقاضي التي تقوم بها الأسرة من التظلمات والالتماسات والفاكسات لوزير الداخلية ولرئيس الجمهورية ونتيجة لهذا الاعتقال فقد حدث نوع من العزلة بالنسبة لهذه الأسرة حيث يقوم جميع المعارف والجيران بالنفور والابتعاد عنها ، وقد  أصبحت سمعتها سيئة بسبب اعتقال ابنهم . ونتيجة أيضا للاعتقال فقد ساءت حالة المعتقل صحيا حيث أصابه العديد من الأمراض داخل السجن وأيضا نفسيا نتيجة لفقده الأمل في خروجه للحياة مرة أخري ) .

26.أحمد عبد الرحمن أحمد
مقيم في البدارى – أسيوط اعتقل في 3/9/1994 ، مودع حاليا بسجن أبي زعبل

تقول أسرته (  اعتقل بعد أن قبضت عليه مباحث أمن الدولة من منزله من وسط أبنائه وكان أكبرهم يبلغ من السن 10 سنوات وهم أربعة أبناء ولدان وبنتان وأحلف بالله لسيادتكم أنه لا علاقة له بأي تطرف ديني ولا إرهاب ولكنه أخذ بذنب أخيه الهارب محمد عبد الرحمن ولا نعرف عنه شيئا إن كان حيا أو ميتا فأرجو الإفراج عن زوجي الذي حرمنا منه هذه السنين الطويلة . أستحلف سيادتكم بأبنائكم الصغار أن تفرجوا عن زوجي لأنني عانيت كثيرا من التعب لأنني أعيش ابعد من أسيوط المدينة بحوالي 38 كيلو متراً وسجن زوجي بعيدا عني في القاهرة سجن أبي زعبل حيث تكون الزيارة 5 دقائق والمسافات بعيدة لا نستطيع الاطمئنان عليه ويأخذ إفراجات كثيرة ويرجع إلي السجن وأرسلت شكاوى عديدة إلي وزير العدل ووزير الداخلية ورئيس الوزراء لكن أحداً لم يرد علي .

وأنا ضاقت بي الدنيا وعبء الأبناء زاد على ، سواء في مدارسهم أو مشاكلهم ومصروفاتهم وزيارة والدهم التي تتكلف كل مرة نقودا كثيرة .

أرجو من سيادتكم حماية أولادي من الضياع وحماية أسرة كانت تعيش في يوم من الأيام سعيدة وفرحانة ومستقرة أصبحت الآن في ملل وضياع وحيرة وحزن حيث إنني مدرسة ابتدائي يعني أنا عاملة وأم مسئولة عن أسرة وزوجة حزينة علي فراق زوجها الذي قضي أياماً طويلة وسنين طويلة في السجن فهو والله لا ذنب له ونرجوا أن ينقل إلي سجن قريب في أسيوط ) .

27.عاطف أحمد برعي شمروخ
مقيم في قنا – فرشوط اعتقل في 20/12/1994 أودع بسجن وادي النطرون (1 ) وتقول أسرته ( تم القبض عليه بطريقة أفزعت الجميع وكان نائما وأخبرونا بأنها دواعي أمن وسوف يخرج وإلى الآن مازال معتقلا ،فإن لاعتقاله الأثر السيئ في النفوس والتعامل مع الأهل والأقارب والناس المحيطين به وأثر بالذات علي أخواته البنات في زواجهن . كما أثر علي أخيه الأصغر في تعليمه . هذا بجانب ما تركه في شخص والدته التي أصابها الوهن من عدم رؤية ابنها والاطمئنان عليه حتى أصابها المرض بسماعها أنه مريض بأزمات صدرية والقلق والخوف عليه وأصيب بالعمي من كثرة البكاء عليه وأصبحت قعيدة الفراش ) .

التوصيات

مما سبق عرضة نجد ان هناك العديد من المشكلات والآثار السلبية فرضتها ظروف الاعتقال أو السجن ، يعانى منها أهالي وأسر هؤلاء السجناء والمعتقلين ، ومن خلال ما تم عرضه فى الحالات النموذجية الواردة فى هذا التقرير نجد أن هناك فجوة كبيرة بين ما هو موجود شكلا من مؤسسات رعاية ومعاونة لأسر السجناء والمعتقلين وبين ما يترجم إلي واقع ملموس ؛  فبالرغم من وجود أطر تنظيمية ومؤسسات معنية بهذا الأمر نجد ان المشكلة لا تزال قائمة بل فى بعض الأحيان نجدها قد اتسعت وانتشرت بزيادة إعداد هؤلاء السجناء والمعتقلين وباستمرار الظروف المتردية داخل السجون والمعتقلات ووجود العديد من الانتهاكات المختلفة لحقوق هؤلاء الأسر .

لذا فإننا نرى أنه من الضروري إعادة تقييم وتطوير أداء وفاعليات هذه المؤسسات وحتى تؤدى الدور الرئيسي المنوط بها القيام به وعلى الوجه المطلوب فإننا نعرض فيما يلي أهم الملاحظات والتوصيات التي نخرجها من هذا التقرير وذلك على النحو التالي : –

1- نرى أنه من الضروري أن تستبدل النظرة القديمة إلى السجين من نظرة عدائية انتقامية إلى نظرة تسامح ورغبة في المساعدة ، حتي يتغير مفهوم العقوبة الذى كان يعتمد على مجرد الردع والقصاص إلى مفهومها الذى يستهدف الإصلاح والعلاج.وكما توصل كثير من الخبراء والباحثين فى العلوم الجنائية إلي الغرض الذى تستهدفه العقوبة السالبة للحرية هو تأهيل و إصلاح المحكوم عليه بمعنى إعادته للمجتمع مواطنا صالحا بعد ما يكون قد تسلح بما يمكنه من التصرف في أموره وكسب معاشه وتوفير فرص أفضل للاندماج ثانية فى المجتمع ومسايرته وتقبل نظمه ومعاييره.

2- ولا يجوز في معالجة السجناء أن يكون التركيز على إقصائهم عن المجتمع بل على نقيض ذلك ، يتم التركيز على كونهم يظلون جزءا منه. فى وقت تزداد فيه المعلومات عن تكوين الإنسان وطباعه وغرائزه والتركيب الاجتماعي الذى نتعرض له ، ومن ثم تظهر الضرورة الملحة لتحول النظرة إلي وظيفة السجون وبرامجها ومعاملة نزلائها.

3-يعتبر الاتصال بالعالم الخارجي جزء ضروريا من عملية إعادة التأهيل الاجتماعي وهو ما تنص عليه القاعدة 37 من قواعد الحد الأدنى في أن “يسمح للسجين، في ظل الرقابة الضرورية بالاتصال بأسرته و بذوى السمعة الحسنة من أصدقائه على فترات منتظمة بالمراسلة وبتلقى الزيارات على السواء”. ويجب اعتبار الاتصال بالعالم الخارجي حقا طبيعيا ليس مرتبطا بمكافأة أو عقوبة خاصة إذا كان الاتصال سيعود بنتائج إيجابية على المعتقل وعلى أسرته على حد سواء.  ويمكن اعتبار ذلك تطبيقا للمادة ‍‌(12) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذى يقرر أنه لا يجوز تعريض أحد إلى “تدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته”. وقد يكون ذلك أكثر أهمية وملبيا لحاجة المعتقل داخل السجن عنه في خارجه. وقد نصت القاعدتان 61‍ ، 79 على أن فكرة الاتصالات مع الأسرة ـ والمجتمع إذا أمكن ـ أكثر الأسس صلاحية لإعادة التأهيل الاجتماعي.

4-من أهم أساليب التأهيل الاجتماعي أن تعنى مصلحة السجون بحسن اختيار موظفيها من كافة الفئات والدرجات ؛ خاصة فيما يتعلق بالنزاهة والعدالة والإنسانية والصلاحية والكفاية المهنية ، وأن تحيى في ضمائرهم وأذهانهم ، كما في الرأي العام، بأن مهمة السجن مهمة اجتماعية جليلة الشأن ، وأن تستخدم لتحقيق ذلك كل الطرق والوسائل الميسرة.  ويجب أن يتم توجيهم إلى حسن معاملة أهالي السجناء والمعتقلين وتوفير سبل الراحة لهم فى ممارسة حقوقهم المشروعة .

2-  يمكن أن تلعب الهيئات غير الحكومية والتطوعية دورا له أهميته فى هذا الصدد ، فمن ناحية يمكن لجماعات المتطوعين الشعبيين والجهات المتخصصة فى الدفاع عن حقوق الإنسان أن تنسق فيما بينها وتصبح قوة ضخمة تمارس الأساليب الضاغطة والتصحيحية لبعض الأوضاع السلبية، وهم بذلك يساعدون على المحافظة على النظام العام والحريات العامة فى وقت واحد. ، من ثم فعلي منظمات المجتمع المدني أن تعى دورها كمنظمات توعية بدعم السلوك الإيجابي لدى الأفراد والدعوة الى المشاركة في الحياة العامة بشكل يجعل من الفرد وحدة فعالة ويجعل من المجتمع طرفا في عمليات اتخاذ القرار، ومن ناحية أخرى يقع عليها عبئ أخر وهى أن تقوم بدور معاون في تقليل الآثار السلبية في هذا الأمر وأن تسعى إلى علاج بعض المشكلات بشكل أو بآخر .

3-  تعديل القانون 369 لسنة 1956 بشأن  السجون بما يتلاءم مع قواعد الحد الأدنى لمعاملة السجناء والتي اعتمدها مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين عام 1955  .

4-  توجيه الاهتمام الخاص نحو المحافظة علي صلات المسجون بأسرته وفق ما تقتضيه مصلحة الطرفيين وتبعا لذلك ، ينبغي إعطاء القضاء الصلاحيات الوحيدة بإصدار الأحكام بفتح السجن أو إغلاقه أمام الزيارة بعد دراسة مستفيضة لامبررات التي تقدمها جهات الإدارة للقضاء ، وفتح جميع السجون المغلقة وهي ” ليمان أبو زعبل – شديد الحراسة – استقبال طره ”

5-  الإفراج عن جميع المعتقلين بشكل متكرر ، وهم الذين تم اعتقالهم بالمخالفة لأحكام القضاء ؛ حيث ينبغي الإفراج عنهم أو تبرئتهم من التهم المنسوبة إليهم ، احتراما لأحكام القضاء ونصوص القانون والدستور .

6-  استخراج تصاريح الزيارة الخاصة بالمعتقلين والسجناء بكل محافظة من وكلاء النائب العام أو من ينوبون عنه وعدم تمركزها في مجمع المحاكم ” شئون المعتقلين ”

7- إعطاء معاش استثنائي لأسرة المعتقل أو السجين بعد دراسة حالتها حتى خروج المعتقل أو السجين نظرا للظروف المادية التي تمر بها أسرته ، خاصة عندما يكون هو عائلهما الوحيد .
تأثير الاعتقال أو السجن على اسر السجناء والمعتقلين

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.